قال مرة نبي الاسلام :
حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لن ينجي أحدا منكم عمله
صحيح البخاري رقم 5982
http://hadith.al-islam.com/Display/Display...?Doc=0&Rec=9664
نبي الاسلام يقرر ان الاعمال لن تدخل احدا الجنة ، وهذا صحيح انه ليس بالاعمال ، ولكن كيف لا يستطيع نبي الاسلام ان يثق ان يذهب في آخرته ؟؟
لان ليس لديه مفاتيح ملكوت السموات .
قال يسوع المسيح :
" ايها الآب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك احببتني قبل انشاء العالم"
( يوحنا 17 : 24)
نعم الرب يسوع المسيح يعرف الى اين يمضي ، وهو الذي قال على الصليب :
"الحق اقول لك اليوم تكون معي في الفردوس " ( لوقا 23 : 43)
نعم فالمسيح يعرف الى اين يمضي ، ولكن ماذا عن البشر ، هل نستطيع ان نذهب الى حيث ذهب هو ؟؟؟
هل يستطيع الانسان الخاطيء ، ان يذهب حيث يكون القدوس ؟؟؟
يقول الكتاب المقدس :
"كل من يفعل الخطية يفعل التعدي ايضا.والخطية هي التعدي."
( يوحنا الاولى 3 : 4)
اذا يا عزيزي كل من يفعل الخطية فهو يوجه تعديا صريحا ضد الله نفسه .
" لان من حفظ كل الناموس وانما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل ، لان الذي قال لا تزن قال ايضا لا تقتل.فان لم تزن ولكن قتلت فقد صرت متعديا الناموس."
(رسالة يعقوب 2 : 10 - 11)
اذا فالخطيئة بحسب الكتاب المقدس ، ليس مخالفة مرورية تدفع ثمنها وينتهي الامر ، هي ليست مخالفة وكسر وصية ، هي تعدي موجه ضد ذات الله ( الذي قال لا تقتل وهو الذي قال لا تزن )
هل اعطى الله الناموس لكي تعمل به وتحيا ، نعم هذا ما قاله الله في الشريعة ، وكرره المسيح ايضا :
"25 واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلّم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية.
26 فقال له ما هو مكتوب في الناموس.كيف تقرأ.
27 فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك.
28 فقال له بالصواب اجبت.افعل هذا فتحيا."
( لوقا 10 : 25 - 28)
ان الباب مفتوح على مصراعيه ، لاي انسان ، افعل هذا فتحيا ، افعل هذا بدون ان تخطيء في واحدة فقط ، وقد حاول الناس على مدي تاريخ البشرية ، حاولوا ويحاولون وسيحاولون ، ولكن بولس لخص تجربة البشرية كلها ، انه مهما حاول الانسان فانه سوف يفشل .
لقد اكتشف كل رجال الله القديسون ، ان بالناموس كان معرفة الخطية ، اكثر منه التزاما بشريعة ( اقرب ما يمكن ان يقال عنها انها السهل الممتنع ) .
"19 ونحن نعلم ان كل ما يقوله الناموس فهو يكلم به الذين في الناموس لكي يستد كل فم ويصير كل العالم تحت قصاص من الله.
20 لانه باعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه.لان بالناموس معرفة الخطية
21 واما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والانبياء.
22 بر الله بالايمان بيسوع المسيح الى كل وعلى كل الذين يؤمنون.لانه لا فرق.
23 اذ الجميع اخطأوا واعوزهم مجد الله.
24 متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح"
( روميه 3 : 19 - 24)
الله يقول افعل الناموس فتحيا به
والكتاب يشهد ان الجميع حاولوا ان يفعلوا الناموس واكتشفوا رغم سهولة الامر ، انهم لم يستطيعوا ان يعيشوا بحسبه ، وبالتالي فالناموس اصبح كاشفا للخطية ، لان الانسان لم يستطع الالتزام بالوصية .
لقد اخذ آدم وصية واحدة فقط من الله ( لا تأكل من الشجرة ) فهل استطاع آدم ان يحفظ الوصية ؟؟؟؟
الان امام الانسان ( عشرة وصايا ) فهل استطاع الانسان ان يحفظهم بدون تعدي على ذات الله في واحدة منهم ؟؟؟؟
فكما ترى يا عزيزي القاريء هذا هو حال الانسان ، وكان لابد من حل هذه المعضلة ، ولم يكن هناك طريق واحد سوى الصليب .
هل كان الصليب لان الله عاجز عن الغفران للانسان ؟؟؟
لا بل الصليب لان الانسان عاجز عن ان يصل الى الله ، وفي الصليب استعلان غفران الله للانسان .
وهذا ما سوف اقوله لك في المداخلة القادمة .
مع تحياتي ومحبتي
:97: