تعرف، حسام، كنت قد أخذت عنك انطباعاً يعني ليس جيداً أن طرحك تسطيحي و stereotyposis. لكن بكل موضوعية أخبرك أنك هذه المرة أذهلتني!
قبل أن أنسى بالأول، conscience تأتي من جذور لاتينية؛ conscientia (’كونشيينتيا‘، الـo فوقها ماكرون)، من consciens (الـo و الـe فوقها ماكرون) و تعني "تم وعيه"، من com (مركّز) + scire (’تشيري‘، أن يعرف، الـi فوقها ماكرون). أن يعرف بشكل مركّز = أن ’يعي‘، و هو بالضبط ما توصلت إليه أنت!
برأيي، الضمير هو وعي الإنسان التام بالزمن. الأخلاق كلها عبارة عن محاولة إنشاء شيء ثابت فوق شيء غير ثابت (الزمن)، و بالتالي فالضمير هو دونكيخوتية الإنسان التي ارتضاها لنفسه و قبل بها.
لكن، و لأن الضمير عبارة عن ممارسة للـ
projektion ـ تحليلنفسياً على الأقل ـ، كانت الحاجة إلى أن يكون مؤسساً فوق مجموعة من المفاهيم/الأنماط الخارجية على أساس أن ’الآخرين يتشاركون هذه المنظومة‘. رمي المسؤولية على الخارج، أو الاستنجاد بالخارج للتبرير، هي خاصية مثيرة للاهتمام في النشاط الإنسان بشكل عام. الضمير يصبح منظومة أخلاقية أسسها أو مثلها شخص يمتلك حضوراً قوياً، مثل الأم أو الأب، و يؤمن بها الطفل من ضمن باكيج الشخص كله. لهذا كثيراً ما يتم التعبير عن الضمير بصوت داخلي يشبه صوت ذلك الشخص (صوت الضمير). [ممارسة الـ
tu quoque الموسعة هذه مثيرة للاهتمام أيضاً و تحتاج لبعض البحث.]
لكن، حسام، النقطة التي تطرحها هنا قوية و تستحق دراسة متعمقة--لماذا ظهر الإرهاب في بداية تكون الضمير/الوعي الإسلامي؟ و هل معنى ظهوره في هكذا مرحلة مبكرة، و استمراره للآن، أن هناك منظومة إبيستيمية تقود إلى هكذا ظاهرة؟
لو أخذنا قانون ميرفي و طبقناه هنا، "لو هناك فرصة لأي شيء أن يفسد، فسيفعل"، فسيعني هذا أن هناك ’قصوراً‘ في المنظومة الإسلامية يقود إلى ’الاتجاه الخطأ‘. و استمرار وجود هذا الاتجاه الخطأ يعني أن هذا القصور في المنظومة بعده هناك.
و لو نظرنا للتاريخ، فسنجد أن منبع الفكر الإرهابي الحديث في الإسلام نشأ على يد أبو الأعلى المودودي في باكستان قبل أكثر من قرن، لكن لم يلق أي انتشار إلا بعد أن وصلت مؤلفاته إلى سيد قطب في السجن، و الذي انبهر بها لدرجة أن يعتنقها كلها دون مشاكل؛ الجاهلية الجديدة، التكفير، الهجرة، الجهاد و الفتح الثاني إلى آخر القائمة.
طبيعة التجربة الباكستانية الانسلاخية (استقلال باكستان عن الهند) و المستندة بشكل تام إلى منطق التمييز الديني هي ما جعل من المنطقي جداً أن يظهر أبو الأعلى المودودي هناك، بينما ـ على الأقل بحسب ما أعرف للآن ـ ما جعل أبو الأعلى المودودي يصبح سيد قطب و الظواهري و ابن لادن هو ’الاستهواء‘!
هذه لوحدها مصيبة!
لي عودة. الأمر يحتاج الكثير من الدراسة و البحث.
شكراً حسام على الطرح الملهم (f)
ليلين.