(03-11-2010, 02:33 PM)بسام الخوري كتب: هل تعلم فارس وطنطاوي ونيوترال بهكذا مدارس
في صباح يوم سبت في أواخر صيف عام 1985 أخذتني أمي بعد أن أرتديت مريول بيج ومعي حقيبه صغيره جلديه كالحه وحذاء باتا أبيض وأخبرتني إني ذاهب للمدرسه .
دخلنا للمدرسه بعد الساعه 8 وكانت المدرسه في حالة هرج ومرج لتسكين الطلبه الجدد , وذهبت أمي مباشرة إلي الأستاذ صبحي ومعها شهادة الميلاد ( لم يأخذ أبي أو أمي أي خطوه لدخولي المدرسه قبل بداية الدراسه ) وظلت تلح علي الأستاذ صبحي من أجل أن أدخل إلي الفصل , فأخبرها أني هدخل ولكنها لم تقتنع وفضلت تزن علي دماغه مثل نقار الخشب حتي سحبني من يدي وأدخلني فصل أولي/أول وهنا هدأ بال أمي و أطمأنت إني في الفصل وعادت إلي البيت .
كان الفصل غرفه واسعه قليلا وسقفها عالي وبها سبوره كبيره خضراء اللون ومليئه بالثقوب ودائما ما كنا نخطئ ونعتقد أن هذه الثقوب هي نقط علي الحروف , كان بالفصل 18 تخته (مقعد) موزعه علي 3 صفوف وفي كل صف 6 مقاعد , ومعظمها متهالك ومحطم , وكان بالفصل 75 تلميذ وتلميذه , ومضي الأسبوع الأول ونحن في حالة إختبار وجس نبض وكان في كل تخته يجلس 4 تلاميذ وأحيانا 5 وكان يدرس لنا جميع المواد مدرسه واحده إسمها عفاف كانت تشبه الممثله عفاف شعيب ( وكان أبي معجب بها ) كانت سيده في منتصف العشرينات وحاصله علي دبلوم معلمين , وكانت صحتها قويه وتشرح كل المواد بلا كلل وذات صوت قوي وبه انوثه محببه .
بعد اسبوعين تم إخلاء مخزن في المدرسه وأخذو 25 طالب من أولي /أول و 25 طالب من أولي /ثاني وتم تدبر عدد من التخت القديمه وسبوره متنقله و أصبحت هذه الغرفه الصغيره والمبنيه بالطين هي فصل أولي/ثالث , وكنت من سعداء الحظ ولم أنتقل من أولي/ أول .
كان مدير المدرسه الأستاذ إبراهيم رجل وقور ويرتدي البذله والكرافت يمر يوميا علي جميع الفصول ويتأكد أن العمليه التعليميه تسير علي خير وجه , وكان يمر علي دورات المياه ويتأكد من نظافتها و أن الفراشين يقومون بعملهم وكان لا يسمح لأي بائعه بالوقوف بجوار المدرسه إلا بعد التأكد من نظافة ما تبيعه للتلاميذ , وكان دائما ما ينبهنا إلي ضرورة أن نحضر ساندويتشات معنا من المنزل ولا نشتري من الباعه علي باب المدرسه .
كانت هناك دائما مشكله في الكتاب المدرسي , فقد مر نصف العام الدراسي دون أن نتسلم كتب المطالعه , الدين ومر العام الدراسي كله دون أن نتسلم كتاب الأنشطه وكنا ندرس 4 مواد في المرحله الإبتدائيه
اللغه العربيه (كتاب المطالعه)
الحساب
التربيه الدينيه
الأنشطه والمعلومات العامه
وكان يأتي تفتيش من مديرية التربيه والتعليم بالإسماعيليه مره كل شهر علي الأقل ويمر علي كل الفصول ويختبر الطلاب وكان هناك أختبار شهري للطلاب ويمنح الطالب عنه أعمال سنه وكانت توزع علينا وجبة بسكويت من نوعيه فاخره من إنتاج شركة (كورونا) , وكان هناك نشاط مسرحي بالمدرسه يشرف عليه الأستاذ سمير , وبعد نهاية العام الدراسي الأول انتقلت الأبله عفاف إلي مدرسه بالإسماعيليه وجائت لنا في الصف الثاني الأبله فاتن وكانت تشبه جوليا روبرتس مع عيون خضراء مثل البرسيم وظلت معنا لمدة 3 سنوات وهي الصف الثاني والصف الثالث والصف الرابع
كانت الأمكانات ضعيفه والظروف متواضعه ومع ذلك كان هناك تعليم حقيقي , لأن الناس كان لسه عندها ضمير .