أنا الموجودُ والمعدو * مُ، والمنفيُّ والباقي
أنا المحسوسُ والموهو * مُ، والأفعاءُ والراقي
أنا المحلولُ والمعقو * دُ، والمشروبُ والساقي
أنا الكنزُ أنا الفقرُ * أنا خلْقي وخلاقي
فلا تشربْ بكاساتي؛ * ففيها سمُّ درياقي
ولا تطمع ولوجاً؛ فهــ * ــو مسدودٌ بأغلاقي
ولا تحفظْ ذماماً لي، * ولا تنقض لميثاقي
ولا تثبتْ وجوداً لي، * ولا تنفيه يا باقي
ولا تجعلك غيراً لي، * ولا عيناً لآماقي
ولكن ما عنيت به * به غيبت أشواقي
فكن فيما تراني فيــ * ــه، واشربْ كأس ادهاقي
ولا تخلع قبا بندى، * ولا تلبس لغلطاقي
وقل: أنا ذا، ولستُ بذا، * بأوصافي وأخلاقي
فبي بردٌ، وهذا القلــ * ــبُ ملتهبٌ بإحراقي
وبي ظمأٌ، ويا عجبي * وفي جيحون إغراقي
وقد اعيانيَ الحملُ، * وما شيءٌ بأعناقي
أخفُ، وفيَّ أثقالٌ، * وأثقلُ، والهوى ساقي
يحاكيني النعامُ بحــ * ــالتي طربي وإشفاقي
فهو طيرٌ بأجنحةٍ، * وهو جمل بأعناقِ
ولا جملٌ، ولا طيرٌ، * ولكن رمزُ سباقي
فلا عينٌ، ولا بصرٌ، ** ولكنْ سرُّ آماقي
ولا أجلٌ، ولا عمرٌ، ولا فانٍ، ولا باقي


قلبي بكم متصلب * متسكن متقلب
وخيال حبكم به * أبداً يجيء ويذهب
ما أنتم مني سوى * نفسي فأين المهرب
ألقيت نفسي فاغتدت * مما لكم أتقلب
وتركتني فوجدتني * لا أم ثم ولا أب
وجحدت ما قبلي وما * بعدي ولا أتريب
ونفيت عني الاختصا *ص بوجهه يتقرب
أنا ذلك القدوس في * قدس العماء محجب
أنا ذلك الفرد الذي * فيه الكمال الأعجب
أنا قطب دائرة الرحى * وأنا العلا المستوعب
وأنا العجيب ومن به * مما حوى ذا المعجب
فلك المحاسن فيه شمــ * ــسي مشرق لا مغرب
لي في العلا فوق المكا * ن مكانة لا تقرب
في كل منبت شعرة * مني كمال معرب
وبكل صوت طائر * في كل غصن يطرب
وبكل مرأى صورتي * تبدو وقد تتحجب
حزت الكمال بأسره * فلأجل ذا أتقلب
وأقول إني خلقه * والحق ذاتي فاعجبوا
نفسي أنزه عن مقا * لتي التي لا تكذب
الله أهل للعلا * وبروق خلقي خلب
أنا لم أكن هو لم يزل * فلأي شيء أطنب
ضاع الكلام فلا كلا * م ولا سكوت معجب
جمعت محاسني العلا * أنا غافر والمذنب



وهذه بعض أبيات "تائية السلوك" لسيد العشاق ابن الفارض:
فإنْ ناحَ في الأيكِ الهزارُ، وغردت
جواباً له الأطيارُ في كل دوحةِ
وأطربَ بالمزمارِ مصلحُهُ على
مناسبةِ الأوتارِ من يدِّ قينةِ
وغنَّتْ من الأشعارِ ما رقَّ؛ فارتقتْ
لسدرتها الأسرارُ في كل شدوةِ
تنزَّهتُ في آثارِ صنعي منزِّهاً
عن الشركِ بالأغيارِ جمعي وأُلفتي
فبي مجلس الأذكارِ سمعُ مَطالعٍ،
ولي حانة الخمَّارِ عينُ طليعةِ
وما عقدَ الزنَّارَ حكماً سوى يدي،
وإنْ حُلَّ بالإقرارِ بي؛ فهي حلَّتِ
وإنْ نارَ بالتنزيلِ محرابُ مسجدٍ،
فما بارَ بالإنجيلِ هيكلُ بيعةِ
وأسفارُ توراةِ الكليم لقومهِ
يناجي بها الأحبارُ في كل ليلةِ
وإنْ خرَّ للأحجارِ في البدِّ عاكفٌ
فلا وجه للإنكار بالعصبيةِ
فقد عبد الدينارَ معنى منزهٌ
عن العارِ بالإشراكِ بالوثنيةِ
وقد بلَّغَ الإنذارَ عني مَنْ بغى،
وقامتْ بي الأعذارُ في كل فرقةِ
وما زاغت الأبصارُ من كل ملَّةٍ،
وما زاغت الأفكارُ في كل نحلةِ
وما اختارَ مَنْ للشمس عن غرةٍ صيا،
وإشراقها من نورِ إسفار غرتي
وإنْ عبد النارِ المجوسُ وما انطفتْ
كما جاء في الأخبار في ألف حجةِ
فما قصدوا غيري، وإنْ كان قصدُهم
سوايَ، وإنْ لم يظهروا عَقد نيةِ
رأوا ضوءَ نوري مرَّةً فتوهمو
هُ ناراً؛ فضلوا بالهدى بالأشعةِ
ولولا حجابُ الكونِ قلتُ، وإنما
قيامي بأحكامِ المظاهرِ مسكتي
ويقول إمام العارفين ابن عربي:
لقد صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورةٍ
فمرعىً لغزلانٍ، وديرٌ لرهبانِ
وبيتٌ لأوثانٍ، وكعبةُ طائفٍ،
وألواحُ توراةٍ، ومصحفُ قرآنِ
أدينُ بدينِ الحبِّ أنَّى توجهتْ
ركائبُه، فالحب ديني وإيماني




مع نسبة الفضل ل صاحبه، أستاذي أخناتون.

إبن العرب:

تحياتي لك،

بإعتباري صاحب هذا الموضوع وبإعتبارك المشرف في ساحة الأديان أرجوك أن تحذف هذا الموضوع و لك جزيل الشكر وآسف على الإزعاج.

إبراهيم

لماذا ؟

حرام عليك تحذفه

فهو موضوع جميل

لا داعي للتردد فهو من أفضل مواضيع الساحة

أتمنى أن لا يسمع ابن العرب كلامك

(f)

عشان خاطرك إنت بس يا داركيش، أرجوك يا ابن العرب الإبقاء عليه. الناس مقامات. كنت أريد أحذفه عشان خاطر بعض الرعاع من البشر لكن طلبك لا أقدر أن أرفضه.

(f) (f) (f)

:bye:

حقاً ابيات جميلة.

الرائع أخناتون:

الأبيات جميلة و الفضل فيها يرجع إليك يا أستاذنا (f)

كم أنا سعيد بحضورك في الساحة الدينية و تكتب هذه الأيام و يكفيني أن أقرأ و أجلس عند قدميكم و أتعلم.

(f)

الاخ ابراهيم عرفات :
تحية اخوية :
موضوع جميل و لا داعى للحذف ابدا بل حبذا الاضافة :

اشاهد معنى حسنكم فيلذ لى
خضوعى لديكم فى الهوى و تذللى

و اشتاق للمغنى الذى انتم به
و لولاكم ما شاقنى ذكر منزل


فلله كم من ليلة قطعتها
بلذة عيش و الرقيب بمعزل

و نقلى مدامى و الحبيب منادمى
و اقداح افراح المحبة تنجلى

و نلت مرادى فوق ما كنت راجيا
فوا طربا لو تم هذا و دام لى

لحانى عذولى ليس يعرف ما الهوى
و اين الشجى المستهام من الخلى

فدعنى و من اهوى فقد مات حاسدى
و غاب رقيبى عند قرب مواصلى

ديوان ابن الفارض


اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

أشكرك كثيرا أخي العزيز علي نور على حضورك الأنيق (f)

و تراجعت عن رأيي بالحذف لوجود ناس على مستوى من جمال القلب و النفس مثلك.

سؤال: هل ديوان ابن الفارض على النت؟ نريد المزيد و المزيد من الشعر الصوفي/العرفاني و كتابة المزيد من التأملات و التعليقات حوله.


لك كل محبتي.


(f)

للاسف اخى العزيز فاننى لا اعلم ان كان الديوان موجودا فى الانترنيت و ارجو مثلك ان يكون كذلك .
و اسمح لى ان الفت نظرك الى كتاب عظيم جدا يحوى فنون المناجاة بشكل لا يوصف و اسمه :
الصحيفة السجادية .
و هو يحتوى ادعية الامام على بن الحسين عليهما السلام .
الملقب بزين العابدين او بالامام السجاد .
و هى عبارة عن ادعية رائعة جدا فى اسلوب لم تشهد البشرية له مثيلا .
و الصحيفة السجادية موجودة فى كثير من المواقع الشيعية .
و ايضا يسعدنى المشاركة فى هذه المداخلة بمقتطفات من ديوان الفارض و ايضا بعض الترجمات العربية لمقتطفات من ديوان الحافظ .
و اشعاره طبعا بالفارسية .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

يا ريت هذه الساحة تحتمل هذه المشاركات

لو كتبت عنواناً فيه سباب أو انتقاد أو هجوم على الآخر ورغبة في إشعال حرب كلامية لوجدت الاستجابة من مؤيدين ومعارضين ولبلغ عدد الردود العشرات بل المئات

أما أن تكتب شيئاً عن إبداع إنساني تذوقته أو جمال فكري شعرت به فأنت على الأغلب في المكان الخاطئ

روي عن أحد الأشخاص أنه جلس في مجلس علم واستمع إلى كلام أحد علماء التوحيد

ووجد في هذا الكلام ما أثر فيه ورغب بإخبار الناس عنه - فلما بدأ يتكلم به بين الناس ثار عليه رعاع الناس وحملوه إلى رئيس الشرطة ليحكم في أمره

عند استجوابه قال: إنما سمعته من العالم فلان - فقال له الشرطي - كذبت - فما كان الشيخ الجليل فلان ليقول هذا الكلام - فقال: إسألوه..

ذهبوا إليه وأخذوا معهم هذا الشخص - سألوا العالم - هذا يقول أنك قلت في مجلسك كلاماً خطيراً فهل قلت كذا وكذا؟

نظر العالم إلى الرجل وقال - أنا قلت هذا الكلام؟ ومتى وأين؟

فاحمر وجه الرجل واصفر - وسكت..

نظر الجنود إليه بسخرية وقالوا كيف تكذب على العالم في وجهه - أنت لا تستحق أن نتحدث إليك أو نصدقك بعد اليوم - تركوه وذهبوا

بعد ذهابهم قال الشخص معاتباً للعالم: يا أستاذ - ألم تقل كذا وكذا في المجلس الفلاني؟

فال يا بني - وهل هذا مما يقال علة الملأ؟ لكل كلام أهله وزمانه ومناسبته

لا تباع الإبل في سوق الدجاج....