ايتام صدام
أيتام صدام!
ابراهيم جابر ابراهيم
دأب بعض المتأمركين على وصف الصحافة, والهيئات, بل والجموع الشعبية, التي عارضت محاكمة صدام, ثم اعدامه, بأنهم أيتام صدام, والمتباكون على مجده!!
.. وأنا لا أرى في ذلك شتيمة; ألسنا بالمعني القومي, أيتاما, ومن الباكين على مجد ولّى; فالمخزون القومي من الكرامة التي كان الرئيس الراحل ينفق منه ببذخ على الأمة قد نفد, وأصيب العرب جميعاً من بعده باليتم!
ثم.. لا أفهم كيف انقلبت المعايير وصار من يدافع عن حقوق الأمة وكرامتها مرتزقا من صدام, وقبض منه بالضرورة; أما الذين يروجون لحكمة "بوش " وفضائل الإحتلال فهم مبدئيون, أصلاء, يعبرون عن ضمير الأمة وعن حقوق الإنسان!
وصار مستهجناً أن يدافع عن العروبة, والتراب العربي, إلا مأجور أو مدفوع له, فالبديهي والمطلوب أن نكون كلنا جنوداً مخلصين للاستعمار الجديد, وللاحتلال, حتى نكون صحافة حرة وبشراً أسوياء!
أما مرتزقة السفارات الأمريكية, والمكلفين بتجميل صورة أمريكا في العالم, والذين لا أعرف كيف ينظرون الى أنفسهم في المرآة, فهم وبعد أن خلعوا جلدهم, وجذورهم, وأسماءهم العربية, فلم يعد ممكناً لهم أن يفهموا وجود من هو مخلص لوجدانه ولأمته بدون ثمن... بل لا يعرفون انه غالباً ما يدفع هو الثمن!!
ثم لنذهب لنقطة أخرى.. إذا كان صدام قد أنفق الملايين على الكتاب والصحف لنشر رسالته وأفكاره, كما يزعمون, فلماذا لا نحاكم الأفكار نفسها : هل كان "صدام " خائناً لأمته? ألم يقف حارساً على بوابة الأمة يصدّ عن خليجها الغزو الفارسي? ألم تسانده دول الخليج حينها? ألم يقل زعيم عربي خليجي كبير جدا أيامها " لو أقمنا لصدام تمثالاً في كل دولة خليجية ما وفيناه حقه "?! ألم يبن اكبر جيش عربي وثامن اقوى جيش في العالم?! ألم يهب نفطه مجانا للعرب وبنى المدارس في الدول النائية وفتح جامعاته لابناء الشعب العربي? ألم يقف وحده ليقول لأمريكا واسرائيل " لا " كلفته حياته?!...واذا كان ضد الأمة فلماذا تهاجمه أمريكا وتقتله? هل صارت هي حامي حمى العروبة!!!
فاذا كان قد دفع للصحافيين والكتاب من أجل نشر افكاره فهذا يسجل له أنه لم ينفقها في مصايف اوروبا, وعلى حفلات الرقص, والخمر, والقمار, وعلى قنوات الخلاعة كما يفعل أمراء الذهب الأسود!
ولم ينفق عشرات الملايين على حفل تزويج قط وقطة كما حدث في دولة عربية ثرية, ولم يجد الذين نقبوا في قصره ما يدينه سوى شريط فيديو عرضوه ألف مرة يظهره محتفلاً بعيد ميلاد ابنته بحفل وكعكة لم تكلف عشرين دولاراً!
نعم إذاً; نحن " أيتام صدام "... بالمعنى القومي, لكننا أبداً لن نكون " لقطاء أمريكا "!.
2007/01/10
|
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
