حسام راغب
عضو رائد
    
المشاركات: 943
الانضمام: Jan 2002
|
ماذا يريد المواطن العربي..؟!
غالبا ما أطرح هذا السؤال حين أنوي التندر أو قل السخرية من أشباه المثقفين العرب و الذين يعتقدون أنهم مثقفين. الا أن السؤال و رغم بساطته يصل الى مسامع هؤلاء (المثقفين) و كأنه لغم أرضي فتقشعر أبدانهم و تنهال أيديهم على رؤوسهم حكا و تأملا وكأنه سؤال في الكيمياء في اختبار الثانوية العامة.!
السؤال بسيط للغاية..ماذا تريد أيها العربي؟
البعض يقول أننا في أمس الحاجة للعودة الى النبع الصافي, عهد محمد و أصحابه رضوان الله عليهم..!!
ولكن كيف نعود الى الوراء والزمن لا يعود, بل يمكن أن يتقدم الى حيث المستقبل. فتأتيك الاجابة بأن في حالة تحقيق العدالة فان المعضلة قد حلت. ولكن العدالة تسير بعجلة الديموقراطية و الديموقراطية تقوم على العلمانية. فيقول ولكن عمر قد حقق الديموقراطية قبل 14 قرنا حين قال "صدقت امرأة, وأخطأ عمر" و حين قال له أحد الاعراب "نحن نقومك بالسيف" و قلنا لهم أن اثنين سنونو لا يعني دخول الشتاء, فاثنين أحرار في ظرف 10 سنوات مدة خلافته لا تعني أن هناك ديموقراطية, كما أننا لا نعرفة ما حل بهاتين الحالتين في عهد (الفاروق)..!!
وهنا يبدأ اللغط و الهرج و المرج فيغيب السؤال, فأعود أكرره على بعض آخر من المثقفين: ماذا تريدون..؟
يقول المصريين نريد ديموقراطية و فلوس و لحمة و الذي منه..! وحين أسأل كيف؟ يقولون بخروج ولد عبد البر مبارك. فنقول حسنا, فلنعتبر أن حسني خرج..ماذا تريد من الرئيس الجديد؟ فيقول نريد الحرية و الديموقراطية و العدالة. حسنا وهل تؤمن أنت بالديموقراطية و الحرية؟ يقول طبعا نحن حضارة 7 آلاف سنة. و نقول و هل تعتقد أن الحرية التي تنشدها حكرا عليك أم هي للجميع؟ فيقول لا. للجميع. فنقول و هل بناتك من ضمن الأحرار و زوجتك أيضا؟ فيقول الا بناتي و مراتي. حسنا لماذا اذن تعتقد أنه من الممكن تطبيق الديموقراطية في مصر اذا كان نصف المجتمع لا يزال حبيسا..
فيعود اللغط من جديد و الأحاديث النبوية الشريفة و آيات قرآنية وينتهي الحوار بنكتة أو أفيه وتغيير الموضوع, فيموت السؤال..
و من خلال لقاءاتي مع الكثير من الاخوة العرب, أكتشفت أن العربي لا يعي ما يريد, ولكنه يتمنى دائما. فهو يسبح على أنغام دينه و يرى الجنة على الأرض كواقع ميتافيزيقي. جنة فيها نساء و لبن و خمر ورب عادل, لكنه كعربي عاجز على تحقيق ذلك, بل لم يفكر قط في كيفية تحقيق ذلك..
ولهذا السبب, ولأن العربي لا يزال خديجا premature قررت أمريكا أن تصنع لنا وطنا يتناسب مع فكرنا و حجم عقولنا, ولكنها حتما لن تصنع لنا ديموقراطيات في أوطاننا. ليس لأننا عبيد, بل لأننا لم نصل الى سن البلوغ بعد..
قد نحتاج الى قرنين أو ثلاثة حتى نبدأ نحتلم ليلا..!!
حسام راغب..
|
|
08-27-2006, 04:25 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Waleed
عضو رائد
    
المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
|
ماذا يريد المواطن العربي..؟!
الزميل المحترم / حسام راغب
إسمح لي أن أعيد - بتصرف - مداخلة لي في شريط للزميل المحترم بهجت - أجدها ذات صلة مباشرة بموضوع شريطك.
على الرغم من بساطة هذا السؤال و على الرغم من الحماسة العفوية التي سيتلقاها صاحب السؤال - إلا أنه و للمفاجاءة - التي ستصدم كلا من صاحب السؤال و أصحاب الإجابات - لا يوجد رد محدد.
- فعلى المستوى الجماعي: لن تجد ردا يمكن إعتباره الرغبة الجماعية - أو الإتجاه العام للعقل الجمعي.
- و على المستوى الفردي: و بمناقشة كل فرد على حدة - سوف يفاجأ صاحب الإجابة - و التي ظنها بديهية - بأنها ليست في الحقيقة رغبته و لا يحزنون - بل هي ألفاظ سمعها و لا يعلم مداها و كل ما يعلم عنها أنها شئ ممدوح. كما تفضلتم بمثالكم عن الديموقراطية.
و المشكلة كل المشكلة - أننا نحاول تبني أهدافا - لفظية فقط - ليست متوافقة مع ما نعتمده و نؤمن به من معارف و نستقي به أحكامنا المعرفية و الأخلاقية.
و بما أن هذه الأهداف - قد سيقت لمجتمعاتنا - كمنتجات نهائية - على شكل ألفاظ تحمل المدح في مدلولاتها مثل:
الديموقراطية = شئ جميل و مطلوب و عادل. أوليس ديننا يحثنا على هذا؟
الحرية = شئ حلو جدا.
حقوق الإنسان = جميل - و من لا يريد حقه. - و ديننا قد أنصف البشر و أعطاهم حقهم.
حقوق المرأه = واجب ديني - و قد أنصف الدين المرأة.
و أكمل هذا التسلسل - لكي تصل في نهايته أن هذه الأهداف - مثل الديموقراطية و العدل الإجتماعي .. - هي إذا منتجات ديننا منذ القدم - و كل ما فعله الغرب هو إستعارتها من ديننا بعد دراسته بعناية.
و الواقع أن تلك الأهداف هي نتاج مجتمعات مخالفة في خلفيتها المعرفية - بل و متناقضة لنا - و ليست مناهج جاهزة للتطبيق المباشر.
فهذا اللبس على جميع المستويات قادته ميكانيكيات مستمرة للتغطية عليه و تلبيسه ما قد يقبله العالم من جهة أو ما تقبله شعوبنا من جهة أخرى.
أي أن المعنى الحقيقي لتطبيق تلك الأهداف - مخالف بشدة لما يفهمه - من رد بكل ثقة بأنه يبتغيها.
التالي مداخلة سابقة لي بشريط "حرب بلا منتصر للزميل المحترم / بهجت"
اقتباس:- السؤال الثاني و الأهم حول قدرتنا على تفكير إستراتيجي أكثر تجريدا يتعالى على الخلافات الجزئية و المذهبية و الأيديولوجية - كضرورة لإمكان التوقف للحظة و إستشفاف أين يتجه سربنا و مجتمعنا بوجه عام؟
فبغض النظر عن مبرر أو ضرورة هذه الحرب أو تلك - هذا الموقف أو ذلك - و بغض النظر عن مكسبنا أو خسارتنا التكتيكية المرحلية من هذا أو ذاك - السؤال الهام الذي يجب أن يطرح نفسه:
و ما هو هدفنا الإستراتيجي؟
ثم ما هي التكتيكات المناسبة تبنيها للوصول لهذا الهدف؟
فمناقشة الجزئيات و الأهداف المرحلية التكتيكية تصبح دربا من العبث في غياب هدف إستراتيجي تعمل في إطاره تلك الجزئيات في منظومة متكاملة.
فسنجد منا من يتخذ تكتيكا مرحليا مثل الحرب مثلا كهدف إستراتيجي مما يؤول تحت ظروفنا هذه إلى الموت و الموت فقط كهدف إستراتيجي نهائي لمجتمعاتنا.
بل و سنجد من يتبنى الحرب من منظور هدف سيادة مذهب ما على الآخرون بل و العالم - و في ظل الظروف المحيطة و نظرا لشدة ضعفنا نسبة للعالم - سيطبق هذا المنظور بوجه أكبر على ذواتنا أولا كوننا أضعف من تطبيقه على العالم - فليفجر الإستشهاديون من جميع الأطراف أنفسهم في الأطراف الأخرى لكي ينظفوا المجتمع و ينقوه لمذهبهم أولا ثم نتفرغ للعالم أو في أثناء حروبنا الأخرى.
لن تكون المناقشة مجدية حينئذ - عن النتائج الرجوة من تلك الحرب أو هذا الموقف العنتري - فالنتيجة و الهدف واحدة و هي الحرب ذاتها - و لا يهم أية حسابات لنتائج أخرى.
أي أنه و بإختصار في غياب إطار إستراتيجي لمجتمعاتنا - لن تكون المناقشات التكتيكية و المرحلية سوى عيث.
- و السؤال الأخير: إذا كان الهدف الإسترتيجي الموحد غائبا عن مجتمعاتنا - فهل ستتركنا آلة التطور الطبيعي بقوانينها الإنتقائية الصارمة نهيم على وجوهنا بلا هدف - بل هل سيتركنا حتى المجتمع العالمي من حولنا - سواء كان رأينا بالمجتمع العالمي بالسلب أو الإيجاب - بأنه ظالم أم أخلاقي - كافر أو مؤمن؟
أم سكون للطبيعة رأي آخر و ستضع لنا هدفا إستراتيجيا من عندها - يخدم قوانينها هي بغض النظر عن مبادئنا و فكرنا و أهدافنا نحن؟
و هلا توقفنا في لحظة سمو على خلافاتنا المذهبية و الطائفية و القومية .. لكي نحاول أن نستطلع الهدف الذي فرض علينا - أو بمعنى آخر أين ينتهي بنا محصلة الطرق و الأهداف و التكتيكات التي نسلكها جميعا بكل طوائفنا و مذاهبنا و قومياتنا؟
لك و لضيوفك كل إحترام ,,
|
|
08-28-2006, 03:17 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}