اقتباس:يبدو ان الزميل أحمد ينظر الى مسالة عودة الاخوان الى سوريا بعقلية كنا نحملها سابقا ، و لم يفطن بعد للتغيرات التي ذكرتها في اعلى الصفحة !
قد تكون هذه هي التغيرات التي يتحدث عنها الزميل أورفاي
اقتباس:لقد تغير المجتمع الدولي و تغيرت الخيارات الامريكية ، وهي القوة الاكبر في التغيير و تغيرت النظرة الامريكية في التعامل مع الشعوب ( على الاقل في هذه المرحلة ) و علينا استثمارها بقدر ما نستطيع
!
لكن وبعيدا عن الإنسياق في وردية هذه التغيرات
لا بد من ملاحظة أن قيادة العالم اليوم ( الأمريكية ) لها خصوصيتها الإيديولوجية
فهي وإن كانت تحارب الإرهاب الإسلامي ( القاعدة وغيرها ) إلا أنها تنتمي لنفس الموقع
فهنا أصولية إسلامية وهنالك أصولية بروتستانتية
هذه الأصولية البروتستانتية لها اولويات في تعاملها مع الآخر الإيديولوجي
فاليسار العلماني هو آخر ما ترغب به هذه الأصولية البروتستانتية
وفي واقعنا كما تعلم فإن الخريطة السياسية مجتزأة
فنحن لا نملك قوى سياسية محافظة ذات بعد وطني فهي لدينا بالضرورة قوى مذهبية طائفية
والعناية الأمريكية تبحث عن بديل مقبول ضمن هذه القوى
وبالنتيجة لن تجد أمامها غير تلك القوى الطائفية التي تقبل بالهدنة مع الأمريكان ولكنها لن تهادن على خطابها الطائفي .. فهو أي خطابها الطائفي مجالها الحيوي
انظر كيف يصبح البعث في العراق ( هنا البعث ليس شخص صدام بل هو بالنتيجة قوة سياسية ذات سمات علمانية وله امتداده الوطني ) كيف يصبح البعث العدو الأول لأمريكا وتصبح القوى الطائفية الشيعية حليفا
كيف تغًيب القوى الوطنية العراقية الكردية ويصبح غلاة التطرف القومي الكردي حلفاء
كيف تضرب القوى العلمانية السنية وتبعد ويؤتى بقوى سنية طائفية كممثل للسنة
فالأصولية البروتستانتية الأمريكية تبحث عن الفضيلة فيمن شابهها
وهي بالنتيجة كانت حليفا في الزمن القريب للوهابية التي قدمت لها المال والفتوى والرجال في آسيا وشرق أوربا
والخلاف هو خلاف مع تيار ابن لادن ليس إلا
لكن الوهابية المسالمة التي لا تكفر الأمريكان وتحارب وجودهم هي الحليف الأكثر مقبولية في المنطقة
إن خطر الأخوان في سورية ليس بوجودهم في السلطة فقط إنما مجرد شرعنة وجود قوى على أساس ديني أو مذهبي يعني تحول الساحة إلى ساحة صراع ديني مذهبي وهذا أسبق بكثير من وجود الأخوان في السلطة من عدمه
(f)