خطفوها
يشتكى الكثير من الأصوليين الإسلاميين ومعهم الكثير من المسلمين العاديين من أن جماعات العنف الإسلامي قد اختطفت الإسلام وأساءت إليه ، واشتكى قوميون عرب أن البعث الصدامى قد اختطف الفكرة العروبية وأساء إليها ، ويشتكى مناضلون فى بلدان عربية محتلة أن حركات المقاومة المسلحة اختطفت قضيتهم وأساءت إليها . ومثل هؤلاء وألئك يحق لليبراليين العرب أن يشتكوا فهناك من اختطف الليبرالية العربية وسطا على تراثها وأساء إليها وما زال يفعل ذلك بفجور لا حدود له ، وأى فجور أكثر من أن يكتب احدهم أن "لا حرج من الاستعانة بالقوات الأجنبية للتخلص من الاستبداد وإقامة الديمقراطية" ؟؟ ، وأقصد هؤلاء القوم الذين يتكاثرون تكاثر الجراد منذ سنوات قليلة وأُطلق عليهم ـ أو أطلقوا على أنفسهم – لقب "الليبراليين الجدد" ، ومؤخراً عين المغترب العربى فى أمريكا شاكر النابلسى كمتحدث عنهم أو زعيم لهم وبدأ زعامته بتدبيج "مانفيستو" فضائحى تشيب لهوله الولدان : نص من عشرين بنداً ليس فيه فقرة واحدة يمكن أن تؤهل كاتبها لاجتياز امتحان اللغة العربية فى الصف الثانى الاعداى (المتوسط) .

المانيفستو
أخذت هذه الكلمة (المانيفستو) معنى اصطلاحيا يربطها بالفكر الثورى منذ أن استخدمها ماركس فى بيانه الشهير تماماً كما ارتبطت عبارة "البيان رقم 1" بالانقلابات العسكرية العربية الشهيرة هى الأخرى ، لكن لا عجب أبدا أن يستخدمها "ليبرالى جديد" ليطلقها على عدة هتافات مستهلكة أعاد صياغتها بطريقة بالغة الرداءة ، ذاك أن "الليبرليين الجدد" يملكون نَفَساً ثورباً لا تخطئه عين يجسده إيمانهم الساذج بأن البلدان العربية يمكن بين عشية وضحاها وفيما يشبه "ضربة معلم" او صدفة سعيد أن تتحول إلى بلدان ديمقراطية ناجزة ، ومرد ذلك أن "الليبراليين الجدد" قد تلقفوا مسميات وعناوين بعض أنبل قضايا الليبرالية : الديمقراطية ، حقوق المرأة والأقليات ، الحريات الفردية ..الخ ، ثم حولوها إلى عقيدة بكل إطلاقية العقائد وإلحاحها على التجسد واقعاً معاشاً وخطوطاً ينتظم فى هديها الاجتماع الانسانى ، وإذاك تحول الليبرليون الجدد إلى مبشرين : يحملون "الخلاص" على الطريقة المسيحية فإن قبله "الضالون" كان بها وإلا فـ "الفتح" على الطريقة الإسلامية ، فتح يتولاه السيد الأبيض نبع الحكمة وحامل شعلة النور . وطالما تحولت دعاوى وطروحات الليبرالية إلى عقيدة فلنتوقع بعد "المانفسيتو" تشكيل خلايا ثورية أو حتى منظمات جهادية ، مثلا : كتائب البطل شاكر النابلسى ، أو سرايا ابو فولتير الكويتى (الاسم الحركى لأحمد البغدادى) .

الديمقراطية
لها سحر يعود جزئياً إلى مميزاتها الذاتية المؤكدة وجزئيا إلى بلاوى الاستبداد ، لكن نخطىء كثيراً إذا سمحنا لسحرها أن يأخذ بعقولنا ويُنسيا بعض الحقائق الأساسية المتعلقة بها :

- الديمقراطية فى نهاية المطاف منتج بشرى أفرزته تجربة بشرية ممتدة وهذه حقيقة أولية تنزع عنها أى قداسة مزعومة ، وهى بصفتها تلك ليست فوق النقد وقبولها ( كلها او بعضها ) كما رفضها ( كلها أو بعضها ) هو ما يحسمه الاجتهاد وإعمال العقل لجهة جدواها بالمقارنة بغيرها من نظم حكم وليس (القبول أو الرفض) فعلاً إيمانياً قوامه التسليم المطلق .

- الربط بين الديمقراطية والتقدم واعتبارها شرطاً له هو ربط متعسف وربما لا يعبر عن أكثر من وهم من الأوهام التى صنفها فرنسيس بيكون تحت مسمى "أصنام العقل" (Idola mentis) ، وواقع الحال أن نظرة ولو خاطفة لتطور النظام الديمقراطى فى مركزه الغربى تدل بوضوح على أن التقدم (فى التصنيع والأفكار والأنساق الاجتماعية ..الخ ) كان شرطاً للديمقراطية وليس العكس ، فليس للديمقراطية أى فضل فى ظهور الحركة الفكرية الهائلة التى تسمى "عصر التنوير" فى أوربا ، ولكن عصر التنوير هو ما مهد الطريق أمام التطور الديمقراطى ، وليست الديمقراطية هى ما أنتجت الثورة الصناعية ، ولكن الثورة الصناعية هى ما خلقت طبقة وسطى جديدة صارت بمثابة العمود الفقرى للنظام الديمقراطى ، وخارج المركز الأوربى هناك تجربة النمو الأسيوى الضخمة التى توالت فصولها فى العقود الأخيرة ، ولم يكن من بين "النمور الأسيوية" نمراً ديمقراطياً واحداً ، فكوريا الجنوبية ـ مثلاً ـ حققت طفرتها الصناعية فى ظل نظام استبدادى ، وسنغافورة حققت معجزتها التنموية فى ظل حكم مستبد يقوده كيوان لى ، وها هى الصين الكنفوشية – الشيوعية تحقق معدل فى التنمية يدور حول 10% وتغزو بضائعها الصناعية أسواق العالم وتطور أبحاث فضائية متقدمة وهى ليست ديمقراطية بأى معنى وهذا ما لم تفعله الهند الديمقراطية . وفى العالم العربى لم تمنع الديمقراطية اللبنانية تقاتلاً أهلياً مريراً غرق فيه هذا البلد لعقد ونصف ، وفى المقابل وفر الاستبداد لسوريا قدراً من الاستقرار والاندماج الوطنى لم تعرفه سوريا فى تاريخها الحديث .

- الديمقراطية كما هو واضح ليست فكرة مجردة (مثل "الإخاء الإنسانى" مثلاً) بل نظام يراد له أن يتجسد فى واقع المجتمعات العربية فى صورة مؤسسات وعلاقات وممارسات وقيم ، وطالما هى كذلك فإنها تفترض فى المجتمع الذى يتبناها قدرا من الاستعداد المسبق فى التعامل مع مؤسساتها وهضم ما تيسر من قيمها والقبول بأحكامها ومعايير ممارستها ، وبهذا المعنى يكون الحديث عن الديمقراطية ناقصاً ما لم يشمل فهماً ما لظروف المجتمع الذى يراد فرضها عليه (وهى مفروضة لأنها ليست جزءاً من تجربتنا التاريخية) ، وبالتالى لا يوجد مطلب ديمقراطى واحد يمكن سحبه على عالم عربى واحد ، فليست الديمقراطية هى هذا العلاج السحرى (إن كانت علاجاً على الإطلاق) القادر على إشفاء جميع المعتلين مهما كان سبب وظروف اعتلال كل منهم . ومن هذا المنظور (منظور التطلب الديمقراطى) لا يوجد عالم عربى واحد ، بل توجد مجتمعات عربية القليل منها بالفعل قادر على الحركة خطوات على الطريق الديمقراطى ، والبعض منها يحتاج أولاً لإصلاح نظمها المستبدة بغرض تهذيب استبداها وتحسينه (سوريا مثلاً) بل ومنها من يحتاج إلى تطوير أنظمته الحاكمة بغرض تصييرها أنظمة مستبدة (السعودية الإقطاعية مثلاً) ، وفى كل الأحوال لا يوجد مجتمع عربى واحد جاهز لتحول ديمقراطي جذرى ومفاجىء على طريقة "هنا والآن" .

ليس معنى كلامى هذا بأى حال أن نرضى بما هو قائم أو أن نتخلى عن مطالبنا المحقة فى الديمقراطية ، لكن معناه فقط أن نكون أكثر حذراً وأكثر اهتماماً بالتفاصيل وأقل إيمانا وخشوعاً ونحن نتحدث عن الديمقراطية وإلا انتهى بنا الأمر إلى نوع الهتافات الفارغة الذى يجيد الليبراليون الجدد الصدح بها ، ويسىء هؤلاء كثيرا لحركة التطور الديمقراطى العربى حين يحولون الديمقراطية إلى مجموعة مسلمات عقدية (dogmas) نازعين عنها طابعها الاجرائى ونسبيتها القيمية وخضوعها لحساب المصلحة والجدوى ، والأسوأ من ذلك استعدادهم لقبول احتلال قوات أجنبية لبلدان عربية بغرض مقرطتها . قاتل الله "الليبراليين الجدد" أنى يؤفكون .

اقتباس:ذاك أن "الليبرليين الجدد" يملكون نَفَساً ثورباً لا تخطئه عين يجسده إيمانهم الساذج بأن البلدان العربية يمكن بين عشية وضحاها وفيما يشبه "ضربة معلم" او صدفة سعيد أن تتحول إلى بلدان ديمقراطية ناجزة ، ومرد ذلك أن "الليبراليين الجدد" قد تلقفوا مسميات وعناوين بعض أنبل قضايا الليبرالية : الديمقراطية ، حقوق المرأة والأقليات ، الحريات الفردية ..الخ ، ثم حولوها إلى عقيدة بكل إطلاقية العقائد وإلحاحها على التجسد واقعاً معاشاً وخطوطاً ينتظم فى هديها الاجتماع الانسانى ،  وإذاك تحول الليبرليون الجدد إلى مبشرين : يحملون "الخلاص" على الطريقة المسيحية فإن قبله "الضالون" كان بها وإلا فـ "الفتح" على الطريقة الإسلامية ، فتح يتولاه السيد الأبيض نبع الحكمة وحامل شعلة النور

رائع ... باختصار رائع جدا

الموضوع أغنى من أن أعلق عليه بسرعة فقليل من الوقت

يمكن أن أقول أن صوت العقل والنظرة الصادقة للوقائع دون الخوف من السقوط في اتهامات بمعاداة الديمقراطية والحرية ظاهران فيه بشكل كبير

سأعود :)

هذا والله من عيون الكلام .
تصح تسميته بمانيفستو تهافت الليبراليين الجدد .







(f)

اقتباس:كتائب البطل شاكر النابلسى ، أو سرايا ابو فولتير الكويتى

:lol:



و هذا تالله مما يقلب المرء على قفاه !

آمون صاحب الموضوع الرائع

يلحظ لدى ليبراليي العرب الجدد طغيان القوالب الجاهزة و الأحكام القطعية على الكثير من الأمور

كل من أيد المقاومة غبي

كل مسلم إرهابي

كل عربي متخلف ــ ما عداهم ــ

كل من عارضهم عبد للديكتاورية أو مسكين مخدوع

هذه الأحكام القطعية توضح ديكتاتورية رهيبة في الآراء رغم انعدام الأسس المنطقية التي تستند عليها

الغريب أن الليبرالية حسب ما أعلم تقوم في أساسها على احترام الرأي الآخر واحترام إن لم نقل الدفاع عن حقه في الوجود

ولكن في هذا أكبر دليل على أن ليبراليينا لم يتلبرروا بما يكفي بل هم غارقون حتى آذانهم في ديكتاتورية طالما بكوا من قمعها لهم

و نراهم يهاجمون كل من يعترض على أرائهم محتمين خلف إرهاب فكري يزداد سطوة يوما بعد آخر

لو اعترضت على ما يقدمونه من آراء فأنت ابن لادني زرقاوي إرهابي أو متخلف او جاهل

كثيرا ما توقفت أمام سؤال بسيط جدا ولكن لم أجد له أجابة ... ما الدافع للمطالبة بالمشاركة في اتخاذ القرارات السياسية إن كانت الحكومة القائمة حريصة على توفير الرفاهية والمصالح الكاملة لدولة ما و شعب ما؟

لا أقول أن الحكومات العربية كذلك ولكن بشكل عام ما هو الدافع ؟ إلا الغرق في جدل بيزنطي

هل الديمقراطية هدف ؟ أم وسيلة ؟

غرق كثيرون من مثقفي العرب في المطالبة بالديمقراطية ــ بشكلها الغربي والغربي فقط ــ أضاع كثيرا من الجهود والسنين دون فائدة

وبدلا من الانخراط في بناء مجتمع فاعل على أساس ما هو قائم كان الهم الوحيد هو هدم المجتمع القائم على أساس روعة ما سيكون

ما قادنا إلى متاهات لا نعرف أين مخرجها

وهكذا ساهم دعاة التحديث و حكومات غير كفؤة في هدم المجتمعات الدول العربية و تحويلها إلى كائنات شائهة لا هوية لها

فمن خلافة إسلامية ، إلى أنظمة ثورية ، إلى ديمقراطية لا تطبق ، إلى إصلاح ما هو قائم ... لا زالت العقول العربية تصفق للفكرة عندما تبدأ وتنهش فيها عندما تفشل دون تقديم حلول على أرض الواقع

و أتى النداء بالحل الخارجي نتيجة عجز العقل العربي عن الخروج بأي حل سوى الصراخ (معاهم ... عليهم)

عجز العقل العربي عن الخروج بحل ... يعود حسب ظني إلى الفصل القسري عن التاريخ و ضياع الهوية المميزة للمجتمع و السقوط تحت سطوة الأفكار الغربية التي لا تناسبنا ... ببساطة لا تناسبنا

هناك أمثلة سأسردها وهي لا تعبر عن رأيي بالضرورة (شفت آثار الإرهاب الفكري)

قد أقول بعودة الخلافة فيأتي من يسخر من ذلك قائلا أنها ساقطة أيدلوجيا ... لكن الفكر الذي حكم بسقوطها أيدلوجيا هو فكر لم يعايشها على وجه الإطلاق (لم تظهر الخلافة كمنظومة في الغرب) بل هو نظر لها دائما كعدو يهدد الوجود فكيف أحكم عليها بناء على نتاجه الفكري ؟

قد أقول بالعودة بقوة إلى التاريخ العربي الإسلامي للخروج بما يناسبنا منه وتطويره كي نخرج بنظام حكم يجاري زماننا فيأتي من يقول لي أن التاريخ العربي بأجمعه متخلف ... لكن الحكم بتخلف التاريخ العربي هو وليد ثقافة غربية من ألفها إلى يائها

لا أفهم كيف تكون الحضارة اليونانية والرومانية والكنفوشية و الفرعونية و السومرية والبابلية و الفينقية والأكادية والكنعانية و حتى حضارة المايا والإزتيك مشاعل على طريق الإنسانية والحضارة العربية الإسلامية هي لب التخلف ــ في هذه النظرة تجاهل كبير للحقائق ــ

لماذا لا نعود إلى تاريخنا ونبحث عن ما يناسبنا كما عاد الغرب إلى روما ليستخلص منها الديمقراطية ؟ باسمها وممارساتها

لماذا لم يخرج عندها أحد ليحاجج بأن هذا النظام ساقط أيدلوجيا ويعود لما يزيد عن 2000 عام وبالتالي لا يناسب الزمن الحاضر ؟

لماذا ــ وهنا سؤال متطرف ــ نفترض دون جدال أن الملك لا يناسبنا ؟

ماذا لو كان يناسبنا و كان اختيار الشعب هل بالضرورة أن يكون هذا الشعب متخلف ؟ أم يكون في هذه الحالة شعبا مارس وبامتياز حريته في تقرير مصيره ؟

هناك أكثر من "لماذا" لدي و قد أعود لاحقا لإضافتها

وشكرا

:yes:

هم يقاتلون الله أيضا اينما ظهر .

:lol2:

شكراً لمروركم وتعليقاتكم أيها الأعزاء (f)

الزميل سيزيف
الف شكر على إطرائك الكريم .
تحياتى لك (f) .

الزميل عروة الزمان الباهى
(كلامك بالفونت الحمر)

الغريب أن الليبرالية حسب ما أعلم تقوم في أساسها على احترام الرأي الآخر واحترام إن لم نقل الدفاع عن حقه في الوجود

ليس فقط احترام الرأى الأخر وليس فقط تفهمه بل قبوله كشرط لوجود الليبرالية ذاتها. فقد يحب المتدين المؤمن مثلاً أن يرى كل البشر مؤمنين خاشعين ، لكن هذا لاينطبق على الليبرالى الكاره بطبيعته للأحادية ولضيق الأفق والذى يرى فى التنوع مصدراً لثراء التجربة الإنسانية فى كافة ابعادها وميادينها .

ولكن في هذا أكبر دليل على أن ليبراليينا لم يتلبرروا بما يكفي بل هم غارقون حتى آذانهم في ديكتاتورية طالما بكوا من قمعها لهم

مثل الشاب المسلم المتدين الذى قرأ كتاباً لإبن تيمية وأخر لسيد قطب ووجد فى ذلك ما يكفى لينصب نفسه مفتياً أو أميراً لجماعة إسلامية ، يحدث ذلك مع الليبرالية ، وصدقنى "النوعية" التى تتحدث عنها لا تزيد معارفهم عن مجموعة من العناويين أكتسبوها شفهياً ضمن ما يسمعونه من "كلام الناس" وفى أحسن الحوال قرؤوا بعض المقالات الهايفة فى بعض الصحف والمجلات (والصحف والمجلات هى مصدر ثقافتهم الرئيسى بجانب التلفزيون طبعاً) ، وإذا وجدت أحدهم يحشر اسم احد الفلاسفة (غالباً فولتير أو روسو) فى كلامه حشراً فلا تصدقه فهو لا يعرف عن هذا ولا ذاك إلا بقدر ما وقعت عيناه الكحيلتان على اقتباس مختصر لأحدهما أو كليهما فاقتنصه اقتناصا ثم راح يستعرض به على خلق الله . فالأمر أساسا متعلق بالضحالة الفكرية والتواضع الشديد فى التحصيل المعرفى ، واسألني أنا لأنى "فائسهم كويس" :10: .

نقطة اخرى تتعلق بجاذبية اللقب والمعانى التى تحيطه ، لابد أن هناك من يحبون ان يفوزوا بهذا اللقب الساحر : "ليبرالى" ( مثلما يحب البعض ان يلقب بـ "باشمهندس") وربما يفسر ذلك هذا التبجح فى إعلان "الهوية" الليبرالية (المزيفة طبعاً) بمناسبة ودون مناسبة ، رغم أنه قد قيل ـ وعن حق قيل ـ أن الليبرالى هو الشخص الذى لا يعرف لنفسه انتماءاً محدداً .

كثيرا ما توقفت أمام سؤال بسيط جدا ولكن لم أجد له أجابة ... ما الدافع للمطالبة بالمشاركة في اتخاذ القرارات السياسية إن كانت الحكومة القائمة حريصة على توفير الرفاهية والمصالح الكاملة لدولة ما و شعب ما؟

إيه الكلام دا يا عروة ؟؟ دا انت طلعت زرقاوى بجد يا جدع :D

هناك أكثر من "لماذا" لدي و قد أعود لاحقا لإضافتها

اطرح أى وكل "لماذا" تدور بخلدك ، وإياك أن تسمح لـ "ليبرالى جديد" من الدرجة العاشرة أن يردعك بشتائمه وبذاءته عن أن تعبر عن رأيك بكل وضوح مهما بدا مخالفاً أو يضطرك للتمويه على رأيك وتمييعه تجنباً لاستفزازه .

بس الحقيقة يا عروة انت كمان ما بتقصر فى موضوع الشتايم ، دا انت حتى بتشتم بالأم والست والخالة وبقية العيلة :)

الزميل أورفاى
(كلامك بالفونت الأحمر برضه )

ليت آمون يذكر لنا مرجع المقالة اعلاه !

المقالة بسيطة جداً كما ترى وليس فيها إحالات لمراجع باستثناء جملة مقتبسة من "المانفيستو" وهو منشور بالمنتدى ويمكنك مراجعتها بنفسك ( البند 13 على ما أتذكر) .

هم يقاتلون الله أيضا اينما ظهر .

بدلاً أن يبددوا الوقت فى مقاتلة الله الأفضل أن يستغلوه فى تعلم القراءة والكتابة بشكل أفضل :baby:

مرحبا آمون


أولا أنا لست من زلم النابلسي واختلف معه في كثير من النقاط التي يثيرها

ولكن يا صاحبي على الأقل فإن النابلسي بدعوته الليبرالية هو يطرق مبررات واقعية لتبنيه اللبرلة
انت هنا يا صاحبي تشكك في اللبرلة وفي قدرة الديمقراطية على خلق مسار جديد قابل للتطور والنمو دون أن تقدم لنا مبررات حقيقية لذلك
بل إنك في مقالك هذا تقرر بما يشبه المسلمات القاطعة في وعيك ونحن لا نعرف سبيلا لتكونها في وعينا

في حال وجود ثلاث خيارات أمامنا هي بين اليبرالية والدمقرطة من جهة والإستبداد من جهة أخرى
والنظرية الثالثة لحل قضايانا الأساسية
فإنني أعلن باسمي وبالنيابة عن شاكر النابلسي قبولنا بهذا الخيار الثالث حتى ولو كان على طريقة الكتاب الأخضر

أما حين تكون الخيارات بين الإستبداد وما ملكت يداه من جهة وبين ليبرالية وديمقراطية هي الإنفلات من قبضة الإستبداد وحريات تعيد للإنسان دوره الآدمي فبلا شك لن يتفوق على الخيار الثاني خيار آخر

مثال على التقرير الغير صحيح قولك
وفى المقابل وفر الاستبداد لسوريا قدراً من الاستقرار والاندماج الوطنى لم تعرفه سوريا فى تاريخها الحديث .
والصحيح أنه وفر استقرارا قائما على استقرار الخيار الأمني على قيادة كافة العمليات من الإنتاج إلى السرقات إلى التحرير إلى كتابة المقال الصحفي في مديح الظل العالي فأي استقرار هذا المحكوم بالقبضة الأمنية
كما أنه في المقابل محق الوحدة الوطنية ومزقها وفتتها إلى مستوى الطائفة والمذهب والعشيرة والعائلة
في العشر سنوات الأخيرة تم حل وتجميد عدة شركات إنشائية وتسريح آلاف العمال
هل هذا من مزايا الإستقرار المزعوم

سؤال بسيط:
و ما هو الشيء المستنكر و غير الطبيعي بالاستعانة بالخارج للقضاء على الاستبداد، بحيث يعتبر عملاً غير عاديٍّ يتطلب وسمه بسمة الليبرالوية؟

هذا الاتجاه للتحالفات الخارجية ضد الاستبداد أول من قام به هم زعماء النهضة العربية بالاستعانة بفرنسا و بريطانيا ضد تركيا و استبدادها في أوائل القرن العشرين ووضعوا برأس مدفعهم الشريف حسين و لا تخفى عليكم محادثات حسين/مكماهون.
العرب قاموا بحلف مع الدول الغربية (الإستعمارية لاحقاً) ضد تركيا(التي كانت الدولةالإسلامية العثمانية الشرعية حينها) وقاموا بما يسمى ثورتهم العربية الكبرى خلال الحرب العالمية الأولى.

ما الفرق الأساسي بينها و بين ما يقوله النابلسي و رأيه باستبداد اليوم، و بجدوى و أحقية الإستعانة بالخارجي للتخلص من المستبد؟

أين الجدة و الليبرالوية بحديثه، ما فعله لا يقل عروبية عما فعله أجداده من العروبيين العظماء و أحفاد شهداء 6 أيار بسوريا.الذين تم إعدامهم بساحة المرجة بدمشق.

مع فائق تحياتي.

انا طبعا من انصار أن تقرر الشعوب مصيرها بايديها وتصنع مستقبلها بنفسها,لكن لو رجعنا للتاريخ فهناك سلاسل لاتنقطع حلقاتها من الغزوات العسكرية لدعم حليف او نشر دين او تغيير وضع!
يعنى مثلا لو تدخل الشيوعيين عسكريا لصالح حزب شيوعى فهذه ليست مشكلة تضامن اممى
ولو توافد الوهابية من كل صوب لنصرة طالبان بالمال والسلاح فليست مشكلة فهذا تضامن اسلامى
ولو توافد القوميون ليقاتلوا بجانب البعث معركته الكبرى الاخيرة فى العراق ايضا مفيش مشكلة تضامن قومى
ولو توافد المرتزقة واللصوص لنصرة نظام فاسد ايضا لاتوجد مشكلة حرامية فى بعض
لكن بالتاكيد توجد مشكلة لو طلب الليبراليين بالتدخل العسكرى من الدول الليبرالية الشقيقة:lol: فكل شىء بالخناق الا الليبرالية والديمقراطية لازم تكون بالاتفاق:lol:
عجبى