الحريم السياسي-النبي والنساء
الكتاب : الحريم السياسي-النبي والنساء
المؤلف: فاطمة المرنيسي
المترجم: عبد الهادي عباس
الناشر: دار الحصاد – دمشق الطبعة الثانية 1993
عدد الصفحات : 280
"أرى قضية المرأة في المجتمع العربي من أبرز المسائل المطروحة على ساحة الفكر في هذا المجتمع ... وإن في علاجه من مختلف الزوايا مفتاح الحل لكثير من العقد الأخرى"
بهذا المدخل يبتدىء المترجم مقدمته لهذا الكتاب , فالكتاب يهتم بالمرأة في الإسلام عموما وفي المجتمعات العربية خصوصا , بما يتعلق بنظرة الدين لها وحقيقة ماقيل أن الرسول قد قاله حولها في أحاديثة , وأسباب نزول الآيات القرآنية التي تتحدث عن المرأة , في محاولة تكوين نظرة جديدة حول المرأة تتفق والتحديات المصيرية التي تواجهها شعوب العالم العربي "منفردة ومجتمعة" .
وستناول باختصار ماجاء في الكتاب وفق ترتيب فصوله:
مقدمة
تتكلم بشكل عام حول وض المرأة في العالم العربي والدول "الإسلامية" بشكل عام وفي بلد المؤلفة "المملكة المغربية" بشكل خاص , مع حديث سريع حول :
أ- دور المرأة في الإسلام تاريخيا بصفتها قائدا سياسيا من خلال نموذج – عائشة-
ب- استخدام النص المقدس في خدمة أغراض معينة من خلال التلاعب بهذا النص.
القسم الأول
النص المقدس كسلاح سياسي
1- المسلم والزمن: يتحدث عن علاقة المسلم بالزمن"الماضي –الحاضر - المستقبل" . فالمسلم شديد التعلق بالماضي وأفكاره وآرائه , من دون النظر إلى أسباب وزمان ومكان الفكرة والرأي المقدسين ........
2- النبي والأحاديث: -ظروف نزول الوحي , وظروف النبي الكريم محمد في فترة ماقبل الوحي وفي خلال الوحي وما بعده من نشر للرسالة.
- ظروف الدولة المحمدية بعد وفاة النبي والانقسامات السياسية التي جرت , وولادة الحديث النبوي , وارتباط الأحاديث "المزعوم أن الرسول قد قالها " بالأحداث السياسية وأشخاص هذه الأحداث .
3-البحث عن حديث ضد النساء وعن منشئه "أبو بكرة"
- أبو بكرة هو راوي الحديث "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة "
- يحلّل هذا الفصل الظروف والأسباب التي أدت لرواية أبي بكرة هذا الحديث , مع نبش قصة من التاريخ تظهر أن أبا بكرة قد أدين في عهد عمر بتهمة الشهادة الزور, وبالتاي فالأحاديث لا يصح أخذها عنه.
4-البحث عن أحاديث أخرى معادية للنساء :
-نقل القبلة من القدس إلى مكة كتعبير عن الهوية العربية والانتماء العروبي للدولة المحمدية الجديدة ..
- الحديث عن أهمية القبلة وأبعادها السياسية الفكرية العقائدية التمايزية للوصول إلى بطلان الحديث :"إن مايقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة "
- نقض صحة أحاديث أبي هريرة من خلال إظهار تناقض ما يقوله مع رواية من هم أكثر قربا للرسول منه, بالإضافة إلى إقراره بنفسه وذلك لإثبات بطلان الحديث السابق .
-إظهار بطلان الحديث المروي عن أبي هريرة "إنما الطيرة في المراة والدار والدابة"
- نقض عمر بن الخطاب لأبي هريرة ".....هذا الرجل لاوازع لديه"
- نقض صحة بعض الأحاديث
القسم الثاني
مدينة في ثورة – السنوات المصيرية الثلاث
5- الحجاب
- الحجاب الذي نزل بمعنى الستر وهو الحاجز الحاجب بين غرف زوجية النبي والناس
- معاني الحجاب في الإسلام والتي لا تعني الحجاب المقصود اليوم
- الظروف التي ادت إلى نزول آية الحجاب "الحاجز الحاجب"
6- النبي والمكان
- دور المرأة في حياة النبي "نساء الرسول"
- المسجد وحوله 9 غرف للنبي ونسائه وشؤونه
-قضية الفصل الجنسي وقلة أهميتها لدى المدينيين وكثرة أهميتها لدى المكيين .
- أهمية اختيار بيت النبي بالنسبة لوضعه في المدينة "زعيم شعبي "
- تقشف النبي في بناء بيته
7-النبي والنساء
- النبي بصفته رجل طبيعي – خصب – فحل – يتزوج – يحب الجمال – يهتم بالعقل الراجح لدى المرأة
- سعي النبي لمساواة الرجل بالمرأة
- الثورة النسائية التي أحدثها النبي في الجزيرة بنقله المرأة من سلعة تباع وتورّث إلى إنسان طبيعي .
- المعارضة الذكورية المكية بسسب قيام محمد بإزالة المكتسبات الموروثة .
- اعتقاد البعض أن مفهوم" السفيه" الوارد في القرآن يشمل النساء والأطفال . ونقض هذا المفهوم تاريخيا.
8- عمر ونساء المدينة
- تاريخ عمر بن الخطاب "راديكاليته الشديدة ضد التغيير الحاصل بقدوم محمد –قبل إسلامه- ثم راديكاليته الإسلامية الشديدة بعد إسلامه"
- فظاظة عمر تجاه النساء
- قيادة عمر للمعارضة الذكورية تجاه الوضع الجديد للمرأة الذي رسخه الإسلام .
- بقاء باب الجدل مفتوح حول قبول كافة الأوضاع الجنسية أم رفض بعضها , وغموض النص الشرعي حول ذلك
- بقاء الرق في الإسلام مع التشجيع على إلغائه
- تحريم بغاء النساء العبدات .
- نصح محمد بعدم استعمال العنف مع النساء
9- النبي قائد حربي
- العقل العسكري الناضج لمحمد
- دفاع محمد عن نسائه أمام الوشايات التي كانت تصيبهم .
10- الحجاب نزل على المدينة
- غموض مفهوم "يدنين عليهن من جلابيبهن"
- الحجاب الذي كان تمييزا بين النساء العبدات والحرات
- ضرورة الحجاب في فترة معينة ذاك التاريخ بسبب الظروف الجتماعية والسياسية في المدينة
الخلاصة
حقق الإسلام ثورة في رؤية المجتمع لنسائه , واستمرت هذه الثورة في التطوّر والاضطراد حتى بعد موت محمد . فالتاريخ يروي قصة سكينة بنت الحسين المشهورة بجمالها وأدبها وثقافتها , والتي قد تزوجت خمس مرات مع حفاظها على خصوصيتها , ومن ضمن ما حافظت عليه من خصوصيتها هو وضعها شروطا في عقد الزواج.
تعليق
ماسبق يفضي "وإن لم تذكره المؤلفة تماما" إلى أن "الاستبداد الذكوري" الذي استمر فترة طويلة طابعا مميزا للمجتمعات العربية"بشكل خاص" والإسلامية "بشكل عام" هو أمر طارىء على دين محمد , وهو ناتج عن أسباب اقتصادية أولا , وسياسية ثانيا , واجتماعية ثالثا .
وإنني أتبنى فكرة قراءة الآيات المشرعنة لبعض الأمور المستهجنة في عصرنا الحالة بعقلية تقوم على أن مجتمعاتنا ليست هي كما كانت منذ 1400 سنة "أي قياس النص بالعقل وليس قياس العقل بالنص".
وإن كانت فاطمة المرنيسي قد عالجت جوانب من وضع المرأة في المجتمعات "الإسلامية" , فإن المطلوب معالجة وضع التشريع الإسلامي كاملا , وإعادة دراسته بصفته قانونا وضعيا يحتاج دائما للتطوير بتغير الزمان والمكان , ولربما كان بحاجة لتغيير أيضا .
|