نلاحظ ان هناك ربط غريب في الصحافة بين الغزو العراقي للكويت والوجود السوري في لبنان برغم الاختلاف الجوهري في الظروف بين كلا الوجودين،ولا أعرف هل هو تهيأة الرأي العام لضرب امركية لسورية،على سبيل المثال:
الثلاثاء 20/1/1426 هـ - الموافق1/3/2005 م (آخر تحديث) الساعة 21:02 (مكة المكرمة)، 18:02 (غرينتش)
الصفحة الرئيسية : تقارير وتحليلات
الأزمة السورية اللبنانية في ظل غياب الحل العربي
الوجود السوري في لبنان بدأ بقرار عربي وربما ينتهي بقرار دولي (الفرنسية)
ماجد أبو دياك
كشف تصاعد الأزمة بين المعارضة اللبنانية ودمشق حول وجود القوات السورية في لبنان عن ضعف واضح للدور العربي في حل هذه الأزمة التي تنذر في حال تطورها إلى عواقب سلبية في لبنان، إضافة إلى استغلالها من قبل الولايات المتحدة لفرض عقوبات على سوريا.
ومن المفارقات أن القرار 1559 الذي يدعو إلى انسحاب كامل القوى الأجنبية من لبنان ويدعو إلى حل جميع المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها، جاء ثمرة لجهود المعارضة اللبنانية التي كانت على تنسيق مع واشنطن وباريس لإخراج القرار إلى حيز الوجود.
بل إن مواقف القاهرة وعمّان التي عبرت عنها تصريحات الرئيس حسني مبارك والملك عبد الله الثاني جاءت في سياق الضغط على دمشق للتعامل مع المطالب الدولية، دون أن تتبنى الدول العربية مبادرة ذاتية تحول دون وقوع سوريا فريسة لعقوبات تسعى واشنطن لفرضها عليها تحت حجة عدم الاستجابة للقرار 1559.
وفي هذا السياق قالت مصادر دبلوماسية عربية إن السعودية ومصر والجزائر تعمل على توفير ما وصف بغطاء عربي لانسحاب القوات السورية من لبنان، إثر تصاعد الضغوط على دمشق.
واعتبرت المصادر أن إعادة الانتشار السوري في لبنان وفقا لاتفاق الطائف الذي أعلنت عنه دمشق الخميس الماضي كان نتيجة اتصالات عربية تمت مؤخرا مع القيادة السورية، وشملت كلا من القاهرة والرياض والجزائر.
وينص اتفاق الطائف على سحب القوات السورية في مرحلة أولى إلى سهل البقاع، على أن يتم الاتفاق لاحقا بين الحكومتين السورية واللبنانية على تحديد حجم القوات السورية ومدة بقائها هناك.
إلا أن مراقبين يقولون إن التحرك العربي الذي لم يخرج حتى الآن إلى حيز الوجود لا يتمتع برؤية واضحة لحل الأزمة بما يضمن صمود دمشق أمام الضغوط وتعزيز استقلال لبنان السياسي والأمني، ولا حتى بدافعية قوية للتحرك.
فرغم أن الاتفاق الذي وقعته القوى اللبنانية عام 1989 بمدينة الطائف برعاية سعودية بدا أنه حل عربي للحرب الأهلية اللبنانية، إلا أنه كان حصيلة لمواقف إقليمية ودولية استقرت على ترتيب خروج سلمي للقوات السورية من لبنان في وقت لم يكن العالم مستفردا به من قوة عالمية واحدة، ولم تكن قضية الإرهاب مطروحة على أجندة المجتمع الدولي.
أما الوضع الحالي الذي تواجهه سوريا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري فيأتي في سياق اتهامات لها من واشنطن بدعم الإرهاب في فلسطين ولبنان والعراق، ومحاولة محاصرتها إقليميا ودوليا وحرمانها من أوراق اللعب السياسي في إطار الصراع مع إسرائيل.
ويقول مراقبون إن أي حل عربي لا يأخذ بالحسبان التداعيات المرتقبة في هذه الحرب الأميركية على سوريا سيظل قاصرا وعاجزا، وسيضر دمشق أكثر مما يفيدها حتى لو بدا أنه نجح في تفكيك هذه الأزمة وهو ما تحوم شكوك كبيرة حوله أصلا.
[SIZE=5]
فالعجز العربي عن إيجاد حل للأزمة السورية اللبنانية ليس غريبا ولا مفاجئا وله من التاريخ القريب ما يؤيده، كما حصل في أزمة الاجتياح العراقي للكويت عام 1990 والحرب الأميركية على العراق عام 2003، إضافة إلى غياب عربي عن مشاكل متأصلة مثل مشكلة الصحراء الكبرى بين الجزائر والمغرب وغيرها من النزاعات العربية.
وهكذا يبدو أن حلا عربيا متوازنا ومستقلا للأزمة السورية اللبنانية غير مرجح ، وإذا كان هناك من مبادرة فستكون ضمن إطار المساعي الدولية لاحتواء دمشق ومحاصرتها.
ــــــــــــــــ
الجزيرة نت
المصدر: الجزيرة