abu yasaar
عضو فعّال
المشاركات: 53
الانضمام: Jan 2006
|
تأييد " محاكمة " صدام, تأبيد " لمحاكم" صدام !
" لا يليق يالديمقراطي العربي أن يردّد الكليشيه الشائعة: لقد لقي الطاغية جزاء وفاقاً على أفعاله، وذاق ما كان يسوم الناس من عسف وتنكيل! الديمقراطية، في المسائل الحقوقية والقانونية بادىء ذي بدء، ينبغي أن تقدّم البديل ـ النقيض للدكتاتورية، لا البديل ـ المثيل الذي يتطابق في الشكل مع القديم، ولا يختلف في المحتوى إلا باختلاف هوية الضحية بين مناضل ومستبدّ، وما يقترن بهذا الاختلاف من تباين صارخ في الحكم الأخلاقي على مآثر المناضل وقبائح المستبد "
صبحي حديدي
تعلمت أننا لكي نفهم ما يجري للعراق أز في أي بلد كان, علينا أن ننظر بعيداً عن الأحداث السياسية التي تجري على السطح, أعني أن نغوص عميقا ً في البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لذلك البلد المعني بالدراسة, و أن نراقب التحولات التي تطرأ عليها. ولهذا كنت متفائلاً تجاه مايجري في العراق, حيث أنه بدا وكأن البنية السياسية تنحو باتجاه الحرية وباتجاه تأسيس دولة مدنية, ولكن يبدو أن مصالح الأطراف السياسية المعنية بالصراع في العراق لم تكن لتسمح بهذا الشيئ لان فيه خسارة لمواقعها أعني الأمريكان والإيرانيين بشكل رأيسي. حيث أن مصلحة هذين الطرفين تلتقي في تحويل " الثأر " إلى قيم بحد ذاتها, ومن ثم بناء مؤسسات " الدولة " الوليدة عليها. بشكل مشابه لما قام به صدام أو حافظ الأسد سابقا, حيث أن استمرار وجودهم يتوقف على تدمير كل القيم السابقة التي كانت تضمن الترابط بين أفراد المجتمع السوري , وترسيخ " الاستزلام " كقيمة وتحويل " الرشوة " الى شطارة مثلا وهكذا تسهل السيطرة على المجتمع.
إن تحويل " الثأر " إلى قيمة وبناء مؤسسات الدولة الوليدة عليها, يتجلى في عملية تدمير مؤسسات الدولة, حل الجيش واجتثاث البعث. هل فعلا يجهل الأمريكان أهمية مايسمى الأجهزة القمعية للدولة أي قوى الأمن والجيش؟ هل فعلا لا يدرك الامريكان انه بعد تدمير تلك الأجهزة لن يكن هناك الا الخراب والدمار وأن ذلك لن يقود العراق الا باتجاه الثأر؟
ان المثال التالي الواضح هو محاكمة صدام حسين, إنه " الثأر " ولكن أين ؟ في القضاء !!
إن المدافعين اليوم عن شرعية هذه المحكمة يدافعون في نفس الوقت عن محاكم صدام وعن محاكم حافظ الأسد وعن محاكم بشار . بماذا تختلف هذه المحكمة عن المحاكم التي كان يقتل صدام معارضيه, وبماذا تختلف عن محاكمات النشطاء السياسيين السوريين اليوم !! أستخدم هنا كلمة محكمة مجازا لانها ليست محاكم وإنما " اغتيال سياسي " بطريقة مطابقة لعصابات القتل في العراق اليوم.
ان ادانة هذه المحكمة ورفضها هو دفاع عن العراق و عن دولة الحق والقانون, الدفاع عن القضاء واستقلاله بعيدا عن الصراعات السياسية, انه دفاع عن مؤسسة قضائية خالية من " الثأر " ومؤسسة على " العدل " كقيمة .
وإلا ماقيمة كل هذا الثمن الذي دفعه العراقيين من الدم والمآسي!! هل دفع العراق هذا الثمن الباهظ لكي تتحول الضحية إلى جلاد وينقلب الجلاد الى ضحية؟
لا يمكن لمن يريد الديمقراطية ولمن يردد ليل نهار مطالبا بحقوق الانسان, ان يتعامل بمنطق " خيار وفقوس " كما يقال, إن رفض هذه المحكمة وشرعيتها هو دفاع عن دولة الحق والقانون ,
|
|
01-07-2007, 12:32 AM |
|