لاحظت من استعراض بعض المواضيع في الأرشيف، ومن الدردشات في الكواليس، أن الكثير من زملائنا الكرام ينأون بأنفسهم عن الوصم بالأيدولوجيا وكأنها قد غدت سبة العصر أو دونها بقليل.
مع ملاحظتي أننا قد مررنا بعهد ليس ببعيد، قل فيه من لا ينسب لنفسه أيدولوجيا أو ينسب نفسه لها.

ما سر هذا الانقلاب في الراي العام عند شريحة من الناس؟

ما هي الأيدولوجيا؟ ولم هي سيئة في نظر البعض؟ أو جيدة في نظر آخرين؟ أو رمادية في نظر غيرهم؟ أو مجرد وسيلة في نظر غيرهم؟

أحب أن نتباحث هنا قليلا مع من يعنيه الأمر، علنا نخرج بتصور واضح عمّا للأيدولوجيا وما عليها!

تحية للجميع ستكون هذه اول مشاركة لي بهذا المنتدى

موضوعك اخ خالد جدير بالمناقشة

الايديولوجيا او كما يحب بعض العرب ان يترجمها الادلوجة يختلف فهمها حسب سياقها المعرفي فهي علم الافكار اذا استعملنا الترجمة الحرفية من اللاتينية كما هي الوهم والتضليل بتعبير ماركسي كما هي رؤية للعالم في رايي مهما ادعينا لا ايديولوجيتنا فنحن ايديولوجين بمعنى ما لكل رؤيته الفلسفية حتى ولو وهما للعالم في الايديولوجي يتقاطع الوهم والمعرفي العلمي انها رؤيتي للعالم هذه ايديولوجيتي

ويظل استعمال الكلمة رهين بسياقها المعرفي

اتمنى ان اكون حاولت ان اتفاعل معك اخي خالد



تحياتي

الزميل العزيز ديميتروس،

قد زادنا الشرف، وامتلأءت بالغبطة والحبور إذ شرفتناي في موضوعي في أول محطاتك في النادي.

أهلا بك وسهلا هنا، وسنعود للتفصيل في موضوعنا بعد ملاحظة آراء الزملاء الكرام.

فالايديولوجيا هي ذلك الغشاء الرقيق الذي يجمع كل ما نحمل من افكار
، مهما كانت علمية او غيبية ، في داخله . انها ( الايديولجيا ) الحامل غير المرئي لما نحمل من معتقدات . ومن يعتقد بانه بعيد بفكره عن الالتصاق بنمط او بآخر من الادلجة فهو واهم .

خالد

الايديولوجيا كمنظومة مترابطة من الافكار تحاول ان تعطى اجابة واسعة او اجابة كلية ...ايجابيتها وسلبيتها فى نفس اللحظةانها تجعل الكون شىء بسيط ويمكن فهمه بل ويمكن الاجابة على كل شىء ضمن لوحة تصورات مسبقة ( الايديولوجيا )

انا شخصيا لم يكن يتقبل عقلى ولا زال اى اى منظومة من هذا القبيل على الاطلاق ... لا اعرف لماذا.. لم اتحمس لاى شىء... رغم قدرتى على استخدام انتقائى لها جميعا

لكن لا اعتقد ان المشكلة هنا فموضوع رفض الايديولوجيا والحديث عن مرحلة ما بعد الايديولوجيا اصبح شيئا قديما نسبيا ظهر فى مرحلة الستينات والسبعينات كنوع من خيبة الامل من الايديولوجيات الفكرية التى ظهرت وبنشاط فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين

بل المشكلة الان فى وضعية ما بعد الحداثة وبسبب حالة الاغتراب الانسانى الشديدة و كثافة المعلومات ( فكثرة المعلومات ليست مفيدة بالضرورة ) والتبادل الثقافى وانتقال الفكر من مفكرين موسوعين وفلاسفة مرتبطين بقوى اجتماعية لاكاديميين ومراكز ابحاث ووسائل اعلام كثيفة ومربكة ...الوضعية الخطيرة هى نشوء ظاهرة غياب اليقين وغياب الاعتقاد فى اى شىء واى ثوابت على الطلاق ( تحدث عملية طحلبة للانسان وتحويله لكائن استهلاكى سطحى )

تحية مرة اخرى

يبدو ان لا احد يتبرا من الايديولوجيا لذلك لا يمرون هنا ، الكل يمارس الايديولوجيا والادلجة كما نفعل في موضوعك العالمانية عزيزي خالد.


تحياتي

أوافق الأخ فضل أن تيارات ما بعد الحداثه لها توجهه رافض للأنساق الفكريه الشموليه أو الحكايات الكبرى كما أطلق عليها الفيلسوف الفرنسي ليوتار... فهذا التوجهه يعلن عن سقوط الحتمي في العلوم الطبيعيه و التاريخ و بالتالى يرفض الخط التصاعدي للتقدم الحضاري.. كذلك يعلن هذا التيار عن نهايه فكره الحريه و العقلانيه بعد الحروب و الأنظمه الشموليه التي أبتليت بها البشريه في القرن العشرين...

أما في ساحتنا العربيه..فالملاحظ أن أكثر من يردد مصطلح ال ميتا-أيدولوجيا هم المنتمين الى معسكر الليبراليون الجدد...رغم أن الليبراليه هو توجه سياسي إجتماعي و أقتصادي المكون لبناء أيدولوجي...

أن المعسكر الرافض للأيدولوجيا منتمي لما يسمى بالليبراليون الجدد...رغم أن الليبراليه هو توجه سياسي إجتماعي و أقتصادي المؤطر لقالب أيدولوجي واضح..

هل هناك أيدولوجيا حجرية وأيدولوجيا ميتة؟

التوقيت ظلمك وظلم موضوعك خالد (f)

كيف لنا أن نترك هذا الجمال ونركض خلف غبار القرون؟

نعود .. أرجو :)

(f)

تحياتي خالد ..

أستطيع الإدعاء – كفضل - بأنني استطعت طويلا أن أبتعد عن الأدلجة ، ربما لهذا السبب تراه توأمي الفكري على حد تعبيرك ، وهذا يشرفني بكل تأكيد (f)

لا أدري ، لكن ربما في ملاحظتك اشارة ما لفكر معين أو لمنظومة أفكار جملة .. وربما – باعتقادي – أن لتبعات زلزال بغداد أثر كبير في انهيار الكثير من المنظومات الفكرية التي وجدت نفسها طوعا او كرها عرضة إما للتهميش أو للاحتواء القسري لما يمكن تسميته " النظام العالمي الجديد " ..

وكون الحديث عن أنتونيو جرامشي .. فجرامشي يرى أن المثقف " العضوي " كما يقول يرتبط بصورة أو بأخرى بالمشاريع التي تستخدم المثقف لإحكام سيطرتها و (( وهيمنتها )) واكتساب المزيد من السلطة ..
وهذا لا يتم إلا عن طريق " أيديولوجيا " قادرة على ربط هذا المثقف بها ..
وبالتالي تصبح آلية " حشد " أكثر منها منتجا فكريا أصيلا ، وهو ما يسبب بزوغها واضمحلالها معا تبعا لبزوع واضمحلال الآلية ذاتها .. ويمكن أن نستدل باتجاهات معينة طغت ثم اضمحلت : الفكر القومي ، الشيوعية ، الفكر الإسلامي ( رغم أنه لا يزال يقاوم ) .. ثم الليبرالية ذاتها ...

ربما بعضنا لا يريد أن يكون مثقف عضوي .. أو لم يعد يريد ذلك .

لا أريد أن أحشر رأسي في حذاء أحدهم .. هكذا ببساطه :)

تحياتي لك


(f)