أستاذ الجيل و الاجيال احمد لطفي السيد(باشا)
ابن نجد علينا أنا نحصر جميع المسببات لا علة واحدة
صحيح كلامك ان القائد هو المحور الاول لكن التسلط والنفوذ واحتلالهما مركز القيمة العليا في حياتنا هو الشأن الاول . ذلك اننا لو حاولنا انت نتعرف على شعب فافضل الطرق أن نضع ترتيبا لقيمه , عندئذ نتعرف على ذلك المجتمع
الحقيقة كما تفضلت ان القيمة الاولى في المجتمعات العربية , هي لمن في يده السلطة ! وتتبعها أي قيمة اخرى مهما ان كانت بما في ذلك الدين نفسه
قديما ايام الحقبة الناصرية كان يلوح على المشايخ السكوت , في المواضيع التي يتناولها الميثاق الوطني وبعد كل ذلك مجاز ومسموح...
أو أضرب لك مثل بسيط , طفل صغير في شارعنا حاولت ان امنعه من قطع شجرة واخبرته انها عندما تكبر حتاكل منها وتنام تحتها ,فنظر الطفل ابن التاسعة وسألني , وهل انت عسكري؟ فقلت "لا" رد : وانت مالك !!!
فكما قلت الحاكم هو مفتاح النور في تلك المجتمعات , ونحن كعرب امامنا شوط كبير حتى نجتاز تلك الفترة وننظر كما ينظر البريطانيين إلى بلاط "سان جيمس" مجرد رمز لا غير , لان يكون ولي النعم ومانح الهبات ,
أما من شأن الكتاب والمفكرين حتى لو تحولوا عن مبآدئهم وكتبوا عن الجن والشياطين , فهاذا شأنهم المهم ان يكون هناك مجالا للحرية , لا تشهر سيفك في وجهه عندما يكتب مخالفا لرأيك
وللعلم الشوط الذي قطعه المفكرين المصريين والعرب منذ كتابات رفاعة الطهطاوي حتى حين قيام ثورة العسكر عام 52 , لم يكن كافيا لاعتصار وهضم ثقافة الغرب وروحه وصهره لمجتماعتنا فنحن لم نأخذ سوى القشور الظاهرة
صحيح انك كما تفضلت ان الحركة التويرية بدأت مع مقدم بونابرت ثم انشاء دولة محمد على الكبير , لكنها انتكست بجنون الحاكم "إسماعيل ولي النعم " مثلا ومقدم عساكر البريطانيين , لكن في تلك الفترة الوجيزة كان عرابي قد صقل مبادىء "رفاعة الطهطاوي" ونادى بالحرية للشعب المصري ولو تمت الحرية وقتها لكان حالنا افضل من قيام برلمان وطني حر وجعل الملكية على نطاق ضيق لا يحكم مع حاكمية للشعب نفسه ,
ولا تنسى ان مصر ليس هي المطلوب منها ان تقوم بذلك لوحدها , كان على الاقطار العربية ان تساهم , لكن ربما الفوضى في بلاد الشام والعراق وبقاء "خيم الظلام" التركية هناك وفرنسة المغرب العربي , وبقاء جزيرة العرب في تلك الفترة خارج حيز الزمان , منع كل هذا من الوجود
أي نعم خرج كتاب ومثقفين لكن كان جل شأنهم محاربة الباب العالي التركي والبحث عن أرضية مناسبة تكون رافعة رايه الحرية لكل ذلك,
ثم كانت الانتكاسة الكبرى للمشرق العربي بقيام دولة "إسرائيل" فكان جل هم الشعوب العربية التخلص من ذلك السرطان اولا , فبدل من البحث عن الحبر والقلم كان غايتهم أن يجدوا بندقية
رغم ان اسرائيل وصراعنا معها لا يتركز بالمقام الاول عسكريا , بل حضاريا , لكننا لم نرى سوى البعد العسكري الذي ومازل حيودينا في ستين داهية لو مشغلناش العضو المهجور عندنا المسمى "مخ"
تحياتي لك ولاستاذنا بهجت الذي نتعلم منه
(f)
|