(12-31-2011, 07:07 PM)فارس اللواء كتب: هذا الكلام أشعر فيه بحلقة مفقودة تخص القضاء والقدر..
زميلي Brave Mind كلامك يختص بخلق الله الخير والشر والإرادة لهما...الخلاف في الإرادة لهما كما أري..ولكن متي علمت بمصيرك حتي تتوقف أو تحذر؟؟!..هنا السؤال..فلو علمت أن الله قدر لك راتبا معينا وأنت تري هنا عدم جدوي الدعاء حينها كان تساؤلك في محله، أما أنك لم تعلم بعد فما الذي دفعك لعدم الدعاء أو الحذر..أنت تبحث عن الغيب ولكنه عليك ولديك ممتنع وهنا الحكمة..
بالنسبة للمعجزات فشأنها شأن الإرادة ومعرفة الغيب..خلاصة ذلك كله أن الله خلق الخير والشر وأرادهما سويا للإنسان، ولكن إرادة الشر منها إرادة قدرية وهي في علم الله لديه لا يطلع عليها إلا هو، وأي إنسان يبحث عنها سيضل ولن يصل إلا للعدم، والإرادة القدرية هي دليل علي عِظم الله وإبداعه في خلقه..بيد أنه جعل لك قدر الفوضي لترده بقدر النظام..وهكذا دواليك قس علي بقية الظواهر..
الزميل المحترم / فارس اللواء
محبة و سلام
يبدو أنك لم تفهم مقصدي فلم تستطع أن تلمس النقطة التي طرحتها ..
و لأرجع للمثال الذي طرحته :
فلنفترض أنك تحصل على راتب 1000 جنية و أنك تريد زيادة ..
و بالتالي دعوت الله لكي يتدخل و يتسبب لك في زيادة مرتبك, هناك في تلك الحالة إحتمالين :
1- أن الله قد قدر لك مسبقا و من قبل أن تدعوه زيادة في مرتبك و هو موزع الأرزاق بغير حساب.
و بالتالي فإن دعوتك لا قيمة لها لان الله قد قدر مسبقا ..
2- أن الله قد قدر مسبقا و من قبل ان تدعوه ألا يزيد مرتبك و هو موزع الأرزاق بغير حساب.
و بالتالي فإنك مهما دعوت و صليت و لو حتى عملت لله عجين الفلاحة لن يزيد راتبك جنيها واحدا.
يعني طالما أن هناك قضاء الله و قدره فلا فائدة ترجى من الدعاء لان قضاء الله نافذ و لا يرد.
أما علم الإنسان بإرادة الله أو قضاؤه و قدره فلا أهمية لها إطلاقا ..
بحسب هذين الإحتمالين فإن أهمية الدعاء لا تستقيم مع علم الله المطلق و إرادته المطلقة.
إن الفكرة من الدعاء أساسا هو أن التوسل و التضرع قد يلينان قلب الله فيضطر لخرق النظام الكوني بعمل إعجازي, مع إن الله من المفروض انه ليس مدير أعمال قاسي القلب أو أم متعاطفة مع وليدها بل هو إله لا ينام و لا يسهو عليه و لا ينسى, له علم مطلق بكل شيء و إرادة مطلقة لا يمكن كسرها أو تحييدها أبدا.
اما أن يستجيب الله للدعاء فهذا يعني أن إرادة الإنسان لها قوة ملزمة لله بحيث تفوق إرادة الإنسان إرادة الله و يتحول الله إلي جني علاء الدين. و أستطيع أن أتوسع في إستخدام هذا المنطق و أقول أنني كإنسان أستطيع التحكم في ردود أفعال الله بحيث ألزمه بتقرير مصيري بصورة معينة عن طريق تقواي و صلاتي. فبتقواي يكون الله ملزما بإرسالي إلي الجنة و أكون أنا متحكم في سلوكه بهذة الطريقة. يعني بالصلاة و الدعاء يصير الإنسان في موقف أعلى من الله.
يعني في تلك المسالة هناك إحتمالين لا ثالث لهما :
1- إما أن الله ظالم لانه يهدي من يشاء و يضل من يشاء بغير حساب. فيخلق بشرا لكي يهلكهم بغير ذنب سوى ان الله أراد لهم ذلك. "وإذا أردنا أن نهلك قرية أ
مرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً"
2- أو أن الله ضعيف لا يملك إرادته لانه خاضع تماما لإرادة الإنسان في الخلاص و الذهاب إلي الجنة فلو إتقى ربه نجاه و لو أهمل ربه نكل به. يعني نظام أجباري يسري على الله و الناس و لا سلطة لله عليه.
أما بالنسبة للمعجزة (كسر أو تحييد نظام الطبيعة) فهذا يعني أن الله قد خلق نظاما كونيا معيبا و أنه يتطلب منه التدخل لتجبير أخطاء هذا النظام بصنع بعض الفوضى ..
يعني مثلا تخيل طابورا طويلا كل الناس مجبرين على الوقوف فيه و الإنتظار .. هذا نظام محكم.
و لكنك قد تجد بعض الناس لهم إحتياجات خاصة : إمرأة حامل او رجل عجوز أو شخص مريض أو .. ألخ
هنا الله يتدخل ليخرق النظام و يصنع بعض الفوضى لكي ينتصر لذوي الإحتيجات الخاصة هؤلاء.
ربما تعجبك الفكرة و ترى في الله المنقذ الرائع بسببها و لكنه سلوك لا يليق بإله على أي حال لان الله الكامل يجب أن يكون النظام الذي صنعه كاملا و يجب ان يحترم النظام الذي صنعه بإرادته فلا يخرقه لأي سبب, لكي لا يصير النظام مخربا (بفتح الراء) و يصير الله مخربا (بكسر الراء).
هل وصلتك فكرتي ؟