تحياتي القلبية ..

لطالما قًرن مصطلح "الطائفية" عند استخدامه بالمعنى السلبي .. فالطائفية كمفهوم غالبا ما تكون متصاحبة من حيث التبادر مع مفاهيم القوقعة والتقزيم ورفض الأخر .. وعدم الثقة به .. وتجريده من كل ايجابية محتملة في ذاته ... بمعنى آخر .. فلربما قد يصح معي الوصف ان قلت ان الطائفية ككيان جمعي .. تكون أقرب الى الذات المتكاملة بذاتها لذاتها ... جامعة للعناصر .. مانعة للأغيار .. لكن مع كل هذا .. فما ينعكس من حيث الواقع، باعتبار ان مفهوم الطائفية مفهوم سلبي مكروه ... مُتنَصل منه .. .ترفضه اجمالا حتى ادبيات الديني على أقسامه سيان مع أدبيات اللاديني على أنواعه .. بذا فنجد ان اطلاق سمة الطائفي على شخص .. او على حالة.. او حزب .. او هيئة ... او اي كيان آخر ... يعكس بواقعه اما ظاهرا .. واما باطنا نوعا من الاتهام .. ولعل هذا قد يستدعي معي نوعا من التوسع في الاسباب الكامنة وراء هذا، اؤجله لمكانه .. لكن عودا على بدء ... فالطائفية مرفوضة قولا من الجميع ... ولا اظن ان المجال في التقديم هذا يتسع للتطرق .. الى ما يقتضيه رفض الطائفية فعلا من فعل ..

الشاهد في الموضوع .. او زبدة القول الذي من خلاله أطرح هذا الطرح ... هل من تحديد معين يمكن فيه الفصل ما بين الطائفية والطائفة؟؟ هل فعلا الطائفية سمة سلبية مكروهة لا بد من الاستبراء منها؟؟ وبالتالي ما هي أوجه الربط والاختلاف بين الطائفية والدين؟؟ ومن ثم ما أبرز ما تنعكس فيه اجتماعيا ؟؟ ... بعد ذلك .. هل اللاديني بلادينيته يكون فعلا وواقعا قد استقال من انتمائه الطائفي ؟؟ ومن ثم وانطلاقا من كون البناء الثقافي للمرء مجموعة تراكمات اكتسبها بخبراته الحياتية والتي لا يمكن له ان ينفصل فيها عن محيط بيئته .. وتأثيراتها العامة ... هل من الممكن ان نسارع الى اتهام المرء الذي لا ينكر ذلك التأثير عليه بالطائفية ..؟؟ يعني .. بمعنى ثاني ... ما هو الحبل الرفيع .. او تلك الشعرة التي تفصل ما بين ان يكون طائفي او علماني، ليبرالي، ملحد..... الخ ..؟؟ وفي النهاية ... هل أوطاننا العربية أوطان فعلية .. أم هي مجرد جزر طائفية .. تتلاعبها المصالح الداخلية والخارجية ذات اليمين وذات اليسار ..

تساؤلات عدة هنا .. وتساؤلات عدة قد تتكشف معنا في ثنايا البحث ...

وطبعا .. لي عودة .. بمزيد من التفصيل

مع خالص الود

(f)

Gramsci

(لطالما قًرن مصطلح "الطائفية" عند استخدامه بالمعنى السلبي )

طبعا هذا كان فى الماضى.........اما الان فارتباطها بالسلبية قد تضاعف وبما لا يقاس لان الطائفية فى السابق عبرت عن وضعيات فردية ضميرية لا يمكن منعها بل ويجب احترامها كنوع من الثراء والتنوع داخل الوحدة ...لكنها الان بدات تكتسب مضمونا سياسيا اجتماعيا فتاكا

فكل مفاهيم الحداثة وامكانية ان نحيا فى مجتمعات حديثة تحترم ادميتنا تتناقض تماما مع التوجه الطائفى

فهى نكوص طفولى نحو مكونات تاريخية قديمة واولية لها طابع غيبى وشعوذة ومؤسسات دينية متخلفة و توتاليتارية ... فى مواجهة مفهوم القومية ومفهوم الوطن والولاء الجامع على اسس قانونية وعلمانية تعتبر الوطن جغرافيا يقطنها مجموعة من المواطنين المتساويين فى الحقوق والواجبات امام الدولة والمجتمع

لماذا تنبعث الطائفية الان
باختصار لانهيار القوى الاجتماعية الحاملة لمفهوم الحداثة.. و لعدم نجاحنا كمجتمعات وكنخب لحد هذه اللحظة فى انجاز مشروع التنوير والنهضة العربية الذى ظهرت بداياته قبل قرن.. الفشل متعدد الاسباب ومركب جدا تتداخل فيه عوامل داخلية وخارجية

الطائفية مظهر من مظاهر فشلنا... وليست خيارا ..او وجهة نظر.. يمكن الحوار حول جدواها

لا يجب ان نتنازل او ان ننحنى تجاه هذا التسونامى من الدمامة والقباحة التى نراها...يجب ان نصمد ... وسننتصر لان هذا فى مصلحة شعوبنا..سننتصر

تعالوا نعرف الطائفية

هل الإنتماء عصبية ؟!

كلمة أخيرة جدا حول الطائفية ومشتقاتها

(f)

اشكر العزيز الدكتور فضل على مداخلته القيمة ..
ولي عودة

(f)

واشكر عزيزي المعري الذي شرّف موضوعي هذا بفضيلة سبقه .. وهو السبّاق دوما ..
واعتقد بأن الوقفة قد تطول مع درر بيانه .. وجواهر كلامه
ولي عودة
(f)


دمتم بخير

:97:

اقتباس: مقاربات في مدار الطائفية ..

لم أفهم العنوان:?:

الطائفية يا سيدي هي ان تطوف و هي نظرية اتى بعا المفكر الشهير ابو طوافة و تدور هذه النظرية حول امككاننية الطوفان كما انها تبحث في قضية الطوفان لنوح عليه السلام و من هون اجى مسلسل الطوفان

موضوع قيم ياعزيزي Gramci يستحق الأهتمام خاصآ مع التحولات الحاليه التي تشهدها المنطقه....(f)

لي تعليق مقتضب على تسآولاتك المحوريه...

لكي تتم مقاربه موضوعيه للطائفيه, لابد أن نحدد علاقتها الجدليه بالمواطنه...

إن الأزمه الخانقه لعدد من المجتمعات العربيه هي أزمه إنتماء بالمقام الأول...فالطائفه المشكله على أساس ديني, مذهبي, أثني أو قبلي تمثل الأنتماء الأول للفرد و مصلحه الكتله الطائفيه بالتالي مقدمه على أي مصلحه وطنيه.....

من هنا يبرز التناقض و الأنقسام الأجتماعي الرديف للطائفيه كمفهوم...

Arab Horizon

( إن الأزمه الخانقه لعدد من المجتمعات العربيه هي أزمه إنتماء بالمقام الأول...فالطائفه المشكله على أساس ديني, مذهبي, أثني أو قبلي تمثل الأنتماء الأول للفرد و مصلحه الكتله الطائفيه بالتالي مقدمه على أي مصلحه وطنيه.....)

دعنا نضع الطائفية ( ليس كانتماء فردى ضميرى وجزء من التنوع الثرى للمجتمع) بل كظاهرة سياسية اجتماعية فى سياقها

انا اعتبر ان هناك ثلاث عناصر تساهم فى نشوء هذا التحول

الاول هو ضعف الدولة الوطنية والمشروع القومى العربى ( حيث ان الطائفية عابرة لحدود الاوطان ) من ان تتحول لوطن مكتمل و انكماش الروابط القومية والتى تستطيع ان تعطى هوية جامعة علمانية تقدمية غياب الديمقراطية السياسية الخ

الثانى هو المحاولة المحمومة من الخارج و التى وصلت الان لان تفرض بقوة الجيوش الغازية لتحويل الطائفية كنموذج على النمط الاسرائيلى المتخلف حيث يتم اندماج القومى بالغيبى
الثالث وهو وجود قوى و مؤسسات رجعية لها مشروع طائفى وتحاول تمريره مستغلة العاملين الاولين و اى عوامل اخرى

حتى نعرف الطائفية ، يجب أولا أن نعرف الإنتماء

ننتظر:)