اقتباس: إبراهيم كتب/كتبت
الإيمان يجب أن يكون علاقة حب وليس عقد زواج
الإيمان هو حب العقيدة و ليس حب الله.
يعني الله ليس متواجدا بذاته (اتحدث عن التواجد لا الوجود) لكي يؤثر.
الموجود هو العقيدة او الحديث عن الله و ليس الله.
انا مقتنع انه ليس شرطا ان يؤمن الإنسان بعقائد منطقية بالضرورة ..
ربما نؤمن باشياء لاننا نريد ان نؤمن بها و نحب حياتنا و نحن نؤمن بها.
يعني قد نحب اشخاصا سيئين و لكن نؤمن بأنهم غدا سيكونون أفضل .. ربما بدون اي أسانيد منطقية.
بل و قد نصدق اننا و برغم الكثير من الأخطاء التي نرتكبها أن هناك دائما نقطة بيضا بداخلنا هي الإنسان نفسه ... أين الدليل على ذلك ؟
و قد نصدق ان حالنا غدا سيتغير نحو الأفضل .. و من لا يحب عمله قد يؤمن أن الغد سيعطيه عملا أفضل مادام يجتهد و يبحث.
هناك أشياء نؤمن بها لمجرد انها تعيننا على الحياة ..
هناك من لا يستطيع ان يتصور كيف يحيا الحياة وحده بدون أبوه السماوي .. مجرد الفكرة تشعره انه ذرة تراب أو هاموشة.
و هناك من يعتقد ان وجود الله هو الذي يجعله ذرة تراب او هاموشة ..
يعني إن كان المنطق و العقل لهم اسس ثابته تسري على الجميع فالعاطفة ليست كذلك.
و العاطفة ليست أقل شانا من العقل ..
لان الإنسان هو أفكار و احاسيس .. عقل و عاطفة.
في بعض الأحيان قد نفعل اشياء نعلم تمام العلم أنها خاطئة لاننا فقط نريدها.
لماذ لا يكون الإيمان احدها بكل بساطة.
كل هذا أعرفه و أفهمه جيدا ..
و مشكلتي مع إيمان الآخرين ليس أن إيمانهم تهديد مباشر لي مثلا .. الإيمانة تجربة شخصية و ذاتية و ما يسري على واحد ليس إلزاميا أن يسري على الآخرين.
لأن العاطفة متغيرة بحسب الأشخاص.
و لكن كل هذا يصح لمن يستطيع أن يفصل بين عقله و أفكاره من ناحية و احاسيسه و مشاعرة من ناحية اخرى.
للعقل ثوابته و احكامه و منطقه الذي علينا أن نقبله بكل بساطة و نتعايش معه ..
كيف يمكن أن ننكر العقل إعتمادا على العاطفة ؟
كيف يمكن لإنسان أن ينكر ما هو ثابت و محسوم بالعلم و التجربة لمجرد أنه يحب دينه و مرتبط به عاطفيا.
الدين هنا يقف حائلا بينه و بين الواقع ..
بل قد يكون الإرتباط بالدين ليس فقط حائلا بين الإنسان و الواقع أو الإنسان و أفكاره بل أيضا تكون في معظم الأحيان حائط ضخم و صلب بين الإنسان و مشاعره.
يعني يتحول الإيمان إلي وهم يصيب العقل و الإحساس ..
يعني قد يحب إنسان ما خطيئة معينة و لتكن شهوة الطعام مثلا ..
و ينكرها و يكيف مشاعره بحسب العقيدة فتصير مشاعر مزيفة تم تلقينها بالدين.
بلاش ديه ..
شخص يمل من الصلاة و ربما يمقت الوقوف و ترديد كلام لا يعنيه بتلك الطريقة.
و لكنه يوهم نفسه ان الصلاة تشعره بتحسن.
تلك قوة الوهم ..
وهم يفقد الإنسان ليس عقله و منطقه و واقعه فقط .. بل يشتت أحاسيسه ايضا و لا يحترمها.
يسحق مشاعر المرء لو كانت تخالف العقيدة ..
يعني العلاقة هنا تكون سيئة جدا ..
كفتاة احبت شاب سافل و متهور و بلطجي و بلا مستقبل و يضربها و يخونها.
و لا تكتفي بان تقنع نفسها انه غدا ينصلح او ان هناك خير يربض بداخل نفسه.
بل توهم نفسها انه يعاملها بحب و أنه مغرم بها.
تلك علاقة سيئة جدا يمتص فيها أحد الأطراف الآخر كفطر ..
و ربما تلك الفتاة ستحيا حياة حلوة لو خرج هذا الشاب السئ من حياتها فقط.
يعني لا مشاكل ان يكون الإيمان موجودا و ان يكون قائما على مشاعر و فقط.
و لكنني أنتظر من تلك العلاقة ان تكون حلوة و نافعة و مرضية للطرفين.
علاقة بين متساويين و تدفعهما للامام .. و ليس جاني و مجني عليه.
او دودة البلهارسيا و صبي نزل في ترعة ليعوم فيها.
تلك النوعية من العلاقات ليست حبا و يجب ان تجتث من جذورها و ربما يجب علينا ايضا ان نقتل الفطر من اجل الإنسان.
يعني لكي يحتفظ الإنسان بعلاقة حب حلوة مع احد العقائد أيا كانت يستلزم هذا بعض الوعي ..
فصل بين ما هو منطقي و ما هو جميل.
اتصور يا عزيزي هيما .. انا لديك علاقة حلوة و صحية بينك و بين إيمانك.
و انا سعيد من اجلك لأنك من هؤلاء الذين تكلم عنهم القرآن .. لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.
محبتي و إحترامي لك يا صديقي (f)