آلام الفتيات الثلاثة "تغير" مهمة المخرج
الدموع الفلسطينية تفوز في مسابقة الـ"بي بي سي" الدولية للتصوير


النحيب..و"خيوط الذاكرة"

أرشيف من الصورة المؤلمة





الحمران.. لا يوجد في ارشيفي سوى الحزن والألم

غزة - علي بطة

الدموع الساخنة التي سالت من مآقي ثلاث فتيات فلسطينيات في مدينة رفح جنوبي فلسطين حزنا على فراق شقيقهن الذي قضى شهيداً على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في المجزرة الدموية التي نفذها الجيش في مخيم رفح في أكتوبر/ تشرين الأول 2003م ، كان لها الحظ الوافر في الفوز في مسابقة دولية للتصوير تراعها هيئة الإذاعة والتلفزة البريطانية ( البي بي سي).
وقد بدت في الصورة الفائزة بالمرتبة الأولى ثلاث فتيات لم يتجاوزن العاشرة من أعمارهن، يظهر الأسى والحزن المؤثر على وجوههن الباكية لحظة وصول خبر استشهاد شقيقهن .




النحيب..و"خيوط الذاكرة"

وكانت عدسة كاميرا المخرج الفلسطيني الشاب عبد الرحمن الحمران تنجذب لوحدها نحو الفتيات الثلاث ، فقادته العدسة إلى النحيب المنبعث من زاوية بيت لاجئ صغير في المخيم المدمر ، فتدفعه صدق الدموع الحارة بقوة ، وتحرك مشاعره الجياشة نحو الفتيات .
ويقول الحمران ، الذي يشارك للمرة الأولى في مسابقة للتصوير، "كنت مع فريق إنتاج تلفزيوني محلي لتصوير المشهد الأخير من فيلم " خيوط الذاكرة " التوثيقي ، الذي يروي معاناة اللاجئ الفلسطيني داخل مخيمات اللجوء المنتشرة في قطاع غزة ، كان المطلوب أن يحتوي المشهد على لقطات من ارض الواقع مع من عايشوا هجرة اللجوء الأولى في العام 1948م ، وإذا بنا نجد أنفسنا أمام صور مؤلمة مؤثرة لم تكن في الحسبان ".
ويضيف الحمران : كانت كل الكاميرات لدى الفريق المكون من أربعة أشخاص ، جاهزة للتصوير، فالاجتياح يحتم علينا الاستعداد لأي طارئ ، والتقاط أي صورة ؛ وما أكثر الصور التي تقابلك وأنت تمشي في أزقة المخيم ، فأينما حركت عدسة الكاميرا تكون هناك قصة مأساوية لصورة حقيقية تنقل واقع المعاناة التي يحياها الشعب الفلسطيني، بأطفاله ونسائه ورجاله، بشيبه وشبابه .
ونحن نسير في شوارع المخيم – والكلام للحمران - الذي زرعته قوات الاحتلال بالموت والدمار، اتخذنا القرار بتغيير المهمة ، والانتقال السريع نحو تسجيل مشاهد المجزرة التي طالت كل منزل في المخيم المثخن بالجراح ، فانتقلنا من بيت شهيد إلى بيت آخر، ومن بيت مدمر إلى آخر ، ومن شارع إلى شارع ، نوثق هذه المجزرة التي استشهد فيها عشرة فلسطينيين خلال ساعات معدودة انقلب فيها كل شيء في حياة سكان المخيم .




أرشيف من الصورة المؤلمة

وبحسب الحمران، فقد كانت اللحظات التي رافقت التقاط الصورة مؤثرة، "الجدة تتربع وسط النسوة يواسين أم الشهيد في غرفة صغيرة من غرف البيت تحبس دموعها بصبرها ، فيما الأم المكلومة تستقبل المعزيات بوجهها الباعث على الحزن العميق على فراق ابنها ، وهناك في زاوية الغرفة تجلس الفتيات الثلاث بتراص دقيق ، دون ترتيب مسبق ، يبكين فراق الشقيق ، ويتفجعن على فراقه المفاجئ بعد دقائق من مداعبته لهن".
وعن ذكرياته مع الصور يقول الحمران : لم أجد في أرشيفي المتواضع ، الذي اجمع فيه المئات من الصور منذ سنوات قليلة ، تلك الصورة التي تعبر عن السعادة ، صوري تعكس الواقع المعاش ، هذا هو حال الشعب الفلسطيني ، تسكنه حالة من الحزن والأسى والألم منذ عشرات السنين.
من جهة أخرى يؤكد الحمران أن المصور الفلسطيني الذي استطاع نقل معاناة شعبه ما زالت تقف أمامه عقبة بنادق قوات الاحتلال التي ما منعته يوماً من نقل جرائم الاحتلال وتوثيقها، "كلفت عملية نقل الحقائق بعض المصورين حياتهم ، وعرضت البعض لخطر الموت الذي يلاحقهم كل لحظة من أوقات عملهم".
جدير بالذكر أن الحمران يعمل مخرج تلفزيوني في شركة خاصة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة منذ سنوات تخرجه من الجامعة قبل ثلاثة أعوام ، إضافةً إلى أنه من مؤسسي جمعية المسرحيين المتحدين في محافظة رفح.

http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=11112

http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=11112

اذا نظرت في هذه الصورة اكثر سابكي حقا