للتاريخ ان يسجل:
[QUOTE]سورية كانت تجبرنا أحياناً - وأستطيع قول هذا الآن- على ان نقول
كلاماً لا يمت إلى الحقيقة بصلة،
بئس الرجال :15:
اشعر بالغثيان, و اكن الاحترام لانطوان لحد و اتيان صقر اكثر من بعض ممتطي الامواج الجدد الذين كيفما هبّت الريح يوجهون اشرعتهم اليها..
============================
الشيخ محمد علي الجوزو يشرح لـ"صدى البلد" خلفيّات مواقفه الناريّة
الثلاثاء, 20 يونيو, 2006
موسى عاصي
أثارت مواقفه وتصريحاته الاخيرة، جدلاً واسعاً وردود فعل كثيرة، وخصوصاً في الاوساط الاسلامية ... البعض اتهمه باثارة فتنة سنية - شيعية، والبعض الآخر يقول أنه يعلن في صوت عالٍ ما يفكر به آخرون في صوت منخفض.
قبل سنتين، كانت له مواقف داعمة ومؤيدة لسورية "فهي مركز لكل الحركات الوطنية والفلسطينية، ومنبر يرتفع من خلاله صوت المنظمات التحررية ...وهي الدولة الوحيدة التي تقف في خندق حماية الأمة من الخطر الصهيوني"... أما اليوم فيحمّلها مسؤولية الكثير من المآسي التي يعيشها اللبنانيون، "فهي دخلت الى لبنان لتخدم مشروعاً كبيراً، مرتبطاً باسرائيل، وعملت على تصفية الثورة الفلسطينية، فليكفوا عن اظهارها بمظهر الطاهر والبريء" ويتهمها بالوقوف وراء جرائم عديدة وكبيرة حصلت في لبنان، بدءاً من جريمة اغتيال المفتي حسن خالد وصولاً الى الرئيس رفيق الحريري، والشيخ صبحي الصالح وغيرهم... وعندما تذكره بمواقفه القديمة، ينفيها أولاً، ثم يضعها في خانة "مواقف اتخذت تحت التهديد".
المرجعيات الاسلامية أخذت حذرها، فبقي بعيداً عن كل اللقاءات التي جمعت أخيراً رموز الطائفة الاسلامية من سنة وشيعة، ... لم يُدع الى لقاء "الاخوة والمحبة " الذي عقد بدعوة من رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان في 14 حزيران الماضي للمرجعيات الاسلامية السنية والشيعية... ندوة العلماء المسلمين استغربت "خروجه عن الاجماع الروحي والوطني"، فيما شجب "علماء جبل عامل" كل الاصوات الداعية الى الفتنة، "خصوصا ما صدر عن مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو".
"صدى البلد" التقت المفتي الجوزو، وكان الحوار التالي:
ب ما هي اسباب الحدة التي اتسمت بها مواقفك في الفترة الأخيرة؟
- الاسباب تعود الى ان سورية ما زالت في لبنان، سورية خرجت رسمياً كجيش، الا انها ما زالت موجودة عبر مخابراتها، وحلفائها وانصارها، الذين حاولوا القيام بهجوم معاكس لتغطية الجريمة (اغتيال الرئيس الحريري) أو تضليل التحقيق، والدليل هو الشهود الزور الذين أرسلتهم سورية ليقولوا ما قالوه لتضليل التحقيق، ثم الفخر بأن هؤلاء ليسوا صادقين، لماذا تفعل سورية ذلك لو لم يكن لديها هدف ما، وهو تضليل التحقيق، الحكمة تقول "يكاد المريب يقول خذوني" عندما يريد الإنسان ان ينقذ نفسه من عمل قام به ليس عليه الا التضليل، ولذلك، وجدنا هذه الشهادات الزور، بالإضافة الى مواقف سياسية متطرفة في دعم سورية في حين ان هناك شهيداً كبيراً هو الرئيس الحريري. ب ما افهمه انك حسمت الموضوع بالنسبة لجريمة اغتيال الرئيس الحريري، سورية هي التي قامت بهذا العمل؟
- أنا لا أستطيع ان احسن أي شيء الا عن طريق القضاء، والسؤال من هو الذي يسعى الى تضليل القضاء؟ الذي يشعر انه هو المتهم، ولذلك يريد ايهام القضاء ان ما يحصل ليس صحيحاً، وانه بريء مما حصل، وكلما زادت النغمة لدى حلفاء سورية وارتفعت كلما احسسنا ان هناك محاولات لتعطيل مسيرة التحقيق بشكل او بآخر. ب ما المقصود بقولك ان سورية لم تخرج بحلفائها وانصارها، هل المطلوب ان يخرج كل من يتحالف مع سورية من لبنان؟
- ليس المطلوب منهم ان يخرجوا من لبنان، بل عليهم الخروج من المعادلة التي تريد ان تربط لبنان بسورية رغم كل الجرائم التي وقعت على ارض لبنان، انا ادافع عن سورية تاريخياً وعربياً، ولكن لا استطيع ان ادافع عن نظام قام بأعمال ليس اقلها مقتل الرئيس الحريري، لقد قُتل اناس كثيرون، واُعتدي على اناس كثيرين، وسجن اناس كثيرون، بالآلاف واضطهدوا وعذبوا وعوملوا معاملات غير انسانية، المطلوب خروج حلفاء سورية من هذه المعادلة التي تريد ان تضلل التحقيق بتصريحات ليست بريئة على الاطلاق، ولا اعتقد انها تخدم قضية لبنان، اما ان يرتبط الانسان بوطنه، واما ان يرتبط بوطن آخر، انا خرجت من لبنان سنتين ونصف، اثناء حرب المخيمات، لان اسمي كان على لائحة الاغتيالات التي جرت في هذه الاثناء.ب سورية أرادت اغتيالك؟
- لا أعرف ان كانت سورية، أو أصحاب سورية، المهم كانت هناك نية الاغتيال، وجاءني أحد الصحافيين، وأحد الحزبيين وأبلغاني بوجود هذا التهديد، فخرجت. ب من هي هذه الجهات؟
- من ابلغني عن التهديد هو صديق، وأنا لا استطيع ان أفشي سره، على كل حال، لسنا الآن في وارد تبرئة ساحة سورية بأنها كانت طاهرة نقية، ولم ترتكب أي خطأ، كلنا نعلم انها عندما دخلت الى لبنان كانت تخدم مشروعاً كبيراً، مرتبطاً باسرائيل، الآن تقوم سورية باتهام خصومها بأنهم يتعاملون مع اسرائيل، وهي عندما دخلت عام 76 دخلت لتساعد الجبهة اللبنانية، وهي التقت مع اسرائيل بشكل أو بآخر، هي التي ضربت الثورة الفلسطينية على ارض لبنان، وعملت على تصفيتها، من قُتل في لبنان من الفلسطينيين على يد سورية، أكثر بكثير من الذين قتلتهم إسرائيل، هي لم تدخل لبنان بإرادتنا، دخلت بإرادة غيرنا، لو لم يكن هناك "ضو أخضر" من أميركا لما دخلت سورية الى لبنان، فليكفوا عن محاولات اظهار أنفسهم بمظهر البريء والطاهر. ب ما الذي غير مواقفكم من سورية الى هذا الحد؟
- لانه قتل لي زعيم، لم ولن يأتي مثيل له أبداً، هو الرئيس رفيق الحريري. ب انت تتهم سورية مباشرة؟
- نعم اتهم سورية، انا رأيت ممارسات على الأرض، وعندما اُعتدي على الشيخ حسن خالد، عومل بنفس الطريقة، وقد روى لي تقي الدين الصلح نفسه قائلاً: "دُعينا إلى سورية من جملة عدد كبير من الزعماء، واجتمعنا في مكان ما، ولن أذكر أسماءهم، وبدأ الهجوم على الشيخ حسن خالد، الذي كان يريد في حينها وقف الحرب، وهذا لم يعجب سورية، فبدأوا باهانته و"بهدلته" وأساءوا له من قبل بعض الذين صنعتهم سورية لدرجة انه كاد يغمى عليه "، ماذا حصل بعد ذلك؟ تمت تصفية الشيخ حسن خالد، معروف كيف قتل الحريري، ومعروف كيف قتل الشيخ أحمد عساف، ومن قتل الشيخ صبحي الصالح.ب
في خطبة لك في 18 نيسان 2003 قلت بالحرف: "إن تهديد واشنطن لسورية هو ظاهرة خطيرة جداً، لأن سورية هي مركز لكل الحركات الوطنية والفلسطينية ومنبر يرتفع من خلاله صوت المنظمات التحررية وهي ملجأ للمجاهدين الذين لم يجدوا لهم مكاناً على أي أرض أخرى".
- لم أقل هذا الكلام أبداً، هذا غير صحيح ... أبداً. طيلة عمري لم أمدح سورية من على منبر .. أبداً. ب هذا الكلام منشور في الصحف، وهو من ضمن خطبة الجمعة، وفيه أيضاً تدعو الجامعة العربية والدول العربية الى "اتخاذ موقف واضح وصريح حتى لا تستفرد سورية وهي الدولة الوحيدة التي تقف في خندق حماية الأمة من الخطر الصهيوني"؟
- سورية كانت تجبرنا أحياناً - وأستطيع قول هذا الآن- على ان نقول كلاماً لا يمت إلى الحقيقة بصلة، كانت لها سياسة تفرضها على أرض الواقع، كانت هناك أيضاً بيانات تصدر عن دار الفتوى بهذا المنحى، لم نكن في حينها نريد ان نتصادم مع سورية، فسورية هي التي تصادمت معنا، أنا عندما خرجت من لبنان، نصحني الرئيس سليم الحص أن أقوم بمصالحة سورية، واضطررنا وجرى اتصال بيني وبين العماد مصطفى طلاس الذي دخلت لبنان عن طريقه. اما بخصوص ما تذكره من كلام لي، ففي وقت من الاوقات حاولنا ان نكون ضد الضغوط التي كانت تحصل ضد سورية على أساس "أنا وخيي على..." ب قلت انها كانت ملجأ للمجاهدين و..
- قبل سنتين كانت سورية شيء واليوم شيء آخر، بعد سنتين من هذا الكلام ارتكبت جريمة من أكبر الجرائم، وانت تحاسبني على كلام قيل في عهد كنا نتعامل به على أساس ان سورية كانت شقيقة. ب ولكن الجرائم الاخرى التي تحدثت عنها كجريمة اغتيال المفتي حسن خالد والشيخ صبحي الصالح، وغيرهما حصلت منذ وقت طويل، أي قبل هاتين السنتين؟
- لم نسكت في حينها، ولنا مواقف في هذا الصدد. اليوم نتحدث بعد خروج سورية من لبنان ومقتل الحريري، فدعك من الكلام الذي قيل في الماضي. ب نطوي الصفحة على الماضي؟
• نهائياً.ب يعني كل المواقف التي اتخذت حتى مقتل الحريري يجب ان نطويها؟
• لا تستطيع انت ان تحاسب أي انسان على كلامه أيام العهد السوري، لأن الظروف كانت مختلفة عن ظروفنا الحالية، اليوم نتمتع بوضوح للرؤية، انا اليوم اريد ان احاسب سورية على اعمالها، قد أكون اضطررت في فترة من الفترات ولظروف معينة لقول ما تذكّرني به، لكن ليس معنى ذلك تبرئة سورية، هناك ما يسمى في البلاغة بـ"مقتضى الحال". لم تكن لدينا قدرة المواجهة مع سورية في ذلك الحين. كان يطلب منا مواقف بشكل رسمي، "هكذا نريدكم ان تقولوا".ب انت متهم اليوم باثارة الفتنة بين الشيعة والسنة؟
• الذين اثاروا الفتنة هم من هاجم أهل السنة، بكلمات سيئة جداً في ملاعب الكرة، وفي الهجوم على مساجدنا في الطريق الجديدة، ومحاولة الاعتداء على مسجدنا في الجية، (مسجد النبي يونس) الذي هو مسجدنا، ورفعوا علينا قضية امام القضاء. أنا كنت أكبر صديق للسيد محمد حسين فضل الله، وقبلان (نائب رئيس المجلس الاسلامي الاعلى) الذي رفع علينا هذه القضية، على أساس انه شريك لنا بالاوقاف وفي المسجد، مع العلم انه لم يكن لهم أي أوقاف، قبل انشاء المجلس الشيعي، لم يكونوا يملكون شيئاً، اليوم "صار بدن يشلحونا؟" انا اقترحت عليهم ان نجمع اليوم كل الاوقاف ونتقاسمها، ونحن الكاسبون، فهم أصبحوا اليوم أغنى منا، بعد ان تدفقت الاموال من الاخماس والاسداس، وما يأتي من ايران ومع كل هذا يبدو أنهم "ما شبعانين وبدن يشلحوك بعض مواقعك". ب هل تتحدث عن جهة معينة في الطائفة الشيعية أم أنك تشمل الجميع؟
• أنا أتحدث بالجملة، حاولت مع الاستاذ نبيه بري، وحاولت مع السيد حسن نصر الله، وكانت لي جلسة طويلة، ولم يخط منهم أحد خطوة لحل المشكلة. وظلت الامور على حالها. ب لماذا انت الوحيد الذي رأى هذه التجاوزات؟
• انا لا اريد ان اتحدث عن رجال الدين الذين اشتروهم وأصبحوا تابعين لهم، هناك العديد منهم، ومن بينهم تجمع العلماء المسلمين، التابع لحزب الله ولايران، التي تدفع لهم مرتباتهم، هؤلاء أنا لا اقيم لهم حساباً، هؤلاء "منباعين". ب لماذ لم توجه الدعوة إليك وأنت مفتي جبل لبنان إلى لقاء "الاخوة والمحبة" الذي عقده الشيخ دريان بين المرجعيات الإسلامية من سنة وشيعة؟
• عليك أن تسأل الشيخ دريان، فهو الذي وجّه الدعوة، هو يجد مني مواقف لا توافق على هذه الاجتماعات، التي هي ليست سوى عبارة عن مطافئ فقط. أنا لا أستطيع أن أكون مثل غيري واجامل. ب تناولت في أحاديثك في الفترة الأخيرة حول قضية الاشرفية رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني.
• كريم بقرادوني هو آخر من يتكلم، نحن نعرف كيف أتوا به ووضعوه بوجه الحريري، كان الناطق الرسمي باسم المخابرات السورية، من هنا أقول لبقرادوني، الا يحاول اليوم إظهار نفسه كبطل يدافع عن المسيحيين، فأنت كنت أحد الخصوم للمسيحيين أنفسهم، عندما أفسحت مجالاً ليقتلوا ولم نسمع منك كلمة واحدة، قتل جبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي ولم تتحرك شهامة بقرادوني الا عندما جرت تظاهرات 5 شباط. ب أنت تبرئ من قام بأعمال الشغب في الاشرفية؟
• أنا لا أبرئ عملاء سورية من الذين دخلوا على الخط في تظاهرة الاشرفية، من ارتكب اعمال الشغب هم أنفسهم الذين أعلنوا عدم مشاركتهم. ب ندوة العلماء المسلمين قالت في بيان لها تعقيباً على أحد تصريحاتك ما يلي: يبدو انه انخرط في مشروع الفوضى التي تستهدف وحدة المسلمين من سنة وشيعة في لبنان وخارجه.
• كل من يريد تبرئة نفسه يرمي التهم على الآخرين، وهو"عامل السبعة وذمتا". كل يوم تظهر جمعيات جديدة، لمجموعة من المشايخ معروفة الاتجاهات، الساحة فالتة، وكل "واحد حاطط لفة على رأسه" يريد ان يتحدث باسم الطائفة كلها، ويدافع عن سورية، فليتوقفوا عن فتح الدكاكين.ب كيف تقيّم علاقتك بدار الفتوى وبالمفتي الشيخ محمد رشيد قباني؟
• هذا شيخي ورئيس طائفتي، وأنا ملتزم بالنظام ولا أخرج عنه أبداً. ب كيف تقيم اللقاء الذي حصل بين المفتي قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى؟
• أنا أرى ان القضية ليست قضية لقاءات، يجب أن ننتهي من الإثارة التاريخية، ونبش قبور التاريخ، حصلت مشاكل تاريخية منذ بداية العصر الإسلامي، ولا زلنا حتى اليوم نحييها كل سنة، ونجدد زرع الحقد في النفوس، هذا ليس إسلاما، يجب أن نتخلى عن كل هذه المسائل التي حصلت في عهد معين ولا نتحمل مسؤوليته.
يجب أن تكون هناك مصارحة، أن تجتمع القيادات السنية والشيعية وتنتهي من التاريخ، الحسين ليس للشيعة فقط، الحسين هو لكل المسلمين، والعلماء السنة الذين كتبوا عن الحسين أكثر بكثير من علماء الشيعة، لقد صادروا الحسين وأمّموه، الحسين ليس شيعياً، ولم يكن أبوه شيعياً، ولا جده، بالأمس تذكر الشيخ قبلان ان لا وجود لشيعة وسنة في الإسلام، أتمنى أن يقول هذا الكلام عن صدق، ويعمل على تطبيقه.
http://www.albaladonline.com/new/modules.p...10326&archive=1