عن هذه الصفحة...
في هذا الشريط , اعرض بعض الوريقات حول رؤية لمسألة الحديث .
و هل هو الأزمة كما يراه القرانيون , ام منظومة الفقه كلها التى خرجت بالدين من ( لوحته الروحانية ) الي فسيفساء المذاهب و الفتاوى .
ام هو الانسان , الذي لم يترك الها الا و ( جسّده ) و لم يترك دينا الا و (أنسنه ) .

ابقوا معنا

كان يا مكان ..
كان الرسول , و حوله الصحابة , ثم جاءت الافواج
مات الرسول , فانتشر الصحابة ,و منهم الافواج
و بدأت الحكاية .... حكاية أمة

و قبل الحكاية , كان الدين
فكيف كان ؟
اكان الدين قبل الانسان , ام جاء الانسان , فتجمع و دان ؟

يظهر القران , و كأنه استجابة من السماء للانسان , في حوار موسيقي رائع , يعبر عن هذا التلاصق بين الرب و عبده , و العبد و ربه .
يسأل الانسان , فيجيب القران
يتصرف الانسان , فيعترض القران
و هكذا كان الحال ..

للمتأمل في ( اسباب النزول ) تظهر هذه ( الهارموني ) بجلاء
و تظهر باجمل بيان في ( السنة النبوية )
فماذا لو لم يكن السبب ؟ لو لم يبدأ الانسان ؟
يقول الحديث (( إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته )) (1)
هارموني جميل بين الانسان و السماء
فلا تبدأ السماء الغناء , قبل ان يبدأ الانسان العزف !
و استمر الانسان في العزف , حتى ارهق نفسه , و اشتكت السماء , فيجي الحديث مرة اخرى (( دعوني ما تركتكم , إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم , فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه )) (2)
و يستمر الصراع في دائرة الحميمية
يسأل الانسان , تحرم السماء , فيضيق الانسان !


ولكن
يموت محمد
فيصرخ الانسان
يرد ابو بكر (( إنت كنتم تعبدون محمدا فقد مات ))
فلمن يلجأ الانسان ؟
الي ابي بكر , و عمر و عثمان !


و تغلق الدائرة من جديد
يسأل الناس , فيجيب الصحابة
او هكذا يقولون ....

ابقوا معنا

-------------------------------------
( 1 ) متفق عليه , اخرجه البخاري ( 6859 ) و مسلم ( 2358 )
( 2 ) متفق عليه , اخرجه البخاري ( 6858 ) و مسلم ( 1337 ) , و يعلق عليه ( ابن حجر ) فيقول (( المراد بهذا الأمر ترك السؤال عن شيء لم يقع خشية أن ينزل به وجوبه أو تحريمه )) , فيظهر و كأن الانسان هو الذي يحرم , فلولا سؤال الانسان لما نزل التحريم , و لو خشى الانسان و لم يسأل , ما نزل التحريم , و الويل لمن سأل فحرم على اخوانه ما سكتت عنه السماء .

بعد البداية ...
بعد الهداية ...بدأ الناس يخرجون من دين الله افواجا !
و بدأ ( ابو بكر ) القصاص .
فلما استقر الحال , انتشر الاصحاب و الآل .
و معهم انتشر السؤال ...

( ماذا كان يفعل رسول الله ؟... )
((( كان يفعل كذا )))
( اكان يفعل كذا ام كذا )
((( اممم ... قلت لك كذا )))
( بل كان يفعل كذا )


عاد الناس الي السؤال , والاخذ و الرد
فكان الجلد (1)


اانصرف الناس عن السؤال ؟
لكن لم تنصرف الحاجة , والحاجة ام الاختراع ..


اما انصرافهم عن السؤال , فهو يبرر غياب بديهيات كثيرة كان لابد للتراث المنقول مع الدين ان يحفظها , مثل معنى ( الحروف المقطعة ) في القران , هل الترتيب ( توقيفي من الرسول ام اجتهادي من الصحابة ) و ما معنى ( الاحرف السبعة ) و كلها اسئلة تخص الكيان الاكبر ( القران ) فضلا عن الكيان الاصغر ( السنة ) ووليدهما ( الشريعة )

اما الاختراع , فهو تعدد الاقوال المتضاربة في اجابة اسئلة مثل تلك , و غيرها ...
فاخذ كل صحابي منصب الرسول , و كل في بلده
ثم اخذ كل تابعي منصب الصحابي , في بلده او غيرها ...


فانصرف ( ابن مسعود ) الي الكوفة , مؤسسا مدرسة ضخمة
و لم لا ؟ وهو الصحابي الفحل , الذي رد القران برأيه (2) الا يوجه الناس برأيه ؟
و تولى الخلافة عمر بن الخطاب , الذي وافقته السماء نفسها (3)الا يوافقه الناس ؟

و لكن , ماذا ان التقى ( مرج البحرين )؟
ان التقت مدارس الصحابة ( لقاء السحاب ) ؟
لابد , لابد و ان يظهر الاختلاف
و من الاختلاف الناس تخاف (4)
و لكن اختلاف الانسان حتمي , عن عمد , او عن جهل (5)


و بعد ان بدأ الاسلام احادي القطب , تعددت منابعه , و كان كل صحابي منبعا خصبا
فكيف نحيي الرسول مرة اخرى ؟
بسيطة , الرسول قام من بين الاموات !

ابقوا معنا

---------------------------------------------
(1) مشهورة حادثة ضرب صبيغ الكوفي عندما تكلم عن تعارض ايتين , و ضرب من سأل عن ( الجوار الكنيس ) و من سأل عن ( الفاكهة و ابا ) و عدة مواقف اخرى , راجع ( احياء علوم الدين1 \ 28 , كنز العمال1 \ 229 , فتح الباري 13 \ 230 )
(2) كان ابن مسعود - بحسب الروايات - منطقيا جدا في رؤيته و فهمه للقران , فقد رد عدة قراءات لمعانيها , فقد رد ( قضى ربك الا تعبدوا الا اياه ) لانه اعتبر قضاء الله نافذا , و لوجود من لا يعبده على الارض , فالاصح - عنده - ( ووصى ربك ) كأمر لا قضاء , و ايضا رد ( اسعوا الي ذكر الله ) ب ( امضوا الي ذكر الله ) لأن ( السعي ) امر شاق عنده الي حد سقوط الرداء !
و الامثلة كثيرة عن ابن مسعود و ابن عباس و ابن الخطاب ابدع ( العلائي ) في ذكرها في كتابه ( إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من أعلام السلف ) فليرجع اليه .
(3) يروى ابن الخطاب ذلك عن نفسه بلفظ ( وافقت ربي ) في الرواية المتفق عليها اخرجها البخاري (393 ) و مسلم ( 2399 ) و قد كتبوا فيه المؤلفات , و يخبرنا ابن حجر ان المعنى ( وافقني ربي فأنزل القرآن على وفق ما رأيت ) لكن نسب الموافقة الي نفسه ( تأدبا ) راجع ( فتح الباري 1 \ 401 )
(4) لبيان ذلك انظر الخوف المسجل في ( الاحاديث ) من اختلاف المسلمين مثل ( اختلاف النصارى ) او الشعارات الخارجة لمنع الناس من التفكير من قبيل ( اياكم و التعمق , فان من كان قبلكم هلك بالتعمق ) و التراث الاسلامي ملئ بمثل هذا , المنع من الفكر , خشية التفرق و من ثم ضياع الامة , او ضياع الدين .
(5) بعض الصحابة عرف اختلاف الباقين عنه , او اجماعهم على خلافه , لكنهم اصروا على رأيهم , و يضرب المثل في ذلك بابن مسعود و موقفه من المصحف و المعوذتين , و بعضهم كان لا يعلم القول المنسوب للرسول في هذه الحالة , و سافرد لهذا جزءا مستقلا .

كلامك طويل ومبهم ،
ربما مجرد خواطر أقلام ،

ربما وساوس وأوهام..
ربما أماني وأحلام ،

ربما لمجرد الاستمرار بالاتهام ،
ربما ..
أو مجرد اجترار أو رغبة أوتكرار للكلام ،

من الواضح أن فيه محاولة للانتقاص أو الانتقام ،
Arrayللمتأمل في ( اسباب النزول ) تظهر هذه ( الهارموني ) بجلاء
و تظهر باجمل بيان في ( السنة النبوية )
فماذا لو لم يكن السبب ؟ لو لم يبدأ الانسان ؟[/quote]
لو كان لي أسلوبك في التشتيت والتتويه لاكتفيت بالقول : السبب في ماذا ؟
وماذا يبدأ ؟
لكني سأفترض أنك تريد الحديث عن أسباب النزول ،
أسباب النزول تعني أن القرآن كان يتنزل في بعض الأحيان علاجاً وتوجيهاً وإرشاداً لمواقف معينة ،
وتلك المواقف لابد أن تحدث وهذا شيء طبيعي في تفاعل الناس وحياتهم اليومية ،
وكنت سأقف معك لو تنزل القرآن على بيئة متجمدة ( القارات القطبية مثلاً )
Arrayيقول الحديث إن أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته (1)
هارموني جميل بين الانسان و السماء
فلا تبدأ السماء الغناء , قبل ان يبدأ الانسان العزف ![/quote]
الحديث له احتمالين :
1 ـ إما أن يكون نهياً عن الشك والشائعات
من يسمعه من الناس يدخله الشك فلا يأتي ذلك الشيء الذي يشك فيه ،

2 ـ أو يتعلق بالآية الكريمة :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (101)المائدة
وهذا هو الأصح ( في رأيي )
وهو خاص بالتشريع والفقه ، فكان البعض من الصحابة يستعجل حكماً تشريعياً لم ينزله الله تعالى بعد ، ( رأفة ورحمة بصحابة رسول الله ـ ص ـ )

فإذا سألوا عنها تنزلت لذلك السبب ( لسؤالهم ) وهذا لا ينفي علم الغيب واللوح المحفوظ وما جرت به المقادير لكنه يرد الأمور لمسبباتها ،
Arrayواستمر الانسان في العزف , حتى ارهق نفسه , و اشتكت السماء , فيجي الحديث مرة اخرى (( دعوني ما تركتكم , إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم , فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه )) (2)[/quote]
" .... وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ "
أولاً تكملة الحديث مهمة جداً ، وأنت أخفيتها أثناء ذكر الحدبث ، حيث يتم بها المعنى ،
فكلمة فأتوا منه ما استطعتم أي اتبعوا الأوامر الواضحة لكم واتركوا التفاصيل حتى يأتي دورها تباعاً ،
الأمور بمنطقيتها ، فالمثل يقول :
" لا تسأل عن سوق وأنت واصلُ إليه "
والأمور أيضاً بأولوياتها فلا تسأل عن المعالج (processor ) وأنت أصلاً لا تعرف الكمبيوتر ،
توجد أشياء لا تستحق السؤال عنها ،
كما أمر موسى أصحابه بذبح بقرة :
فقالوا : هل تهزأ بنا ؟ فقال معاذ الله أن أجهل عليكم ،
ثم قالوا له :
ما هي البقرة ؟ فيجيبهم ،
ما لونها ؟ فيجيبهم ،
ما نوعها ؟ فيجيبهم ،
فذبحوها وما كادوا يفعلون ( ذبحوها بعد تأخير ومماطلة )
Arrayولكن
يموت محمد
فيصرخ الانسان
يرد ابو بكر (( إنت كنتم تعبدون محمدا فقد مات ))
فلمن يلجأ الانسان ؟
الي ابي بكر , و عمر و عثمان ![/quote]
قال أبو بكر ( رضي الله عنه ) :
( من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت )
يلجأ الإنسان لله تعالى الذي لا يموت ولا يغفل ، والقرآن الخالد الأكمل ، الذي لا يأتيه الباطل في الماضي ولا في المستقبل ،
Arrayبعد البداية ...
بعد الهداية ...بدأ الناس يخرجون من دين الله افواجا !
و بدأ ( ابو بكر ) القصاص .[/quote]
كلام فارغ ،
كانت حروب الردة ضد الممتنعين من أداء الزكاة كركن من أركان الإسلام وما تعلق بتلك الحروب من حمية الجاهلية القبلية ،
وهو ما يوازي الردة ، ففيه تخريب للعقيدة وتبديل للدين .
Arrayومعهم انتشر السؤال ...
( ماذا كان يفعل رسول الله ؟... )
((( كان يفعل كذا )))
( اكان يفعل كذا ام كذا )
((( اممم ... قلت لك كذا )))[/quote]
ليس كذا ولا كذا ، بل كذا وكذا ( الفعلان معاً )
الناس لم يختلفوا على الأفعال بل على الأقوال ،
Arrayاما انصرافهم عن السؤال , فهو يبرر غياب بديهيات كثيرة كان لابد للتراث المنقول مع الدين ان يحفظها ,[/quote]
سؤال من ؟ سؤال بعضهم، أم سؤال النبي ؟
لا تحتاج لسؤال ، فالقرآن واضح وبين ،
Arrayمثل معنى ( الحروف المقطعة ) في القران ,[/quote]
مجرد حروف لإظهار عظمة القرآن المؤلف منها وعجز العرب عن تقليده بتركيب وترتيب بعض منها ،
Arrayهل الترتيب ( توقيفي من الرسول ام اجتهادي من الصحابة ) و ما معنى ( الاحرف السبعة ) و كلها اسئلة تخص الكيان الاكبر ( القران )[/quote]
الترتيب الحالي بوحي من الله تعالى لرسوله ونبيه ( بواسطة جبريل عليه السلام ) وبتوجيه من النبي للصحابة ،
والأحرف السبعة هي القراءات السبعة ،
Arrayفضلا عن الكيان الاصغر ( السنة ) ووليدهما ( الشريعة )[/quote]
الشريعة هي المنهج وهي متفقة مع القرآن الكريم والسنة ومستنبطة منهما،
بالنسبة للسنة لم يأمر النبي بجمع أحاديثه ، وإنما حذر من الكذب فيها والافتراء عليه ،
Arrayاما الاختراع , فهو تعدد الاقوال المتضاربة في اجابة اسئلة مثل تلك , و غيرها ...
فاخذ كل صحابي منصب الرسول , و كل في بلده
ثم اخذ كل تابعي منصب الصحابي , في بلده او غيرها ...[/quote]
لم يفرض أحد رأيه وإنما هي اجتهادات وأفكار علماء الإسلام مما يدل على أن الإسلام هو دين العقل والتفكير والاجتهاد ،
وجاءت المذاهب الأربعة التي هي بالأصل كتابات فقط نتجت عنها تعصبات نشأت عنها المذاهب وهي مجرد أفكار واجتهادات علماء لعصرهم ،
Arrayفانصرف ( ابن مسعود ) الي الكوفة , مؤسسا مدرسة ضخمة
و لم لا ؟ وهو الصحابي الفحل , الذي رد القران برأيه (2) الا يوجه الناس برأيه ؟[/quote]
ماذا تريد أن تقول بالضبط ؟
Array ولكن , ماذا ان التقى ( مرج البحرين )؟
ان التقت مدارس الصحابة ( لقاء السحاب ) ؟[/quote]
كلامك فيه نوع من الاضطراب ،
ولن أقول أنك مراوغ أو كذاب ،
بل أتمنى أن تتبع فصل القول والخطاب ،
Arrayلابد , لابد و ان يظهر الاختلاف
و من الاختلاف الناس تخاف (4)
و لكن اختلاف الانسان حتمي , عن عمد , او عن جهل (5)[/quote]
ديننا يشجع أخذ الرأي الصائب بعد الاختلاف ،
وهو ما يظهر الحق والإنصاف ،
ديننا لا يشجع التصفيق والهتاف ،
واتباع الآباء والرموز والأشراف ،

ديننا يعلي الهمة ، ويعلوا بأفكار جميع الأمة ،
لا فضل لصاحب لحية أو صولجان أو عمة ،
Arrayوبعد ان بدأ الاسلام احادي القطب , تعددت منابعه , و كان كل صحابي منبعا خصبا
فكيف نحيي الرسول مرة اخرى ؟
بسيطة , الرسول قام من بين الاموات ![/quote]
مع أن معظم كلماتك أعلاه تقترب من الهزار والأشعار ،
ولا تنفع لأي حوار ،
وتتعمد الغموض والتتويه ،
والتطويل والتشويه ،
وكلامك غير واضح ، وبدون ملامح ،
إلا أنني حاولت أن أغوص في أعماق فكرك ، ربما أكون اقتربت من ضميرك أكثر منك ،

لكنني أتمنى أن تكون كتابتك أكثر وضوحاً ،
فنحن نعيش الواقع ، لا الأحلام ،
أحلاماً سعيدة ،

fancyhoney
"لا تدينوا لكي لا تُدانوا. لأنكم بالدينونة التي بها تَدينون تُدانون. وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم."

لماذا تنظر القَذَى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أم كيف تقول لأخيك دعني أُخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك. يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيداً أن ُتخرج القذى من عين أخيك.

Array
fancyhoney
"لا تدينوا لكي لا تُدانوا. لأنكم بالدينونة التي بها تَدينون تُدانون. وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم."

لماذا تنظر القَذَى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أم كيف تقول لأخيك دعني أُخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك. يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك. وحينئذٍ تبصر جيداً أن ُتخرج القذى من عين أخيك.
[/quote]

يا اختى لا يوجد فى الاسلام قذى كى ينظر اليه

بل القذى فى العين التى تبصر و طالما بها قذى فلن ترى الا القذى

فانسى

اشعر بك تقدم قدم و تؤخر الاخرى

لماذا لا تدخل فى الموضوع مباشرة ؟

بداية النهاية ...
( الكذب = الخطأ )
هذا اصلاح موجود عند اهل الحديث
و عندما يقال ( كذب فلان ) فقد يقصد به ( اخطأ فلان ) *
و يبدأ الكذب منذ زمن بعيد , منذ البداية ...
فاحيانا تجد الصحابة لا يكتفون بقول بعض , بل يحتاجون الي ادلة و شهود
فهذا ( ابن الخطاب ) لا يصدق ( ابا موسى الاشعري ) حتى يأتي ( ابو موسى ) بشاهد اخر على حديث رسول الله (1)
و مثله ( ابو بكر ) و ( عثمان ) اما علي , فكان يطلب القسم (2)
لان الصحابي انسان , يخطئ , و يكذب ... و يقتل .


تشير المصادر المتقدمة , الي عدم استخدام ( الاسناد )
و هذا مبرر , فان الاسناد لم يظهر الي الضوء قبل ( فتنة ) حسب قول (ابن سيرين) في (مقدمة مسلم ) , و الفتنة ( اختلاف ) , فلما اختلفوا قالوا ( سموا لنا رجالكم ).
لو اخذنا باقدم فتنة اشاروا اليها تفسيرا لقول ( ابن سيرين ) لكانت ( فتنة علي ) ,لكن لو ظهر الكذب لصالح (علي) , لحاربه (علي) بنفسه , دون اللجوء الي الاسناد , مما دفع البعض الي رفض هذا التفسير للفتنة .
فتخيل احد انصار علي , يعلن الوهية ( علي ) في ايام (علي) ذاته !
ما كان هذا القول ليستطيع الخروج من صفوف شيعة ( علي ) , قبل ان يقتل ( علي ) هذا المبتدع الكافر .
دفع هذا الامر الاتجاة الي تفسير ( الفتنة ) تفسيرا اكثر منطقية , لكن -على تنزل - سنستغل هذا التفسير ...
ان الفتنة هي فتنة ( التشيع ) ...



شكّوا في الخبر , و سألوا عن الرجال في ( الفتنة ) , ايسألوا عن رجال حديث ( طلب العلم فريضة ) ؟
النظر في ( غرض السؤال ) يوضح ان سؤالا عن ( حديث تشريعي ) لا يتوافق مع ( اساس فكرة الاسناد ) , لذا ينبغي ان نعتبر ( اسناد احاديث الفقه ) قد تأخرت حتى بعد ( ظهور الاسناد ) الي الحياة , بل و حتى ( اسانيد السيرة ) قد تأخرت تاخرا ملحوظا ..


فان طالعت ( موطأ مالك ) كنموذج حديثي فقهي , ستجد ان الاحاديث المرفوعة الموصولة اقل من ثلث الكتاب على اقصى تقدير , و ان قارنت اقوال امام من ائمة الفقه ك ( الحسن البصري 110 هـ) لوجدته يكاد لا يصل بالحديث الي ( محمد ) بل يكتفى بنسبته للصحابة (3)

اما ان طالعت كتب السيرة , فانك تجد في المصنفات الاولى ( ابن اسحق \ ابن هشام ) شكلا طريفا من الاسانيد , يشي بعدم اهميتها ائنذاك ..

عليه , فعلى النطاق النظري , فان الفتنة و قضاياها كانت رائدة المسائل المسندة , و عمليا تجد ترجمة ذلك في غياب الشكل الكامل للاسناد في كتب الفقه و السيرة النبوية

و لان الاختلاف ( الفتنة ) هو سبب الاسناد التاريخي , فبغيابه تستنتج بسهولة ( غياب الاسناد )
فلولا ( الفتنة ) ما ظهر الاسناد , و بقى الناس ( لا يسألون عن الاسناد )
فماذا عندما ( التقى مرج البحرين ) و التقت المدارس الفقهية ؟
لابد , لابد و ان تظهر الاسانيد , و ان تنسب الاراء الفقهية الي الرسول , بعد ان كانت تنسب الي الصحابة او التابعين ...
لكن , تخيل انك تسأل صديقك عن حادثة مرت منذ نصف قرن طالبا ( من قال لك هذا ) ثم ( هل رفعه الي رسول الله ام وقفه عليه ؟)




نعم , كان لابد للعلماء ان يعترفوا ان كل هذا مجرد ظن , بل هو ( حسن ظن )
فالكل يخطئ , ولا محيص
الصحابي , و الثقة الثبت , و امير المؤمنين في الحديث
اما التصريح بغلط الائمة الامراء , فتجد الترمذي يقول ( لَمْ يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم ) (4)
و بعد التصريح , اريكم عرضا للتوضيح(5)

الزهري
و قد انتقده المستشرقون كثيرا , و دافع عنه المسلمون كثيرا
فهاكم واحدة من طرائفه (6)

حديث ( كنت أنا وحفصة صائمتين ... )
هذا هو طريق الحديث و من رووه متصلا عن الزهري


اما ائمة الحديث ( البخاري و النسائي و الترمذي و الرازيان ) فقد اعتبروا هذا غلطا, و ان الصواب الانقطاع هكذا



و لأن الاتصال ( متواتر ) عن الزهري , فانك تجد الزهري هو من وصل هذا الحديث , و اضاف القنطرة (عروة) من عنده .
و هكذا ببساطة يظهر لك ما عناه المستشرقون ب ( Back Projecting )
و هو ان يكون الاسناد مبتورا , ثم يظهر مكتملا ب( سحر مبين ) ..
و لو كان من وضع هذه القنطرة ( اماما من ائمة المسلمين )
و هكذا كان ( الاسناد من الدين ) !
و لأن هذا هو الاسناد , فيمكنك ان تتخيل ماذا كان ( الفقه )

ابقوا معنا

--------------------------------
(1) البخاري (6245) , مسلم (2153 )
(2) الترمذي ( 2100 - 2101 ) , ابو داؤد ( 2877) , احمد (1 \ 371 - 372 ) , تذكرة الحفاظ (1 \ 2-3 ) , معرفة علوم الحديث 15 ,الكفاية 26 عن المستشرقون و السنة (45 )
(3) د سليمان البشير : مقدمة في التاريخ الاخر 4
(4) علل الترمذي الصغير 6/240 آخر الجامع
(5 ) للمزيد من اخطاء الائمة راجع الروابط التالية
1 - اخطاء شعبة
2- ابن عيينة
3 - البخاري
(6) د ماهر الفحل : تعارض الاتصال والانقطاع ( جزء من رسالته العلمية )

فقه (وجهة النظر)...
اكتمل نضج الاسناد
ووصل الي التمام و الكمل , ولكنه مهما كبر , فانه سيصطدم بالاختلاف
نعم , نفس الاختلاف الذي خلق الاسناد , هو الذي سيخنق الاسناد .
انه ( الاختلاف الفقهي ) .

لقد كان واضحا , ان الخبر الصحيح المسند لا يساوي اليقين , فهو مجرد احتمال و امنية ان يكون صحيحا .و النصوص في هذا كثيرة , و مخالفتها قليلة , فتقرأ ابن حزم يتكلم عن إفادة خبر الواحد للعلم عن الحارث بن أسد المحاسبي , فيرد عليه الزركشي قائلا ( وفيما حكاه عن الحارث نظر، فإني رأيت كلامه في كتاب "فهم السنن"، نقل عن أكثر أهل الحديث وأهل الرأي والفقه أنه لا يفيد العلم، ثم قـال: وقـال أقلهم: يفيد العلم، ولم يختر شيئًا ) (1)

و تجد ابن القيم يقول ( من نص على أن خبر الواحد يفيد العلم: مالك والشافعي و أصحاب أبي حنيفة ) (2) , و يناقضه تماما ابن عبد البر قائلا ( الذي عليه أكثر أهل العلم منهم أنه يوجب العمل دون العلم، وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه والنظر ) (3)

فرغبة القلة في جعل ( خبر الواحد ) يفيد اليقين ( العلم ) , جعلتهم ينسبون ذلك الي الائمة , و هذا يظهر القمة التى حاول الاسناد الوصول اليها , لكنه عجز ...
فيبقى الحديث الصحيح مجرد ( احتمال ) خصوصا ان اصح الكتب قد تم انتقادها ( اي الصحيحين ) , و من نصوصها ما لم يثبت امام النقد (4) و ما ثبت , فقد ثبت عند ناس دون ناس ..

فهذه هي المذاهب اذن , و هذه هي رؤيتها للسنة
الاحتمالية و النسبية ...
وجهة نظر ...


و امام وجهة النظر عدة صعوبات
فاول صعوبة ان تثبت صحة الحديث
و ان اثبت صحة الحديث , فعليك ان تثبت انه ليس منسوخا
و ان اثبت صحته , و عدم نسخه , فعليك ان تثبت صحة استنباطك الحكم منه
و سقوط الشمس على القمر , ايسر من الاتفاق على كل ما سبق !



اما الاول , فالخلاف فيه منتشر الي حد مخالفة الفرد للجماعة , و بالطبع مخالفة الجماعة للجماعة
اما مخالفة الفرد للجماعة , فانظر الي راو مثل ( إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى )(5)
ضعفه \ عده من الكذابين
1- مالك
2- ابن حنبل
3 - يحيى بن سعيد القطان
4- ابن المبارك
5- البخاري
6- يحيى بن معين
7- الجوزاني
8- النسائي
9- سفيان بن عيينة
10 - الحاكم
11 - ابو زرعة الرازي
ضعفوه و كذبوه و تركوه , و مع ذلك وثقه ( الشافعي ) و اعتمد على احاديثه و عمل بها
لم وثقه (الشافعي) , و ضعفه هؤلاء ؟
رؤية شخصية ...
فبنى (الشافعي) فقهه على رؤيته الشخصية لهذا الرجل , و خالفه الاخرون
و للعالم ان يختار , ان يثق في الشافعي , فيعمل بحديث ابراهيم , او يثق بغيره , فيترك حديث ابراهيم ...
تذكرني هذه المعضلة بقول ( محمد عبده ) : ( ما قيمة سند لا أعرف بنفسي رجاله، ولا أحوالهم، ولا مكانهم من الثقة والضبط؟ )
ما قيمة سند ....


اما مخالفة الجماعة للجماعة فاليك مثالان
(1) حديث ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ))
قال ابن رجب ( صححه (الترمذي ، وابن حبان ، والحاكم ، وابن عَبْد البر )
ضعفه (عَبْد الرحمان ابن مهدي ، وأحمد ، وأبو زرعة الرازي ، والأثرم ، ورده الإمام أحمد )(6)
اضف الي من صححوه (ابن حزم وابن عساكر وأبو عوانة والدينوري )
اضف الي من ضعفوه (ابن معين ) (7)




(2) حديث ((توضّأ النَّبِيّ ومسح عَلَى الجوربين ))
صححه (الترمذي , وابن خزيمة , ابن حبان , القاسمي , أحمد مُحَمَّد شاكر , وشعيب الأرناؤوط )
ضعفه (الثوري، وعبد الرحمان بن مهدي، وأحمد بن حَنْبَل ، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني ، ومسلم بن الحجاج ) (8)



و على هذا النمط استمر العلماء في الاختلاف
من صحح الحديث عمل به , و من ضعفه لم يعمل به
شريعة ( وجهة النظر )


اما الصعوبة الثانية , فهي الاختلاف في نسخ الحديث
فمثلا يرى الحنفية ان مخالفة الحديث لعمل راويه = علم الراوي بنسخ الحديث , فالحديث منسوخ
اما الاخرون , فيرون ان مخالفة الحديث لعمل راويه = خطأ من الراوي في العمل لكن يبقى الحديث غير منسوخ

مثال : حديث ابي هريرة
روى ابو هريرة ( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً أولاهنّ بالتراب ) (9)
لكنه لم يعمل به , بل غسل الاناء ثلاث مرات فقط
فاعتبر الحنفية هذا علم من ( ابي هريرة ) بنسخ الحديث الاول , بينما اعتبره الاخرون غلطا من ابي هريرة , و العمل على الحديث (10 )
و كلها احتمالات قائمة , وجهة نظر ..


اما الثالثة ففيها العجب العجاب , مما دخل في استنباط الاحكام من القران نفسه , و كتب اختلاف الفقهاء مليئة بها , فلن امثّل لها اختصارا .


و خلاصة الفترة و الفقرة , ان السنة , و الشريعة التي قامت على السنة ( وجهة نظر )
فان كان الاسناد خرج ليواجه الاختلاف , فقد اكتفى بالجلوس مع الاختلاف جنبا الي جنب !

ابقوا معنا

-------------------------------
(1) البحر المحيط 1 \ 262
(2) مختصر الصواعق المرسلة ص 457
(3) التمهيد 1 \ 7
(4) راجع ( ضعيف x صحيح )
و بشكل مفصل في كتاب ( السيف الحاد في الرد على من اخذ بحديث الاحاد )
(5) تهذيب الكمال و تهذيب التهذيب
(6) لطائف المعارف : 142
(7) راجع سبل السلام 2 \ 642، ونيل الأوطار 4 \ 260، والفتح الرباني 10\ 207
(8) تحفة الأحوذي 1 \ 330
(9) اخرجه البخاري و غيره
(10 ) راجع عبدالكريم بن علي بن محمد النّملة : مخالفة الصحابي للحديث النبوي الشريف دراسة نظرية تطبيقية

بعد النهاية...
لا مخرج من الخلاف .
هذه كانت النتيجة التى وعاها الكل , فقد تشكل الدين بحسب ائمة قدامى , و مريديهم من ائمة محدثين , و انفصل الدين عن ( بذرته الالهية ) و اصبح ( تقاليدا بشرية ) تختلف بين هذا و ذاك .
و شكلت المذاهب واقعا اليما في تاريخ الامة , واقعا طارد ( ابن تيمية ) لانه خالف في ( عدد الطلقات ) و عاج و ماج ب( محمد عبده ) بعد ان خاض ( معركة البرنيطة ) .
و هكذا جرت العادة , يبدأ السبت للانسان , فيصبح الانسان للسبت !
و يلخص ( السعدني) الحالة التى وصل لها الدين في بحث خطير , بحث ( قربة الفساء ) , و هل من يحمل ( قربة فساء ) ينقض وضوءه ام لا ! (1)

كخطوط ( ماجينيو) و (بارليف ) , نضطر ضدها الي استعمال القنابل
فتوصل الغزالي للقنبلة , هي كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه و اهل الحديث )
و كان للقنبلة الاثر المطلوب ..
لقد اصابت في مقتل ..


و لا يظهر من الذي قتل من ؟ اقتل الكتاب الغزالي , ام قتل الغزالي الفقه العقيم ؟
ام كانت القنبلة الانتحارية التى قتلت الكل ؟
لكن تناثرت شظاياها بشكل هيستيري , فالي اليمين تقرا
( و قد كان الفقهاء على امتداد تاريخنا العلمي هم القادة الموثقين للأمة , الذين اسلمت لهم زمامها عن رضا و طمأنينة , و قنع اهل الحديث بتقديم ما يتناقلون من اثار , كما تقدم مواد البناء للمهندس الذي يبني الدار و يرفع الشرفات ) (2)
و هذا قاله الغزالي انتصارا للفقهاء ضد اهل الحديث
فالفقيه هو ( المهندس ) اما اهل الحديث فمهمتهم و فقط ( مواد البناء )
لكن , لما نظر الغزالي في حال فقهاءه , ادرك انهم - باعتبارهم القادة - فهم سر النكبة !
فلا تمر عدة صفحات حتى تقابلك شظية يسارية ساخرة ( ان عجبنا يشتد عندما نرى من يترك النقل و الفقة معا في بعض الاحكام .... فان الشافعية و الحنابلة اجازوا ان يكره الاب ابنته البالغة على الزواج بمن تكره !!
ولا نرى وجهة النظر هذه الا انسياقا مع تقاليد اهانة المرأة و تحقير شخصيتها . ) (3)

مفهومة غضبة رجال الاكليروس الاسلامي ضد الغزالي , لكنه لم يصف الا واقعا حقيقيا , فقد سبقه شيخ الاسلام ابن تيمية فيقول ( روي طائفة من الفقهاء حديث.......إلى أمثال ذلك من الأحاديث التي يصدق بعضها طائفة من الفقهاء ويبنون عليها الحلال والحرام وأهل العلم بالحديث متفقون على إنها كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم موضوعة عليه وكذلك أهل العلم من الفقهاء يعلمون ذلك ) (4)

نعم
فكأن الفقه الاسلامي لم يكتف بما اصابه مما سبقت و عرضته , فاضاف الي العمل بالاحاديث ظنية ( الثبوت ) الي محمد , احاديث ظنية ( عدم الثبوت ) اليه (5)
او حتى مخالفة القران بحسب وصف الغزالي ...


وصلت الشريعة الي ما وصلت اليه , و مرت بما مرت به , حتى دخلنا عصر ( القرانيين ) و الذين اتخذوا من الاصلاح شعارا
و ليس اجمل من الاصلاح سبيلا
سيروا على بركة الله , فلمثلكم المستقبل ان شاء الاله




لهم , و ضد الفساد , كتبت هذه الوريقات
كجزء بسيط , مما رأته العين المجردة , في داخل بيض الاسلام
و السلام ختام


تمت الوريقات بحمد الله


----------------------------------
(1) حمار من الشرق 42
(2) السنة النبوية بين أهل الفقه و اهل الحديث 24
(3) المصدر السابق 33
(4) منهاج السنة 7 \ 430 ترقيم الشاملة
(5) راجع ( الاحتجاج بالنص غير الثابت )