موضوع جيد عزيزتي الدرة البيضاء
ولأني لا أنسي فضلك وتعبك معي أنت والعزيزة وردة في موضوع برنامج (Portable-SWiSHmax-2008-Arabic ) .
فسوف أضيف بعض الملاحظات التي أحتفظ بها لنفسي ولا أخرجها إلا لمن أسداني فضلا
.
إذا نظرنا لأسماء الخمر في اللغة العربية نجد لها أسماء عديدة مثل : الخمر , القهوة , العقار , المدام , الصهباء , إلخ
يجب أن نتنبه للفروق الدقيقة ولا نظن أنه مجرد ترادف للكلمات لاسم واحد وأننا يمكن أن نستعمل نفس الكلمة مادمنا نريد أن نقول الخمر
لا , العربي أراد لهذه الأسماء أن تكون دالة علي ما يلاحظه في كلمة الخمر أثناء السياق الذي يضعها فيه , فلو أنه قصد اللون يقول كلمة الصهباء , ولو أنه قصد الإدمان عليها يذكر كلمة المدام , ولو أنه أراد إنها تجعل العقل غائبا تماما يطلق كلمة العقار كأنها تعقر العقل , مثل المرأة العاقر التي لا تحمل , فكأن العقل غاب فلم يعد يحبل بأي فكرة , كأنه الرحم الذي لا ينبت الولد , وإذا أراد أنها تسد شهية شاربها أطلق كلمة القهوة , لأن مادة الكلمة هنا فيها هذه الدلالة , أما الخمر وهي الكلمة العامة في الدلالة فلوحظ فيها أن تخمر العقل أي تستره كما لوحظ فيها أنها من الاختمار أي ترك الشئ حتي يختمر مثل عجين الدقيق حين نخلط به الخميرة ونتركه .
لننظر إلي هذا البيت لعبد الكريم الجيلي الشاعر الصوفي وهو يتحدث عن الحب الإلهي :
حميا هواه عين قهوة غيره ، مداماً دواماً تقتنيها الأضالع
هنا وضع كلمتين للتعبير عن الخمر : القهوة والمدام .
أنظري لجمال دقة الشاعر في استعمال الكلمتين
معني البيت أن الحب الإلهي الذي يملأ كيانه هو نفسه قهوة ( خمر ) غيره
أي أن غير الحب الإلهي بالنسبة للمحب هو خمر ( قهوة ) التي تسد الشهية , ولكنها عنده وهو العاشق ( خمر ) مداما , فلاحظ في الكلمة الإدمان علي الحب الإلهي وزاد المعني جمالا بأن قال ( تقتنيها الأضالع ) لأنها لا تأتي من خارجه ولكن من الداخل , ضلوعه تحتفظ بها , فكأنه إدمان دائم لا يزول أبدا .
جمال ما بعده جمال في الاستعمال اللغوي الذي أدي المعني بروعة لا توصف .
كوكو