السيد لبناني3
انت افترضت وجود اختلاف في القصص القراني و قد وضعنا النصوص القرانية امامك و وضحنا انه لا يوجد نص يخالف الاخر( يبدوا انك لا تفرق بين الكلمتين خلاف و اختلاف و تعتبرهما بنفس المعنى و هو خطأ طبعا), و قد اثبتنا لك ان التقديم والتاخير في سرد الاحداث حسب الشخصية المركزية للحدث لا يعتبر اخلالا بالترتيب الزمني للاحداث و ضربنا مثلا بالعهد الجديد. و الان تطرح مسالة التطابق اللفظي باعتبار انها دليل على ضعف ذاكرة قائلها. و على الرغم من انني اثبت لك نصوص الايات كاملة بعد ان بترتها في استدلالك الا انك ما زلت ترى ما رايته قبل اتضاح الحقيقة.
حسنا لنضع النصين القرانيين كما وضعتهما انت :
"قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ..."(هود 28)
"قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً ..."(هود 63)
الان ان تزعم ان هنا تطابقا بين النصين و انا قلت لا يوجد تطابق بين الايتين الا فيما تشابه من حدث بين النبيين و قومهما:
كل من النبيين يقول بانه على بينة من ربه و ان الله اتاه رحمة:
و مع وجود فرق حتى بين العبارتين و لم تلحظه انت الا ان باقي حديث كل من النبيين يختلف عن الاخر فالاول يقول:
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً
مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} (28) سورة هود
و الثاني يقول:
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي
مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} (63) سورة هود
انا ارى بين هذين النصين من الاختلاف اضعاف ما فيهما من تشابه ( و ليس تطابق) و لا ادري كيف تعجز عن ذلك ؟
الاول يقول رحمة من عنده و الثاني يقول اتاني منه رحمة.
الاول يقول لقومه عميت عليكم هذه الرحمة و الثاني لا يقول مثلها.
الاول يقول هل الزمكم بها و الثاني لا يقولها.
الاول يقول انهم كارهون لها, و الثاني لا يقول ذلك.
الثاني يقول من ينصرني من الله اذا عصيته و الاول لا يقول.
الثاني يقول فما تزيدونني غير تخسير و الثاني لا يقولها.
عفوا يا سيد لبناني و لكن هل تفهم من كلمة تطابق ما يفهمه اي انسان ام لك فهم مخالف؟
اقتباس: [QUOTE]التطابق اللفظي مفهوم لان الكلمات هي كلمات القران العربي و هي ترجمة لاحداث دارت بلغات مختلفة و غير عربية. غرض القران هو ان يبين حقيقة حدوث هذه القصص , و لنها ليست خرافات او اساطير
هل ترجمة قصتين مختلفتين تؤدي لتطابق لفظي,بينما ترجمة او رواية القصة ذاتها مرتين يؤدي الى عدم وجود تطابق لفظي؟
نرى انك تصل لنتائجك قفزا و ليس بطريقة استدلال منهجية فقد اوضحت لك و منذ المداخلة الثانية ان الايتين في هود غير متطابقتين و ما قاله كل من النبين يختلف عما قاله الاخر و الاجابة اعلاه فيها تفصيل اكثر.
و كذلك اوضحت لك جليا ان طريقة سرد قصة النبي صالح في كل من سورتي الشعراء و القمر ليس فيها عدم التطابق اللفظي الذي قلته لسبب بسيط و منطقي هو ان الاقوال اختلفت باختلاف المناسبات التي قيل فيها الكلام و اختلاف المتكلمين و ساعيده لك مرة اخرى و لكن بطريقة اكثر عملية و هي بان ارتب لك ايات كل من السورتين مراعيا الترتيب الزمني للاحداث و المتحدثين حتى يتضح لك لماذا اختلفت الاقوال:
ارسل الله تعالى انبياءه لثمود ( ليس صالح وحده حسب القران) و لكنهم كذبوا المرسلين :
"كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ ( الشعراء)
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ( القمر)
و هنا لا يمكن ان تقول بان هذا كلام صالح او قومه .
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ( الشعراء)
قي هذه المناسبة يقول صالح لقومه حسب سورة الشعراء:
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ
وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ
وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ
الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ
قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ
مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
ففي هذه المناسبة يطلب صالح من قومه ان يطيعوا الله اذ انه رسول امين منه. و يطلب منهم الا يطيعوا امر مسرفيهم و تنتهي المحادثة باتهام قوم صالح له بانه مسحور و يطلبوا منه اية لتصديقه.
ايات سورة القمر يقول فيها الله تعالى بان ثمود كذبوا بالنذر( اي العلامات و قد اخطأ من فهم ان النذر هم الانبياء فالانبياء منذرون و ليس نذر).
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ
فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ
أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ
إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَر
و هنا لا يتحدث لا صالح و لا قومه بل ان الله تعالى يقول انهم كذبوا بعلاماته و قالوا بان الرسول كذاب اشر , و هنا لا توجد اي مواجهة بين صالح و قومه و لا يدور الحوار بينهما كما حدث في ايات سورة الشعراء مما يعني خطأ استنتاجك باختلاف الكلام في نفس المناسبة.
ارجو ان تعيد قرائتك للسورتين و لكن هذه المرة كما امر الله سبحانه و تعالى ( بتدبر) و ستكتشف خطأ عبارتك التالية :
لا نجد هنا تشابها في الالفاظ في قول قوم ثمود رغم ان الموقف هو ذاته والصيغة ذاتها استعملت