هناك قصة أدبية لا أتذكر أبطالها
ولكنها حول شخص أراد ان يحذر صاحبه
قال له: انتبه فالسيد فلان لا يحب الموسيقى
جولة بين الإطارات المحترقة في بيروت
GMT 22:30:00 2007 الثلائاء 23 يناير
إيلي الحاج
--------------------------------------------------------------------------------
إيلي الحاج من بيروت: لم ير المتجوّل في عمق بيروت اليوم وجوداً يذكر لأحزاب المعارضة . صحيح أن "حزب الله" أقفل كل الطرق المؤدية إلى المطار عند تخوم الضاحية الجنوبية وبعض الطرق المحيطة بالمرفأ في وسط بيروت واشتبك أنصاره في أحياء ذات غالبية شيعية مع سكان الطريق الجديدة ومنطقة المزرعة ، إلا أن حليفه "التيار الوطني الحر" الذي يقوده الجنرال ميشال عون لم يظهر له أثر في المناطق ذات الغالبية المسيحية حتى ليخال المتجوّل في سن الفيل وفرن الشباك والأشرفية مثلاً أن "العونيين" قد غادروها ، باستثناء مجموعة من نحو خمسة أشخاص وقفوا عند مدخل أحد مراكزهم قرب ساحة ساسين بحراسة جنود من الجيش اللبناني. المطاعم والمتاجر الكبيرة فتحت أبوابها، ونسبة لا بأس بها من المتاجر الصغيرة أيضاً في ذلك الصباح الذي غطت جزءاً من سمائه الصافية أدخنة كثيفة سوداء، من إطارات محترقة في الضاحية.
نزولاً إلى منطقة الجميزة الشهيرة بمطاعمها وحاناتها التي تفتح مساء، كل شيء كان طبيعيا لكن الحركة خفيفة كأنه يوم عطلة . إختلف المشهد على الطريق الرئيسية التي تربط مدخل بيروت الشمالي بوسطها، هناك حيث ينتصب تمثال "المغترب اللبناني" ، تحية للمهاجرين الأول عبر المرفأ، في القرن التاسع عشر (وكانوا بعيدي النظر؟ ) تجمع عشرات من العونيين تحت مقر مؤسسة كهرباء لبنان بألوانهم البرتقالية المميزة، وقد أحرقوا إطارات قطعوا بها الطريق في الإتجاهين وأوقفوا بعض سياراتهم في وسطها ورموا على الإسفلت أشجاراً عديدة اقتلعوها من جذورها وكانت تفصل بين المسارين . كذلك أشعلوا النار في مستوعبات نفايات واستعانوا بمكعبات إسمنية وأحجار لجعل محاتولة العبور مستحيلة . وأصلاً تولت القوى الأمنية منع أحد من الإقتراب منهم .
كان الجو مسترخياً. والجنود وعناصر قوى الأمن يكتفون بالمراقبة. سرعان ما يتبين أن أنصار عون هؤلاء ، ومعظمهم دون العشرين، هم من كل منطقة بيروت وضواحيها. والحديث معهم في السياسة يجعلهم يرددون ما يقولوه الجنرال عن أهداف التحرك وغاياته ، ولا سيما رفض حكومة الرئيس فؤاد السنيورة .
خلف هؤلاء بمئتي متر، قرب كنيسة الجميزة للموارنة وقفت مجموعة أخرى من الشبان يضع بعض أفرادها أقنعة سوداَ تغطي كل وجوههم وكل لباسهم بالأسود . جاءت إليهم سيارتان من صوب المقر المركزي لحزب الكتائب في الصيفي اعتقد سائقاهما أنهما يستطيعان الالتفاف عبر الجسر ودخول الجميزة فهرع صوبهما الشبان صائحين "عملاء" ، وطوقوهما فارتعب السائقان ، وكادا ينالان بعض الضرب قبل السماح لهما بالعودة من حيث أتيا.
كان واضحاً أن هؤلاء الشبان في الجميزة ليسوا من أنصار "التيار العوني" الذين لا ترد في تعابيرهم كلمة "عملاء" .
إلى ساحة الشهداء عبر طرق داخلية الحياة فيها عادية والسير طبيعي . في أكثر مكان رمزية لقوى 14 آذار / مارس المناهضة لسورية أحرق نحو 50 مناصراً ل"حزب الله" وحركة "أمل" إطارات وسط الطريق بين مبنى "النهار" الذي تغطي جزءاً منه صورة كبيرة للنائب والصحافي الراحل جبران تويني وخلفه ساحة الكاتب الصحافي الراحل سمير قصير وتمثاله، وبين المقر المركزي لحزب الكتائب الذي رفعت على جداره صورة كبيرة للوزير الراحل بيار الجميّل، وخلفهم مسجد الأمين حيث ضريح الرئيس الراحل رفيق الحريري. أحرقوا الإطارات وارتاحوا على الرصيف. وكان صفان من جنود الجيش اللبناني يقفون بينهم وبين مقر الكتائب الذي تجمع أمامه عشرات الأشخاص يراقبون.
وكان العديد من الناس يعبرون مشياً من هناك إلى أشغالهم في الأسواق التجارية ، لا هم يلتفتون إلى أنصار الحزب والحركة ، ولا هؤلاء يلتفتون إليهم .
إلا أن الصورة تختلف في الأمكنة الأخرى التي شهدت صدامات متنوعة بالحجارة والعصي والرصاص أحيانا أوقعت قتيلين ونحو 58 جريحاً خصوصاً في صوفر وضهر الوحش في الجبل والبترون في الشمال وجبيل ونهري الكلب والموت في المتن الشمالي ، وفي الطريق الجديدة والمزرعة في بيروت.
(المجلة) اللندنية: حزب الله يقدم 600 دولار شهرياً لكل معتصم
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/200...07/1/206223.htm