يسعى رئيس بلدية الرملة العربية في إسرائيل يوئيل لافي إلى محو المدينة عن الخريطة من خلال إطلاق اسم عبري عليها, بدلاً من اسمها العربي. والرملة, هي مدينة عربية وإسلامية عريقة تقع على الطريق الذي يوصل بين يافا والقدس ووقعت فيها خلال حرب العام 1948 مجزرة رهيبة قتل فيها أفراد عصابات الهاجاناة اليهودية العشرات من سكانها العرب قبل احتلالها.
وادعى لافي في حديث نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الجمعة 16-6-2006 أن سعيه لتغيير اسم المدينة سببه تغيير صورة المدينة أمام الإسرائيليين.
وأعلن لافي عن نيته التوجه في الفترة القريبة إلى لجنة إطلاق الأسماء على المدن التابعة للكنيست للحصول على مصادقة مبدئية لتغيير اسم الرملة وعندها سيطرح الموضوع على المجلس البلدي وسكان المدينة ليقترحوا بدورهم اسماً جديداً.
وأعد لافي أسماء جديدة بينها "كريات دان " أو "نافيه (واحة) دان ", زاعماً أن الرملة موجودة في "أراضي سبط دان" بحسب التوراة. لكن مديرة مشروع المدن المختلطة التي يسكنها العرب واليهود بإسرائيل في جمعية "شتيل" المهندسة بثينة ضبيط أكدت في حديث ليونايتد برس انترناشونال أن الهدف الأساسي للافي من تغيير اسم الرملة هو ديمغرافي ويأتي على ضوء تزايد نسبة المواطنين العرب في المدينة.
وأضافت أن ممارسات لافي تعكس سياسة إسرائيل الهادفة إلى محو المعالم العربية في البلاد عموماً. الجدير بالذكر أن الرملة بناها الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك في العام 716 عندما كان حاكم جند فلسطين واختارها مقراً لحكمه كونها تقع على تقاطع طرق بين مصر جنوباً ودمشق شمالاً وبين ميناء يافا غرباً والقدس شرقاً.
وتعرضت الرملة على مر تاريخها للاحتلال من الصليبيين كما حكمها المماليك والعثمانيون ثم احتلها البريطانيون وأخيرا إسرائيل. واعتبر لافي في تبرير نيته لتغيير اسم الرملة وإطلاق اسم عبري عليها أن "اسم الرملة لا يعني شيئا لـ12 ألف مهاجر من دول الاتحاد السوفييتي السابق كما لا يعني شيئا لخمسة آلاف مهاجر من أثيوبيا وهناك جمهور كبير من السكان اليهود الأشكناز الذي لا يعني اسم الرملة شيئا بالنسبة لهم".
ورفض لافي اتهامات ضده بأنه يسعى لتغيير اسم المدينة لأنه اسم عربي وادعى "إنني لا أبتعد عن الماضي العربي للرملة بل أحترم هذا الماضي".
واضاف \" أصلا لو كان بإمكاني لحولت العرب إلى يهود, ليس من الناحية الدينية وإنما من ناحية القيم الأخلاقية \". ويبلغ عدد السكان العرب في الرملة قرابة 14 ألف نسمة, يعيشون في أحياء خاصة بهم تعاني من الإهمال الشديد وتهدد السلطات الإسرائيلية بهدم غالبية البيوت فيها.
وقالت ضبيط إن المشكلة الأساسية في الأحياء العربية هي أنها تفتقر لخرائط هيكلية ولذلك لا تصدر البلدية رخص بناء عادة. وأضافت أنه منذ العام 1948 لم يتم إصدار سوى 200 رخصة بناء للأحياء العربية. كما تعمل البلدية على عزل الأحياء العربية عن الأحياء اليهودية من خلال بناء جدران عازلة.
وأشارت ضبيط إلى أن البلدية برئاسة لافي شيدت جدارا بين حي الجواريش العربي وأحد الأحياء اليهودية. واعتبرت أن ممارسات السلطات الإسرائيلية عامة وبلدية الرملة منذ العام 1948 خصوصاً, أدت إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لجزء كبير من سكان الرملة العرب, ما أدى إلى انتشار الجريمة والمخدرات في المدينة.
ورأت ضبيط أنه "إذا أراد رئيس البلدية أن يحسن صورة المدينة فعليه الاعتناء بأوضاع المواطنين العرب فيها, لكن ليس هذا هدفه وإنما هو يريد إزالة الوجود والتاريخ العربي في الرملة ". وقالت ضبيط إن "الهدف الأساسي للافي هو إزالة البلدة القديمة المعروفة باسم الغيتو, ولهذا الاسم أسباب تعود على عام النكبة عندما تمت محاصرة العرب فيه وما يزالون محاصرون هناك حتى اليوم ولذلك لا يطلق على الحي "البلدة القديمة" وإنما "الغيتو" ".
وتابعت ضبيط أن لافي لا يخفي رغبته في إزالة الحي وأنه قال مرات عدة إنه يريد إحضار جرافات "دي- 9 " العملاقة لإزالة "الغيتو" عن بكرة أبيه. رغم ذلك, قالت ضبيط إن الأغلبية الساحقة في الرملة من العرب واليهود يؤمنون بأن لافي لن يتمكن من تغيير اسم المدينة واشارت إلى أن استطلاعاً للرأي أجرته صحيفة محلية بين اليهود أظهر معارضتهم لتغيير اسم المدينة.
وأردفت ضبيط " صحيح أن اسم الرملة لا يعني شيئا للمهاجرين الجدد لأنه لا يوجد لهم تاريخ ولا جذور هنا ". وأضافت " قد ينجح لافي في تغيير اسم المدينة من ناحية رسمية فحسب لأن القانون والقوة بيده لكنه لن ينجح من إرغام المواطنين على الامتناع عن تداول اسم الرملة التي ستبقى كذلك بالنسبة لنا".
وأوضحت " لأن الرملة ليست مجرد اثبات على وجود تاريخي بل هي أيضا اثبات استمرارية تاريخية أيضا بالنسبة لنا ونحن ننقل هذا من جيل إلى جيل ولن
يتمكن أحد من محو اسم الرملة".
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/06/16/24774.htm