:duh:
خمس ردود وأكثر من 60 قراءة خلال أقل من ساعة
عن نفسي أرسلت طلب التصويت لثلاث قوائم بريدية ...
وبقي أن أجيب زميل محترم سألني عن الاستبيان وأنه مطروح منذ الأمس فمالذي داعني لنشره بهذه الكثافة اليوم ؟
لهذا الزميل المحترم أقول:
بعد عيد الحب والبذخ المتجلي بالحرير الذي لف خطابات نخاسي لبنان ولكنه عجز عن تغطية ارتعاشهم دعونا نقرأ ما نشرته السفير ونؤمن بأن المال قادر على المعجزات:
[QUOTE]<<السيد حسن نصر الله يعمل لدى سوريا وإيران وقد انتهى وقتو>>، <<
النائب وليد جنبلاط يتعاطى المسكرات قبل أن يصرح>>>>.
عبارات مختصرة يتداولها اللبنانيون كل في منطقته، تشكل الحد الأدنى من لغة الشتائم التي لم تترك لفظة يمكن استخدامها في اللغة العربية لم تستخدم، تدل تلك اللغة على المدى الذي وصل اليه شكل التعبير عن الوطن المتفجر منذ الرابع عشر من شباط، تستمد عزاءها من التصريحات اليومية لعدد من السياسيين، ومن التظاهرات التي يتفنن المشاركون بها في اختراع كل ما هو جديد ضد الخصم، فتراكم الصراعات والتصريحات والتظاهرات، لغة يصبح إطلاقها سهلا الى درجة لا يعود صاحبها يعتقد أنه يشتم وإنما يفش خلقه، وتتحول الى لغة الدفاع الوحيدة عن أحقية الوجود قبل الآخرين وليس بالتساوي معهم، عندما يعتبر كل طرف نفسه مضطهدا أكثر من الآخر.
لو تم إحصاء من يطلقون الشتائم في مناخات أحداث لبنان لتبين أنهم معظم الشعب اللبناني، لا يستثنى منهم سوى الذين يغالبون أنفسهم أو المتدينون، لغة يتم تبادلها بين أفراد المذاهب، تتراجع معها بشكل دراماتيكي أي محاولة للاستماع الى رأي الجهة الأخرى، كل رأي مخالف لما تعتقده الجماعة في نفسها هو رأي متآمر،
فيصبح ما يقوله السيد نصر الله مثلا مندرجا فورا في إطار التعليمات السورية الإيرانية، >>، يتظاهر حزب الله من أجل المازوت ولا يتظاهر من أجل القضايا الأخرى الاجتماعية والاقتصادية لأن توقيتها وظروفها لا يناسبانه.
بالمقابل يتحول وليد جنبلاط الى إسرائيلي، وإلا كيف يصف سلاح المقاومة بسلاح الغدر، لم يعد ينفع أن يكون أميركياً يجب أن يكون اسرائيلياً مباشرة لكي تكون التهمة أقوى، يأتمر النائب سعد الحريري بأوامر <<البابا جورج بوش الذي عزاه بوالده>>، أما الرسائل الخليوية والالكترونية وما تتضمنه من نكات وشتائم <<من أعلى العيارات>> فلها عالمها الخاص.
إذا ما حاول أحدهم إبداء اعتراض على شتيمة يكون الجواب: <<لماذا هل انخدش حياؤك>>>>، أما إذا كنت غير ذلك فيمكن لك أن تصمت وتشتري حبوب المهدئات لكي تحتمل سماع الشتائم، وإذا كنت من غير المتدينين فأمامك كل أنواع المشروبات الروحية وبأسعار معقولة، إذ تفيد معطيات بعض التجار أن نسبة مبيع المشروبات الكحولية في لبنان تضاعفت مرتين وفي بعض الفترات ثلاث مرات خلال العام المنصرم، وكذلك مبيعات السجائر.
عشرات التصريحات والمواقف يوميا كانت كفيلة بخلق كل ما يخطر وما لا يخطر في البال من تعليقات. لم تكن انعكاسات السنة شبيهة بما سبقها خلال الحروب التي عاشها لبنان، كيف إذا كان بين الذين عاشوها من عايش مراحل الحرب الأهلية والاحتلال الإسرائيلي والحقبة السورية. يمكن للسياسيين أن يقولوا تصالحنا ونحن الآن موحدون، يمكن لهم أن يختلفوا ليجدوا أن على الجماعات الاصطفاف خلفهم من جديد، لكن لبنان الآتي في الحالتين هو لشعب منهك لم يتسن له الوقت لاكتشاف الحياة العادية.
بين منطقة وبين أخرى تفصل مسافة نفسية هي أشبه بالمسافة الفاصلة بين قارة وقارة، كيف يتحول العدو الى صديق والصديق الى عدو في غمرة التحولات الكبرى، لا يجد الناس وقتا للتفكير كيف تتبدل العداوة والصداقة، الطريق الأسهل بالنسبة لهم هو في الانحياز طلبا للأمان السياسي والطائفي.
<<حزب الله في آخر أيامه>>
تقف مجموعة طلاب ثانويات في أحد شوارع أحياء بيروت وتتحدث في السياسة، فيقول أحدهم: <<
لقد اصبح حزب الله في نهاية حياته سوف يأتي الأميركيون وينزعون منه سلاحه، ثم يدخلون الى سوريا وينقلون الحكم من العلويين الى السنة، ثم يحكم السنة في لبنان وسوريا>>. يفضل هؤلاء الشبان أميركا وبريطانيا وفرنسا لأنها ستساعدهم على أعدائهم. لم ينسوا عدم مشاركة جمهور الشيعة في جنازة الرئيس الحريري وفوق ذلك يغطي هؤلاء رئيس الجمهورية ويتحالفون مع العماد ميشال عون، يكرهون عون لأنه خارج تحالف الرابع عشر من آذار وحامي رئيس الجمهورية.
تدخل سيدة الى أحد محلات السمانة وتتحدث الى صاحبة المحل: <<
لو عقدنا اتفاق سلام مع اسرائيل سوف يعطينا المجتمع الدولي النقود لسد ديوننا>>.
تذهب الى الضاحية فتجد مناخ العداء مركز بشكل خاص على النائب وليد جنبلاط، بعد العبارة المتفجرة التي قالها واتهم فيها سلاح المقاومة <<بسلاح الغدر>>. لم يقنع تصحيح جنبلاط أهل الضاحية عندما قال إنه يقصد سلاح الجبهة الشعبية القيادة العامة، لأنهم يصدقون السيد نصر الله عندما يرد على تصحيح جنبلاط: <<نحن نفهم اللغة العربية وقرأنا التصريح جيداً>>. يقول العديد ممن تم لقاؤهم في الضاحية إن حزب الله سعى من خلال الرد على جنبلاط إلى تهدئة الناس، ولولا ذلك لكانت حصلت مشاكل فعلية على الأرض. بعد فترة هدوء فرضها التحالف الانتخابي استعاد أهل الضاحية لغة العداء لجنبلاط: <<هيئتوا بيشرب مخدرات قبل ما يطلع يحكي وإلا كيف يقول مثل ذلك الكلام عن سلاح المقاومة؟>>، <<أكيد بيشرب فودكا قبل ما يطلع يصرح>>، <<على كل نحن يناسبنا شخص مثل جنبلاط كل ساعة برأي لأن لا أحد يصدقه>>. عبارات تتوالى في جولات الشتائم، بينما ينتشر في الضاحية شريط كاسيت تم فيه تسجيل مقتطفات من كلام السيد نصرالله:
أنت مين؟ شو تاريخك؟>>. لم يردد أهل الضاحية شتائم في وجه السنة لأن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بقي على تواصل مع حزب الله في عز الأزمة الحكومية، لكنهم عبروا عن غضب شديد على الرئيس فؤاد السنيورة الذي تمهل في الاستجابة لمطلب الحزب من أجل العودة الى الحكومة: <<ما بقى فينا نحكي معهم كل واحد بيصير بالسلطة بيفكر حالوا قوي>>. ثم يجد التعبير سبلا أخرى: <<السنة بيغيروا رأيهم حسب الزعيم، آخر همهم المواقف السياسية>>. ثم يردف أحد الشبان: <<على كل عرف سعد الحريري كيف يمتص النقمة عندما لم يعلن عن أي خلاف مع الحزب>>.
<<نصر الله خذل جنبلاط>>
لكن الأزمة الكبرى هي لدى أهل الجبل من الدروز، حياتهم معلقة كلها بما يقوله وليد جنبلاط، مهما تقلب في المواقف فهو على حق: <<لم ينحرف عن الخط العروبي وإنما سوريا قتلت والده>>، وعندما تتحدث الى أحد المتنورين بينهم عن كيفية استفادة جنبلاط من السلطة بعد استشهاد والده يجيب: <<نعم لكن غيره أيضا استفاد هل تريدون أن يقتل والده وأن ينظر الى غيره كيف يستفيد؟>>. يؤيدون جنبلاط مسبقا قبل أن يتحدث، تقول إحدى السيدات إن الدروز لا يجدون أنفسهم ملزمين بسماع جنبلاط، يستطيع التحدث بما يشاء وهم يهتفون: <<بالدم بالروح نفديك يا جنبلاط>>، وعندما يلتصق الناس بزعيمهم الى تلك الدرجة كيف يمكن لهم أن يسمعوا آراء مغايرة لرأيه؟.
تلك هي نتيجة مسار طويل عاشته الأقلية الدرزية من التماسك العائلي الى التقية، تعيش الطائفة أقصى مشاعر القلق على مصير زعيمها، تعرف أنه لا يوجد بدائل عنه غير إبنه تيمور، لا يحتاج أحدهم الى سؤاله عن مدى أهلية الابن للزعامة لأنهم يقولون فورا: <<إن وليد كان فتى عندما استشهد والده وقد تجاوز برأيهم ذكاء الوالد في السياسة>>.
تسأل إحداهن عما إذا كان أهل الجبل يصغون الى كلام السيد نصر الله عندما يخاطب جنبلاط فتقول: <<حتى لو اصغوا لن يقتنعوا>>، ونحن نعرف أن ما يحصل هو العكس، إن حزب الله يصغي الى كلام جنبلاط ويعرف ما الذي يعنيه.
هل تعرفون كيف حصل الخلاف بين حزب الله وجنبلاط، يجيب أحد الشبان من منطقة عاليه: <<لقد تحول جنبلاط الى وزير خارجية لدى حزب الله وهو يدافع عنه في الدول الأوروبية، لكن الحزب خذله عندما رفض السيد نصرالله الوقوف ضد ما فعلته سوريا في لبنان>>، وتضيف زوجته: <<إن جنبلاط قدم وزارة الخارجية الى الحزب بعدما اقنع النائب مروان حمادة بعدم أخذها>>، وعندما تسألها هل كان جنبلاط يعتبر الخارجية ملكا له لكي يعطيها للحزب، يكون الجواب: <<هكذا قال ونحن نصدقه>>. لقد خسر نصر الله من منزلته عندنا بعدما دخل في دهاليز السياسة، ذلك ما يقوله رجل كان يرفع صورة نصر الله في منزله، ويروي أحد الشبان أن شيخا من عائلة درزية معروفة كان يقصد قصر المختارة على رأس وفد من العائلة للتضامن مع جنبلاط فحاول أحدهم الاستقواء بالقول:
إذا ما هاجمنا حزب الله نحن بانتظاره، وما كان من الشيخ الا أن رد عليه: <<لا أريد سماع ذلك الكلام مرة جديدة، نحن على خلاف مع الشيعة حاليا، لكن الخلاف مؤقت، ولن يصل الى الحرب مهما كان لأنه ليس بيننا تاريخ حروب>>.
يبدي أهل الجبل غضبا شديدا على الحزب لأنهم لا يعتبرون أنفسهم شركاء معه وإنما حلفاء في التوجه العروبي، كانوا يطلبون فقط موقف استنكار تجاه سوريا، لكنه لم يفعل. ينفي كل الذين تم الحديث معهم أي شعور بالخوف من الحزب، وربما لا يكون مستغربا أن يقول هؤلاء إنهم يخافون من القوات على الرغم من التحالف السياسي معهم حاليا، تسري مقولة بينهم: <<إمشي الى جانب القواتي ولكن لاتدر له ظهرك>>، لأن بينهم تاريخا من الحروب، وعندما تسألهم لماذا تحالفتم مع القوات وليس مع التيار الوطني الحر قد يفاجئ الجواب: <<
العماد عون يعتبر نفسه قوة كبرى يريد أن يكون القائد، لكن القوات تقبل بأن تكون شريكا يمكن لمن يتحدث الى أهل الجبل أن يكتشف بسرعة كيف تتراجع تسمية الحزب التقدمي الاشتراكي ويتحول جنبلاط الى زعيم الدروز، لكن على الرغم من الخلاف مع حزب الله فإن ما يجمعهم تقريبا هو الشعور بأن الشيعة لن يؤذوهم، ويصل أحدهم وهو من عائلة مشايخ الى حد القول: <<ولو، كنا نعتبر أنهم سيكونون حاضنين لنا>>، ويروي كيف كان الدروز تاريخيا جزءا من الشيعة قبل أن ينفصلوا عنهم ويسأل: <<هل شاهدتم كيف تمت الصلاة على الشيخ أبو عارف حلاوي لقد تم وضعه باتجاه القبلة>>، وكانت الصلاة على مرجع درزي كبير تصور في حينها للمرة الأولى علنا في تاريخ المشيخة الدرزية، يستحضر الرجل تاريخا طويلا من العلاقة بين الشيعة وبين الدروز، يلزمه تدقيق ومراجعة لأن فيه معلومات غير شائعة.
المسيحيون شركاء وليسوا تابعين
لا يزال المسيحيون يتحدثون عن المسلمين بالجملة، لم تعتد ثقافتهم اليومية على الفصل بينهم، لكنهم عندما يتحدثون عن المسلمين في المرحلة الحالية يقصدون بشكل خاص حزب الله، لست بحاجة الى تنويع في الآراء لكي تعرف الآراء في حزب الله، إنه بالنسبة لهم الشكل الاسلامي المتزمت وحامل السلاح.
لا يريدون سلاح الحزب بأي ثمن لأنهم يخافون منه حتى لو كانوا يعرفون أنه ليس موجها ضدهم، قوة الحزب تخيفهم، هكذا لمجرد النظر اليها. لم تستطع الحروب والتغيرات الديموغرافية تغيير الثقافة الثابتة التي تربى عليها المسيحيون، يقبلون بالشراكة لكن ليس السيطرة، عندها تحصل المشكلة الكبرى، يعيشون بين معادلتين متناقضتين فهم من جهة يعرفون جيدا أنهم اصبحوا اقلية ويخيفهم ذلك الشعور، ومن جهة ثانية لا يريدون ترجمة ذلك في معادلات الحكم، لذلك فإن أكثر ما يثير حساسية المسيحيين عندما يبدأ الحديث عن الأعداد.
تعبر سيدة عن ذلك الشعور بحده الأقصى عندما تقول نحن لا نعتبر أنفسنا أقلية ولا نقبل أن يصفنا أحدنا بذلك الوصف، وقد اعتبر المسيحيون أنفسهم بعد الانسحاب السوري في حالة نهوض من جديد، من أجل أن يكونوا شركاء ممثلين وليس ملحقين، كما كانوا يعتبرون أنفسهم قبلا، لذلك يرفضون في المبدأ قوة حزب الله. غيرت تظاهرة التباريس بعض الشيء في توصيف العلاقة مع المسلمين، فتقول سيدة من الأشرفية: <<
كنا نعتبر أن السنة حضاريين وتبين أن الشيعة حضاريون أكثر منهم
http://www.assafir.com/iso/today/hariri_2/301.html
حررته لإضافة اللينك "خوفاً" من الأذكياء:bye: