وهذه اضافة اخرى للموضوع. وليتبين ان النبي الذي كان ينتظره اليهود هو محمد لا غير. وسنكتفي فقط بالاستشهاد بتفسيرات اليهود المكتشفة في صحف البحر الميت، وهي من نفس الرابط الذي اشرت اليه في بداية الموضوع، واضعه هنا مرة اخرى ليسهل الرجوع اليه:
http://byubroadcasting.org/deadsea/book/ch...pter5/sec8.html
يقول الباحث، "Florentino Garcia Martnez"، انه من الواضح ان هذا النبي، طبقا لقصاصات الصحف المكتشفه، يأتي في آخر الزمان. ويوصف هذا النبي في صحيفة أخرى بمفسر الشريعة. ووصفوه أيضا ب"صولجان" الذي ورد ذكره في كتاب العدد 21:18. وقالوا ان الاية 16، من كتاب اشعيا في الباب 54 تنطبق عليه.
عند قرائتنا لكتاب العدد، الباب 21، نجد هذا الباب يتحدث عن احداث ماضيه، ولا يبدو ان فيها نبؤة، والاية التي اشاروا اليها هي:
عدد 21:18 بِئْرٌ حَفَرَهَا رُؤَسَاءُ حَفَرَهَا شُرَفَاءُ الشَّعْبِ ((بِصَوْلجَانٍ)) بِعِصِيِّهِمْ». وَمِنَ البَرِّيَّةِ إِلى مَتَّانَةَ
نلاحظ ان مصطلح الصولجان الوارد في الاية جاء بصيغة النكره، "صولجان". ممّا يعني انه ليس بالضرورة ان يكون نفس الصولجان الذي استعان به بنو اسرائيل، ولكن يشبهه بدرجة كبيرة أو مطابقه. فهذه الاية أولا وأخيرا تتحدث عن الماضي. ولعدم توفر المزيد من الصحف التي تشرح المعنى، فانه ليس من الواضح ما هو المعنى المقصود بالصولجان في نظر من كتب الصحف. والكلمة العبرية المستخدمة في هذه الاية، بحسب قاموس الملك جيمس، هي "khaw-kak" ووردت أيضا في كتاب القضاة في الاية 5:14، وتعني هنا قاضي أو مشرّع.
أمّا الاية 54:16 من كتاب إشعيا، وبالنظر الى سياق الايات في هذا الباب، وهي تتحدث عن احداث مستقبلية، فلابد ان يفهم ان المقصود هو النبي محمد (ص) لا أحد سواه. وهذه هي الايه:
54:16 هَا أَنَا قَدْ خَلَقْتُ الْحَدَّادَ الَّذِي يَنْفُخُ الْفَحْمَ فِي النَّارِ، وَيُخْرِجُ أَدَاةً يَعْمَلُ بِهَا، وَأَنَا الَّذِي خَلَقْتُ الْمُهْلِكَ الْمُدَمِّرَ.
بغض النظر عن المعاني المستخدمة في الاية، ولسنا هنا بصدد تفسيرها، ولكن نستشهد فقط بما قالوا. ولا نعرف كيف فهمها من كتب الصحف، أو على أي اساس قالوا انها تنطبق على النبي الآتي آخر الزمان، ولكن من قراءة الايات الاخرى في هذا الباب، نستطيع ان ندرك ان المقصود بالنبي هو محمد (ص). هذا مع العلم ان مصطلح "الحداد" ورد هنا بصيغة المعرفه "الحداد"، بخلاف مصطلح الصولجان الوارد في كتاب العدد!
وهذه هي الاية الاولى من الباب:
54:1 تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تُنْجِبْ، أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ وَالْهُتَافِ يَامَنْ لَمْ تُقَاسِي مِنَ الْمَخَاضِ، لأَنَّ أَبْنَاءَ الْمُسْتَوْحِشَةِ [المهجورة] أَكْثَرُ مِنْ أَبْنَاءِ ذَاتِ الزَّوْجِ، يَقُولُ الرَّبُّ.
أمّا العاقر التي لم تنجب فهي "مدينة" وليست "إمرأة"، كما يفهم من الايات الاخرى. والمقصود بها هنا مكة المكرمة. ومكة لم يرسل اليها أي رسل، فهي لم تنجب.
وتستخدم الترجمة العربية مصطلح "المستوحشة" في العبارة "لان ابناء المستوحشة أكثر من ابناء ذات الزوج"، ولكن هذا المصطلح لا يستخدم في التراجم الاجنبية! ويستخدمون عوضا عنه مصطلح "المهجورة" أو "المنبوذة"، لتصبح العبارة "لان ابناء المهجورة أكثر من ابناء ذات الزوج"
والمقصود بالمهجورة هي هاجر أم اسماعيل، وابنائها العرب أكثر من ابناء ذات الزوج، سارة، كما هو واضح في الاية.
ومكة أيضا تعهد الله بحمايتها، "لا يحالف التوفيق أي سلاح صنع لمهاجمتك" (54:17). وكما هو معلوم، فانه لم يتمكن أحد من احتلال مكه. عندما اراد ابرهة الحبشي مهاجمة مكة، هلك هو وجيشه. وعندما اراد الاسكندر المقدوني غزو الجزيرة العربية، ومكة من ضمنها، مات وهو شاب!
ويقول مفسري الكتاب المقدس ان المقصود بالمدينة في هذا الباب هي القدس! ولكننا نرى القدس "وكالة من غير بواب". لا تتمتع بأدنى حصانة إلهية، من زمن نبوخذنصر الى دولة اسرائيل المؤقته، وهي زائلة لا محالة.
ونسأل: هل هي مصادفة أن نجد ما توصل اليه من كتب الصحف قبل 100 سنة من الميلاد ينطبق الى هذا الحد على النبي محمد؟
المجد الآتي
اشعيا 54:1 تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تُنْجِبْ، أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ وَالْهُتَافِ يَامَنْ لَمْ تُقَاسِي مِنَ الْمَخَاضِ، لأَنَّ أَبْنَاءَ الْمُسْتَوْحِشَةِ [المهجورة] أَكْثَرُ مِنْ أَبْنَاءِ ذَاتِ الزَّوْجِ، يَقُولُ الرَّبُّ.
2 وَسِّعِي فَسْحَةَ خَيْمَتِكِ وَابْسُطِي سَتَائِرَ مَسَاكِنِكِ، لاَ تُضَيِّقِي. أَطِيلِي حِبَالَ خَيْمَتِكِ وَرَسِّخِي أَوْتَادَكِ،
3 لأَنَّكِ سَتَمْتَدِّينَ يَمِيناً وَشَمَالاً، وَيَرِثُ نَسْلُكِ أُمَماً وَيُعْمِرُونَ الْمُدُنَ الْخَرِبَةَ،
4 لاَ تَجْزَعِي لأَنَّكِ لَنْ تَخْزَيْ، وَلاَ تَخْجَلِي لأَنَّهُ لَنْ يَلْحَقَ بِكِ عَارٌ، فَأَنْتِ سَتَنْسَيْنَ خِزْيَ صِبَاكِ، وَلَنْ تَذْكُرِي مِنْ بَعْدُ عَارَ تَرَمُّلِكِ.
5 لأَنَّ صَانِعَكِ هُوَ بَعْلُكِ، وَالرَّبُّ الْقَدِيرُ اسْمُهُ، وَفَادِيكِ هُوَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي يُدْعَى إِلَهَ كُلِّ الأَرْضِ.
6 قَدْ دَعَاكِ الرَّبُّ كَزَوْجَةٍ مَهْجُورَةٍ مَكْرُوبَةِ الرُّوحِ، كَزَوْجَةِ عَهْدِ الصِّبَا الْمَنْبُوذَةِ، يَقُولُ الرَّبُّ.
7 لَقَدْ هَجَرْتُكِ لَحْظَةً، وَلَكِنِّي بِمَرَاحِمَ كَثِيرَةٍ أَجْمَعُكِ.
8 فِي لَحْظَةِ غَضَبٍ جَامِحٍ حَجَبْتُ وَجْهِي عَنْكِ، وَلَكِنِّي بِحُبٍّ أَبَدِيٍّ أَرْحَمُكِ، يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكِ.
9 لأَنَّ هَذَا الأَمْرَ نَظِيرُ أَيَّامِ نُوحٍ، حِينَ أَقْسَمْتُ أَنْ لاَ تَعُودَ مِيَاهُ طُوفَانٍ تَفِيضُ عَلَى الأَرْضِ، كَذَلِكَ أَقْسَمْتُ أَنْ لاَ أَغْضَبَ عَلَيْكِ أَوْ أَزْجُرَكِ.
10 إِنَّ الْجِبَالَ تَزُولُ وَالتِّلاَلَ تَتَزَحْزَحُ، أَمَّا رَحْمَتِي الثَّابِتَةُ فَلاَ تُفَارِقُكِ، وَعَهْدُ سَلاَمِي لاَ يَتَزَعْزَعُ، يَقُولُ الرَّبُّ رَاحِمُكِ.
11 أَيَّتُهَا الْمَنْكُوبَةُ وَغَيْرُ الْمُتَعَزِّيَةِ، الَّتِي اقْتَلَعَتْهَا الْعَاصِفَةُ، هَا أَنَا أَبْنِي بِالأُثْمُدِ حِجَارَتَكِ، وَأُرْسِي أَسَاسَاتِكِ بِالْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ،
12 وَأَصْنَعُ شُرَفَكِ مِنْ يَاقُوتٍ، وَأَبْوَابَكِ مِنْ حِجَارَةِ بَهْرَمَانَ، وَكُلَّ أَسْوَارِكِ مِنْ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ
13 يَكُونُ جَمِيعُ أَبْنَائِكِ تَلاَمِيذَ الرَّبِّ، وَيَعُمُّهُمْ سَلاَمٌ عَظِيمٌ.
14 بِالْبِرِّ يَتِمُّ تَرْسِيخُكِ، وَتَكُونِينَ بَعِيدَةً عَنْ كُلِّ ضِيقٍ فَلَنْ تَخَافِي، وَنَائِيَةً عَنِ الرُّعْبِ لأَنَّهُ لَنْ يَقْتَرِبَ مِنْكِ.
15 فَإِذَا حَشَدَ عَدُوٌّ جُيُوشَهُ لِقِتَالِكُمْ، فَلَنْ يَكُونَ ذَلِكِ بِأَمْرٍ مِنِّي، لِهَذَا أَقْضِي عَلَى كُلِّ مَنْ يُعَادِيكُمْ وَأَحْمِيكُمْ
16 هَا أَنَا قَدْ خَلَقْتُ الْحَدَّادَ الَّذِي يَنْفُخُ الْفَحْمَ فِي النَّارِ، وَيُخْرِجُ أَدَاةً يَعْمَلُ بِهَا، وَأَنَا الَّذِي خَلَقْتُ الْمُهْلِكَ الْمُدَمِّرَ.
17 لاَ يُحَالِفُ التَّوْفِيقُ أَيَّ سِلاَحٍ صُنِعَ لِمُهَاجَمَتِكِ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَتَّهِمُكِ أَمَامَ الْقَضَاءِ تُفْحِمِينَهُ، لأَنَّ هَذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ، وَبِرُّهُمُ الَّذِي أَنْعَمْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ»، يَقُولُ الرَّبُّ