اقتباس: اسحق كتب/كتبت
عزيزى الصفى
قد يوضح لك الإقتباس التالى ما أعنيه بالقلب .
زينب بنت جحش : ( كانت امرأة جميلة ) ( الطبري : 2/232) ... دخل محمد مرة على منزل زوجها وربيبه زيد وكانت فُضُلُ ( أي تلبس ملابس المنزل فقط ) فاعرض رسول الله ، فقالت : ليس هو هنا يا رسول الله .. ادخل .. فأبى .. وانما عجلت زينب ان تلبس حين قيل لها : رسول الله على الباب ، فوثبت عجلة ، فأعجبت رسول الله ، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم ، الا انه اعلن : سبحان الله العظيم مصرف القلوب ..فجاء زيد فقال له : لعل زينب اعجبتك ؟؟ فقال رسول الله : امسك عليك زوجك .. ففارقها زيد واعتزلها .. ) ( الطبري : 2/231)
الفاضل اسحق
تحياتي
القاعدة الذهبية في تناول احاديث النبي(ص) هي: ان تثتوثق من صحة الحديث, هذه اولا. ثانيا اعلم بان معظم الاحاديث مروي بالمعنى و ليس باللفظ. قليل جدا من الاحاديث مروي باللفظ و المعنى. عليه لا يمكن حتى و لو صح الحديث ان تجزم بان اللفظ من النبي(ص).
عودة الى موضوع القلب في لغة العرب. هو مكان الافكار والاحاسيس و المشاعر و لا يختص بالعواطف فقط كما يظن البعض.
هو مركز الافكار :
{ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} (167) سورة آل عمران
{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} (63) سورة النساء
{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ} (64) سورة التوبة
هو مركز العواطف و الرغبات و الشهوات و الكبر:
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} (32) سورة الأحزاب
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} (35) سورة غافر
هو مركز الاستقبال الحسي مثل السمع و البصر الخ:
{أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} (100) سورة الأعراف
و لامرئ القيس بيت شعر يلخص فيه دور القلب في الادراك و الاستقبال و التنفيذ اذ يقول:
أغرك مني ان حبك قاتلي و انك مهما تأمري القلب يفعل
بناء على ما سبق فان اسالتك التالية بخصوص المقصود بالقلب فيها خلط بين الاعضاء و وظائفها حسب علم وظائف الاعضاء.
اقتباس:ماذا كان يقصد الرسول هنا بكلمة القلوب ؟: -
1 - الدماغ .
2 - العقل .
3 - الفؤاد .
4 - المشاعر .
و يمكن ان نقسم القائمة اعلاه الى قسمين.
القسم الاول : الاعضاء وهي:
1-
الدماغ( حسب المصطلح المتداول في عصرنا الحديث) و هو يقابل كلمة Brain
2- الفؤاد( حسب الاستخدام القراني فهو ذلك الجزء من القلب الذي يحدث فيه الانطباع الاول للحدث و قد يبدر منه رد الفعل الاول). وهو يقابل الHypothalamus و بقية الانوية التي تشكل الجهاز النطاقي.
القسم الثاني: وظائف هذه الاعضاء وهي:
1-
العقل و هو النشاط الذي ينتج عن عمل اللحاء.
2-
المشاعر و هي النشاط الذي ينتج عن عمل مشترك بين الفؤاد او الجهاز النطاقي (Limbic system) و القلب او اللحاء.
و كما ترى فان الكل ( فكر او مشاعر) ينتج عن عمل اللحاء و الانوية العصبية العصبية الموجودة ف داخل المخ( و هو يشمل عدة اجزاء منها نصفي الكرة و الانوية العصبية).
خلاصة الموضوع اذا اراد ان احد ان يفهم معنى هذه المصطلحات ( عقل , عواطف , مشاعر) فعليه ان ينسى التصورات القديمة التي تخص الدماغ بالفكر و المشاعر بالقلب فهي تصورات خاطئة وليدة الثقافة الهيلينة القديمة.
مصطلح تصريف القلب او تقلبه يشمل التفكير و المشاعر معا.