{myadvertisements[zone_1]}
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد

الأخوة الأحباء

يطالعنا بين الحين والحين بعض الأخوة المسلمين عندما الذين عندما يقرؤون قصة ما في الكتاب المقدس يسارعون من منطلق تصورهم أنه كتاب محرف ويقومون بتعليقات غير لائقة تحقر الكتاب وتسفهه دون عمل دراسة أو محاولة لفهم الموضوع وظروف كتابته والبيئة التي كتب فيها ، قبل التصدي له!!!!!!

والعكس تماما يمدحون كل ما جاء بالقرآن ولا يتصورون لحظة واحدة أننا يمكن أن نفعل مثلهم !!!!

ومن هذا المنطلق أقدم للزملاء الأحباء قصة معروفة لهم وسورة محفوظة من جميعهم وهي " سورة النمل " ، أو بمعنى أدق ما جاء فيها عن سليمان والجن والعفاريت والهدهد !!!
وأقول لهم ماذا كنتم ستقولون لو أن هذه القصة وردت في الكتاب المقدس ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!

" وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (النمل: 16). وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (النمل: 17). حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (النمل: 18). فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (النمل: 19). وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ (النمل: 20). لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (النمل: 21). فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل: 22). إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (النمل: 23). وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ (النمل: 24). أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (النمل: 25). اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (النمل: 26). قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (النمل: 27). اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (النمل: 26) .قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (النمل: 29). إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (النمل: 30). أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (النمل: 31). قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (النمل: 32). قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (النمل: 33). قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (النمل: 34). وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (النمل: 35) .فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (النمل: 36).
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لاَ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (النمل: 37). قَالَ يَاأَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (النمل: 38). قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (النمل: 39). قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (النمل: 40). قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنْ الَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ (النمل: 41). فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (النمل: 42).وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (النمل: 43). قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
(النمل: 44).

أنظر ما قاله الطبري :

يقول تعالـى ذكره: { وَوَرِثَ سُلَـيْـمانُ } أبـاه { دَاوُدَ } العلـم الذي كان آتاه الله فـي حياته، والـمُلك الذي كان خصه به علـى سائر قومه، فجعله له بعد أبـيه داود سائر ولد أبـيه. { وَقالَ يا أيُّها النَّاس عُلِّـمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ } يقول: وقال سلـيـمان لقومه: يا أيها الناس علـمنا منطق الطير، يعنـي فهمنا كلامها وجعل ذلك من الطير كمنطق الرجل من بنـي آدم إذ فهمه عنها، وقد:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن أبـي معشر، عن مـحمد بن كعب { وَقالَ يا أيُّها النَّاسُ عُلِّـمْنا مَنْطِقَ الطَّيْر } قال: بلغنا أن سلـيـمان كان عسكره مئة فرسخ: خمسة وعشرون منها للإنس، وخمسة وعشرون للـجنّ وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير، وكان له ألف بـيت من قوارير علـى الـخشب فـيها ثلاث مئة صريحة، وسبع مئة سرية، فأمر الريح العاصف فرفعته، وأمر الرُّخاء فسيرته فأوحى الله إلـيه وهو يسير بـين السماء والأرض: إنـي قد أردت أنه لا يتكلـم أحد من الـخلائق بشيء إلا جاءت الريح فأخبرته. وقوله: { وأُوتـينا مِنْ كلّ شَيْءٍ } يقول: وأُعطينا ووُهب لنا من كلّ شيء من الـخيرات { إنَّ هَذَا لَهُوَ الفَضْلُ الـمُبِـينُ } يقول: إن هذا الذي أوتـينا من الـخيرات لهو الفضل علـى جميع أهل دهرنا الـمبـين، يقول: الذي يبـين لـمن تأمَّله وتدبره أنه فضل أُعطيناه علـى من سوانا من الناس.
{ وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْس وَٱلطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }

يقول تعالـى ذكره: وجمع لسلـيـمان جنوده من الـجنّ والإنس والطير فـي مسير لهم فهم يوزعون.

واختلف أهل التأويـل فـي معنى قوله { فَهُمْ يُوزَعُونَ } فقال بعضهم: معنى ذلك: فهم يُحبس أوّلهم علـى آخرهم حتـى يجتـمعوا.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عطاء الـخراسانـي، عن ابن عبـاس، قال: جعل علـى كل صنف من يردُّ أولاها علـى أُخراها لئلا يتقدموا فـي الـمسير كما تصنع الـملوك.

حدثنا القاسم، قال: ثنا أبو سفـيان عن معمر، عن قَتادة، فـي قوله: { وَحُشِرَ لِسُلَـيْـمانَ جُنودُهُ مِنَ الـجنِّ والإِنْس والطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } قال: يردّ أوّلهم علـى آخرهم.

وقال آخرون: معنى ذلك فهم يساقون.

ذكر من قال ذلك:

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَحُشِرَ لِسُلَـيْـمانَ جُنُودُهُ مِنَ الـجِنّ والإنْسِ والطَّيْرَ فَهُمْ يُوزَعُونَ } قال: يوزعون: يُساقون.

وقال آخرون: بل معناه: فهم يتقدمون.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا الـحسين، قال: ثنا أبو سفـيان عن معمر، قال: قال الـحسن: { يُوزَعُونَ } يتقدمون.

قال أبو جعفر: وأولـى هذه الأقوال بـالصواب قول من قال: معناه: يردّ أوّلهم علـى آخرهم وذلك أن الوازع فـي كلام العرب هو الكافّ، يقال منه: وزع فلان فلاناً عن الظلـم: إذا كفَّه عنه، كما قال الشاعر:
ألَـمْ يَزَعِ الهَوَى إذْ لَـمْ يُؤَاتِ بَلـى وَسَلَوْتُ عَنْ طَلَب الفَتاةِ
وقال آخر:
عَلـى حِينَ عاتَبْتُ الـمَشيبَ عَلـى الصّبـا وقُلْتُ ألَـمَّا أصْحُ والشَّيْبُ وَازعُ
وإنـما قـيـل للذين يدفعون الناس عن الولاة والأمراء وزعة: لكفهم إياهم عنه.



وجاء في تفسير ابن كثير :


وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ

قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَغَيْرهمَا عَنْ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره : كَانَ الْهُدْهُد مُهَنْدِسًا يَدُلّ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى الْمَاء إِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلَاة طَلَبَهُ فَنَظَرَ لَهُ الْمَاء فِي تُخُوم الْأَرْض كَمَا يَرَى الْإِنْسَان الشَّيْء الظَّاهِر عَلَى وَجْه الْأَرْض وَيَعْرِف كَمْ مِسَاحَة بُعْده مِنْ وَجْه الْأَرْض فَإِذَا دَلَّهُمْ عَلَيْهِ أَمَرَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام الْجَانّ فَحَفَرُوا ذَلِكَ الْمَكَان حَتَّى يَسْتَنْبِط الْمَاء مِنْ قَرَاره فَنَزَلَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام يَوْمًا بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْض فَتَفَقَّدَ الطَّيْر لِيَرَى الْهُدْهُد فَلَمْ يَرَهُ " فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُد أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ" حَدَّثَ يَوْمًا عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بِنَحْوِ هَذَا وَفِي الْقَوْم رَجُل مِنْ الْخَوَارِج يُقَال لَهُ نَافِع بْن الْأَزْرَق وَكَانَ كَثِير الِاعْتِرَاض عَلَى اِبْن عَبَّاس فَقَالَ لَهُ قِفْ يَا اِبْن عَبَّاس غُلِبْت الْيَوْم قَالَ وَلِمَ ؟ قَالَ إِنَّك تُخْبِر عَنْ الْهُدْهُد أَنَّهُ يَرَى الْمَاء فِي تُخُوم الْأَرْض وَإِنَّ الصَّبِيّ لَيَضَع لَهُ الْحَبَّة فِي الْفَخّ وَيَحْثُو عَلَى الْفَخّ تُرَابًا فَيَجِيء الْهُدْهُد لِيَأْخُذهَا فَيَقَع فِي الْفَخّ فَيَصِيدهُ الصَّبِيّ فَقَالَ اِبْن عَبَّاس لَوْلَا أَنْ يَذْهَب هَذَا فَيَقُول رَدَدْت عَلَى اِبْن عَبَّاس لَمَا أَجَبْته ثُمَّ قَالَ لَهُ وَيْحَك إِنَّهُ إِذَا نَزَلَ الْقَدَر عَمِيَ الْبَصَر وَذَهَبَ الْحَذَر فَقَالَ لَهُ نَافِع : وَاَللَّه لَا أُجَادِلُك فِي شَيْء مِنْ الْقُرْآن أَبَدًا وَقَدْ ذَكَرَ الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة أَبِي عَبْد اللَّه الْبَرْزِيّ مِنْ أَهْل بَرْزَة مِنْ غُوطَة دِمَشْق وَكَانَ مِنْ الصَّالِحِينَ يَصُوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وَكَانَ أَعْوَر قَدْ بَلَغَ الثَّمَانِينَ فَرَوَى اِبْن عَسَاكِر بِسَنَدِهِ إِلَى أَبِي سُلَيْمَان بْن زَيْد أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ سَبَب عَوَره فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ فَأَلَحَّ عَلَيْهِ شُهُورًا فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْل خُرَاسَان نَزَلَا عِنْده جُمْعَة فِي قَرْيَة بَرْزَة وَسَأَلَاهُ عَنْ وَادٍ بِهَا فَأَرَيْتهمَا إِيَّاهُ فَأَخْرَجَا مَجَامِر وَأَوْقَدَا فِيهَا بَخُورًا كَثِيرًا حَتَّى عَجْعَجَ الْوَادِي بِالدُّخَانِ فَأَخَذَا يُعَزِّمَانِ وَالْحَيَّات تُقْبِل مِنْ كُلّ مَكَان إِلَيْهِمَا فَلَا يَلْتَفِتَانِ إِلَى شَيْء مِنْهَا حَتَّى أَقْبَلَتْ حَيَّة نَحْو الذِّرَاع وَعَيْنَاهَا تَتَوَقَّدَانِ مِثْل الدِّينَار فَاسْتَبْشَرَا بِهَا عَظِيمًا وَقَالَا الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُخَيِّب سَفَرنَا مِنْ سَنَة وَكَسَرَا الْمَجَامِر وَأَخَذَا الْحَيَّة فَأَدْخَلَا فِي عَيْنهَا مِيلًا فَاكْتَحَلَا بِهِ فَسَأَلْتهمَا أَنْ يُكَحِّلَانِي فَأَبَيَا فَأَلْحَحْت عَلَيْهِمَا وَقُلْت لَا بُدّ مِنْ ذَلِكَ وَتَوَعَّدْتهمَا بِالدَّوْلَةِ فَكَحَّلَا عَيْنِي الْوَاحِدَة الْيُمْنَى فَحِين وَقَعَ فِي عَيْنِي نَظَرْت إِلَى الْأَرْض تَحْتِي مِثْل الْمِرْآة أَنْظُر مَا تَحْتهَا كَمَا تَرَى الْمِرْآة ثُمَّ قَالَا لِي : سِرْ مَعَنَا قَلِيلًا فَسِرْت مَعَهُمَا وَهُمَا يُحَدِّثَانِ حَتَّى إِذَا بَعُدْت عَنْ الْقَرْيَة أَخَذَانِي فَكَتَّفَانِي وَأَدْخَلَ أَحَدهمَا يَده فِي عَيْنِي فَفَقَأَهَا وَرَمَى بِهَا وَمَضَيَا فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ مُلْقًى مَكْتُوفًا حَتَّى مَرَّ بِي نَفَر فَفَكَّ وَثَاقِي فَهَذَا مَا كَانَ مِنْ خَبَر عَيْنِي وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَمَّار حَدَّثَنَا صَدَقَة بْن عَمْرو الْغَسَّانِيّ حَدَّثَنَا عَبَّاد بْن مَيْسَرَة الْمِنْقَرِيّ عَنْ الْحَسَن قَالَ : اِسْم هُدْهُد سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام عَنْبَر وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق : كَانَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام إِذَا غَدَا إِلَى مَجْلِسه الَّذِي كَانَ يَجْلِس فِيهِ تَفَقَّدَ الطَّيْر وَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ يَأْتِيه نُوَب مِنْ كُلّ صِنْف مِنْ الطَّيْر كُلّ يَوْم طَائِر فَنَظَرَ فَرَأَى مِنْ أَصْنَاف الطَّيْر كُلّهَا مَنْ حَضَرَهُ إِلَّا الْهُدْهُد " فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُد أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ " أَخْطَأَهُ بَصَرِي مِنْ الطَّيْر أَمْ غَابَ فَلَمْ يَحْضُر ؟ .
" لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا " قَالَ الْأَعْمَش عَنْ الْمِنْهَال بْن عَمْرو عَنْ سَعِيد عَنْ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي نَتْف رِيشه وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن شَدَّاد نَتْف رِيشه وَتَشْمِيسه وَكَذَا قَالَ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف إِنَّهُ نَتْف رِيشه وَتَرْكه مُلْقًى يَأْكُلهُ الذَّرّ وَالنَّمْل وَقَوْله " أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ" يَعْنِي قَتْله " أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِين " بِعُذْرٍ بَيِّن وَاضِح وَقَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَعَبْد اللَّه بْن شَدَّاد : لَمَّا قَدِمَ الْهُدْهُد قَالَتْ لَهُ الطَّيْر مَا خَلَّفَك فَقَدْ نَذَرَ سُلَيْمَان دَمك فَقَالَ هَلْ اِسْتَثْنَى ؟ قَالُوا نَعَمْ قَالَ" لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِين " قَالَ نَجَوْتُ إِذًا قَالَ مُجَاهِد إِنَّمَا دَفَعَ اللَّه عَنْهُ بِبِرِّهِ بِأُمِّهِ .
" فَمَكَثَ " الْهُدْهُد " غَيْر بَعِيد" أَيْ غَابَ زَمَانًا يَسِيرًا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ لِسُلَيْمَانَ " أَحَطْت بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ " أَيْ اِطَّلَعْت عَلَى مَا لَمْ تَطَّلِع عَلَيْهِ أَنْتَ وَلَا جُنُودك " وَجِئْتُك مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِين" أَيْ بِخَبَرِ صِدْق حَقّ يَقِين وَسَبَأ هُمْ حِمْيَر وَهُمْ مُلُوك الْيَمَن .
وقال القرطبي في تعليقه على قول العفاريت :
قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ

كَذَا قَرَأَ الْجُهُور وَقَرَأَ أَبُو رَجَاء وَعِيسَى الثَّقَفِيّ : " عِفْرِيَة " وَرُوِيَتْ عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللَّه عَنْهُ . وَفِي الْحَدِيث : ( إِنَّ اللَّه يُبْغِض الْعِفْرِيَة النِّفْرِية ) . النِّفْرِية إِتْبَاع لِعِفْرِيَةٍ . قَالَ قَتَادَة : هِيَ الدَّاهِيَة قَالَ النَّحَّاس : يُقَال لِلشَّدِيدِ إِذَا كَانَ مَعَهُ خُبْث وَدَهَاء عَفَّرَ وَعِفْرِيَة وَعِفْرِيت وَعُفَارِيَة . وَقِيلَ : " عِفْرِيت " أَيْ رَئِيس . وَقَرَأَتْ فِرْقَة : " قَالَ عِفْر " بِكَسْرِ الْعَيْن ; حَكَاهُ اِبْن عَطِيَّة ; قَالَ النَّحَّاس : مَنْ قَالَ عِفْرِيَة جَمَعَهُ عَلَى عِفَار , وَمَنْ قَالَ : عِفْرِيت كَانَ لَهُ فِي الْجَمْع ثَلَاثَة أَوْجُه ; إِنْ شَاءَ قَالَ عَفَارِيت , وَإِنْ شَاءَ قَالَ عَفَار ; لِأَنَّ التَّاء زَائِدَة ; كَمَا يُقَال : طَوَاغٍ فِي جَمْع طَاغُوت , وَإِنْ شَاءَ عَوَّضَ مِنْ التَّاء يَاء فَقَالَ عَفَارِي . وَالْعِفْرِيت مِنْ الشَّيَاطِين الْقَوِيّ الْمَارِد . وَالتَّاء زَائِدَة . وَقَدْ قَالُوا : تَعَفْرَتَ الرَّجُل إِذَا تَخَلَّقَ بِخُلُقِ الْأَذِيَّة . وَقَالَ وَهْب بْن مُنَبِّه : اِسْم هَذَا الْعِفْرِيت كودن ; ذَكَرَهُ النَّحَّاس . وَقِيلَ : ذَكْوَان ; ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيّ . وَقَالَ شُعَيْب الْجُبَّائِيّ : اِسْمه دَعْوَان . وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ صَخْر الْجِنِّيّ . وَمِنْ هَذَا الِاسْم قَوْل ذِي الرُّمَّة : كَأَنَّهُ كَوْكَب فِي إِثْر عِفْرِيَة و مُصَوِّب فِي سَوَاد اللَّيْل مُنْقَضِب ش وَأَنْشَدَ الْكِسَائِيّ : إِذْ قَالَ شَيْطَانهمْ الْعِفْرِيت /و لَيْسَ لَكُمْ مُلْك وَلَا تَثْبِيت وَفِي الصَّحِيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنّ جَعَلَ يَفْتِك عَلَيَّ الْبَارِحَة لِيَقْطَع عَلَيَّ الصَّلَاة وَإِنَّ اللَّه أَمْكَنَنِي مِنْهُ فَذَعَتُّهُ . .. ) وَذَكَرَ الْحَدِيث . وَفِي الْبُخَارِيّ ( تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَة ) مَكَان ( جَعَلَ يَفْتِك ) . وَفِي الْمُوَطَّأ عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد أَنَّهُ قَالَ : أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَرَأَى عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنّ يَطْلُبهُ بِشُعْلَةٍ مِنْ نَار , كُلَّمَا اِلْتَفَتَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ ; فَقَالَ جِبْرِيل : أَفَلَا أُعَلِّمك كَلِمَات تَقُولهُنَّ إِذَا قُلْتهنَّ طُفِئَتْ شُعْلَته وَخَرَّ لِفِيهِ ; فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَلَى ) فَقَالَ : ( أَعُوذ بِاَللَّهِ الْكَرِيم وَبِكَلِمَاتِ اللَّه التَّامَّات الَّتِي لَا يُجَاوِزهُنَّ بَرّ وَلَا فَاجِر مِنْ شَرّ مَا يَنْزِل مِنْ السَّمَاء وَشَرّ مَا يَعْرُج فِيهَا وَشَرّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْض , وَشَرّ مَا يَخْرُج مِنْهَا وَمِنْ فِتَن اللَّيْل وَالنَّهَار وَمِنْ طَوَارِق اللَّيْل وَالنَّهَار إِلَّا طَارِقًا يَطْرُق بِخَيْرٍ يَا رَحْمَن ) .
أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ

أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ تَقُوم مِنْ مَقَامك " يَعْنِي فِي مَجْلِسه الَّذِي يَحْكُم فِيهِ .
وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ

وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِين " أَيْ قَوِيّ عَلَى حَمْله . " أَمِين " عَلَى مَا فِيهِ . اِبْن عَبَّاس : أَمِين عَلَى فَرْج الْمَرْأَة ; ذَكَرَهُ الْمَهْدَوِيّ . فَقَالَ سُلَيْمَان أُرِيد أَسْرَع مِنْ ذَلِكَ ;
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ

عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ يَرْتَدّ إِلَيْك طَرْفك " أَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ عَلَى أَنَّ الَّذِي عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب آصَف بْن برخيا وَهُوَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل , وَكَانَ صِدِّيقًا يَحْفَظ اِسْم اللَّه الْأَعْظَم الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى , وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ . وَقَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اِسْم اللَّه الْأَعْظَم الَّذِي دَعَا بِهِ آصَف بْن برخيا يَا حَيّ يَا قَيُّوم ) قِيلَ : وَهُوَ بِلِسَانِهِمْ , أهيا شراهيا ; وَقَالَ الزُّهْرِيّ : دُعَاء الَّذِي عِنْده اِسْم اللَّه الْأَعْظَم ; يَا إِلَهنَا وَإِلَه كُلّ شَيْء إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ اِيتِنِي بِعَرْشِهَا ; فَمَثَلَ بَيْن يَدَيْهِ . وَقَالَ مُجَاهِد : دَعَا فَقَالَ : يَا إِلَهنَا وَإِلَه كُلّ شَيْء يَا ذَا الْجَلَال وَالْإِكْرَام . قَالَ السُّهَيْلِيّ : الَّذِي عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب هُوَ آصَف بْن برخيا اِبْن خَالَة سُلَيْمَان , وَكَانَ عِنْده اِسْم اللَّه الْأَعْظَم مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى . وَقِيلَ : هُوَ سُلَيْمَان نَفْسه ; وَلَا يَصِحّ فِي سِيَاق الْكَلَام مِثْل هَذَا التَّأْوِيل . قَالَ اِبْن عَطِيَّة وَقَالَتْ فِرْقَة هُوَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام , وَالْمُخَاطَبَة فِي هَذَا التَّأْوِيل لِلْعِفْرِيتِ لَمَّا قَالَ : " أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ تَقُوم مِنْ مَقَامك " كَأَنَّ سُلَيْمَان اِسْتَبْطَأَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ عَلَى جِهَة تَحْقِيره : " أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ يَرْتَدّ إِلَيْك طَرْفك " وَاسْتَدَلَّ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَة بِقَوْلِ سُلَيْمَان : " هَذَا مِنْ فَضْل رَبِّي " .
قُلْت : مَا ذَكَرَهُ اِبْن عَطِيَّة قَالَهُ النَّحَّاس فِي مَعَانِي الْقُرْآن لَهُ , وَهُوَ قَوْل حَسَن إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . قَالَ بَحْر : هُوَ مَلَك بِيَدِهِ كِتَاب الْمَقَادِير , أَرْسَلَهُ اللَّه عِنْد قَوْل الْعِفْرِيت . قَالَ السُّهَيْلِيّ : وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْمُقْرِئ أَنَّهُ ضَبَّة بْن أُدّ ; وَهَذَا لَا يَصِحّ الْبَتَّة لِأَنَّ ضَبَّة هُوَ اِبْن أُدّ بْن طَابِخَة , وَاسْمه عَمْرو بْن إِلْيَاس بْن مُضَر بْن نِزَار بْن مَعْدٍ : وَمَعْد كَانَ فِي مُدَّة بُخْتُنَصَّر , وَذَلِكَ بَعْد عَهْد سُلَيْمَان بِدَهْرٍ طَوِيل ; فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعْد فِي عَهْد سُلَيْمَان , فَكَيْف ضَبَّة بْن أُدّ وَهُوَ بَعْده بِخَمْسَةِ آبَاء ؟ ! وَهَذَا بَيِّن لِمَنْ تَأَمَّلَهُ . اِبْن لَهِيعَة : هُوَ الْخَضِر عَلَيْهِ السَّلَام . وَقَالَ اِبْن زَيْد : الَّذِي عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب رَجُل صَالِح كَانَ فِي جَزِيرَة مِنْ جَزَائِز الْبَحْر , خَرَجَ ذَلِكَ الْيَوْم يَنْظُر مَنْ سَاكِن الْأَرْض ; وَهَلْ يُعْبَد اللَّه أَمْ لَا ؟ فَوَجَدَ سُلَيْمَان , فَدَعَا بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى فَجِيءَ بِالْعَرْشِ . وَقَوْل سَابِع : أَنَّهُ رَجُل مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل اِسْمه يمليخا كَانَ يَعْلَم اِسْم اللَّه الْأَعْظَم ; ذَكَرَهُ الْقُشَيْرِيّ . وَقَالَ اِبْن أَبِي بَزَّة : الرَّجُل الَّذِي كَانَ عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب اِسْمه أسطوم وَكَانَ عَابِدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيل ; ذَكَرَهُ الْغَزْنَوِيّ . وَقَالَ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر : إِنَّمَا هُوَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام ; أَمَّا إِنَّ النَّاس يَرَوْنَ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ اِسْم وَلَيْسَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ; إِنَّمَا كَانَ رَجُل مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل عَالِم آتَاهُ اللَّه عِلْمًا وَفِقْهًا قَالَ : " أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ يَرْتَدّ إِلَيْك طَرْفك " قَالَ : هَاتِ . قَالَ : أَنْتَ نَبِيّ اللَّه اِبْن نَبِيّ اللَّه فَإِنْ دَعَوْت اللَّه جَاءَك بِهِ , فَدَعَا اللَّه سُلَيْمَان فَجَاءَهُ اللَّه بِالْعَرْشِ . وَقَوْل ثَامِن : إِنَّهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام ; قَالَهُ النَّخَعِيّ , وَرُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس . وَعِلْم الْكِتَاب عَلَى هَذَا عِلْمه بِكُتُبِ اللَّه الْمُنَزَّلَة , أَوْ بِمَا فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ . وَقِيلَ : عِلْم كِتَاب سُلَيْمَان إِلَى بِلْقِيس . قَالَ اِبْن عَطِيَّة : وَاَلَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور مِنْ النَّاس أَنَّهُ رَجُل صَالِح مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل اِسْمه آصَف بْن برخيا ; رُوِيَ أَنَّهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ قَالَ لِسُلَيْمَانَ : يَا نَبِيّ اللَّه اُمْدُدْ بَصَرك فَمَدَّ بَصَره نَحْو الْيَمَن فَإِذَا بِالْعَرْشِ , فَمَا رَدَّ سُلَيْمَان بَصَره إِلَّا وَهُوَ عِنْده . قَالَ مُجَاهِد : هُوَ إِدَامَة النَّظَر حَتَّى يَرْتَدّ طَرْفه خَاسِئًا حَسِيرًا . وَقِيلَ : أَرَادَ مِقْدَار مَا يَفْتَح عَيْنه ثُمَّ يَطْرِف , وَهُوَ كَمَا تَقُول : اِفْعَلْ كَذَا فِي لَحْظَة عَيْن ; وَهَذَا أَشْبَه ; لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ الْفِعْل مِنْ سُلَيْمَان فَهُوَ مُعْجِزَة , وَإِنْ كَانَ مِنْ آصَف أَوْ مِنْ غَيْره مِنْ أَوْلِيَاء اللَّه فَهِيَ كَرَامَة , وَكَرَامَة الْوَلِيّ مُعْجِزَة النَّبِيّ . قَالَ الْقُشَيْرِيّ : وَقَدْ أَنْكَرَ كَرَامَات الْأَوْلِيَاء مَنْ قَالَ إِنَّ الَّذِي عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب هُوَ سُلَيْمَان , قَالَ لِلْعِفْرِيتِ : " أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ يَرْتَدّ إِلَيْك طَرْفك " . وَعِنْد هَؤُلَاءِ مَا فَعَلَ الْعِفْرِيت فَلَيْسَ مِنْ الْمُعْجِزَات وَلَا مِنْ الْكَرَامَات , فَإِنَّ الْجِنّ يَقْدِرُونَ عَلَى مِثْل هَذَا . وَلَا يَقْطَع جَوْهَر فِي حَال وَاحِدَة مَكَانَيْنِ , بَلْ يُتَصَوَّر ذَلِكَ بِأَنْ يُعْدِم اللَّه الْجَوْهَر فِي أَقْصَى الشَّرْق ثُمَّ يُعِيدهُ فِي الْحَالَة الثَّانِيَة , وَهِيَ الْحَالَة الَّتِي بَعْد الْعَدَم فِي أَقْصَى الْغَرْب . أَوْ يُعْدِم الْأَمَاكِن الْمُتَوَسِّطَة ثُمَّ يُعِيدهَا . قَالَ الْقُشَيْرِيّ : وَرَوَاهُ وَهْب عَنْ مَالِك . وَقَدْ قِيلَ : بَلْ جِيءَ بِهِ فِي الْهَوَاء ; قَالَهُ مُجَاهِد . وَكَانَ بَيْن سُلَيْمَان وَالْعَرْش كَمَا بَيْن الْكُوفَة وَالْحِيرَة . وَقَالَ مَالِك : كَانَتْ بِالْيَمَنِ وَسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام بِالشَّامِ . وَفِي التَّفَاسِير اِنْخَرَقَ بِعَرْشِ بِلْقِيس مَكَانه الَّذِي هُوَ فِيهِ ثُمَّ نَبَعَ بَيْن يَدَيْ سُلَيْمَان ; قَالَ عَبْد اللَّه بْن شَدَّاد : وَظَهَرَ الْعَرْش مِنْ نَفَق تَحْت الْأَرْض ; فَاَللَّه أَعْلَم أَيْ ذَلِكَ كَانَ .


قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ

" قَالَ عِفْرِيت مِنْ الْجِنّ " قَالَ مُجَاهِد أَيْ مَارِد مِنْ الْجِنّ قَالَ شُعَيْب الْجُبَّائِيّ وَكَانَ اِسْمه كوزن وَكَذَا قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن رُومَان وَكَذَا قَالَ أَيْضًا وَهْب بْن مُنَبِّه قَالَ أَبُو صَالِح وَكَانَ كَأَنَّهُ جَبَل " أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ تَقُوم مِنْ مَقَامك " قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَعْنِي قَبْل أَنْ تَقُوم مِنْ مَجْلِسك وَقَالَ مُجَاهِد مَقْعَدك وَقَالَ السُّدِّيّ وَغَيْره كَانَ يَجْلِس لِلنَّاسِ لِلْقَضَاءِ وَالْحُكُومَات وَلِلطَّعَامِ مِنْ أَوَّل النَّهَار إِلَى أَنْ تَزُول الشَّمْس " وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِين " قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْ قَوِيّ عَلَى حَمْله أَمِين عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْجَوْهَر فَقَالَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام أُرِيد أَعْجَل مِنْ ذَلِكَ وَمِنْ هَهُنَا يَظْهَر أَنَّ سُلَيْمَان أَرَادَ بِإِحْضَارِ هَذَا السَّرِير إِظْهَار عَظَمَة مَا وَهَبَ اللَّه لَهُ مِنْ الْمُلْك وَمَا سُخِّرَ لَهُ مِنْ الْجُنُود الَّذِي لَمْ يُعْطَهُ أَحَد قَبْله وَلَا يَكُون لِأَحَدٍ مِنْ بَعْده وَلِيَتَّخِذَ ذَلِكَ حُجَّة عَلَى نُبُوَّته عِنْد بِلْقِيس وَقَوْمهَا لِأَنَّ هَذَا خَارِق عَظِيم أَنْ يَأْتِي بِعَرْشِهَا كَمَا هُوَ مِنْ بِلَادهَا قَبْل أَنْ يَقْدَمُوا عَلَيْهِ هَذَا وَقَدْ حَجَبَتْهُ بِالْأَغْلَاقِ وَالْأَقْفَال وَالْحَفَظَة .
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ

" قَالَ الَّذِي عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَهُوَ آصَف كَاتِب سُلَيْمَان وَكَذَا رَوَى مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَزِيد بْن رُومَان أَنَّهُ آصَف بْن بَرْخِيَاء وَكَانَ صِدِّيقًا يَعْلَم الِاسْم الْأَعْظَم وَقَالَ قَتَادَة كَانَ مُؤْمِنًا مِنْ الْإِنْس وَاسْمه آصَف وَكَذَا قَالَ أَبُو صَالِح وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْإِنْس زَادَ قَتَادَة مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل وَقَالَ مُجَاهِد كَانَ اِسْمه أَسْطُوم قَالَ قَتَادَة فِي رِوَايَة عَنْهُ كَانَ اِسْمه بليخا وَقَالَ زُهَيْر بْن مُحَمَّد هُوَ رَجُل مِنْ الْإِنْس يُقَال لَهُ ذُو النُّور وَزَعَمَ عَبْد اللَّه بْن لَهِيعَة أَنَّهُ الْخَضِر وَهُوَ غَرِيب جِدًّا وَقَوْله " أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ يَرْتَدّ إِلَيْك طَرْفك " أَيْ اِرْفَعْ بَصَرك وَانْظُرْ مَدّ بَصَرك مِمَّا تَقْدِر عَلَيْهِ فَإِنَّك لَا يَكِلّ بَصَرك إِلَّا وَهُوَ حَاضِر عِنْدك وَقَالَ وَهْب اِبْن مُنَبِّه اُمْدُدْ بَصَرك فَلَا يَبْلُغ مَدَاهُ حَتَّى آتِيك بِهِ فَذَكَرُوا أَنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ يَنْظُر نَحْو الْيَمَن الَّتِي فِيهَا هَذَا الْعَرْش الْمَطْلُوب ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَدَعَا اللَّه تَعَالَى قَالَ مُجَاهِد قَالَ يَا ذَا الْجَلَال وَالْإِكْرَام وَقَالَ الزُّهْرِيّ قَالَ : يَا إِلَهنَا وَإِلَه كُلّ شَيْء إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ اِئْتِنِي بِعَرْشِهَا قَالَ فَمَثَلَ بَيْن يَدَيْهِ قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَزُهَيْر بْن مُحَمَّد وَغَيْرهمْ لَمَّا دَعَا اللَّه تَعَالَى وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْتِيه بِعَرْشِ بِلْقِيس وَكَانَ فِي الْيَمَن وَسُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام بِبَيْتِ الْمَقْدِس غَابَ السَّرِير وَغَاصَ فِي الْأَرْض ثُمَّ نَبَعَ مِنْ بَيْن يَدَيْ سُلَيْمَان وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَم لَمْ يَشْعُر سُلَيْمَان إِلَّا وَعَرْشهَا يُحْمَل بَيْن يَدَيْهِ قَالَ وَكَانَ هَذَا الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنْ عُبَّاد الْبَحْر فَلَمَّا عَايَنَ سُلَيْمَان وَمَلَأَهُ ذَلِكَ وَرَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْده " قَالَ هَذَا مِنْ فَضْل رَبِّي " أَيْ هَذَا مِنْ نِعَم اللَّه عَلَيَّ " لِيَبْلُوَنِي " أَيْ لِيَخْتَبِرَنِي " أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُر وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُر لِنَفْسِهِ " كَقَوْلِهِ " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا " وَكَقَوْلِهِ " وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ " وَقَوْله " وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّ كَرِيم " أَيْ هُوَ غَنِيّ عَنْ الْعِبَاد وَعِبَادَتهمْ كَرِيم أَيْ كَرِيم فِي نَفْسه فَإِنْ لَمْ يَعْبُدهُ أَحَد فَإِنَّ عَظَمَته لَيْسَتْ مُفْتَقِرَة إِلَى أَحَد وَهَذَا كَمَا قَالَ مُوسَى " إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْض جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّه لَغَنِيّ حَمِيد " وَفِي صَحِيح مُسْلِم " يَقُول اللَّه تَعَالَى : يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وَآخِركُمْ وَإِنْسكُمْ وَجِنّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْب رَجُل مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلكُمْ وَآخِركُمْ وَإِنْسكُمْ وَجِنّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَر قَلْب رَجُل مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّه وَمَنْ وَجَدَ غَيْر ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسه ".


وقال الطبري :


[color=Green]قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالَ يَا أَيّهَا الْمَلَأ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } اِخْتَلَفَ أَهْل الْعِلْم فِي الْحِين الَّذِي قَالَ فِيهِ سُلَيْمَان { يَا أَيّهَا الْمَلَأ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } فَقَالَ بَعْضهمْ : قَالَ ذَلِكَ حِين أَتَاهُ الْهُدْهُد بِنَبَإ صَاحِبَة سَبَأ , وَقَالَ لَهُ : { جِئْتُك مِنْ سَبَأ بِنَبَإ يَقِين } وَأَخْبَرَهُ أَنَّ لَهَا عَرْشًا عَظِيمًا , فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { سَنَنْظُرُ أَصَدَقْت أَمْ كُنْت مِنْ الْكَاذِبِينَ } فَكَانَ اِخْتِبَاره صِدْقه مِنْ كَذِبه بِأَنْ قَالَ لِهَؤُلَاءِ : أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِ هَذِهِ الْمَرْأَة قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ . وَقَالُوا إِنَّمَا كَتَبَ سُلَيْمَان الْكِتَاب مَعَ الْهُدْهُد إِلَى الْمَرْأَة بَعْد مَا صَحَّ عِنْده صِدْق الْهُدْهُد بِمَجِيءِ الْعَالِم بِعَرْشِهَا إِلَيْهِ عَلَى مَا وَصَفَهُ بِهِ الْهُدْهُد , قَالُوا : وَلَوْلَا ذَلِكَ كَانَ مُحَالًا أَنْ يَكْتُب مَعَهُ كِتَابًا إِلَى مَنْ لَا يَدْرِي , هَلْ هُوَ فِي الدُّنْيَا أَمْ لَا ؟ قَالُوا : وَأُخْرَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ كَتَبَ مَعَ الْهُدْهُد كِتَابًا إِلَى الْمَرْأَة قَبْل مَجِيء عَرْشهَا إِلَيْهِ , وَقَبْل عِلْمه صِدْق الْهُدْهُد بِذَلِكَ , لَمْ يَكُنْ لِقَوْلِهِ لَهُ { سَنَنْظُرُ أَصَدَقْت أَمْ كُنْت مِنْ الْكَاذِبِينَ } مَعْنَى , لِأَنَّهُ لَا يُلِمّ بِخَبَرِهِ الثَّانِي مِنْ إِبْلَاغه إِيَّاهَا الْكِتَاب , أَوْ تَرْك إِبْلَاغه إِيَّاهَا ذَلِكَ , إِلَّا نَحْو الَّذِي عَلِمَ بِخَبَرِهِ الْأَوَّل حِين قَالَ لَهُ : { جِئْتُك مِنْ سَبَإ بِنَبَإ يَقِين } قَالُوا : وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْكِتَاب مَعَهُمْ اِمْتِحَان صِدْقه مِنْ كَذِبه , وَكَانَ مُحَالًا أَنْ يَقُول نَبِيّ اللَّه قَوْلًا لَا مَعْنَى لَهُ وَقَدْ قَالَ : { سَنَنْظُرُ أَصَدَقْت أَمْ كُنْت مِنْ الْكَاذِبِينَ } عَلِمَ أَنَّ الَّذِي اِمْتَحَنَ بِهِ صِدْق الْهُدْهُد مِنْ كَذِبه هُوَ مَصِير عَرْش الْمَرْأَة إِلَيْهِ , عَلَى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ الْهُدْهُد الشَّاهِد عَلَى صِدْقه , ثُمَّ كَانَ الْكِتَاب مَعَهُ بَعْد ذَلِكَ إِلَيْهَا. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20519 - حَدَّثني مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَالَ : إِنَّ سُلَيْمَان أُوتِيَ مُلْكًا , وَكَانَ لَا يَعْلَم أَنَّ أَحَدًا أُوتِيَ مُلْكًا غَيْره ; فَلَمَّا فَقَدَ الْهُدْهُد سَأَلَهُ : مِنْ أَيْنَ جِئْت ؟ وَوَعَدَهُ وَعِيدًا شَدِيدًا بِالْقَتْلِ وَالْعَذَاب , قَالَ : { جِئْتُك مِنْ سَبَإ بِنَبَإ يَقِين } قَالَ لَهُ سُلَيْمَان : مَا هَذَا النَّبَأ ؟ قَالَ الْهُدْهُد : { إِنِّي وَجَدْت اِمْرَأَة } بِسَبَإ { تَمْلِكهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلّ شَيْء ولَهَا عَرْش عَظِيم } فَلَمَّا أَخْبَرَ الْهُدْهُد سُلَيْمَان أَنَّهُ وَجَدَ سُلْطَانًا , أَنْكَرَ أَنْ يَكُون لِأَحَدٍ فِي الْأَرْض سُلْطَان غَيْره , فَقَالَ لِمَنْ عِنْده مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس : { يَا أَيّهَا الْمَلَأ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ؟ قَالَ عِفْرِيت مِنْ الْجِنّ أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ تَقُوم مِنْ مَقَامك وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِين } قَالَ سُلَيْمَان : أُرِيد أَعْجَل مِنْ ذَلِكَ { قَالَ الَّذِي عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب } وَهُوَ رَجُل مِنْ الْإِنْس عِنْده عِلْم مِنْ الْكِتَاب فِيهِ اِسْم اللَّه الْأَكْبَر , الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ : { أَنَا آتِيك بِهِ قَبْل أَنْ يَرْتَدّ إِلَيْك طَرْفك } فَدَعَا بِالِاسْمِ وَهُوَ عِنْده قَائِم , فَاحْتَمَلَ الْعَرْش اِحْتِمَالًا حَتَّى وُضِعَ بَيْن يَدَيْ سُلَيْمَان , وَاَللَّه صَنَعَ ذَلِكَ ; فَلَمَّا أَتَى سُلَيْمَانَ بِالْعَرْشِ وَهُمْ مُشْرِكُونَ , يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَر , أَخْبَرَهُ الْهُدْهُد بِذَلِكَ , فَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَيْهِمْ , حَتَّى إِذَا جَاءَ الْهُدْهُد الْمَلِكَة أَلْقَى إِلَيْهَا الْكِتَاب { قَالَتْ يَا أَيّهَا الْمَلَأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَاب كَرِيم } إِلَى { وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } فَقَالَتْ لِقَوْمِهَا مَا قَالَتْ { وَإِنِّي مُرْسِلَة إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَة بِمَ يَرْجِع الْمُرْسَلُونَ } قَالَ : وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِوَصَائِف وَوُصَفَاء , وَأَلْبَسَتْهُمْ لِبَاسًا وَاحِدًا , حَتَّى لَا يُعْرَف ذَكَر مِنْ أُنْثَى , فَقَالَتْ : إِنْ زَيَّلَ بَيْنهمْ حَتَّى يَعْرِف الذَّكَر مِنْ الْأُنْثَى , ثُمَّ رَدَّ الْهَدِيَّة , فَإِنَّهُ نَبِيّ , وَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتْرُك مُلْكنَا وَنَتَّبِع دِينه وَنَلْحَق بِهِ , فَرَدَّ سُلَيْمَان الْهَدِيَّة وَزَيَّلَ بَيْنهمْ , فَقَالَ : هَؤُلَاءِ غِلْمَان , وَهَؤُلَاءِ جَوَارٍ , وَقَالَ : { أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِي اللَّه خَيْر مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } إِلَى آخِر الْآيَة . 20520 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { إِنِّي وَجَدْت اِمْرَأَة تَمْلِكهُمْ } الْآيَة ; قَالَ : وَأَنْكَرَ سُلَيْمَان أَنْ يَكُون لِأَحَدٍ عَلَى الْأَرْض سُلْطَان غَيْره , قَالَ لِمَنْ حَوْله مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس : { أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } الْآيَة . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ إِنَّمَا اِخْتَبَرَ صِدْق الْهُدْهُد سُلَيْمَان بِالْكِتَابِ , وَإِنَّمَا سَأَلَ مَنْ عِنْده إِحْضَاره عَرْش الْمَرْأَة بَعْد مَا خَرَجَتْ رُسُلهَا مِنْ عِنْده , وَبَعْد أَنْ أَقْبَلَتْ الْمَرْأَة إِلَيْهِ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20521 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق , عَنْ بَعْض أَهْل الْعِلْم , عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه , قَالَ : لَمَّا رَجَعَتْ إِلَيْهَا الرُّسُل بِمَا قَالَ سُلَيْمَان : قَالَتْ : وَاَللَّه عَرَفْت مَا هَذَا بِمَلِكٍ , وَمَا لَنَا بِهِ طَاقَة , وَمَا نَصْنَع بِمُكَاثَرَتِهِ شَيْئًا , وَبَعَثَتْ : إِنِّي قَادِمَة عَلَيْك بِمُلُوكِ قَوْمِي , حَتَّى أَنْظُر مَا أَمْرك , وَمَا تَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ دِينك . ثُمَّ أَمَرَتْ بِسَرِيرِ مُلْكهَا , الَّذِي كَانَتْ تَجْلِس عَلَيْهِ , وَكَانَ مِنْ ذَهَب مُفَصَّص بِالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَد وَاللُّؤْلُؤ , فَجُعِلَ فِي سَبْعَة أَبْيَات بَعْضهَا فِي بَعْض , ثُمَّ أُقْفِلَتْ عَلَيْهِ الْأَبْوَاب . وَكَانَتْ إِنَّمَا يَخْدُمهَا النِّسَاء , مَعَهَا سِتّ مِائَة اِمْرَأَة يَخْدُمْنَهَا ; ثُمَّ قَالَتْ لِمَنْ خَلَفَتْ عَلَى سُلْطَانهَا , اِحْتَفِظْ بِمَا قِبَلك , وَبِسَرِيرِ مُلْكِي , فَلَا يَخْلُص إِلَيْهِ أَحَد مِنْ عِبَاد اللَّه , وَلَا يَرَيَنه أَحَد حَتَّى آتِيَك ; ثُمَّ شَخَصَتْ إِلَى سُلَيْمَان فِي اِثْنَيْ عَشَر أَلْف قِيلَ مَعَهَا مِنْ مُلُوك الْيَمَن , تَحْت يَد كُلّ قَيْل مِنْهُمْ أُلُوف كَثِيرَة , فَجَعَلَ سُلَيْمَان يَبْعَث الْجِنّ , . فَيَأْتُونَهُ بِمَسِيرِهَا وَمُنْتَهَاهَا كُلّ يَوْم وَلَيْلَة , حَتَّى إِذَا دَنَتْ جَمَعَ مَنْ عِنْده مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس مِمَّنْ تَحْت يَده , فَقَالَ : { يَا أَيّهَا الْمَلَأ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } . وَتَأْوِيل الْكَلَام : قَالَ سُلَيْمَان لِأَشْرَافِ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ جُنْده مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس : { يَا أَيّهَا الْمَلَأ أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } يَعْنِي سَرِيرهَا. كَمَا : 20522 - حَدَّثني مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثني الْحَارِث , قَالَ : ثَنَا الْحَسَن قَالَ : ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد قَوْله : { أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } قَالَ : سَرِير فِي أَرِيكَة . * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : عَرْشهَا سَرِير فِي أَرِيكَة . قَالَ اِبْن جُرَيْج : سَرِير مِنْ ذَهَب , قَوَائِمه مِنْ جَوْهَر وَلُؤْلُؤ . 20523 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثَنَا سَلَمَة , عَنْ اِبْن إِسْحَاق , عَنْ بَعْض أَهْل الْعِلْم , عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه : { أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } بِسَرِيرِهَا. وَقَالَ اِبْن زَيْد فِي ذَلِكَ مَا : 20524 - حَدَّثني يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْله : { أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } قَالَ : مَجْلِسهَا . وَاخْتَلَفَ أَهْل الْعِلْم فِي السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله خَصَّ سُلَيْمَان مَسْأَلَة الْمَلَأ مِنْ جُنْده إِحْضَار عَرْش هَذِهِ الْمَرْأَة مِنْ بَيْن أَمْلَاكهَا قَبْل إِسْلَامهَا , فَقَالَ بَعْضهمْ : إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْجَبَهُ حِين وَصَفَ لَهُ الْهُدْهُد صِفَته , وَخَشِيَ أَنْ تُسْلِم فَيُحَرَّم عَلَيْهِ مَالهَا , فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذ سَرِيرهَا ذَلِكَ قَبْل أَنْ يُحَرَّم عَلَيْهِ أَخْذه بِإِسْلَامِهَا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20525 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثَنَا أَبُو سُفْيَان , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , قَالَ : أَخْبَرَ سُلَيْمَان الْهُدْهُد أَنَّهَا قَدْ خَرَجَتْ لِتَأْتِيهِ , وَأَخْبَرَ بِعَرْشِهَا فَأَعْجَبَهُ . كَانَ مِنْ ذَهَب وَقَوَائِمه مِنْ جَوْهَر مُكَلَّل بِاللُّؤْلُؤِ , فَعَرَفَ أَنَّهُمْ إِنْ جَاءُوهُ مُسْلِمِينَ لَمْ تَحِلّ لَهُمْ أَمْوَالهمْ , فَقَالَ لِلْجِنِّ : { أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ فَعَلَ ذَلِكَ سُلَيْمَان لِيُعَاتِبهَا بِهِ , وَيَخْتَبِر بِهِ عَقْلهَا , هَلْ تُثْبِتهُ إِذَا رَأَتْهُ , أَمْ تُنْكِرهُ ؟ ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20526 - حَدَّثني يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : قَالَ اِبْن زَيْد : أَعْلَمَ اللَّه سُلَيْمَان أَنَّهَا سَتَأْتِيهِ , فَقَالَ : { أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } حَتَّى يُعَاتِبهَا , وَكَانَتْ الْمُلُوك يَتَعَاتَبُونَ بِالْعِلْمِ . وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل قَوْله { قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ : قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْتَسْلِمِينَ طَوْعًا . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20527 - حَدَّثني عَلِيّ , قَالَ : ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } يَقُول : طَائِعِينَ. وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ الْإِسْلَام الَّذِي هُوَ دِين اللَّه. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 20528 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , قَالَ : قَالَ اِبْن جُرَيْج : { أَيّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْل أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } بِحُرْمَةِ الْإِسْلَام فَيَمْنَعهُمْ وَأَمْوَالهمْ , يَعْنِي الْإِسْلَام يَمْنَعهُمْ . قَالَ أَبُو جَعْفَر : وَأَوْلَى الْأَقْوَال بِالصَّوَابِ فِي السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله خَصَّ سُلَيْمَان بِسُؤَالِهِ الْمَلَأ مِنْ جُنْده بِإِحْضَارِهِ عَرْش هَذِهِ الْمَرْأَة دُون سَائِر مُلْكهَا عِنْدنَا , لِيَجْعَل ذَلِكَ حُجَّة عَلَيْهَا فِي نُبُوَّته , وَيُعَرِّفهَا بِذَلِكَ قُدْرَة اللَّه وَعَظِيم شَأْنه , أَنَّهَا خَلَفَتْهُ فِي بَيْت فِي جَوْف أَبْيَات , بَعْضهَا فِ
04-21-2005, 01:50 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الزعيم رقم صفر غير متصل
الميت أصلا
*****

المشاركات: 4,354
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #2
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
راعى

هل تناقش ما جاء فى القران الكريم ؟

ام تناقش ما جاء فى اقوال البشر ؟

هذا ام ذاك ؟
04-21-2005, 02:51 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
كلاهما
فلا فرق بين الأثنين
لأن مصدرهما واحد

الراعي / عمانوئيل
04-21-2005, 01:21 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الزعيم رقم صفر غير متصل
الميت أصلا
*****

المشاركات: 4,354
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #4
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
ما هو مصدر القران الكريم ؟

ما هو مصدر اقوال البشر ؟
04-21-2005, 02:11 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #5
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
[SIZE=4]الأثنان في هذا الموضوع تحديداً
مصدرهما هو أساطير اليهود
التي ألفوها نتيجة لفهم الخاطيء لقول الكتاب المقدس عن سليمان :
" وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق وكل حكمة مصر . وكان احكم من جميع الناس من ايثان الازراحي وهيمان وكلكول ودردع بني ماحول . وكان صيته في جميع الامم حواليه . وتكلم بثلاثة آلاف مثل . وكانت نشائده الفا وخمسا. وتكلم عن الاشجار من الارز الذي في لبنان الى الزوفا النابت في الحائط . وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك

ومن هنا جاء فهم اليهود الخاطئء لمعرفة سليمان فألفوا الأساطير التي تتحدث عن معرفته بلغة الطير وحديثه مع الجن والعفاريت والهدهد0000 الخ

تحياتي

الراعي / عمانوئيل
04-21-2005, 02:27 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الزعيم رقم صفر غير متصل
الميت أصلا
*****

المشاركات: 4,354
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #6
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
اقتباس:  الراعي   كتب/كتبت  
[SIZE=4]الأثنان في هذا الموضوع تحديداً  
مصدرهما هو أساطير اليهود  
التي ألفوها نتيجة لفهم الخاطيء لقول الكتاب المقدس عن سليمان :

تحياتي  

الراعي / عمانوئيل

راعى

حسنا

اقوال البشر مصدرها اقاويل اليهود عرفنا مصدرها و نلتمس العذر للبشر فى السهو و الخطأ

اما بالنسبه للقران الكريم فهو كلام الله سبحانه و تعالى هذا طبقا لاعتقاد المسلمين

من فضلك تناقش الايات التى تعتبر ان مصدرها هو اساطير اليهود مع توضيح تلك الاساطير و مصدرها كى نستطيع ان نتناقش على اساس

04-21-2005, 03:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #7
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
أولاً مصدر قصة سليمان والهدهد والجن وملكة سبأ :

جاء في كتاب The Legends of the Jews by Louis Ginzberg (Vol.4) مايلي :

THE QUEEN OF SHEBA
Solomon, it must be remembered, bore rule not only over men, but also over the beasts of the field, the birds of the air, demons, spirits, and the spectres of the night. He knew the language of all of them and they understood his language.

When Solomon was of good cheer by reason of wine, he summoned the beasts of the field, the birds of the air, the creeping reptiles, the shades, the spectres, and the ghosts, to perform their dances before the kings, his neighbors, whom he invited to witness his power and greatness. The king's scribes called the animals and the spirits by name, one by one, and they all assembled of their own accord, without fetters or bonds, with no human hand to guide them.

On one occasion the hoopoe was missed from among the birds. He could not be found anywhere. The king, full of wrath, ordered him to be produced and chastised for his tardiness. The hoopoe appeared and said: "O lord, king of the world, incline thine ear and hearken to my words. Three months have gone by since I began to take counsel with myself and resolve upon a course of action. I have eaten no food and drunk no water, in order to fly about in the whole world and see whether there is a domain anywhere which is not subject to my lord the king. and I found a city, the city of Kitor, in the East. Dust is more valuable than gold there, and silver is like the mud of the streets. Its trees are from the beginning of all time, and they suck up water that flows from the Garden of Eden. The city is crowded with men. On their heads they wear garlands wreathed in Paradise. They know not how to fight, nor how to shoot with bow and arrow. Their ruler is a woman, she is called the Queen of Sheba. If, now, it please thee, O lord and king, I shall gird my loins like a hero, and journey to the city of Kitor in the land of Sheba. Its kings I shall fetter with chains and its rulers with iron bands, and bring them all before my lord the king."

The hoopoe's speech pleased the king. The clerks of his land were summoned, and they wrote a letter and bound it to the hoopoe's wing. The bird rose skyward, uttered his cry, and flew away, followed by all the other birds.

And they came to Kitor in the land of Sheba. It was morning, and the queen had gone forth to pay worship to the sun. Suddenly the birds darkened his light. The queen raised her hand, and rent her garment, and was sore astonished. Then the hoopoe alighted near her. Seeing that a letter was tied to his wing, she loosed it and read it. And what was written in the letter? "From me, King Solomon! Peace be with thee, peace with the nobles of thy realm! Know that God has appointed me king over the beasts of the field, the birds of the air, the demons, the spirits, and the spectres. All the kings of the East and the West come to bring me greetings. If thou wilt come and salute me, I shall show thee great honor, more than to any of the kings that attend me. But if thou wilt not pay homage to me, I shall send out kings, legions, and riders against thee. Thou askest, who are these kings, legions, and riders of King Solomon? The beasts of the field are my kings, the birds my riders, the demons, spirit, and shades of the night my legions. The demons will throttle you in your beds at night, while the beasts will slay you in the field, and the birds will consume your flesh."

When the Queen of Sheba had read the contents of the letter, she again rent her garment, and sent word to her elders and her princes: "Know you not what Solomon has written to me?" They answered: "We know nothing of King Solomon, and his dominion we regard as naught." But their words did not reassure the queen. She assembled all the ships of the sea, and loaded them with the finest kinds of wood, and with pearls and precious stones. Together with these she sent Solomon six thousand youths and maidens, born in the same year, in the same month, on the same day, in the same hour all of equal stature and size, all clothed in purple garments. They bore a letter to King Solomon as follows: "From the city of Kitor to the land of Israel is a journey of seven years. As it is thy wish and behest that I visit thee, I shall hasten and be in Jerusalem at the end of three years."

When the time of her arrival drew nigh, Solomon sent Benaiah the son of Jehoiada to meet her. Benaiah was like unto the flush in the eastern sky at break of day, like unto the evening star that outshines all other stars, like unto the lily growing by brooks of water. When the queen caught sight of him, she descended from her chariot to do him honor. Benaiah asked her why she left her chariot. "Art thou not King Solomon?" she questioned in turn. Benaiah replied: "Not King Solomon am I, only one of his servants that stand in his presence." Thereupon the queen turned to her nobles and said: "If you have not beheld the lion, at least you have seen his lair, and if you have not beheld King Solomon, at least you have seen the beauty of him that stands in his presence."

Benaiah conducted the queen to Solomon, who had gone to sit in a house of glass to receive her. The queen was deceived by an illusion. She thought the king was sitting in water, and as she stepped across to him she raised her garment to keep it dry. On her bared feet the king noticed hair, and he said to her: "Thy beauty is the beauty of a woman, but thy hair is masculine; hair is an ornament to a man, but it disfigures a woman."

Then the queen began and said: "I have heard of thee and thy wisdom; if now I inquire of thee concerning a matter, wilt thou answer me?" He replied: "The Lord giveth wisdom, out of His mouth cometh knowledge and understanding." She then said to him:

وفيما يلي ترجمة جزئية لما ذكر أعلاه :
"لما انشرح قلب سليمان بخمرهِ، أمر بإحضار حيوانات الصحراء وطيور الهواء وزحافات الأرض والجن والأرواح والعفاريت لترقص أمامه، ليُظهر عظمته لجميع الملوك الذين كانوا خاضعين خاشعين أمامه. فاستدعى كتبة الملك بأسمائهم، فأتوا إليه ما عدا المسجونين والأسرى والرجل الذي فُوِّضت له حراستهم. وكان ديك الصحراء في تلك الساعة يمرح بين الطيور ولم يوجد، فأمر الملك أن يحضروه بالقوة، وهمَّ بإهلاكه، فرجع ديك الصحراء ووقف أمام حضرة الملك سليمان وقال له: »اسمع يا مولاي، ملك الأرض، وأَمِل أذنك واسمع أقوالي. ألم تمض ثلاثة أشهر من حين ما تفكرت في قلبي وصممت تصميماً أكيداً في نفسي أن لا آكل ولا أشرب ماء قبل أن أرى كل العالم وأطير فيه. وقلت: ما هي الجهة أو ما هي المملكة غير المطيعة لسيدي الملك؟ فشاهدت ورأيت مدينة حصينة اسمها قيطور في أرض شرقية، وترابها أثقل من الذهب والفضة كزبالة في الأسواق، وقد غُرست فيهاالأشجار من البدء، وهم شاربون الماء من جنة عدن. ويوجد جماهير يحملون أكاليل على رؤوسهم فيها نباتات من جنة عدن لأنها قريبة منها. ويعرفون الرمي بالقوس، ولكن لا يمكن أن يقتلوا بها. وتحكمهم جميعهم امرأة اسمها ملكة سبا. فإذا تعلقت إرادة مولاي الملك فليمنطق حقوي هذا الشخص وأرتفع وأصعد إلى حصن قيطور إلى مدينة سبا، وأنا أقيِّد ملوكهم بالسلاسل وأشرافهم بأغلال الحديد، وأحضرهم إلى سيدي الملك«.

فوقع هذا الكلام عند الملك موقعاً حسناً، فدُعي كتبة الملك وكتبوا كتاباً ربطوه بجناحي ديك الصحراء، فقام وارتفع إلى السماء وربط تاجه وتقوى وطار بين الطيور. فطاروا خلفه وتوجهوا إلى قلعة قيطور إلى مدينة سبا. واتفق في الفجر أن ملكة سبا كانت خارجة إلى البحر للعبادة، فحجبت الطيور الشمس. فوضعت يدها على ثيابها ومزقتها ودُهشت واضطربت. ولما كانت مضطربة دنا منها ديك الصحراء، فرأت كتاباً مربوطاً في جناحه ففتحته وقرأته، وهاك ما كتب فيه: »مني أنا الملك سليمان، سلام لأمرائك. لأنك تعرفين أن القدوس المبارك جعلني ملكاً على وحوش الصحراء وعلى طيور الهواء وعلى الجن وعلى الأرواح وعلى العفاريت وكل ملوك الشرق والغرب والجنوب والشمال، يأتون للسؤال عن سلامتي. فإذا أردتِ وأتيتِ للسؤال عن صحتي فحسناً تفعلين، وأنا أجعلك أعظم من جميع الملوك الذي يخرون سُجَّداً أمامي. وإذا لم تطيعي ولم تأتي للسؤال عن صحتي أرسل عليك ملوكاً وجنوداً وفرساناً. وإذا قلتِ: ما هم الملوك والجنود والفرسان الذين عند الملك سليمان؟ إن حيوانات الصحراء هم ملوك وجنود وفرسان. وإذا قلت: ما هي الفرسان؟ قلت إن طيور الهواء هي فرسان، وجيوشي الأرواح والجن والعفاريت. هم الجنود الذين يخنقونكم في فرشكم في داخل بيوتكم. حيوانات الصحراء يقتلونكم في الخلاء. طيور السماء تأكل لحمكم منكم«.

فلما سمعت ملكة سبا أقوال الكتاب ألقت ثانية يدها على ثيابها ومزقتها، وأرسلت واستدعت الرؤساء والأمراء وقالت لهم: ألم تعرفوا ما أرسله إليَّ الملك سليمان؟ فأجابوا: لا نعرف الملك سليمان، ولا نعتد بمملكته، ولا نحسب له حساباً. فلم تصغِ إلى أقوالهم بل أرسلت واستدعت كل مراكب البحر وشحنتها هدايا وجواهر وحجارة ثمينة، وأرسلت إليه ستة آلاف ولداً وابنة وكلهم ولدوا في سنة واحدة وشهر واحد ويوم واحد وساعة واحدة، وكانوا كلهم لابسين ثياباً أرجوانية. ثم كتبت كتاباً أرسلته إلى الملك سليمان على أيديهم وهذا نصه:

» من قلعة قيطور إلى أرض إسرائيل، سفر سبع سنين. إنه بواسطة صلواتك وبواسطة استغاثاتك التي ألتمسها منك سآتي إليك بعد ثلاث سنين«. فحدث بعد ثلاث سنين أن أتت ملكة سبا إلى الملك سليمان. ولما سمع أنها أتت أرسل إليها بنايا بن يهوياداع الذي كان كالفجر الذي يبزغ في الصباح، وكان يشبه كوكب الجلال (أي الزهرة) التي تتلألأ وهي ثابتة بين الكواكب، ويشبه السوسن المغروس على مجاري المياه. ولما رأت ملكة سبا بنايا بن يهوياداع نزلت من العربة، فقال لها: لماذا نزلت من عربتك؟ فأجابته: ألست أنت الملك سليمان؟ فأجابها: لست أنا الملك سليمان بل أحد خدامه الواقفين أمامه. ففي الحال التفتت إلى خلفها ونطقت بمثل للأمراء وهو: إذا لم يظهر أمامك الأسد فقد رأيتم ذريته. فإذا لم تروا الملك سليمان فقد شاهدتم جمال شخص واقف أمامه. فأتى بنايا بن يهوياداع أمام الملك. ولما بلغ الملك أنها أتت أمامه، قام وذهب وجلس في بيت بلوري. ولما رأت ملكة سبا أن الملك جالس في بيت بلوري توهمت في قلبها قائلة: إن الملك جالس في الماء، فرفعت ثوبها لتعبر، فرأى أن لها شعراً على الساقين. فقال لها: إن جمالك هو جمال النساء وشعرك هو شعر الرجل، فالشعر هو حيلة الرجل ولكنه يعيب المرأة. فقالت: يا مولاي الملك، سأنطق لك بثلاثة أمثال. فإذا فسَّرتها لي فأعرف أنك حكيم، وإلا كنت كسائر الناس.. (ففسر لها الملك سليمان الثلاثة الأمثال، فقالت: يتبارك الرب إلهك الذي سُرَّ بك وأجلسك على عرش المملكة لتجري قضاءً وعدلاً. وأعطت للملك ذهباً وفضة، وأعطاها الملك كل ما اشتهت " !!!

وما جاء في الأساطير اليهودية هو نفس ما أخذه القرآن بفكره وجوهرة وبنصه أحياناً !!!!!
وهذا الكلام سابق للقرآن بعدة قرون .

000 يتبع

تحياتي

الراعي / عمانوئيل

04-21-2005, 05:34 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الزعيم رقم صفر غير متصل
الميت أصلا
*****

المشاركات: 4,354
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #8
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
راعى

اولا المنتدى هنا عربى فلا تضع لى نصوصا انجليزيه لانى لن اقراها

ثانيا : من فضلك ضع تعريفا باللغه العربيه للمصدر و نبذه عن المؤلف

يعنى مصدر ما كتبت باللغه العربه واضحا
04-21-2005, 05:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Grendizer غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 413
الانضمام: Feb 2005
مشاركة: #9
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
على رسلك يالراعي! آراك تأتي بالمقالات من شرق وغرب. ألم تسأل نفسك من أين جاء اليهود بما يسميه صاحب المقال بالاساطير؟ هل استوحوه من الخيال أم لهم مرجع يستندون اليه؟

ملوك واحد 11:41 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ وَحِكْمَتُهُ هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أُمُورِ سُلَيْمَانَ.

ألم تسأل نفسك قط، أين ذهب سفر سليمان؟

آتنا بسفر أمور سليمان وسننظر اذا ما قاله عنه القرآن صحيح أم لا. القرآن يا عزيزي يخبرك بالاشياء التي فقدتها من كتابك.

المفقود من الكتاب المقدس، كلمة الرب الضائعه
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...fid=5&tid=28334


04-21-2005, 06:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #10
سليمان والعفاريت والجن والنمل والهدهد
المشكلة هي أن البعض يأخذون الأمور بالشبهات وبدون بحث أو تروي والنصيحة القرآنية تقول لهم
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ "(النحل : 43 ) .

ونقول لهم أن عبارة " وبقية أمور فلان وما عمل أما هي مكتوبة في سفر 000 " لا تعني أن السفر المقصود هو سفر مقدس ،
إنما تعني كتاب " حوليات " أو سجل ملك من الملوك ، او سجل المملكة في فترة محددة ، كما كانت العادة في جميع البلاد مثل حوليات اليونان والرومان والفرس وغيرهم من الممالك المعاصرة بدليل قوله " ووضع الملك احشويروش (ملك فارس) جزية على الارض وجزائر البحر . وكل عمل سلطانه وجبروته واذاعة عظمة مردخاي الذي عظّمه الملك أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك مادي وفارس .
لان مردخاي اليهودي كان ثاني الملك احشويروش وعظيما بين اليهود ومقبولا عند كثرة اخوته وطالبا الخير لشعبه ومتكلما بالسلام لكل نسله "
(أستير 10 :1-3) .

وقد تكررت مثل هذه العبارات عما هو مسجل في حوليات ملوك إسرائيل والتي كانت تسمى سفر أعمال فلان (الملك) للدلالة على ما هو مسجل في أعمالهم وحولياتهم المدنية كملوك :

1مل 11:41 وبقية امور سليمان وكل ما صنع وحكمته أما هي مكتوبة في سفر امور سليمان.
1مل 14:29 وبقية امور رحبعام وكل ما فعل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
1مل 15:7 وبقية امور ابيام وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.وكانت حرب بين ابيام ويربعام.
1مل 15:23 وبقية كل امور آسا وكل جبروته وكل ما فعل والمدن التي بناها أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.غير انه في زمان شيخوخته مرض في رجليه.
1مل 15:31 وبقية أمور ناداب وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
1مل 16:5 وبقية امور بعشا وما عمل وجبروته أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
1مل 16:14 وبقية امور ايلة وكل ما فعل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل
1مل 16:20 وبقية امور زمري وفتنته التي فتنها أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
1مل 16:27 وبقية أمور عمري التي عمل وجبروته الذي ابدى أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
1مل 22:39 وبقية أمور اخآب وكل ما فعل وبيت العاج الذي بناه وكل المدن التي بناها أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
1مل 22:45 وبقية امور يهوشافاط وجبروته الذي اظهره وكيف حارب أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 1:18 وبقية أمور اخزيا التي عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل
2مل 8:23 وبقية امور يورام وكل ما صنع أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 10:34 وبقية امور ياهو وكل ما عمل وكل جبروته اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 12:19 وبقية امور يوآش وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 13:8 وبقية امور يهوآحاز وكل ما عمل وجبروته أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 13:12 وبقية امور يوآش وكل ما عمل وجبروته وكيف حارب امصيا ملك يهوذا أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 14:15 وبقية امور يهوآش التي عمل وجبروته وكيف حارب امصيا ملك يهوذا أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 14:18 وبقية امور امصيا أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 14:28 وبقية امور يربعام وكل ما عمل وجبروته كيف حارب وكيف استرجع الى اسرائيل دمشق وحماة التي ليهوذا أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 15:6 وبقية امور عزريا وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 15:11 وبقية امور زكريا هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 15:15 وبقية امور شلّوم وفتنته التي فتنها هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 15:21 وبقية امور منحيم وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 15:26 وبقية امور فقحيا وكل ما عمل ها هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل
2مل 15:31 وبقية امور فقح وكل ما عمل هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك اسرائيل.
2مل 15:36 وبقية امور يوثام وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 16:19 وبقية امور آحاز التي عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 20:20 وبقية أمور حزقيا وكل جبروته وكيف عمل البركة والقناة وادخل الماء الى المدينة اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 21:17 وبقية امور منسّى وكل ما عمل وخطيته التي اخطأ بها اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 21:25 وبقية امور آمون التي عمل اما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 23:28 وبقية امور يوشيا وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2مل 24:5 وبقية امور يهوياقيم وكل ما عمل أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك يهوذا.
2اخ 16:11 وأمور آسا الاولى والاخيرة ها هي مكتوبة في سفر الملوك ليهوذا واسرائيل.
2اخ 25:26 وبقية امور امصيا الاولى والاخيرة أما هي مكتوبة في سفر ملوك يهوذا واسرائيل.
2اخ 27:7 وبقية أمور يوثام وكل حروبه وطرقه ها هي مكتوبة في سفر ملوك اسرائيل ويهوذا.
2اخ 28:26 وبقية اموره وكل طرقه الاولى والاخيرة ها هي مكتوبة في سفر ملوك يهوذا واسرائيل.
2اخ 35:27 واموره الاولى والاخيرة ها هي مكتوبة في سفر ملوك اسرائيل ويهوذا
2اخ 36:8 وبقية امور يهوياقيم ورجاساته التي عمل وما وجد فيه ها هي مكتوبة في سفر ملوك اسرائيل ويهوذا.وملك يهوياكين ابنه عوضا عنه
اس 10:2 وكل عمل سلطانه وجبروته واذاعة عظمة مردخاي الذي عظّمه الملك أما هي مكتوبة في سفر اخبار الايام لملوك مادي وفارس

أما ما ذكرناه هنا من مصادر وهو لعلماء مدققين ومحايدين وغالباً من نقاد الكتاب المقدس ، فهو ما وجدوه في كتب أساطير اليهود التي تداولوها شفاها ثم سجلوها في كتب فيما بين 200 و 500 م والمعروف أغلبها بعبارة " ترجوم " أي ترجمة تفسيرية وكانوا يضعون الكثير من الأساطير الخرافية لتعليل أو تضخيم حدث ما !!

في حين يقدم الكتاب المقدس أعمال سليمان بمفهمومهاالصحيح وكما حدثت تاريخياً بدون مبالغة أو حاجة لرواية أسطورة من الأساطير :
" وكان احكم من جميع الناس من ايثان الازراحي وهيمان وكلكول ودردع بني ماحول.وكان صيته في جميع الامم حواليه.
وتكلم بثلاثة آلاف مثل . وكانت نشائده الفا وخمسا.
وتكلم عن الاشجار من الارز الذي في لبنان الى الزوفا النابت في الحائط.وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك.
وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الارض الذين سمعوا بحكمته"

ولكن للأسف تعتبرون هذه الكتب محرفة وتبحثون عن كتب الخرافات وتزعمون أنها هي الكتب الصحيحة !!!!!!!!!!!!!!!



-------------------------------
ويقول الزميل Grendizer

على رسلك يالراعي! آراك تأتي بالمقالات من شرق وغرب. ألم تسأل نفسك من أين جاء اليهود بما يسميه صاحب المقال بالاساطير؟ هل استوحوه من الخيال أم لهم مرجع يستندون اليه؟
-------------------------------



وأقول له من أين جاء من كتبوا خرافات ألف ليلة وليلة بما قالوه من أساطير وخرافات وما المرجع الذي رجعوا إليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وأقول له أيضاً أن هناك مئات القصص الأسطورية الأخرى والتي روتها مثل هذه الكتب والتي يضمها كتاب أساطير اليهود منها عن آدم ومنها وعن موسى وإبراهيم 00 الخ فهل أقدمها لك وتقبلها جميعاً ، أم تأخذ ما يتفق منها مع ما جاء في القرآن وترفض الباقي بأعتباره خرافات وأساطير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بل وأسأله سؤال آخر وأقول له : لو كانت مثل هذه الخرافات مذكورة في الكتاب المقدس ولم تذكر في القرآن فهل كنت ستقبلها أم تقول عنها أنها خرافات وأساطير ؟؟؟؟
وأنا واثق بما كان سيجيبني به وليته يطبق ذلك على كتابه !!!!!!!

وأقول له عندما قرأت قصة صعود المسيح وتوهمت ، دون بحث أو تروي ، استحالة هذا الصعود لمجرد أوهام في ذهنك سارعت بالكتابة والتشويه وهللت وكبرت وتصورت أنك أقتنصت فرصة للطعن في الكتاب المقدس !!!
وتجاهلت عدة حقائق منها على سبيل المثال أن المسيح الذي كان يفعل المعجزات الخارقة للطبيعة ومنها الخلق وأحياء الموتى ، حتى لو قلت لي بأذن الله ، فلن أختلف معك ، وكان يمشي على الماء متخطياً كل القوانين المادية ، بأذن الله ، فهل كان يعجز عن الصعود إلى السماء أيضا بأذن الله ، أياً كانت طريقة الصعود ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كما أن السحابة أخفته عن أعين التلاميذ ودخل المسيح السماء الروحية ، سواء بجسده النوراني الممجد ، أو حتى مثل أيليا الذي صعد إلى السماء في العاصفه بجسده الطبيعي والذي بلا شك جعله الله قادراً على الحياة في العالم الروحاني بدون أي أحتياجات مادية جسدانية !!!!!!!!!!!!



---------------
ثم يقول :
آتنا بسفر أمور سليمان وسننظر اذا ما قاله عنه القرآن صحيح أم لا. القرآن يا عزيزي يخبرك بالاشياء التي فقدتها من كتابك.
------------------------


وأقول له بينت لك أعلاه حقيقة ما تزعمه وأضيف :
آتنا أنت بما يمكن أن يوحي من بعيد أو من قريب أن مثل هذا الكتاب كان يحتوي على مثل هذه الخرافات .
وأقول له أيضاً لا تفترض الغير الموجود وكأنه موجود ، ولا تبني على أساس من الأوهام !!!!!

بل وأقول له لا تبني عقائدك على أساس افتراضات وهمية أو حتى ظنية ، بل يجب أن تُنبي العقائد على أسس راسخة وأدلة ووثائق وبراهين .


تحياتي

الراعي / عمانوئيل



04-22-2005, 02:40 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الأحلام والجن رضا البطاوى 0 274 07-01-2014, 10:12 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  هل الملك سليمان القراني هو اول من جاء بجهاد الطلب coptic eagle 2 1,091 11-21-2011, 12:16 AM
آخر رد: coptic eagle
  هل تقبل بان يتزوج سليمان النبي بابنتك او باختك coptic eagle 26 4,271 11-05-2011, 06:51 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  أخطاء قرآنية ( الشهاب والجن ) ahmed ibrahim 136 27,900 09-21-2011, 06:21 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  آية الله العظمى سليمان الدويش وحربه الضروس مع الليبرالية السعودية أنيس وحيد 4 1,607 11-12-2010, 07:27 AM
آخر رد: أنيس وحيد

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS