{myadvertisements[zone_3]}
skeptic
عضو رائد
    
المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
|
سلامآ... خليل حاوي
[CENTER]نهر الرماد
ليالي بيروت
في ليالي الضِّيقِ والحرمانِ
والريحِ المدوِّي في متاهاتِ الدروبْ
مَن يُقَوِّينا على حَمْلِ الصليبْ
مَن يَقينا سَأمَ الصَّحْراءِ,
مَن يَطْرُدُ عنَّا ذلك الوحشَ الرَّهيبْ
عندما يزحَفُ من كَهفِ المغيبْ
واجِمًا محتَقِنًا عبرَ الأزقَّهْ,
أَنَّةٌ تُجْهِشُ في الريحِ, وَحُرْقَه,
أعينٌ مشبوهَةُ الوَمضِ
وأشباحٌ دَميمَهْ.
ويثورُ الجنُّ فينا
وتُغاوينا الذنُوبْ
والجَريمهْ:
"إنَّ في بيروتَ دنيا غيرَ دنيا"
"الكَدحِ والمَوتِ الرتيبْ"
"إنَّ فيها حانةً مسحورةً,"
"خمرًا, سريرًا مِن طيوبْ"
"للحيارى"
في متاهات الصحارَى,
في الدهاليزِ اللعينَهْ
ومواخيرِ المدينَهْ
(...)
مَن يقوِّينا على حملِ الصليبْ
كيف نَنجُو مِن غِواياتِ الذنوبْ
والجَريمَهْ?
مَن يقينا وهلةَ النَّوْمِ
وما تَحملُ مِن حُمَّى النَّهارْ.
أين ظلُّ الوردِ والرَّيْحانِ
يا مِروحَةَ النوْمِ الرَّحيمَهْ?
آهِ مِن نومي وكابوسي الذي
ينفُضُ الرُّعْبَ بوَجْهي وَجَحيمَهْ
مُخدعي ظلُّ جدارٍ يتداعى
ثُمَّ ينهارُ على صَدْري الجِدارْ
وغريقًا ميِّتًا أطفو على دَوَّامةٍ
حرَّى ويُعميني الدُّوارْ
آهِ والحقْدُ بقلبي مِصهرٌ
أمتَصُّ, أجترُّ سمومَهْ
ويدي تُمسِكُ في خِذْلانها
خَنجَرَ الغَدرِ, وسُمَّ الانتِحارْ,
رُدَّ لي يا صُبحُ وجهي المستعارْ
رُدَّ لي, لا, أي وجهٍ
وجحيمي في دمي, كيف الفِرارْ
وأنا في الصبحِ عبدٌ للطواغيتِ الكبارْ
وأنا في الصبحِ شيءٌ تافهٌ, آهِ من الصبحِ
وجَبْروتِ النَّهارْ!
أَنَجُرُّ العمرَ مشلولاً مدمًّى
في دروبٍ هدَّها عبءُ الصليبْ
دون جدوى, دون إِيمانٍ
بفردوسٍ قريبْ?
عمرُنا الميِّتُ ما عادتْ تدمِّيه الذنوبْ
والنيوب
ما علَيْنا لَوْ رَهنَّاهُ لدى الوحشِ,
أو لدى الثعلَبِ في السوقِ المُريبْ
ومَلأنَا جَوفَنا المَنْهومَ
مِنْ وهجِ النُّضار
ثُمَّ نادَمنا الطواغِيتَ الكبارْ
فاعتَصَرْنا الخمرَ من جوعِ العَذارى
والتَهمْنا لحمَ أطفالٍ صغارْ,
وَغَفوْنا غَفْوَ دُبٍّ قُطُبيٍّ
كهْفُه منطمِسٌ, أعمى الجِدارْ [/CENTER]
|
|
06-14-2005, 04:56 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
skeptic
عضو رائد
    
المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
|
سلامآ... خليل حاوي
[CENTER]الناي والريح
بعد الجليد
في الصومعهْ
بيني وبينَ البابِ أقلامٌ وَمِحْبرةٌ,
صَدًى متأفِّفٌ,
كُوَمٌ من الوَرَقِ العتيقْ.
هَمُّ العبورِ,
وخطوةٌ أو خطْوتانِ
إلى يقين البابِ, ثمَّ إلى الطريقْ
كذبٌ,
دَمي ينحَرُّ, يشتمني, يَئنُّ:
إِلى متى أزني, وأبصِقُ
جَبهتي, رِئَتي
على لقبٍ وكرسيٍّ
أُضاجعُ مومياءْ?
أنا لستُ منكمْ طغمةَ النسَّاكِ
واللحمَ المقدَّدَ في خلايا الصومعَهْ
لن يستحيلَ دمي إلى مصْلٍ
كذبتُ, كذبتُ,
جرُّوني إلى الساحاتِ, عرُّوني
اسلخوا عنِّي شِعَارَ الجامعَهْ
***
ولربَّما ماتَتْ غدًا
تلكَ التي يبسَتْ على اِسمي
ومصَّ دماءَها شَبحِي
وما احتفلتْ بلذَّاتِ الدماءْ,
ماتَتْ مع النايِ الذي تهواهُ
يسْحَبُ حزنَهُ عَبْرَ المساءْ
ومع الورودِ متى التوَتْ
بيضاءَ, ينسجُ عُرسهَا ثلجُ الشتاءْ
طولَ النهارِ
مدى النهارْ
تنحلُّ في عَصَبي جِنازَتُها
يحزُّ النَّايُ فيهِ
وما يزيحُ عنِ القرارْ:
ماتَتْ وما احتفلتْ وما عَرَفَتْ
رَفَاهَ يدٍ تُظلّلُها ودارْ.
الرِّيح
طولَ النهارِ
مدى النهارْ
رَبّي متى أَنشقُّ عن أُمِّي, أَبي
كُتُبي, وصومَعَتي, وعَن تلكَ التي
تحيا, تموتُ على انتظارْ
أطأُ القلوبَ, وبينها قلبي,
وَأَشرَبُ من مراراتِ الدروبِ بلا مرارَهْ,
ولعلَّ تخصِبُ مرة أُخرى
وتعْصِفُ في مدى شَفَتِي العِبارَهْ.
دربي إلى البدويَّةِ السمراءِ
واحاتِ العَجينِ البكرِ,
والفجواتِ أَوديةِ الهجيرْ,
وزوابعِ الرملِ المريرْ.
تعصَى وليْسَ يَرُوضُها
غيرُ الذي يتقمَّصُ الجَمَلَ الصَّبُورْ
وبقلبهِ طفلٌ يكوِّر جنَّةً,
غيرُ الذي يقتاتُ من ثَمَرٍ عجيبْ:
نِصْفٌ من الجنَّاتِ يسقطُ في السلاَلْ
يأْتي بلا تَعَبٍ حلالْ
نصْفٌ من العَرَقِ الصَّبيبْ.
اَلشوكُ ينبتُ في شقوقِ أظافِري
اَلشوكُ في شفتيَّ يمرجُ باللهيبْ
... في وجهها عَبَقُ الغريزةِ
حين تصْمتُ عن سؤَالْ
... نهضَتْ تلمُّ غرورَ نهدَيْها
وتنفضُ عن جدائلها حكاياتِ الرمالْ,
تحدو, تدورُ كما أُشيرُ بإصبعِي
ولربَّما اصطَادَتْ بُروقًا
في دهاليزي تمرُّ وما أَعي
وبدونِ أَن أُملي الحروف وأَدَّعي
تحدو, تدورُ, تزوغُ زوبعَةً طروبْ
وأَرى الرياحَ تسيحُ; تنبعُ
من يدَيْها:
منبعَ الريحِ المعطَّرةِ الجنوبْ
ومنابعَ الريحِ الطَّريَّةِ والغضوبْ
للريحِ موسمُها الغضوبْ.
***
وحدي مع البدويةِ السمراءِ
كنتُ مع العِبارَهْ
في الرملِ كنتُ أَخوضُ
عَتْمَتهُ ونارَهْ
شربُ المراراتِ الثقالِ
بلا مرارَهْ.
***
ريحٌ تهبُّ كما تشيرُ عبارتي
للريحِ موسمُها الغضوبْ,
للريحِ جوعُ مَبارِدِ الفولاذِ
تمسحُ ما تحجَّرَ
من سياجات عتيقَهْ
ويعُود ما كانت عليهِ
التربةُ السمراءُ في بدء الخليقَهْ
بكرًا لأوَّلِ مرَّةٍ تشهَى
بحضنِ الشمسِ, ليلُ الرعدِ
يوجعُها وتَسْتَمْري بروقَهْ
ماذا سوى أَرضٍ تَعُبُّ
الحلْمَ, تُنبِتُهُ كرومًا والكرومُ
لها شروشُ السنديانِ,
لها عروق السنديان
وَرَفَاهُ فيءِ البيلسانْ,
ماذَا سوى عَقْدِ القبابِ البيضِ
بيتًا واحدًا يزهو بأَعمدةِ الجباهْ
يزهو بغاباتٍ من المُدُنِ الصَّبايا
لِين أَرصفةٍ وَجَاهْ
أَيصحُّ عَبْرَ البحرِ تفسيخُ المياهْ?
***
وأرى, أَرى الطَاووسَ يُبْحِرُ
في مراوحِ ريشهِ,
نشوانَ يبحر وهو في ظلِّ السياجْ
ويظُنُّ أَنَّ الوردَ والشِّعْرَ المنمَّقَ
يسترانِ العَارَ في تكوينهِ والمهزلَهْ
في صدره ثديانِ
ما نبتَا لمرضعَةٍ
ولا للعَانسِ المُسْترجلَهْ
ثديانِ يأْكلُ منهما عسلاً
ويحصدُ منْهما ذهبًا وعاجْ
لو يستحقُّ صلبتُهُ
ما شأنهُ بصَلِيبِ إيمانٍ
يسوقُ لجُلْجُلَهْ
وكَّلْتُ ريحَ الرملِ
تعْجنُهُ بوحلةِ شارعٍ أَو مزبلَهْ
هو والسياجْ
وطيوبُ ثديَيْهِ وما حصَداهُ
من عَسلٍ وعاجْ
في موسم الريحِ الغضوب
مَسْحُ السياجات العتيقة في العقولِ
وفي الدروبْ
[/CENTER]
|
|
06-14-2005, 05:01 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
skeptic
عضو رائد
    
المشاركات: 1,346
الانضمام: Jan 2005
|
سلامآ... خليل حاوي
[CENTER][B]بيادر الجوع
الكهف
وعرفتُ كيف تمطُّ أَرجلها الدقائقُ
كيف تجمد, تستحيل إلى عصورْ
وغدوتُ كهفًا في كهوف الشطِّ
يدمغ جبهتي
ليلٌ تحجَّر في الصخورْ
وتركتُ خيل البحر تعلكُ
لحم أحشائي
تغيِّبه بصحراءِ المدى
عاينتُ رعب زوارقٍ
تهوي مكسَّرة الصدى,
عبثًا يدوِّي عبر أقبيتي الصدى
يلقي على عينيَّ ليل جدائلٍ
في الريح تُعولُ, تستغيثُ, وترتمي
غبَّ انسحاب البحرِ
يرسب في دمي
سمك مواتٌ,
بعض أثمار معفنة, قشورْ
ويدي تميع وتنطوي في الرملِ
ريحُ الرمل تنخرها,
وتصفر في العروقْ
ويحزُّ في جسدي وما يدميهِ
سكِّين عتيقْ,
لو كان لي عصبٌ يثورْ
ربَّاهُ كيف تمطُّ أَرجلَها الدقائقُ
كيف تجمدُ, تستحيلُ إلى عصور [/CENTER]
|
|
06-14-2005, 05:03 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|