{myadvertisements[zone_3]}
fady
عضو متقدم
المشاركات: 640
الانضمام: Nov 2004
|
أنت تسأل و قداسة البابا شنودة يجيب
س21 : هل ضد لاهوت المسيح انه كان يصلي وانه كان يتعب ؟ كيف نفسر صلاته وتعبه وامثال تلك الامور ؟
ج:
أصحاب هذا السؤال يركزون علي لاهوت المسيح , وينسون انه ليس مجرد اله فقط , وإنما اخذ طبيعة بشرية مثلنا , ناسوتا كاملا بحيث قال عنه الكتاب " انه شابهنا في كل شيء ماعدا الخطية " ( عب 2 : 17 ) ولولا انه اخذ طبيعتنا , ما كان يوفي العدل الإلهي نيابة عنا .
انه صلي كانسان وليس كاله ....
لقد قدم لنا الصورة المثلي للإنسان . ولو كان لا يصلي , ما كان يقدم لنا ذاته مثالا . لذلك صلي ...
وفي صلاته علمنا ان نصلي وعلمنا كيف نصلي .
وأعطانا فكرة عملية عن أهمية الصلاة وقيمتها في حياتنا .. وفي بعض صلواته – كما في بستان جثسيماني - عرفنا كيفية الجهاد في الصلاة ( لو 22 : 44 )
ولو كان المسيح لا يصلي , لاعتبرت هذه تهمة ضده .
ولأعتبره الكتبة والفريسيون بعيدا عن الحياة الروحية , وصار لهم بذلك عذر في أن لا يتبعوه , إذ ليست له صلة بالله !
وبنفس الطبيعة البشرية كان يتعب ويجوع ويتألم .
لأنه لو كان لا يتعب ولا يجوع ولا يعطش ولا يتألم , ولا ينعس ولا ينام , ما كنا نستطيع أن نقول انه ابن الإنسان , وانه اخذ الذي لنا , واخذ نفس الطبيعة المحكوم عليها بالموت , لكي بها ينوب عنا في الموت , ويفدي الإنسان .....
انه لم يتعب كاله , فاللاهوت منزه عن التعب .
ولكن هذه الطبيعة البشرية التي اتحد بها لاهوته , والتي لم ينفصل عنها لحظة واحدة ولا طرفة عين , هي التي تعبت , لأنها طبيعة قابلة للتعب ...
والسيد المسيح لكي يكون تجسده حقيقة ثابتة , يمكنها القيام بالفداء , سار علي هذه القاعدة :
لم يسمح أن لاهوته يمنع التعب عن ناسوته .
وذلك لكي يدفع ثمن خطايانا , ويكفر عن خطايا الشعب ( عب 2 : 17 ) .
ونحن نشكره إذ تحمل التعب والألم لأجلنا.
وبتعبه قدس التعب وصار كل إنسان يكافأ بحسب تعبه ( 1كو 3 : 8 )
|
|
05-26-2005, 05:03 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
fady
عضو متقدم
المشاركات: 640
الانضمام: Nov 2004
|
أنت تسأل و قداسة البابا شنودة يجيب
س22 : بما ذا تفسر الصدام الذي كان بين أقباط المهجر والسادات , رغم أن كلا منهما يمثل تيار يمينيا رأسماليا , وكلاهما أيضا يوافق علي المعاهدة مع إسرائيل ؟ ( السؤال للكاتب محمود فوزي عام 1992 م )
ج:
لا .... هذه المسألة ليست مسألة المعاهدة مع إسرائيل وحدها , ولكن المسألة هي بعض الاعتداءات علي الأقباط ولم تأخذ نصيبها من الاهتمام .... يعني مثال ذلك : افرض أن الكنيسة احترقت في مصر ولم يحدث أي تحقيقي في حرقها , ومن المعروف أن وسائل الإعلام في الخارج منتشرة انتشار كبيرا عن طريق مراسليها في مصر .... ولا أكون مبالغا علي الإطلاق لو قلت لك أن هناك أمور قد تتعلق بالأقباط وتحدث في مصر ولا نعرف عنها نحن إلا حينما تنشرها إذاعة في الخارج قبل أن نعلم نحن !! .... نعم قبل أن اعلم أنا شخصيا !!
وقد حدث هذا فعلا ذات مرة , وكان ذلك عام 1980 حيث حدث اعتداء علي كنيسة مار جرجس في غيط العنب بالإسكندرية , و الشخص الذي أراد أن يلقي عليها القنبلة انفجرت فيه وهو الذي مات , وأعلن السادات ذلك في بيان في مجلس الشعب في يناير عام 1980 , وفي نفس الوقت كانت هناك قنبلة في كنيسة مار جرجس في سبورتنج بالإسكندرية أيضا , وقد قذفها شاب بقدمه فبترت بعض أصابع قدمه
وقد حدث يومها أن صليت عيد الميلاد في مصر وخرجت من القداس الساعة الرابعة صباحا ثم ذهبت لأنام , وفي الصباح اتصل بي البعض من أمريكا يهنئوني بالعيد ويقولون لي : إيه رأيك فيما حدث في كنيسة سبورتنج وكنيسة مار جرجس اللي أترمي عليها قنابل ؟!
يعني المراسلون الصحفيون والذين يعملون في وكالات الأنباء في الخارج يستطيعون أن يوصلوا الأخبار في دقيقتها وتنشر في الإذاعة هناك قبل أن تصل إلينا .... يعني قبل أن تصل من الإسكندرية للقاهرة تكون وصلت من الإسكندرية لنيويورك والي استراليا , بطرق التلكس والفاكس والتليفون , فكل وسائل المواصلات أصبحت ميسرة , ولكن للأسف الشديد السادات في بعض الأوقات كان يثق أن الأقباط هنا يقولون للأقباط في المهجر كلاما فيه إثارة , ولكن ذلك كلام غير معقول فوكالات الأنباء تستطيع أن توصل الخبر إليهم قبل أن نعرفه نحن.
ورأي انه ليس من الصالح حين يحدث أمر من هذا النوع ولا يعالج في حينه مباشرة .....فلو عولج وبسرعة فلا يمكن أن يكون موضع انتقاد ...
يعني مثلا في احدي المرات حرقت كنيسة أثرية عندنا هنا في مصر القديمة في منطقة اسمها قصرية الريحان , وكل ما نشر عن أسباب حريق هذه الكنيسة هو محاولة أن تكون شمعة أو ماس كهربائي , ولا تحقيق علي الإطلاق ولا ضبط أي جاني ولا حتى كلمة عزاء توجه إلينا , بدليل بعد ما انهارت الكنيسة تماما من علي وجه الأرض , بعدها بأسبوع أو بأسبوعين اشتعلت النار مرة ثانية لدرجة أنهم استعانوا بالمطافئ لأنه كان هناك ( powder ناسف ( بودرة تشتعل بمجرد تعرضها للهواء ) انكشف وشم الهواء فاشتعل من جديد ... واشتعل في البقايا , في عرق خشب أو أشياء من هذا القبيل
فالكنائس القديمة نسبة الخشب فيها عالية مما يقطع بان الحريق كان بفعل فاعل ولا يمكن أن تكون شمعة علي الإطلاق , كما إننا بالنسبة للشمع حين نوقده في الكنائس فإننا نضعه في صينية مليئة بالرمل فليس هناك أي مجال للمزايدة علي الأخبار أو الشائعات
ولكن حين تحرق كنيسة فان الخبر تطيره وكالات الأنباء عن طريق مندوبيها في مصر ويصل إلي أقباط المهجر وينفعلون , لكن إذا كانت الحكومة وقتها كتبت وأفصحت وقالت أن هناك كنيسة أثرية تمتد إلي قرون طويلة من العصور الوسطي علي الأقل وسوف تعيد الدولة بنائها أو تساهم في بنائها حتى لو كان ماس كهربائيا , فالناس سيشيدون بالدولة , ولا يوجد مجال للاسلنة أو للأقلام
اذكر أنني في مرة من المرات ناقشت بعض هذه الأمور مع الرئيس السادات عام 1977 وقلت له : يا ريس الناس دول ساعات بيقروا جرايد ويقصوا قصاصات .
فقال لي السادات : يعني إيه يقروا جرايد ويقصوا قصاصات ؟!
فقلت له : يعني ممكن خبر موجود في الجرنال ... حركة تعينات واسعة النطاق ... حركة كذا وكذا فيأتي واحد ويقول : أن الأسماء القبطية في حركة التعينات قليلة ... فماذا تقول له ؟!
فهو يأخذ الكلام ويعلق عليه ... ها تيجي تقول أبطل اللي بيقولوه. هذه أشياء منشورة في الجرايد
والسادات سكت ولم يعلق خالص لأنني كنت أتكلم في هدوء.
|
|
05-27-2005, 02:25 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
fady
عضو متقدم
المشاركات: 640
الانضمام: Nov 2004
|
أنت تسأل و قداسة البابا شنودة يجيب
س23 : ما قصة الخلاف الذي تم حله بشأن دير الأنبا أنطونيوس والذي أشرتم له خلال لقاءكم وأبناء الجالية المصرية , موضحا سلاسة الحل وأهمية التفاوض والحوار بشأن مواجهة الخلاف في وجهات النظر والتباين فيها؟ ( جريدة الأهرام عام 2003 م )
ج:
دير الأنبا أنطونيوس هو أقدم دير في العالم كله دون مبالغة.. لأن القديس الأنبا أنطونيوس هو أول راهب في العالم, ويسمونه أب جميع الرهبان وأحيانا يسمونه أب الرهبنة , لأنه أول راهب خرج إلي العالم وعاش في طقس الرهبنة وجميع الذين أسسوا جماعات رهبانية أو أديرة رهبانية كانت القيادة الأولي من الأنبا أنطونيوس , حياته أو سيرته التي نشرها القديس أثناسيوس في بداية العقد الرابع الميلادي كتابه فيتا أنطوني كان سبب انتشار الرهبنة في روما , ورحلة كاسيان إلي أديرة مصر كانت سبب نشر الرهبنة في بلاد فرنسا , والذي نشر الرهبنة في العراق وسوريا من تلاميذ الأنبا أنطونيوس , وكان الأنبا مقار الكبير الذي نشر الرهبنة في وادي النطرون بمصر من تلاميذ الأنبا انطونيوس, وكذلك الأنبا ببنوده الذي نشر الرهبنة في الفيوم , فالأنبا أنطونيوس هو الراهب الأول ومؤسس الرهبنة في العالم وديره من المزارات السياحية المسيحية ذات الشهرة علي مستوي العالم , وبعض الهيئات العالمية الكبيرة من رجال الفن تطوعوا لترميم الأيقونات والجدران الموجودة بالدير, كما يتميز أيضا بوجود نبع ماء ينبع من صخر بالجبل , وليست مياها باطنية.
وما حدث بالضبط أنه بعد حادثة مقتل عدد من الرهبان في الدير المحرق بدأ رئيس الدير يقيم سورا حوله لحفظ الناس , وكانت الهيئات الرسمية والأمنية تساعده علي ذلك, وبعد مرور11 عاما كاملة جاء تدخل محافظة البحر الأحمر في منع سور الدير علي اعتبار أنه يضم أرضا من أراضي الدولة, وهي صحراء من رمل أصفر, وأذكر أنني قديما وقبل أن أكون أسقفا كنت أسكن في مغارة في الجبل ولا أذكر أحدا جاءني قائلا إن الجبل من أملاك الدولة , وكان من الممكن للمسألة أن تتم بهدوء , خصوصا أننا ككنيسة كنا مستعدين لأن نشتري الأرض , وحدث خلاف بين المحافظ ورئيس الدير دخل فيه العنف ممثلا في الكاسحات ورجال الأمن المركزي....
و للأسف لم يكن هناك حوار في تلك المرحلة.. فالحوار جاء أخيرا بعد الصدام مع القوات..!!
وتصدي الرهبان لحماية سور الدير, ولنكن منصفين فالسور بني حول أرض ملك للدولة , فالعلاج أن نشتري الأرض من الدولة خصوصا أن هناك نقطتين, الأولي.. وجود ما يسمي حرم الدير, وثانيا.. من حق واضعي اليد التقدم لشراء الأرض التي وضعوا يدهم عليها , فالدير وضع يده علي أرض والدولة تشجع واضعي اليد علي شرائها تصحيحا وتقنينا لأوضاعهم , وهو الأمر المتعارف عليه أيضا في المناطق العشوائية و حتى في مناطق الامتداد العمراني للمدينة.
علما بأن المنطقة كلها في كتب التاريخ قديما كانت تسمي جبل أنطونيوس, وهي المنطقة التي كان يسكنها القديس وأتباعه, وكان من الممكن شراء الأرض وتقنين وضع اليد وبمنتهي السهولة , وبتدخل الرئيس مبارك تكونت لجنة بالإسكندرية والتي كان موجودا بها خلال لقاءه والسلطان قابوس , وضمت كلا من الوزير مصطفي عبد القادر وزير الإدارة المحلية واللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية واللواء سعد أبو ريدة محافظ البحر الأحمر ونيافة الأنبا يؤانس سكرتيري الخاص ممثلا عن الكنيسة , واستقرت علي أن يملك الدير250 فدانا , يشتريها ويدفع ثمنها , والـ150فدانا المتبقية تشجرها المحافظة بمعرفتها ويبقي السور لا ينهدم ولا تستخدم الغابة الشجرية إلا كغابة شجرية تابعة للدير.
وعرض الأمر علي الأنبا يؤانس للموافقة عليه فأفاد بأنه ليس من شأنه الموافقة وإنما فقط المناقشة ثم العرض علي لإبداء الرأي الأخير بهذا الشأن, مشيرا إلي سفري للخارج وعودتي بعد12 يوما من هذا التاريخ, إلا أنهم طالبوه بسرعة الرد لرغبة الرئيس مبارك في وضع حل فوري للأمر, وتلقيت اتصالا من كل منهم, حتى اللواء محافظ البحر الأحمر وحدثته بكل لطف ولم أعاتبه علي شيء علي الإطلاق , فنحن الآن في اتفاقية ولا نثير جدلا مادام الأمر وصل لاتفاق, وليتم كل شئ بتفاهم طالما وصل الأمر لاتفاق.. وأضاف أن النار إنما تطفأ بالماء, ولا يضاف إليها وقود ولا حطب !!
فالحمد لله علي الوصول لهذا الاتفاق وليس منا من يريد مشاكل أو ضغائن علي أرض الوطن.
|
|
05-28-2005, 04:01 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
fady
عضو متقدم
المشاركات: 640
الانضمام: Nov 2004
|
أنت تسأل و قداسة البابا شنودة يجيب
س24 : ما معني قول السيد المسيح : اصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم \" ( لو 16 : 9 ) ؟ هل المال الذي نقتنيه من الظلم أو من الخطية عموما يمكن أن يقبله الله أو نصنع به خيرا أو نكسب به أصدقاء ؟
ج :
ليس المقصود بمال الظلم هنا المال الحرام الذي يقتنيه الإنسان من الظلم أو من أي خطية أخري , فهذا لا يقبله الله .
إن الله لا يقبل مثل هذا المال , ولا تقبله الكنيسة أيضا .
وقد قيل في المزمور " زيت الخاطئ لا يدهن راسي " ( مز 41 : 5 ) .
وورد في سفر التثنية " لا تدخل أجرة زانية ... إلي بيت الرب إلهك " ( تث 23 : 18 )
فالله لا يقبل عمل الخير , الذي يأتي عن طريق الشر ...
العطايا التي تقدم للكنيسة تأخذ بركة وتذكر في صلواتها أمام الله , ولذلك فان هناك عطايا مرفوضة لا تقبلها الكنيسة ولا تدخلها إلي بيت الله , إذا عرفت أنها أتت من مصدر خاطئ.
وقد شرحت قوانين الرسل هذا الموضوع .
إذن ما هو مال الظلم الذي نصنع منه أصدقاء ؟
مال الظلم ليس المال الذي تقتنيه من الظلم . إنما هو المال الذي تقع في خطية الظلم إن استبقيته معك ..
فما معني هذا ؟ ومتي يسمي المال " مال ظلم " لنضرب مثلا :
لقد أعطاك الله مالا , وأعطاك معه وصية أن تدفع العشور , فالعشور ليست ملكك , انه ملك للرب ملك للكنيسة والفقراء , فإذا لم تدفعها تكون قد ظلمت مستحقيها , وسلبتهم إياها باستبقائها معك .
هذه العشور التي لم تدفع لأصحابها هي مال ظلم تحتفظ به .
و كذلك المال الخاص بالبكور والنذور وكل التقدمات المحتجزة لديك .
يقول الرب في سفر ملاخي النبي :
" أيسلب الإنسان الله فإنكم سلبتموني فقلتم بم سلبناك , في العشور و التقدمة " ( ملا 3 : 8 )
إن استبقيت العشور والنذور معك , تكون قد ظلمت الفقير واليتيم والأرملة أصحابها . وهم يصرخون إلي الرب من ظلمك لهم .
وصرفك هذا المال في ما يخصك , يحوي ظلما لبيت الله , الذي كان يجب أن تدفع له هذا المال , الذي هو ملك لله و أولاده وليس لك .
ويمكن أن نقول هذا عن كل مال مكنوز عندك بلا منفعة , بينما يحتاج إليه الفقراء , ويقعون في مشاكل بسبب احتياجهم .
إذن اصنع لك أصدقاء من مال الظلم هذا أعطه للمحتاجين إليه , وسد به إعوازهم يصيروا بهذا أصدقاء لك , ويصلوا من أجلك , ويسمع الله دعائهم ويبارك مالك ( ملا 3 : 10 )
فتعطي أكثر وأكثر.
|
|
05-29-2005, 02:00 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
fady
عضو متقدم
المشاركات: 640
الانضمام: Nov 2004
|
أنت تسأل و قداسة البابا شنودة يجيب
س 25: كيف أستطيع أن أقاوم الأفكار التي تضغط علي أحيانا بشدة , وتحاول أن تخضعني لاستسلم لها ؟
ج:
اشغل وقت فراغك بفكر آخر اقوي منه , يحل محله
لا تنتظر حتى ترهقك الأفكار هكذا , وبعد هذا تحاول أن تقاومها , بل الأفضل – إن استطعت – انك لا تعطيها مجالا علي الإطلاق للوصول إليك .... وكيف ذلك ؟
اشغل فكرك باستمرار بما هو مفيد , حتى إن أراد الشيطان أن يحاربك بالفكر , يجدك مشغولا وغير متفرغ لأفكاره , فيمض عنك .....
ما أصعب الفكر , حينما يأتي إلي الإنسان فيجد أبوابه مفتوحة , وعقله مستعدا للقبول !!
إن جاءك فكر ردئ , استبدله بفكر آخر يحل محله , لان عقلك لا يستطيع أن يفكر في موضوعين في وقت واحد بنفس العمق .
لذلك يشترط في الفكر الجديد الذي تريد أن تغطي به فكر المحاربة , أن يكون عميقا حتى يمكنه طرد الفكر الآخر .
كالتفكير في لغز أو مشكلة أو مسألة عقائدية أو موضوع يهمك أو تذكر شيء نسيته .....
الفكر السطحي لا يطرد الأفكار المحاربة لك , إنما يطردها أفكار أخري يمكنها أن تدخل إلي عمق ذهنك أو إلي عمق قلبك .....
كأن تفكر في مشكلة عائلية هامة , أو في سؤال عويص ليس من السهل حله أو في موضوع محبوب إلي قلبك يسرك الاستمرار فيه .
ويمكنك أن تطرد الفكر بالقراءة كطريقة أخري للإحلال :
علي ان تكون قراءة عميقة يمكنها أن تشغل الذهن , لان القراءة السطحية تعطي مجالا للسرحان , فيسرح الفكر في نفس الوقت قيما يحاربه .
لذلك قد يحارب إنسان بفكر شهوة , فلا تصلح له قراءة روحية عادية , بقدر ما تصلح له قراءة عن حل مشكلات في الكتاب المقدس أو في الخلافات العقائدية والرد عليها , أو قراءة في موضوع جديد لم يسبق له معرفته , أو في موضوع علمي يحتاج إلي تركيز .
وقد ينطرد الفكر بالصلوات والمطانيات { سجود متتالي مع صلوات قصيرة }
إذ يستحي الإنسان من التفكير الخاطئ في وقت مخاطبته لله , كما انه يأخذ معونة من الصلاة , علي شرط ان تكون الصلاة بحرارة وعاطفة , ومقاومة للسرحان , والصلاة المصحوبة بالمطانيات تكون اقوي ....
وقد يمكن طرد الفكر بالانشغال في عمل يدوي :
لان هذا العمل يشغل الفكر أيضا فيلهيه عن محاربته , بقدر ما يكون عملا يحتاج الي انتباه وتركيز .
العمل أيضا يشغل الإنسان ويريحه من حرب الأفكار , بعكس الفراغ الذي يعطي مجالا لحرب الفكر , لذلك قال الآباء أن الذي يعمل يحاربه شيطان واحد , أما الذي لا يعمل فتحاربه عدة شياطين , لاحظ أن الله أعطي أبانا ادم عملا يعمله وهو في الجنة , مع انه لم يكن محتاج للعمل من اجل رزقه .
فان لم ينطرد الفكر بكل هذا , فالأصلح أن يخرج الإنسان من وحدته ليتكلم مع شخص آخر .
لأنه من الصعب عليه أن يتكلم في موضوع معين , وهو يفكر في نفس الوقت في موضوع آخر .
بل أن أي نوع من التسلية , سواء كان فرديا او مشتركا مع آخرين , يساعد علي طرد الفكر أيضا.
المهم انك لا تترك الفكر ينفرد بك أو تنفرد به .
عملية تشتيت الفكر أو إحلال فكر آخر محله , أو شغل الذهن عنه بعمل , أو تسلية أو حديث أو كتابة أو قراءة أو صلاة كل ذلك يضعف الفكر أو يطرده أو ينسيك إياه.
كذلك يجب عليك أن تعرف سبب الفكر وتتصرف معاه :
قد يأتيك مثلا فكر غضب أو انتقام بسبب موضوع معين يحتاج إلي التصريف داخل قلبك , لأنك طالما تبقي داخلك أسباب الغضب فلابد أن ترجع عليك الأفكار مهما طردتها .
فان كان الفكر سببه قراءة معينة أو سماع لأشياء من الناس أو عثرة من الحواس أو مشكلة تشغلك , حاول أن تتوقي كل هذا أو تجد لها حلا , وهكذا تمنع سبب الفكر .
كذلك إن أتاك فكر كبرياء أو مجد باطل , لسبب معين يدعوك إلي هذا , فعليك أن تحارب هذه الكبرياء داخل قلبك بطريقة روحية , فان انتصرت عليها ستفارقك أفكارها....
وهكذا تتبع طريقة التصريف الروحي مع كل خطية تحاربك أفكارها .
وفي كل ذلك تحتاج إلي السرعة , وعدم التساهل مع الفكر :
إن طردت الفكر بسرعة فسيضعف أمامك , أما إن أعطيته فرصة فسيقوي , وتضعف أنت في مقاومته , إذ قد تنضم إليه أفكار أخري تزداد فروعه , كما انه قد ينتقل من العقل إلي القلب فيتحول إلي رغبة أو شهوة .
واحترس من خداع محبة الاستطلاع :
قد يستبقي الإنسان الفكر , بحجة انه يريد أن يعرف ماذا تكون نهايته , والي أي طريق يتجه بنوع من حب الاستطلاع !!
كثير من الأفكار أنت تعرف جيدا نهايتها وان لم تعرف فعلي الأقل تستطيع أن تستنتج من طريقة بدايتها , ثم ما منفعة حب الاستطلاع إن أدي إلي ضياعك ؟!
هناك طريقة أخري وهي الرد علي الفكر :
والقديس مار اوغريس وضع طريقة للرد علي الفكر بآيات الكتاب , فكل خطية تحارب الإنسان, يضع أمامها آية ترد عليها وتسكنها , وفي التجربة علي الجبل رد السيد المسيح علي الشيطان بالآيات .
ولكن هناك أفكار تحتاج إلي طرد سريع وليس إلي مناقشة , إذ قد تكون المناقشة مدعاة إلي تثبيت الفكر بالأكثر وإطالة مدة إقامته , كما قد تتسبب في تشعب الفكر .
إن جاءتك الأفكار يجب أن تصدها بسرعة , لا تتراخ ولا تتماهل , ولا تنتظر لتري إلي أين يصل بك الفكر ولا تتفاوض مع الفكر وتأخذ وتعطي معه , لأنك كلما تستبقي الفكر عندك , كلما يأخذ قوة ويكون له سلطان عليك , أما في بدء مجيئه فيكون ضعيفا يسهل عليك طرده .
إن طرد الأفكار يحتاج إلي حكمة وإفراز والي معونة :
هناك أشخاص خبيرون بالفكر وطريقة مقاتلته , كما قال بولس الرسول " لأننا لا نجهل حيله " والذي ليست له خبرة عليه أن يسأل مرشدا روحيا .
وعلي العموم فان المعونة الإلهية تأتي بالصلاة والتضرع وتساعد الإنسان علي التخلص من الأفكار.
الرب قادر أن يطرد الشيطان وكل أفكاره الرديئة .
|
|
05-30-2005, 01:57 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
fady
عضو متقدم
المشاركات: 640
الانضمام: Nov 2004
|
أنت تسأل و قداسة البابا شنودة يجيب
س26 : نحن أبناء الله ونصلي قائلين \" أبانا الذي في السموات \" والمسيح أيضا ابن الله . فما الفرق بين بنوة المسيح لله وبنوتنا نحن لله ؟
ج :
المسيح ابن الله من جوهره ومن نفس طبيعته الإلهية .
لذلك فله نفس لاهوته , بكل صفاته الإلهية ....
وبهذا المفهوم استطاع أن يقول " من رآني فقد رأي الآب " ( يو 14 : 9 ) وكذلك قال " أنا و الآب واحد " ( يو 10 : 30 )
فامسك اليهود بحجارة ليرجموه , لأنه بهذا يجعل نفسه إلها ( يو 10 : 31- 33 )
وهذه الحقيقة أكدها يوحنا الإنجيلي بقوله " وكان الكلمة الله " ( يو 1 : 1 )
والمسيح ابن الله منذ الأزل قبل الزمان .
انه مولود من الآب قبل كل الدهور . وقد قال في مناجاته للآب :
" مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " ( يو 17 : 5 )
و لأنه قبل كون العالم , و لأنه عقل الله الناطق لذلك قيل :
" كل شيء به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان " ( يو 1 : 3 )
أما نحن فبنوتنا لله نوع من التبني والتشريف ومرتبطة بزمان .
قال القديس يوحنا الرسول : " انظروا آية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله " ( 1يو 3 : 1 )
إذن دعينا هكذا كعمل من أعمال محبة الله لنا .
وقيل أيضا :
" و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه " ( يو 1 : 12 )
إذن ليست هي بنوة طبيعية من جوهره وألا صرنا آلهة !! كما أنها بنوة مرتبطة بزمن , ولم تكن موجودة قبل إيماننا ومعموديتنا .
ولان بنوة المسيح للآب بنوة طبيعية من جوهره لذلك قيل عنه انه ابن الله الوحيد . أي الابن الوحيد الذي من جوهره وطبيعته ولاهوته .
وقيل في ذلك :
" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد.... " ( يو 3 : 16 )
وتكرر هذا التعبير " ابن الله الوحيد " في ( يو 3 : 18 )
وقيل أيضا :
" الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر " ( يو 1 : 18 )
وقيل كذلك :
" بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به " ( 1 يو 4 : 9 )
ومادام هو الابن الوحيد , إذن بنوته للآب غير بنوتنا نحن .
ففي قصة المولود اعمي لما قابله المسيح بعد أن طرده اليهود من المجمع , قال له المسيح " أتؤمن بابن الله ؟ " أجاب ذاك وقال " من هو يا سيد لأؤمن به " فلما عرفه بنفسه قال " أؤمن يا سيد " وسجد له ( يو 9 : 35 – 38 )
فلو كان ابنا لله كبنوة الجميع , ما احتاج الأمر إلي إيمان وسجود ...
ونقول أكثر من هذا :
إن الإيمان بهذه البنوة كان هدف الإنجيل :
يقول القديس يوحنا في بشارته :
" و آيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب, و أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه " ( يو 20 : 30- 31 )
ولما اعترف بطرس بهذا الإيمان وقال له " أنت هو المسيح ابن الله " اعتبر الرب أن هذه هي الصخرة التي تبني عليها الكنيسة " ( مت 16 : 16 – 18 )
ولانفراد المسيح ببنوته الطبيعية للآب , قيل انه الابن , وورد ذلك في آيات تدل علي لاهوته ....
مجرد عبارة " الابن " وحدها تعني المسيح , ولنأخذ أمثلة :
" لأنه كما أن الآب يقيم الأموات و يحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء , لان الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن , لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب " ( يو 5 : 21 – 23 )
" فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا " ( يو 8 : 36 )
" الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية و الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله " ( يو 3 : 36 )
" و أما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك " ( عب 1 : 8 )
وقيل عن المسيح انه ابن الله في مناسبات معجزية :
قائد المائة والذين معه حول الصليب , لما رأوا الزلزلة وما كان :
" خافوا جدا و قالوا حقا كان هذا ابن الله " ( مت 27 : 54 )
و نثنائيل لما قال له المسيح انه رآه وهو تحت التينة امن وقال :
" يا معلم أنت ابن الله أنت ملك إسرائيل " ( يو 1 : 49 )
والذين في السفينة بعد ما رأوه ماشيا علي الماء :
" جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله " ( مت 14 : 33 )
ولما قال المسيح لمرثا قبل إقامته أخيها لعازر :
" أنا هو القيامة و الحياة من امن بي و لو مات فسيحيا ...... قالت له نعم يا سيد أنا قد آمنت انك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم " ( يو 11 : 27 ) .
وكانت هذه شهادة يوحنا المعمدان وقت العماد في كل عجائبه :
" و أنا قد رأيت و شهدت أن هذا هو ابن الله " ( يو 1 : 34 )
من كل هذا يتضح أنها ليست بنوة عادية .
ليست بنوة عامة يشترك فيها جميع المؤمنين .
|
|
05-31-2005, 01:08 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
|