الدكتور إكسات
اقتباس:فمثلاً، ما الذي سيمنعك من السرقة في حال كنت متأكداً من انك لن تعاقب؟ المانع الوحيد سيكون نظرتك الى الفعل من ناحية حيادية وليس شخصية، ومقارنة الضرر مقابل النفع.. وبصفتك إنسان تنتابه لحظات ضعف عند بروز المصلحة الشخصية فلن تسعفك هذه النظرة الحيادية دائماً، مما سيجرك الى الخوض في عمل غير اخلاقي...
يا عزيزي ..
إذا كنت أنت من النوعية التي تسرق إن لم يكن هناك عقاب فلا تعمم على الاخرين .
أنت تقول ان الخوف من القوانين هو فقط الدافع الوحيد ضد ارتكاب أفعال تضر المصلحة العامة. هناك كثر في هذا العالم يفكرون بالاخرين و بالمجتمع و يرون في ذلك تقدم و هناء البشرية و يشعرهم ذلك بالسعادة ، لا يجوز ان تفترض أن كل البشر انانيين.
من جهة اخرى سأذكر لك مثالا عن السرقة (و كيف ايضا انها خاضعة لحسابات المصالح ) من التراث الانجليزي و هو روبن هود .......
روبن هود رغم انه سارق إلا انه بطل بعرف التاريخ الانجليزي و العالمي .
السبب أن روبن هود كان يرى ان الاقطاعيين يستغلون الفلاحين و يسرقون الناس ، و كان يقوم بسرقتهم و توزيع ما يسرقه على الفلاحين و الفقراء رغم انه بذلك كان يعتبر خارجا عن القانون (اللي كان في فترتها يطبق على ناس و ناس !!! ).
بمعنى اخر السرقة في قصة روبن هود و على طريقته تعتبر عمل اخلاقي ..... لانها اصبحت تفيد مصلحة المجتمع الانجليزي على الحساب الاقلية التي كانت تستغله.
اقتباس:ولقياس الأمر بواقعية أكثر، لنأخذ امثلة حية.
فالقيم الاخلاقية في الشرق -الذي تسيطر على غالبيته النزعة الايمانية- مستشرية اكثر مما في الغرب -الذي تسيره النظرة العلمانية-، فالجيرة والأخوّة والصداقة وحتى المعرفة الشخصية دون علاقة خاصة لها وزن محترم في التصرفات اليومية في الشرق، مما سيدفع بالضرورة الى التساؤل عن العلاقة بالدين..
على العكس ، في الشرق و لنتكلم عن الشرق الاوسط النصب و الكذب و النميمة موجودة بشكل كبير ...
و ينعكس ذلك في معدلات الفساد و انتشار الواسطة و المحسوبيات و الكذب ، يا عزيزي انا لست قادما من الفضاء و عشت في عدة دول. القول بان مستوى الاخلاق عالي في مجتمعات الشرق الاوسط مثير للسخرية.
اقتباس:الاخلاق لا تقاس بافراد في حالة قياسها بحالة اجتماعية كاملة، فأن تفرض نفسك كمثال على شخص ملحد أخلاقي لا يتم اعتباره كقياس عام، لعدة اسباب، منها انك نشأت في بيئة دينية اخلاقية، مما سيؤثر بالضرورة على تصرفاتك المستقبلية..
أي كلام مع احترامي لك و لا يمت للواقع باي صلة ، الزميل طاليس ذكر لك اليابانيين كمثال على مجمتع ملحد .....
بل أن إعلاميا سعوديا قام بعمل برنامج في اليابان اسمه خواطر ركز فيه كثيرا على الجانب الاخلاقي عند اليابانيين ... و هدفه توعية المسلمين و البرنامج موجود على اليوتيوب إن اردت مشاهدته !!!
و اليابانيين كما تعلم ملحدين بأغلبية ساحقة ، و لحسن حظهم حيث انه تاريخيا لم تقترب لعنة الديانات الابراهيمية منهم لبعدهم الجغرافي عن الشرق الاوسخ ، عكس بلدنا فلسطين الذي اصيب بلعنة ثلاثية مركبة.
شخصيا ..
ليس هناك اي علاقة بين أخلاقي و كوني ملحد او مؤمن ......
انا اضع مصالح من أتعامل معهم بعين الاعتبار في تصرفاتي ، هذا ما يجعلني بنظر الناس إنسان يتمتع بحس أخلاقي .
و يجب التركيز على هذه النقطة ..... الاخلاق لا علاقة لها على الإطلاق باي شكل من اشكال الايمان بل هي صفة تطلق على اي عمل يأخذ مصلحة الاخرين بعين الاعتبار.