قام أحد الزملاء المسيحين بتنبيهى إلى هذا النص فى إنجيل يوحنا :

فى يوحنا 6: 42 : يقول اليهود : أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بابيه وامه. فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء.؟؟

والانجيل يوافقهم على انهم كانوا يعيشون معه ، فتخيل صديق لك يعيش حولك وتعرف أبوه وأمه ، وكنت تلعب معه وهو صغير ، وكنتم أصدقاء طفولة وشباب ، ثم فجأة وبعد أن تكبر أنت وهو ويصل عمركما 33 سنة - حسب الأناجيل - ، يقول لك صديقك : أنا الله !!!!! ولكن تجسدت فى هذه الصورة ؟؟؟ هل هذا مقنع حتى لطفل صغير ؟؟

لم افهم قولك "الان حتى اقتنعت " هل عندى مشاكل فى المتصفح؟؟

والفكرة ليس لها علاقة بالقرآن مطلقا ، فهى تتحدث عن تجسد إله .
معذرة أخى فرى مان ولكن ليبرر لنا الزملاء الاعزاء النص أولا ثم نتحاور فى القران.

احسنت اخى اتماكا , و فكرتك واضحة جدا و لا غبار عليها و حجة قرانية بليغة لا تقارن و هى تفسر بالفعل قيام حجة الله القاطعة على بنى اسرائيل بنبوة عيسى عليه السلام و براءة السيدة الطاهرة مريم العذراء سلام الله عليها و على الانبياء و القديسين فى كل زمان .
النموذج الانجيلى فى عرض قصة السيدة مريم عليها السلام اسلوب ساذج جدا لا يقنع طفلا , فحجة الله دائما قاطعة لا يمكن ردها و لا تقوم على شبهات , و تخفى المسيح بين القوم فى صورة ابن يوسف انما هو تاييد لادعاء اليهود فى انه دجل و كذب و لا يمكن ان يقنع احدا بعد ثلاثين سنة من انه تمت ولادته اعجازا من دون اب .
القران فقط وضح حقيقة الاعجاز الذى لم يستطع احد ان ينكره فى زمانه و هو اثبات المعجزة بمعجزة .
يعنى مثلا :
لو قلت لك :
اننى طرت من البرازيل الى طوكيو من غير واسطة فى ظرف خمسة دقائق .
و لكنك لم تر ذلك
و لكنى امام عينيك ادخل النار و لا احترق او اسير على الماء
فانك ستصدق عندها قدرتى على الطيران الاعجازية .
السيدة مريم عليها السلام كما اخبر القران اتت قومها تحمل طفلها
فمن الطبيعى ان يصاب الناس بالصدمة و يتهموها
الصدمة لانها معروفة عندهم بالتقى و التعبد و لكن دليل ادانتها فى يديها
و لن تستطيع قوة فى الارض اقناع الناس ببراءتها الا ظهور معجزة تصدم الناس مرة اخرى لتردهم الى وعيهم فيستفيقوا من الصدمة الاولى
فتكلم السيد المسيح عليه السلام فى المهد امام الناس جميعا
فعلم الناس ان القضية اعجازية
فبما ان الرضيع يتكلم فى المهد فلا غرابة ان يكون قد ولد من غير اب بالاعجاز الربانى .
القران قدم النموذج الصحيح و الواقعى فى براءة و طهارة السيدة مريم عليها السلام و ابطل ادعاءات اليهود , بينما النموذج الانجيلى فانه يمنح الشرعية المنطقية لرفض اليهود الايمان بالمسيح عليه السلام .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

هذا الموضوع، مثل الكثير غيره هنا، يجعلني أتساءل عن "عقل المؤمن" وكيفية عمله؟ فعقل المؤمن تراه مخدّر مغيّب تماماً عندما يتعلق الأمر بإيمانياته هو، وتراه يقظاً متحفزاً عندما يتعلق بإيمانيات غيره.

الموضوع الذي يتعرض له "أتماكا" هنا هو موضوع يقع بين بين وفي منزلة بين المنزلتين - كما تقول المعتزلة في غير هذا السياق-. "فأتماكا" يستنجد بالعقل كي يسخر من فكرة "تجسد الإله" في المسيحية، وفي نفس الوقت يتغاضى عن فكرة "الحبل بلا دنس" في القرآن الكريم وجميع الصفات "غير الطبيعية وغير العقلانية" التي خلعها كتاب المسلمين المقدس على شخص "السيد المسيح".

يريد "أتماكا" من القراء أن يهزلو معه ويسخرو من "فكرة التجسد" غير العقلانية، وينسى أن "إيمانياته" نفسها تضمنت الكثير من مفارقة للعقل في نفس الموضوع الذي يريد الهزل فيه. "فأتماكا" لا يستطيع أن يبتلع فكرة "الله المتجسد في رحم عذراء" ويستنجد بقوانين الطبيعة والعقل البشري في سبيل دحضها، ولكنه يبتلع بلذة فكرة "كلمة الله وروحه" و"نفخ الملاك في رحم السيدة العذراء" ويعتبرها كلام لا يأتيه الباطل لا من خلف ولا من قدام. فما الذي يحصل حقاً في عقل الإنسان عندما يؤمن ويتديّن؟ هل هو بيت "أبي العلاء" القديم القائل:
إثنان أهل الأرض: ذو عقل بلا
دين، وآخر ديّن لا عقل له ؟

لا أدري حقاً، ولكن الأكيد هو أن الدين لا يترك للعقل مجالاً إلا على هامشه البعيد. فوظيفة العقل في الدين هي "التبرير" "والترقيع": أعني العثور على "شواهد مادية عقلانية" تدعم بعض "المزاعم" الدينية من ناحية، ثم محاولة "ترقيع" الأفكار الغيبية من خلال بعض الحجج المنطقية. ويبقى الدين بعد كل ذلك عبارة عن "مخدرات" قل نظيرها من ناحية الجودة والنجاعة في تغييب الوعي الإنساني والفتك بالمنطق البشري.

-----------

على الهامش: أحياناً أقول لنفسي، هدفي في الحياة - بالنسبة لي على الأقل - واضح معروف قوامه أن أعيش حياة سعيدة (السعادة بمفهومها الشامل من حقوق ووواجبات). فهل من الضروري أن أكون منطقياً عاقلاً دائماً؟ وما الضرر لو اعتنقت شيئاً من الشعوذات الأسطورية (الديانات) إن كانت تستطيع هذه أن تدخل إلى حياتي بعض الأمل والألق في عالم مادي لا يرحم؟ ما الضرر من "المخدرات الخفيفة" اللطيفة؟ يا أنت الذي تحب السيجارة والكأس باعتدال ولا تريد عنهما بديلا.
لا مشكلة إلا واحدة هي "الطبيعة الشمولية للأديان" وقوة تخديرها التي تجعلها قريبة من "الهيروين والكوكايين" وليس من "السجائر الخفيفة والنبيذ الفرنسي". فآلهة الأديان آلهة متعبة متطلبة كثيراً، و"الخدر" الديني خدر قد يقتلعك من نفسك ويرمي بك على الأرجح إلى التهلكة إن لم يكن اليوم فغداً أو بعد غد. وهذا ليس على الصعيد الفردي فقط، بل لعله على الصعيد الجماعي أيضاً .. والأمثلة كثيرة.

واسلموا لي
العلماني

(07-01-2010, 11:11 AM)العلماني كتب:  هذا الموضوع، مثل الكثير غيره هنا، يجعلني أتساءل عن "عقل المؤمن" وكيفية عمله؟ فعقل المؤمن تراه مخدّر مغيّب تماماً عندما يتعلق الأمر بإيمانياته هو، وتراه يقظاً متحفزاً عندما يتعلق بإيمانيات غيره.

الموضوع الذي يتعرض له "أتماكا" هنا هو موضوع يقع بين بين وفي منزلة بين المنزلتين - كما تقول المعتزلة في غير هذا السياق-. "فأتماكا" يستنجد بالعقل كي يسخر من فكرة "تجسد الإله" في المسيحية، وفي نفس الوقت يتغاضى عن فكرة "الحبل بلا دنس" في القرآن الكريم وجميع الصفات "غير الطبيعية وغير العقلانية" التي خلعها كتاب المسلمين المقدس على شخص "السيد المسيح".

.....

واسلموا لي
العلماني

الزميل العلماني بالضبط هذا ما اردت قوله للزميل اتماكا في موضوع سؤال مثير، و الذي دفعني للمشاركة فيه هو قوله المستفز في احدى مداخلاته: محنة العقل عند النصارى.

بقي تصحيح بسيط و هي عقيدة الحبل بلا دنس. و هي لا تعني اطلاقا حبل مريم العذراء بقوة الروح القدس، بل تعني الحبل بمريم العذراء دون دنس الخطيئة الاصلية، مما يمهد لعقيدة الشراكة بالفداء.

تحياتي

(07-01-2010, 11:41 AM)observer كتب:  بقي تصحيح بسيط و هي عقيدة الحبل بلا دنس. و هي لا تعني اطلاقا حبل مريم العذراء بقوة الروح القدس، بل تعني الحبل بمريم العذراء دون دنس الخطيئة الاصلية، مما يمهد لعقيدة الشراكة بالفداء.

الزميل العزيز:
حسب معلوماتي البسيطة - وأرجو أن تصحح إن كان هناك إلتباس - فإن موت المسيح جاء لفداء البشر من الخطيئة الأصلية، والمشاركة في طبيعة المسيح للتخلص من آثار الخطيئة الأصلية يتم بالمعمودية.
فهل ما ذكرته يعني أن مريم عليها السلام كانت نقية من الخطيئة الأصلية سابقاً وكيف تم ذلك قبل الصلب والقيامة.؟
وشكراً