قتلوني مرتين
في المرة الأولى وأنا أدافع عن الأرض التي أنجبتني، وفي المرة الثانية في طريقي إلى مثواي الأخير وأنا محمول على أكف الرفاق. أنا من أنا، أنا المقاوم شديد البأس، ترتعد فرائصهم خوفاً من جثتي في نعش.
حتى الخيال البشري لم يكن قادراً على استيعاب ما يجري: أيقتل القتيل مرتين؟ في أي قاموس من قواميس الحروب؟
أبت الهمجية الصهيونية إلاّ أن تثبت للعالم تفوقها على النازية الألمانية في فنون الإبادة والتقتيل وقد نجحت في ذلك تحت غطاء من الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد ما تسميه "إرهابا ومحور الشر".
من قلب الشهادتين، من مثواي الأخير الثاني أحيي لبنان الناهض من بين الأنقاض وهو يخرج من هذا النفق المظلم الذي زج به فيه ويشع نوراً حوله، لبنان الصغير بجغرافيته الكبير بإنسانه وقلبه .
هم يدمرون الجسور ونحن نعيد بناءها تواصلا ً حضارياً مع الآخر وهم يقيمون الأسوار خوفا من الآخر، خوف الباطل من الحق.
عش يا لبنان رمزاً للحق وإزهاقاً للباطل!!!

ج . د .ل (س . ق)