ما بعد اﻹيمان، العلم العقل الدين أو Beyond Belief Science, Reason, Religion & Survival، هي سلسلة نقاشات نظمها روجر بينجهام و هو باحث سابق و كاتب و منتج برامج تلفيزيونية علمية. تتمحور النقاشات التي دارت حول السؤال التالي : إذا لم يكن الله فماذا ؟

و تتميز النقاشات بكون كل من شارك فيها (مع استثناءات قليلة) علماء و باحثين يعتبرون علامات فارقة في مجالات اﻹختصاص التي يبحثون فيها. و ليس بأقلهم ستيفن فاينبرج الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء. و من ضمن اﻷسماء المرموقة اﻷخرى : ريشارد دوكينز، نيل تايسون (باحث في الفيزياء الفلكية و مدير متحف هايدن بنيويورك)، مزهارين باناجي (باحثة غي علم اﻹجتماع في هارفرد)، سكوت أتران (باحث في اﻷنثروبولوجيا في المركز القومي للبحوث العلمية بباريس و من ضمن اهتماماته البحثية سيكولوجيا الإرهاب).

النقاشات تم تصويرها بالكامل و هي منشورة على اﻹنترنت بهذا الموقع لمن يرغب في متابعتها. و أنصح كل مهتم بمحور النقاش بمتابعتها فهي إضافة إلى أهميتها متعة حقيقية!

تعقيبا على ما شاهدته من النقاشات، أود أن أشير إلى بعض النقاط التي شدت أنتباهي. أولها جدل دار بين ريشارد دوكينز و سام هاريس من جانب و سكوت أتران من جانب آخر حول تحليل ظاهرة اﻹرهاب و علاقتها بالدين و بعقيدة الجهاد بشكل خاص. سكوت أتران بخلفيته اﻷنثروبولوجية ينظر للإرهاب على أنه نتيجة مباشرة لما يسميه ديناميكية الجماعة أو Group Dynamics، و هي إجمالا تعتمد خلق مجموعة متجانسة من اﻷفراد الذين تجمعهم منظومة قيمية معينة. و ديناميكية العلاقة المترتبة عن هذا النمط من المجموعات هي التي تشكل دافعا رئيسا للأفراد للقيام بعمليات انتحارية. و هذا التحليل يجعل من مضمون عقيدة الجهاد عاملا ثانويا. مما يعني أنك لو طبقت نفس الديناميكية على مجموعة ما تحكمها منظومة قيمية مختلفة عن عقيدة الجهاد لوصلت إلى نفس النتائج. و هو ما يرفضه دوكينز و هاريس الذين تنبني طروحاتهما بشكل أساسي على مضمون المنظومة القيمية للأديان و اﻹسلام بشكل خاص.

سا اتبعها وبعدها اعود لك با الرد القاطع واليقين الصادق !

من النقاط الهامة اﻷخرى التي نوقشت، دور العلم في الحياة البشرية و حدوده. بمعنى هل يجب على العلم أن يطرح نفسه كبديل للآليات التي تنتج أو تحتضن منظومات أخلاقية ؟ و ما هي الصيغة التي يجب ان تصاغ بها مواد التثقيف العلمي الموجهة لعامة الناس، بمعنى هل يجب يكون الخطاب جافا في شكل سرد لحقائق مجردة أو يجب يصاغ ضمن مفردات و سياقات تقربه من فهم عامة الناس ؟

تمويل البحث العلمي و تأثيره على مصداقية ما يتوصل إليه من نتائج كانت أيضا من النقاط التي نوقشت و كانت مؤسسة تمبلتون الخيرية الراعية لعدة مشاريع لتمويل البحث العلمي من ضمن من أشير إليهم باصبع اﻹتهام لضلوعهم في تمويل مشاريع بحثية هدفها تقويض مشروعية منهجية البحث العلمي المعتمدة حاليا و المتمثلة أساسا في دراسة مجردة للظاهرة المراد دراستها و الوصول الى استنتاج باعتماد تحليل منطقي و مادي.