اقتباس: الختيار كتب/كتبت
العزيزة بسمة
يعني قرأتِ الباب !!
لم تخبريني
حدثينا عنها
كيف وجدتِ غسان ؟؟؟
تحية
نعم يا ختيارنا الطيب، قرأتها!
وأتعجب أننا فعلاً لم نتحدث عنها برغم أنك من نصحتني بقراءتها، أمسكت اليوم المسرحية ونظرت إلى تاريخ إقتنائي لها كان في 28/12/2003، وهذا يعنني أنني قرأتها على أقل تقدير قبل عام.
مسرحية الباب مسرحية ( خطيرة )، وسوف أتحدث هنا عن "المسرحية" لا عن "غسان كنفاني".
أذكر أنني قرأت مقالات نقدية تحليلية حول المسرحية بعد قراءتي لها، هناك من قام بتحليلها من باب "المقاومة" وإخضاعها لأدب المقاومة الذي كان السمة السائدة لأدب كنفاني، المُقاوِم ضد الخنوع والخضوع والمُحارِب من أجل التحرر من العبودية والاحتلال بأشكاله المختلفة.
وهناك من قام بتحليل المسرحية تحليلاً وجودياً –كما رأيتها أنا.
كُتبت المسرحية في بداية عام 1964، (وأعتقد) أن غسان كنفاني من أوائل الكّتاب العرب ممن كتب عن الوجودية بكل هذه الجرأة والوضوح!
قمت بقراءتها أكثر من مرة وكنت أقف عند العديد من الأفكار والطروحات المتضمنة لها.
أعاود شكرك مرة أخرى لأنك نصحتني بقراءتها(f)
أما حديثي عن غسان كنفاني، إن بدأت به سوف أُسهب، وإن أسهبت يصبح من الصعب عليّ أن أتوقف!
"عائد إلى حيفا" كانت هذه الرواية أول ما قرأت لكنفاني، كنت وقتها في عطلة المدرسة الصيفية وما زلت طالبة في المرحلة الإعدادية. وقتها فقط سمعت لأول مرة بـ "غسان كنفاني" وتساءلت السؤال الذي لم أجد له جواباً بعد: "لماذا لم نأخذ عنه في مدارسنا؟ لماذا لم تكن قصصه ضمن مقرر مادة اللغة العربية!!"
صرت أبحث بعدها عن كتب غسان كنفاني، كان من أوائل من عرفني على وطني ومعاناته!
قرأت له: "موت سرير رقم 12"، "أرض البرتقال الحزين"، "رجال في الشمس"، "ما تبقى لكم"، "عن الرجال والبنادق"، "أم سعد"، "من قتل ليلى الحايك (الشيء الآخر)" و"عائد إلى حيفا"!
كنفاني كان أديباً مدهشاً (كتب في القصة القصير، في الرواية، في المسرح، وكذلك في النقد والمقالات السياسية) ومناضلاً عظيماً، يكفي أن رئيسة الوزراء الإسرائيلي "غولدمائير" حين أصدرت قائمتها الإغتيالات عام 1972، كان على رأس هذه القائمة "غسان كنفاني" برغم أنه لم يكن مناضلاً عسكرياً!
كان مناضلاً بالكلمة، بالقصة والحكاية! كان يَعي تماماً أي سلاح يملك، وكانت تعلم "غولدمائير" أي خطورة تقدمها هذه القصص في تأريخ ما يحدث وحفره في وجدان من يقرأه.
رحمك الله غسان كنفاني، ورحم "لميس" إبنة أختك التي استشهدت معك يومها، قبل أن تسجل في الجامعة كما كانت تحلم!!