يقول سارتر : " تعجبني قدرة المرء على الكذب جاعلا الحق الى جانبه " . " الغثيان " ص 16
فكرة عن الغثيان:
بدا الغثيان لدى الكاتب مع :
الحصاة الموحلة ص6
مزلاج الباب ص9
يد العصامي أوجيه ص10
التمثال الكريه ص11
عدم قدرته على التقاط ورقة من الارض ص 16
عدم قدرته على لمس ورقة منزوعة من دفتر مدرسة ص 18
اطلق سارتر في حياته سلسلة من المواقف الفكرية وفي مقدمتها ان الشعور بالغثيان امام اشياء العالم لهو انطولوجي، اذ يكشف عن عبثية الوجود وخلوه من كل معنى، لكن وعي الوجود يترادف لديه في الوقت عينه مع الحرية، هذه الحرية ليست معطى بل عدم وحمل ثقيل، لانها مشروع وجود مجبول بالضيق، في انفتاح على الخيارات التي لاتستند الى اية قيمة مطلقة، فالله غير موجود، والفرد يختار وحده في مسؤولية تامة، وعليه دوما ان يختار والا سقط في” سوء النية “ لذا يتحتم على المثقف التزام هذه الحرية عبر كتاباته، والا وقع في فخ التقليد المجتمعي والاقنعة التي تكشف حقيقة الوجود...
حينما يشعر الإنسان بالاغتراب وما يصاحبه من يأس وقلق، يشعر في قرارة نفسه بالحاجة إلى الوجود الحق، ويتولد لدى الإنسان الإحساس بأن هذا العالم ليس إلا حيز من واقع مستور محجوب عنه. حينها يكون بمواجهة سر من الأسرار، ولا حل له، لأنه ليس مشكلة، وهو حاضر حضوراً دائماً، ونحن نشارك في هذا السر دون أن نمتلكه، ونتعرف عليه ونشعر به وبدون أن نحيط بمعرفته أو نسبر غوره تماماً.
فلذلك تتميز الفلسفة الوجودية بميلها إلى الوجود، فهي لا تبالي بماهيات الأشياء وجواهرها، كما لا تبالي بما يسمى بالوجود الممكن والصور الذهنية المجردة. إن غرضها الأساسي هو كل موجود، أو بتعبير آخر هو كل ما هو موجود في الواقع والحقيقة.
يقول ياسبرز: (يكفي للفرد أن يوجد، فبهذه الواقعة نفسها نتجاوز الموضوعية. وهذا هو مبدأ كل فلسفة للوجود. ولا أهمية لها إلا في نظر الأشخاص الذين ارتضوا أن يكونوا أنفسهم، واختاروا الوجود الحقيقي الأصل، لا الوجود الزائف المبتذل. وهذا الوجود يبدأ من الصمت، وينتهي بالصمت، وغايته الوحيدة هي التعبير عن الوجود والوصول إلى الوجود ).
انه القلق الوجودي الذي يصلنا بالعدم ، العدم الذي يدفع بالاشياء الى العشوائية . الاشياء التي تبدو في شكلها الخام ن اللاشيء، أي عدم لامعقول ، غير قابل للوصف . عدم غريب و مقزز لدرجة الغثيان . هذا الغثيان الناجم عن الشعور بالتوتر القائم بين الوجود و العدم .