كلمات ابن لادن تذكي الجدل بشأن الاصلاح في السعودية واحتمال شن هجمات على كتاب ليبراليين

الرياض –
قال محللون ونشطاء ان هجوما حادا غير مسبوق من جانب اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة على الليبراليين السعوديين سيذكي جدلا ساخنا بشأن الاصلاحات في السعودية.
وطبقا لما أوردته قناة تلفزيون الجزيرة في موقعها على الانترنت قال ابن لادن ان بعض المثقفين العرب "يهزأون بالدين" وذكر بالإسم وزير العمل السعودي غازي القصيبي.
وينظر الى الهجوم على أنه أسلوب جديد لزعيم القاعدة الذي يشن أنصاره حملة من أعمال العنف ضد الحكومة السعودية منذ عام 2003.

وقال فارس بن حزام المحلل السياسي المتخصص في شؤون تنظيم القاعدة ان تعليقات ابن لادن الذي يعيش مختبئا منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول على مدن أمريكية عام 2001 يمكن أن تؤدي الى شن هجمات على الكتاب الليبراليين.

وأضاف بن حزام انها اشارة لأنصاره لاستهداف هؤلاء الأشخاص ومن ثم توقع موجة جديدة من هجمات القاعدة في السعودية.

وكانت قناة تلفزيون الجزيرة التي أذاعت مقتطفات من الشريط الصوتي للمتشدد المولود في السعودية أمس الأحد قد أذاعت مزيدا من تعليقاته على موقعها على الانترنت.

وقالت الجزيرة في موقعها "هاجم بن لادن عددا من الوزراء بينهم وزير العمل السعودي غازي القصيبي وكتابا وإعلاميين في السعودية وعددا من دول الخليج متهما بعضهم بالكفر والردة ومستشهدا بفتاوى أصدرها عدد من العلماء في المنطقة."

ونقلت عن زعيم تنظيم القاعدة قوله ان "المرتدين" من بين المسلمين يهزأون بالدين الاسلامي وبالنبي محمد. ودعا بن لادن اتباعه الى مخافة الله والسعي لمرضاته وألا يطلبون رأي أحد في قتل هؤلاء "المرتدين".

وتكرر الاشارة الى القصيبي ما ورد في مقال نشره على الانترنت النشط الاسلامي السعودي محسن العوجي في مارس آذار اتهم فيه مجموعة من المستشارين الليبراليين وبينهم الوزير بالتأثير على الملك عبد الله عاهل السعودية.

وقال العوجي الذي احتجزته الشرطة لأكثر من أسبوع بسبب هذا المقال ان ابن لادن يريد أن يستثمر الغضب تجاه الاصلاحات العلمانية التي يراها موالية للغرب في وقت تزداد فيه المشاعر المناهضة للغرب تجاه الغزو الأمريكي للعراق ودعمه لاسرائيل.

وأبلغ العوجي رويترز ان هذه الفترة تعتبر فترة ثرية لأي أحد يتحدث في هذا الموضوع. وقال ان اي أحد يهاجم الليبراليين والعلمانيين يعتبر بطلا. وعبر العوجي عن اعتقاده بأن زعيم القاعدة انتبه لذلك ولوح بعصاه لتعبئة المزيد من المتعاطفين.

وقال تركي الحمد وهو كاتب ليبرالي تعرض للهجوم في أحد منتديات الانترنت اليوم الاثنين بوصفه "كافرا" ان ابن لادن كان يخشي تقدم الاصلاحات منذ وصول الملك عبد الله للسلطة العام الماضي.

وقد أصبح للنساء حضور أكبر في الحياة العامة وعبر مسؤولون كبار عن الأمل في السماح للنساء بقيادة السيارات كما تحاول السلطات تخفيف النهج الاسلامي المتشدد الذي تنتهجه في التعليم والاعلام والمساجد.

وقال الحمد ان اقدام ابن لادن على اقحام نفسه في الصراع الحالي في السعودية هو أمر خطير ولكنه اقرار بأن الليبراليين أصبح لهم نفوذ وأن هناك تغيرات في السعودية.

وأضاف ان من السابق لأوانه ما إذا كانت هذه الانتقادات اللاذعة ضد الاصلاحيين ستعرض حياتهم للخطر. ومضى يقول ان الأمر يتطلب بعض الوقت لاستيعاب ما قاله زعيم القاعدة

اقتباس:وقال الحمد ان اقدام ابن لادن على اقحام نفسه في الصراع الحالي في السعودية هو أمر خطير ولكنه اقرار بأن الليبراليين أصبح لهم نفوذ وأن هناك تغيرات في السعودية.

هذا ما فكرت به عندما بدأت بقراءة المقال.

فجأة، وبعد قرنين من "الوهابية المتشددة" نجد حفنة من الأقلام العلمانية الليبرالية الرائعة في شبه الجزيرة العربية. طبعاً، سوف يقابل هذا بهجوم عنيف حاد من جميع التيارات الرجعية. فنحن في عصر يشابه آخر القرون الوسطى في أوروبا، عصر نخرج فيه للمرة الأولى إلى النور منذ مئات السنين، وطبيعي أن يكون "رد فعل الرجعية" كبير عظيم، بحجم التخلف والفقر والدين والمرض في عالمنا العربي. ومع هذا فأحد لا يستطيع أن يقفل نوافذه كل عمره، وضوء الشمس سوف يبدد فلول الظلام.

طبعاً، ليس اليوم وليس غداً فالإحباط كبير والظلمة ما زالت حالكة، ولكن الفجر قريب ...

واسلموا لي
العلماني