لا يخفى على احد ان نصف المواضيع والمؤلفات التي كتبها شيخ الاسلام ابن تيمية تتعلق بالتكفير والتهجم على المذاهب الاسلامية الاخرى كالصوفية والشيعة والماتريدية والمعتزلة والقدرية والدهرية ......
والنصف الآخر وهو النصف الخطير يتعلق بما قد نسميه الهوس باللواط والغلمان حيث يكاد لا يترك شاردة او واردة الا ويتطرق لهذا الامر .... لذلك فليس مستغربا ان يتحول هذا الامر ل " قضية " عند بعض تلامذته كما في هذا المقال.
--------------------------------------------------------------------------------
د. المطلق يحذر (أولياء الأمور) من الثقة المفرطة بالغير
شيخ الإسلام حرم (إدامة)النظر إلى صغار السن والخروج بهم إلى بعض الأمكنة!
د. إبراهيم بن عبدالله المطلق
جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية - رحمة الله - في الجزء الحادي والعشرين قوله:
وسئل شيخ الإسلام - رحمه الله - إذا مس يد الصبي الأمرد:
فهل هو من جنس النساء؟ وما جاء في تحريم النظر إلى وجه الأمرد الحسن؟ وهل هذا الذي يقوله بعض المخالفين للشريعة:
إن النظر إلى وجه الصبي الأمرد عبادة! وإذا قال لهم أحد هذا حرام يقول: أنا إذا نظرت إلى هذا أقول: سبحان الذي خلقه، لا أزيد على ذلك؟.
فأجاب:
الحمد لله إذا مس الأمرد لشهوة ففيه قولان في مذهب أحمد وغيره.
أحدهما: أنه كمس النساء لشهوة ينقض الوضوء، وهو المشهور من مذهب مالك، ذكره القاضي أبو يعلى في شرح المذهب.
الثاني: أنه لا ينقض الوضوء، وهو المشهور من مذهب الشافعي والقول الأول أظهر، فإن الوطء في الدبر يفسد العبادات التي تفسد بالوطء في القبل: كالصيام والإحرام والاعتكاف، ويوجب الغسل كما يوجبه هذا، فتكون مقدمات هذا في باب العبادات كمقدمات هذا.
والتلذذ بمس الأمرد كمصافحته ونحو ذلك: حرام بإجماع المسلمين، كما يحرم التلذذ بمس ذوات محارمه والمرأة الأجنبية، كما أن الجمهور على أن عقوبة اللوطي أعظم من عقوبة الزنا بالأجنبية، فيجب قتل الفاعل والمفعول به سواء أكان أحدهما محصنا أو لم يكن..
ومما لا يخفى بل مما قد أشتهر في زمننا هذا وعلى الملأ ظاهرة دعوة صغار السن ما بين العاشرة والخامسة عشر من العمر ومن في هذا السن والكثير منهم مرد وربما البعض منهم قد صبغه الله ومسحه بمسحة جمال وحسن فكثر في زمننا هذا تجميعهم والخروج بهم في رحلات بحجة احتوائهم من تيارات أخرى معادية للدين وما الفائدة أن يتم احتواؤهم من تيار لا ديني وما الفائدة أن يحصنوا من تيار لا ديني ويتم إغراقهم في مستنقعات فكرية وسلوكية وأخلاقية.
يقول شيخ الإسلام مبينا الحكم في ذلك:
وكذلك المرد الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزمنة التي يخاف فيها الفتنة إلا بقدر الحاجة، فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج ولا من الجلوس في الحمام بين الأجانب، ولا من رقصة بين الرجال، ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس والنظر إليه كذلك:
ثم قال:
ومن كرر النظر إلى الأمرد ونحوه أو أدامه وقال: إني لا أنظر لشهوة: كذب في ذلك، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك.
وقال أيضا - رحمه الله -:
وما زال أئمة العلم والدين يوصون بترك صحبة الأحداث حتى يروى عن فتح الموصلي أنه قال: صحبت ثلاثين من الأبدال كلهم يوصيني عند فراقه بترك صحبة الأحداث.
وقال أيضاً:
من نظر إلى المرد ظانا أنه ينظر إلى الجمال الإلهي وجعل هذا طريقاً له إلى الله - كما يفعله طوائف المدعين للمعرفة - هذا أعظم كفرا من قول عباد الأصنام ومن كفر قوم لوط فهؤلاء من شر الزنادقة المرتدين الذين يجب قتلهم بإجماع كل الأمة.
ثم قال: وأما الفائدة الثانية في غض البصر فهو: أنه يورث نور القلب والفراسة قال تعالى عن قوم لوط: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}.
والخلاصة هنا هي تحريم إدامة النظر إلى المرد صغار السن والخلوة بهم والخروج بهم في خلوات معينة ورحلات معينة ونزهات ترفيهية وإن كانت الغاية من ذلك من أسمى الغايات إذ أن الغاية لا تبرر الوسيلة والمفسدة المترتبة على الخلوة بمثل هؤلاء لا حدود لها ولا شك أيضاً أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ولا عصمة إلا للأنبياء فمن أصر على مثل هذه المخالفات ولم يبال بأقوال أئمة السلف والخلف في النهي عن ذلك والتحذير منه فإنه على خطر عظيم وربما يعرض نفسه لعقوبة عاجلة أو آجلة.
وليعلم أولياء الأمور أن أبناءهم أمانة في أعناقهم مسؤلون عنهم بين يدي الله - عزّ وجل - (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فيجب عليهم شرعاً العناية بهم والحفاظ عليهم كما يحافظون على أرواحهم وعدم الثقة بكل إنسان وإحسان الظن بكل أحد وإن تنسك ولبس لباس الدين فلا عصمة إلا للأنبياء والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
والله من وراء القصد
@ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
المصدر