{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #1
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
مرحباً

هذا الموضوع مخصص لمناقشة المفاهيم العرفانية للفيلسوف المعروف باسم يسوع الناصري بحسب ما اُخبر عنه في انجيل المبشر متي، نريد في هذا المقال ان نقارن المفاهيم التي طرحها يسوع في خطابه مع تلاميذه مع المفاهيم العرفانية التي تطرحها الفلسفة الالهية ومدى توافق هذا مع اراء الكنيسة الثالوثية.

لقد انتشرت في الاونة الاخيرة الكثير من المواضيع على الشبكة التي تحاول النقد باساليب هابطة من بعض المتملحدين الذين ابتلي الالحاد بهم والالحاد من حيث هو حرية التفكير بريء منهم كل البراءة ! ولذا رايت ان انقد الفيلسوف بما يستحقه، لا كما يفعل السفهاء.

سنتجنب في هذا المقال نقد اي كلام تفوه به يسوع لاننا نعلم ان بعض الكلام قد يكون مجازياً لايصح ان يحمل او يؤخذ بحرفية مطلقة بل سنعتمد كما قلت سابقاً على تلك الخطابات التي وجهها الى تلاميذه بحيث لايبدو انه كان يخاطب العامة على قدر عقولهم او يستخدم المجاز بافراط.

مفهوم الابن والاب

احدى المفاهيم المركزية في فكر يسوع هي فكرة البنوة من الله وهي احدى اهم نقاط الخلاف بين المسلمين والمسيحيين من جهة وبين المسيحيين انفسهم من جهة اخرى، فهل كان يسوع في قوله انا ابن الله يقصد بنوة حقيقة ثالوثية اقنومية على نحو ماتقوله الكنيسة الثالوثية ام ان المقصود بها هو شيء اخر؟
لنسمع من يسوع نفسه وهو ينطق بهذه الحكم الرائعة:
1وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 3«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 6طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ. 9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. 10طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. 12اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
متي- الاصحاح الخامس.

والجملة المحورية التي تتصل بموضوعنا هي قوله "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ"

لفظ الابوة والبنوة عندما يطلق على شيئين لايقصد به دائماً تلك العلاقة القائمة على الولادة بل ان لفظ الاب يطلق على كل ما يكون سبباً في ايجاد الشيء فمن هذا الجانب يكون الله هو ابونا كلنا لانه السبب الحقيقي في وجودنا ونحن نكون اولاده وهذه في حقيقة الامر ليست علاقة مجازية وانتساب اعتباري بل هو عين الانتساب الحقيقي والبنوة الحقيقية ومانسبتنا الى اباءنا البشريين الا نسبة مجازية لان الاب البشري لايفيض عليك وجوداً ولايتسبب بوجودك فهو لايعدو ان يكون علة معدة تهيء الشرائط اللازمة لمنح الوجود فالاب البشري لم يخلق شيئاً من لاشيء ولم يوجد اي شيء ودوره من الناحية الجسدية مقتصر على تركيب النطفة وايداعها وهو لم يخلق العناصر التي تتركب منها هذه النطفة ! بل الخالق هو ذاك الذي منح الشيء وجوده وماهيته ! وهو على هذا يكون الموجد الحقيقي !

فنحن بهذا الجانب كلنا اولاد الله والله هو ابونا الحقيقي الذي كان سبب وجودنا ! والمشكلة الوحيدة هي انني لا اؤمن بوجود الله ! وانما انا اقارن كلام يسوع بما اعرف من فلسفة الهية !

لكن يسوع في كلامه المتقدم لايشير الى هذا النوع من البنوة لانه حصر البنوة بصانعي السلام فلابد انه قصد امر اخر غير هذه البنوة.
لقد راينا ان النبوة يعبر بها عن علاقة انتساب بين طرفين ولكي تصدق علاقة الانتساب لابد ان يكون هناك نوع من الارتباط بين الطرفين حتى تتحقق هذه النسبة.

وهذا الارتباط تارة يتحقق عن طريق كون احد الاطراف علة الطرف الاخر كما هو الحال في المناقشة المتقدمة او تارة اخرى حينما يكون احد الاطراف ملازماً للطرف الاخر من حيث القيام بامره او خدمته او تربيته او تفقده.

فصانع السلام استحق لفظ ابن الله اي استحق الانتساب الى الله لشدة قيامه بخدمه الخالق الذي يمثل السلام كل السلام اذ لايكون هناك شر من جهة الخالق لانه خير محض وسلام محض ومن يعمل في خدمة السلام ومن يصنع السلام تحقق فيه صدق النسبة الى الخالق من حيث انه قائم بخدمة الله فهو ابنه بهذا المعنى.

ويسوع نفسه تحقق فيه هذا المعنى باعتباره صانع سلام فهو ابن الله بنفس الطريقة التي ذكر انها ستكون لمن يصنع السلام ولا ارى بهذا صدق لمايدعيه المسيحيون حول بنوة يسوع من الله.

كما ان كون يسوع ابن الله يتحقق بمعنى ثان .... معنى خاص به وحده فكما قلنا ان الاب هو القائم بامر ابنه على نحو مايكون الاباء عندنا قائمون بامر اولادهم فنسمي رئيس الدولة اباً والشعب ابناء.

ويسوع لما جاء بالاعاجيب الكثيرة ولما نجا من المؤامرات التي حيكت ضده غير مرة دل هذا على وجود راعٍ دائمي يرعاه ويجنبه خطر اعداءه ومكرهم وهذا الراعي هو الله، فالله هنا صار ولي امر يسوع والقائم بامره فهو على هذا ابوه ويسوع يصير ابنه وهذا معنى يختص بالانبياء او بالذين يرعاهم الله ولا ارى فيه مرة خرى اي اصل لمايقوله المسيحيون !

32وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ:«بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!».
متي-14

فبعد ان راؤا الاعجوبة قالوا له انت ابن الله اي ان الله يرعاك ويقوم بامرك كما يقوم الاب بامر ابنه.

وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُمْ:«لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَفِي بَيْتِهِ».
متي-13

لا ارى سوى نبي ولا ارى اكثر من هذا !

مفهوم اشراقي اصيل

احدى الامثلة التي جذبتني حقاً في كلام يسوع هو هذا المثل:
1فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، 2فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئِ. 3فَكَلَّمَهُمْ كَثِيرًا بِأَمْثَال قَائِلاً:«هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، 4وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. 5وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. 6وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. 7وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. 8وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَرًا، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ»
متي-13

عندما نسال الفلاسفة كيف نصل الى الحقيقة؟ فاننا سنواجه جوابين ومدرستين الاولى هي المدرسة العقلية المشاءية وهذه المدرسة تعتمد على قدرة العقل على ترتيب المقدمات بغية الوصول الى الحقيقة واليقين وخير من مثلها هو ارسطو وسميت بالمدرسة المشاءية لان ارسطو كان يعلم تلاميذه بينما هو يمشي وخير من مثله من الفلاسفة الاسلاميين: ابن سينا الذي لقب بالمعلم الثاني والفارابي.

اما المدرسة الثانية فتعرف بالمدرسة الاشراقية، فالاشراقيون والعرفانيين بصورة عامة يرون انه بالامكان الوصول الى الحقيقة عن طريق صقل مرآة النفس وتخليص النفس من درن الذنوب وكلما صفت نفس الانسان كلما تكشف له حقائق الوجود اكثر فاكثر فالعرفانيون يرون ان الله وهو مفيض الصور العلمية على الموجودات هو فاعل تام الفاعلية وليس هناك تغير واختلاف في فاعليته وانما النقص يكون في جهة المستلم فالذنوب والانشغال بالحياة تحد من قابلية الانسان على المعرفة وتجعله وعاءاً ضيقاً لايستوعب العلم المفاض عليه من قبل الله مع ان مقدار مايفاض عليه من علم متساوٍ مع الكل ولذا يجب على الانسان ان يهذب نفسه ويصقل مرآة قلبه ويزيل الذنوب العالقة بها وعندها تشرق عليه المعارف والحقائق الكونية وتنعكس على صفحة قلبه على نحو ماتنعكس صورة الرائي في المرآة ولذا سمي هؤلاء بالاشراقيين وخير من يمثلهم افلاطون. ومن المسلمين: السهروري.

العرفانيون يرون ان العقل اوطأ منزلة من العرفان ولذا فهم لايهتمون بكتابة استدلالات فلسفية على صدق اراءهم لانه كسبوها بالاشراق العرفاني ولاداع مع هذا لوضع اثبات عقلي لما يتم الحصول عليه بطريقة ارفع من طرق الاثبات العقلي.

وما يطرحه يسوع هنا هو عين العرفان، فهو يمثل فيض المعرفة الالهي بمثل الزارع الذي يطرح ويوزع بذوره على الكل فليس هناك اي نقص بجهة الزارع لانه القى البذور في كل مكان على نحو انه لايوجد قصور في فاعلية الله ولكن اين يكون القصور في مثل الزارع؟

يكون القصور في جهة المتلقي للبذور فهناك المحل الخصب الصالح للانبات وهناك الصخور التي لايثبت عليه بذور مع درجات في البينوهكذا فما يفيضه الله من علم مافيه نقص ومافيه اختلاف من مكان لاخر بل الاختلاف يكون في الناس انفسهم فهم مثل التربة بعضها صالح للزراعة والاخر غير صالح لذلك، وفي الحقيقة ان الاديان كلها تنهج منهج عرفاني حيث يتطلب الايمان ترويض النفس عن طريق العبادات التي يفترض انها تنقي القلب وتصقله فتنكشف للانسان ملكوت السماوات حتى يسمى الاكبر فيها !

ومن كانت له اذنان فليسمع !

سأكمل الموضوع فيما بعد
وافتح النقاش حول هذا الجزء من البحث
وشكراً لقراءة المقال
06-27-2007, 10:08 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Fadie غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 447
الانضمام: May 2007
مشاركة: #2
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
Θεὸν οὐδεὶς ἑώρακε πώποτε· μονογενὴς υἱὸς ὁ ὢν εἰς τὸν κόλπον τοῦ πατρὸς, ἐκεῖνος ἐξηγήσατο.
06-27-2007, 10:40 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
إبراهيم غير متصل
بين شجوٍ وحنين
*****

المشاركات: 14,214
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #3
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
Arrayدامّابادا 188
[/quote]

:9:

(f)


http://en.wikipedia.org/wiki/Dhammapada
06-27-2007, 11:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
steven gerrard غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 18
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #4
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
Mar 4:34 وبدون مثل لم يكن يكلمهم. وأما على انفراد فكان يفسر لتلاميذه كل شيء.
06-28-2007, 12:49 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
سيناتور غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,957
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #5
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.

مَجَازًا




سأعود لاحقاً (f)


المجاز : هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أصلا لقرينة كقولنا : رأيت أسدا يخطب , فإن الذهن ينصرف إلى أن المقصود من الأسد الرجل الشجاع و ذلك بسبب وجود القرينة وهي كونه يخطب . منقول
06-28-2007, 01:04 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #6
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
تكملة

الاديان كلها تركز على فكرة الكمال الانساني كما شرحت سابقاً عند الحديث عن المدرسة الاشراقية فالانسان يولد سيئاً مليئاً بالاثام او على الاكثر مثل الصفحة البيضاء فارغة تماماً من رصيد الكمال ثم المطلوب من هذا الانسان ان يتكامل ويرتقي في المستويات العرفانية حتى يصل الى الكمال المطلق وهو في اغلب الاحيان التوحد مع الله اما حقيقياً او مجازياً على سبيل الانتساب. ومثل هذا الامر غالباً مايتم عن طريق مجاهدة النفس والنجاح في الاختبارات الربانية.

ويسوع حينما قرأت انجيل متي ارى انه مر خلال هذه المراحل كلها تعالوا نتعرف بايجاز سريع على المراحل التي مر بها يسوع في رحلة حياته.

الاختبار الاول: المعمودية

"13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: «أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!» 15فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«اسْمَحِ الآنَ، لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرّ». حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ"
متي-3
هذا هو الاختبار الاول ونجح فيه يسوع فكان النتيجة هي الارتقاء والارتفاع في رحلة التكامل البشري:

وهذه هي نتيجة الاختبار

16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ، وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ، فَرَأَى رُوحَ اللهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِيًا عَلَيْهِ، 17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
متي-3

الاختبار الثاني: مع الشيطان

1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا». 4فَأَجَابَ وَقَالَ:«مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، 6وَقَالَ لَهُ:«إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضًا إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال جِدًّا، وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا، 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
متي-4

هذا اختبار كبير ! وعليه يتحدد الانتقال من مرحلة الى اخرى وقد يجد القارئ الحديث عن المراحل غريباً بعض الشيء كما لو اننا نتحدث عن لعبة ! ولكن هكذا هو حال الخطة الالهية على مايخبرنا الاشراقيون فمع تزايد وعيك في تهذيب النفس ومجاهدة الذنوب تتكشف لك الحقائق وترتقي في سماء الحقيقة وعالم الملكوت.

انظر كيف شرح يسوع مفهوم التكامل البشري بهذا المثل البسيط:

31قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قَائِلاً:«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَل أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ، 32وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ، وَتَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا».
متي- 13

لاحظ كيف تبدأ حبة الخردل صغيرة ومن ثم تكبر وتكبر حتى تصبح شجرة عظيمة وهذا هو معنى التكمل البشري !
على كلٍ، ما هي نتيجة هذا الاختبار؟

11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ، وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ.
متي-4

لاحظ معي الفرق بين النتيجتين

1- في الاختبار الاول تكشفت له السماوات- اي عالم الملكوت- فهنا ادرك ولاول مرة وجود عالم الملكوت لما ابصر مايجري بداخلة ولكنه ابصار وارداك غائم ومجمل يلفه الابهام لانه لم يبصر منه شيئاً سوى صورة مجازية للروح بصورة مادية فكمال النفس لم يبلغ الذروة بحيث يرى الشيء على حقيقته بل رآه بصورة مادية بشكل الحمامة.

2- في الاختبار الثاني صارت له ملائكة تخدمه، هنا زيادة في تكشف عالم الملكوت فصار يرى الملائكة ويرى كيف تخدم الملائكة الانسان مع زياة خاصة عنده بحسب مرحلة التكامل التي وصل اليها ولكن نفسه لم تتجرد تماماً من المادية ولو ان نفسه تجردت من ذلك لما احتاج الى من يخدمه !!! لان المجرد يدرك مايريد بلاحركة يتحركها وبلافعل يمارسه بل ينال كل مايريد بمجرد التفكير به !

انتبه معي الى هذا النص

26فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟» ثُمَّ قَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ، فَصَارَ هُدُوء عَظِيمٌ. 27فَتَعَجَّبَ النَّاسُ قَائِلِينَ:«أَيُّ إِنْسَانٍ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعًا تُطِيعُهُ!».
متي-8

فمن سيكون هكذا ماحاجته الى الملائكة؟

انها رحلة تجرد النفس من المادة وعالمها الواطئ الحقير الى عالم المثال وعالم العقول وعالم الملكوت بكل كمالاته !
ولايزال اما يسوع الكثير من الاشواط في رحلة التكامل.
لاحظ كيف انه يشفي المرضى ويقوم بالعجائب ويلوم من يتعجب من ذلك لانهم كلهم بامكانهم ان يكونو مثله ! ولكنك لاتجد للعلم حملة !
17فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:«أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ، الْمُلْتَوِي، إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ ههُنَا!»
متي- 17

الاختبار الثالث: لاتكن لعبة بيد الناس، وتتخلى عن مبادئك

38حِينَئِذٍ أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». 39فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.
متي-12

هؤلاء لم يفهموا شيئاً مما كان يطرحه يسوع من مفاهيم عرفانية واشراقية فظنوا ان القضية قضية نبي وسلطان دنيوي فارادوا معجزة ! ورفض يسوع يستحق نظرة معمقة بعض الشيء لان مافعله يسوع من شفاء المرضى وغيره لم يكن اية ! فالنبي مثلاً حينما يراد منه تأكيد صدق بعثته ونبوته يطلب منه معجزة واعجوبة والاعجوبة تعني بكل بياطة انني كأنسان عاجز عن هذا العمل ولذا فان مافعلته لم يكن مصدره انا بل مصدره الجهة التي ارسلتني وهي الله ! ولكن يسوع لم يرد هذا الفهم بل اراد ان يقول انكم انتم اذا تبعتموني فانتم بانفسكم ستكونون قادرين على هذا وعلى اعظم من هذا ! لانه يدعوهم للتكامل النفسي حتى الوصول الى التجرد من المادة حيث يكون بامكانك عمل الاعاجيب !! فلو انه اتاهم بمعجزة لكان اوصل الراسالة الخاطئة وهو امر مرفوض من حيث المبدأ والتفاصيل.

انظر معي ماذا يقول بهذا المعنى

19ثُمَّ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ عَلَى انْفِرَادٍ وَقَالُوا:«لِمَاذَا لَمْ نَقْدِرْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟» 20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ. 21وَأَمَّا هذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ».
متي-17

والنتجية لهذا الاختبار هو كل ماحصل له بعد هذا من قدرات عجيبة ومن حكمة يحصل عليها باشراق الحقائق الالهية على قلبه !

54وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِي مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا:«مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ 55أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ 56أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ كُلُّهَا؟»
متي-13

لم يعد غريباً مصدرية هذه المعلومات.

18فَقَالَ:«ائْتُوني بِهَا إِلَى هُنَا». 19فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. 20فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. 21وَالآ كِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.
متي-14
لم يعد غريباً كيف يستطيع ان يفعل كل ما يفكر فيه !

مرحلة العقل المفارق

اخر مرحلة تصل اليها النفس هي التجرد التام وعندها تصبح عارفة بالعقول المجردة في عالم الملكوت السماوي بالعلم الضوري حتى لايغيب عنها اي شيء ! بل تصبح عارفة بكل شيء ! وهذا هو نهاية التكامل للنفس البشرية وهوما يعرف بالفلسفة الالهية بالعقل المفارق لانه فارق المادة ومن ينظر تراث الشعوب يجد نفس المعنى بتسميات مختلفة فالهندوس يسمونها مرحلة التنور ويسمون من يدركها بالبوذا والبوذيون انفسهم يعتبرون يسوع بوذا لانه وصل مرحلة تكامل بشري سامية جداً:

1وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. 2وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ.
متي-17

مرحلة التجرد من المادة

بعد تجرد النفس من المادة لايعود هناك سوى ان تتجرد انت نفسك من المادة ويسوع فعل هذا بطريقة قاسية ومؤلمة جداً عن طريق التضحية بالذات والصلب الجسدي ولعل البعض ان يفهم مغزى هذا الامر لو كان للعلم من حملة !

فها قد حان الوقت للتوحد مع الخالق والعودة الى المحل الذي جاء اليه فهو ذاهب الى ابيه بعدما حصل على الاعتراف ببنوته من الله !

5وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا».
متي- 17

ولم يكن بالامكان افضل مما كان !

22فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ:«لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟»
متي- 20

يسوع يصل اخيراً الى عالم الملكوت ويصبح رباً

18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً:«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، 19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. 20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ»
متي- 28

شكراً لقراءة المقال.
:redrose:

06-29-2007, 03:56 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أسد الغابة غير متصل
Banned

المشاركات: 170
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #7
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
الزميل eve_hits تحياتي

موضوع جميل جدا ومرتب ولكن مشكتلة يتطرق الى نقاط عديده جدا ..

في البداية دعنا نوضح مفهوم (المسيح ابن الله) بينه وبين مفهوم (نحن ابناء الله) والفرق بينهما ..

ودعنا نوضح بالامثله التوضيحه ..

ورد في سفر التكوين الاتي :

"أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروه" (تك 2:6)

فمن هم أبناء الله؟ ومن هن بنات الناس؟

أبناء الله هم نسل شيث. وبنات الناس هن نسل قايين… وذلك أنه بعد مقتل هابيل البار، ولد عوضاً عنه شيث. و شيث ولد أنوش "حينئذ ابتدئ أن يدعى باسم الرب" (تك 26:4). وورد في سلسلة الأنساب "ابن أنوش بن شيث بن آدم بن الله" (لو 38:3). أبناء شيث دعوا أبناء الله، لأنهم النسل المقدس، الذي منه يأتي نوح ثم إبراهيم، ثم داود، ثم المسيح، وفيه تباركت كل قبائل الأرض. وهم المؤمنون المنتسبون إلي الله، الذين أخذوا بركة آدم (تك 28:1)، ثم بركة نوح (تك 1:9). وحسنا أن الله دعا بعض البشر أولاده قبل الطوفان.. أما أولاد قايين، فلم ينتسبوا إلي الله، لأنهم أخذوا اللعنة التي وقعت علي قايين (تك 11:4)، وساروا في طريق الفساد، فدعوا أبناء الناس. وكلهم أغرقهم الطوفان…

ما الفرق بين المسيح ابن الله ونحن ابناء الله ؟

المسيح ابن الله من جوهره ومن نفس طبيعتة الالهيه .
لذلك فأن له نفس لاهوتة بكل صفاتة الالهية .

وبهذا المفهوم استطاع ان يقول (من راني فقد راى الاب) يوحنا 14 : 9 .
وكذلك قال (انا والاب واحد) يوحنا 10 : 30 ، فامسك اليهود حجارة ليرجموه لانه بهذا يجعل نفسه الها (يوحنا 10 : 31 ، 33) .
وهذه الحقيقة اكدها يوحنا الانجيلي بقوله (وكان الكلمة الله) يوحنا 1 : 1

والمسيح ابن الله منذ الازل قبل الزمان .

انه مولود قبل كل الدهور وقد قال في مناجاتة للاب (مجدني انت ايها الاب بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم) يوحنا 17 : 5 .
ولانة قبل كون العالم ، ولانه عقل اللله الناطق لذلك قيل (كل شي به كان وبغيره لم يكن شي مما كان( يوحنا 1 : 3) .

اما نحن فبنوتنا لله نوع من التبني والتشريف ومرتبطة بزمان .

قال القديس يوحنا الحبيب (انظروا اية محبة اعطانا الاب حتى ندعى اولاد الله) 1 يوحنا 3 : 1
اذن دعينا هكذا كعمل من اعمال محبة الله لنا ، وقيل ايضا (اما عن كل الذين قبلوه فاعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله اي المؤمنون باسمه) يوحنا 1 : 12

اذن ليست بنوة طبيعة من جوهره والا صرنا الهه !! كما انها بنوة مرتبطة بزمان ولم تكن موجودة قبل ايماننا ومعوديتنا .

ولان بنوة المسيح بنوة طبيعة من جوهره لذلك قيل عنه ابن الله الوحيد .
اي الابن الوحيد الذي من جوهره وطبيعتة ولاهوتة .

وقيل في ذلك (هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد) يوحنا 3 : 16 .
وتكرر هذا التعبير (ابن الله الوحيد) في يوحنا 3 : 18 وقيل ايضا (الله لم يراه احد قط الابن الوحيد الذي في حضن الله هو خبر) يوحنا 1 : 18 وقيل كذلك (بهذا اظهرت محبه الله فينا ان الله قد ارسل ابنة الوحيد الى العالم لكي نحيا به) 1 يوحنا 4 : 9 .

وما دام هو الابن الوحيد اذن بنوتة للاب غير بنوتنا نحن .

لهذا كانت بنوتة للاب تقابل بالايمان والسجود .

ففي قصة المولود اعمى لما قابله المسيح بعد ان طرده اليهود من المجمع قال له المسيح (اتؤمن بابن الله؟) اجاب ذاك وقال (من هو يا سيد حتى اؤمن به؟) ، فلما عرفه بنفسه قال (اؤمن يا سيد وسجد له) يوحنا 9 : 35 - 38 .

فلو كان ابنا لله كبنوة الجميع ما احتاج الامر الى ايمان وسجود . ونقول اكثر من هذا :

ان الايمان بهذه البنوة كان هدف الانجيل .

يقول القديس يوحنا في اخر الانجيل تقريبا (وايات اخرى كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب واما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمة) يوحنا 20 : 30 ، 31)
ولما اعترف بطرس بهذا الايمان وقال له (انت هو المسيح ابن الله) اعتبره الرب ان هذه هي الصخره التي تبنى عليها الكنيسة (متى 16 : 16 ، 18) .

ولانفراد المسيح بننوتة الطبيعة للاب قيل انه الابن .
وورد ذلك في ايات تدل على لاهوتة ..

مجرد عبارة (الابن) وحدها تعنى المسيح ولناخذ امثله :

(لانه كما ان الاب يقيم الاموات ويحيي كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء .. لان الاب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب) يوحنا 5 : 21 - 23
(ان حرركم الابن فالحقيقة تكونون احرارا) يوحنا 8 : 36
(لذي يؤمن بالابن له حياه ابدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياه بل يمكث عليه غضب الله) يوحنا 3 : 36
(الصانع ملائكتة ارواحا وخدامة لهيب نار اما عن الابن (فيقول) كرسيك يا الله الى دهر الدهور) عبرانين 1 : 7 ، 8 .

والامثله كثيرة كلها تدور في نفس المعنى .

وهو كابن تسجد له كل ملائكة الله .

يقول الرسول عن عظمة المسيح (ومتى ادخل البكر الى العالم يقول : لتجسد له كل ملائكتة الله) عبرانين 1 : 6 .

وقيل عن المسيح انه ابن الله في مناسبات معجزية .

قائد المئة والذين حول الصليب لما رأؤا الزلزله وما كان (خافوا وقالوا حقا كان هذا ابن الله) متى 27 : 54 .
ونثنائيل لما قال له المسيح انه راه وهو تحت التينه امن وقال (يا معلم انت ابن الله ، انت ملك اسرائيل) متى 14 : 33 .
والذين في السفينة بعد ان راوه ماشيا على الماء (جاءوا وسجدوا له قائلين :بالحقيقة انت ابن الله) متى 14 : 33 .
ولما قال المسيح لمرثا قبل اقامة اخيها العازر (انا هو القيامة والحياه ومن امن بي ولو مات فسيحيا .. اجابتة : نعم يا سيد انا قد امنت انك انت المسيح ابن الله الاتي الى العالم) يوحنا 11 : 34
وكانت هذه شهادة يوحنا المعمدان وقت العماد في كل عجائبة (وانا قد رايت وشهدت ان هذا هو ابن الله) يوحنا 1 : 34 .

كل هذا يتضح انها ليست بنوة عادية .
ليست بنوة عامة يشترك فيها جميع المؤمنين .


(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-29-2007, 05:18 PM بواسطة أسد الغابة.)
06-29-2007, 05:06 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Fadie غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 447
الانضمام: May 2007
مشاركة: #8
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
مرة اخرى

Θεὸν οὐδεὶς ἑώρακε πώποτε· μονογενὴς υἱὸς ὁ ὢν εἰς τὸν κόλπον τοῦ πατρὸς, ἐκεῖνος ἐξηγήσατο.
06-29-2007, 05:14 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Enki غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,490
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #9
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
عزيزي اسد الغابة
موضوعي هو قراءة في انجيل متي فقططططط
اي اني لم ارد ان اتطرق الى العهد القديم وباقي الاناجيل ! وربما ساخصص موضوعاً لهما !
لذا ارجو ان تقصر اقتباساتك على انجيل متي :what:
Array
كل هذا يتضح انها ليست بنوة عادية
[/quote]
كونها ليست بنوة عاي لايعني انه اله لان الاله لايوصف بالبنوة ! بل يكون بمنزلة الاب فقد قلت لك ان الاب يطلق على المسبب في وجود الشيء فاذا كان الله هو اب يسوع فان هذا لايجعل يسوع اله ! لانه سيكون معلول وكل معلول ممكن ومحتاج الى علته بينما الاله لايمكن ان يكون محتاجاً !
اليس كذلك؟
06-29-2007, 06:36 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أسد الغابة غير متصل
Banned

المشاركات: 170
الانضمام: Mar 2007
مشاركة: #10
المفاهيم العرفانية في فكر يسوع الناصري
Array
عزيزي اسد الغابة
موضوعي هو قراءة في انجيل متي فقططططط
اي اني لم ارد ان اتطرق الى العهد القديم وباقي الاناجيل ! وربما ساخصص موضوعاً لهما !
لذا ارجو ان تقصر اقتباساتك على انجيل متي :what:
[/quote]

استاذي الكريم 'eve_hits

اعلم جيدا انك تتكلم عن انجيل متى ولكن لا يمكن ان تحدد النقاش في انجيل دون الكتاب المقدس لان الكتاب المقدس كله مرتبط ببعضه البعض ..

وحتى التفاسير ايضا فلا يوجد تفسير لاي سفر من اسفار الكتاب المقدس بعيدة عن باقي الكتاب المقدس ..

ثم اني اتكلم عن موضوع البنوة والبنوة تحتاج لتفاصيل من الكتاب المقدس كله وليس نقاش ايه في انجيل متى .



Arrayكونها ليست بنوة عاي لايعني انه اله لان الاله لايوصف بالبنوة ! بل يكون بمنزلة الاب فقد قلت لك ان الاب يطلق على المسبب في وجود الشيء فاذا كان الله هو اب يسوع فان هذا لايجعل يسوع اله ! لانه سيكون معلول وكل معلول ممكن ومحتاج الى علته بينما الاله لايمكن ان يكون محتاجاً !
اليس كذلك؟[/quote]

لا طبعا فاسمح لي ان اقول لك انك على خطأ يا عزيزي ..

وسبقت ووضحت موضوع البنوة في الكتاب المقدس ووضحت الفرق بين بنوة المسيح للاب وبنوتنا نحن للاب ..

شرحت ان بنوة المسيح للاب من جوهره ومن نفس طبيعتة الالهيه .
لذلك فأن له نفس لاهوتة بكل صفاتة الالهية .

وهذا الكلام مثبت بالادله والبراهين وليس كلامي ..
نحن نناقش الكتاب المقدس ضمن الكتاب المقدس ولا نخرج عن روح الكتاب ..

ارجو ان تراجع مداخلتي جيدا ان احببت النقاش .

وعلى فكره لا يزال هنالك ايضا توضيحات اخرى بخصوص البنوة لم اطرحها واوضحها لعدم تطويل حجم المداخله .
احترامتي لك .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 06-29-2007, 07:49 PM بواسطة أسد الغابة.)
06-29-2007, 07:41 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  "يسوع الطيب والمسيح الوغد" بسام الخوري 1 1,232 10-16-2010, 10:57 AM
آخر رد: بسام الخوري
  أغنية الصليب: يسوع مرر فمك على رمحي. يا أيها المثلي زريـاب 1 1,165 09-04-2008, 11:31 PM
آخر رد: زريـاب
  رأيتُ يسوع في منامي (مارأي الزملاء المسيحيين) ؟ Jupiter 21 5,092 04-08-2008, 08:24 AM
آخر رد: shaytan_el3alam
  هل كان يسوع داعية للمساواة بين الرجل والمرأة ؟ Jupiter 1 824 02-26-2005, 03:05 PM
آخر رد: Jupiter

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS