أعود واستغرب انك اعتبرت أن كل موضوعي حول بولس نقل من أقوال الآخرين..كما استغرب انك استنتجت أنني كنت أحمل بولس مسؤولية عقيدة الثالوث، أنا أحمل "كلام" بولس مسؤولية ذلك... ولكن ما أدراني أن كلام بولس لم يحرف مثلما حرف كلام الله، ولم لم يكن كلام بولس مترجما بصورة ركيكه، لقد طرحت نقاطا عديدة حول إثبات عدم ألوهية المسيح من كلام بولس نفسه،
راجع المداخلة 4 و5 و8 تحديدا في موضوعي على هذا الرابط
http://nadyelfikr.net/viewthread.php?fid=5&tid=31113
ستجد جوابا على سؤالك..
واستنتاجا لما ورد هناك:
- سواء كان بولس قديسا أو نبيا أو مجدفاً..وحتى لو فرضنا أن بولس مر بمراحل متعددة.. انتقل فيها من الإيمان بوحدانية الألوهية إلى اشتراك المسيح عليه السلام فيها..وأنه عندما عاد من رحلته التي سار بها على خطى المسيح فقد غير من مبادئه أو حاول إضفاء بعض النكهات الوثنية والأسطورية عليها.. وهذا جائز..
فإن من كلام بولس الكثير الذي يدلل على مفارقة الوصف الذي يطلق على الله الواحد القهار.. وعلى المسيح الابن والرب..
-كلمة الابن لم تخصص المسيح ببنوته لله..
وكذلك الرب تفيد عادة المسؤول أو صاحب السلطة.. وهكذا يقولون رب العمل ورب البيت ورب الدير وهكذا..
-في قول بولس: "الله ظهر في الجسد" (تيموثاوس(1)3/16) فالفقرة كما أشار الكثير من المحققين (استنادا إلى المرجعية التاريخية وليس الاجتهاد في المعنى اللفظي): محرفة، إذ ليس في الأصل كلمة "الله" بل ضمير الغائب "هو"، ومن الممكن أن يعود على الله أو على غيره.
ومثله جاء في التراجم القديمة "عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد "فأحالته الترجمات الحديثة إلى دليل على الحلول الإلهي بالمسيح، فقالوا: "عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد" (تيموثاوس(1) 3 /16).
-سمي بولس وبرنابا آلهة لما أتيا ببعض المعجزات "فالجموع لما رأوا ما فعله بولس رفعوا أصواتهم قائلين: إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا" (أعمال 14/11)، فقد كان من عادة الرومان تسمية من يفعل شيئاً فيه نفع للشعب :إلهاً، ولا تغير التسمية في الحقيقة شيئاً، ولا تجعل من المخلوق إلهاً، ولا من العبد الفاني رباً وإلهاً.
وقد سمي إسماعيل بهذا الاسم العبراني، ومعناه: "الله يسمع"، ومثله يهوياقيم أي: "الله يرفع"، ويهوشع "الرب خلص"، وغيرهم … ولم تقتض أسماؤهم ألوهيتَهم.
وجاء في سفر الرؤيا: "من يغلب فسأجعله في هيكل إلهي، ولا يعود يخرج إلى خارج، وأكتب عليه اسم إلهي واسم مدينة إلهي- أورشليم الجديدة -النازلة من السماء من عند إلهي واسمي الجديد" (الرؤيا 3/12)، وجاء في التوراة: "فيجعلون اسمي على بني إسرائيل" (العدد 6/27)، ومع ذلك فليسوا آلهة.
.......
على فكرة كل هذه النقاط ذكرتها في موضوعي السابق لكن أيا منكم لم يلتفت إليها وركز على نقاط "العلماء والنقل" والدلائل الانجيلية التي "سبقتكم" الى استخدامها..
ملاحظة: موضوعك عنوانه لا علاقة له بتساؤلك الرئيسي.... ما أوردته إجابة لسؤالك ولكن العنوان فيه تساؤل بحاجة لبحث آخر منفصل.. أنا لست متأكدا أن بولس هو المسؤول عن تحوير العقيدة المسيحية.. فربما كان بولس قديسا وموحدا ومؤمنا حق الإيمان.. ولكن من فسروا كلامه أو ترجموه غالطوا الحقائق... وشوهوا الصور... ربما كان بولس مثلما أشار البعض كاذب ومضلل.. وربما لم يكن... لكن النتيجة في كل الاحوال متصلة بماء جاء في رسائله، وما حدث في عصره.
لك التحية والاحترام زميلي العزيز