مائة ألف تحولوا للإسلام في السنوات الأخيرة..
الحكومة الفلبينية تنظر بعين الشك لمواطنيها الذين اعتنقوا الإسلام

عدو محتمل

جنون الارتياب






باجويو(الفلبيين) - رويترز

يؤكد (عيسى) أنه وجد الطريق إلى الإسلام في الإنجيل، ويشرح الرجل النحيف صلب العود البالغ من العمر 50 عاما في مسجد بمدينة باجويو في شمال الفلبين رؤيته قائلا: "في الإصحاح الثامن من انجيل يوحنا جاء في السطر 32 أن المسيح يسعى للحقيقة (تعرفون الحق والحق يحرركم).. ويتابع عيسى قوله: "من ثم أخذت أتساءل وها أنذا اهتديت للإسلام واستطعت أن أثبت أن ما جاء في المسيحية من مبادئ غير صحيح".

والواقع أن حياة العامل الفني الذي عاش عشر سنوات في السعودية قوضت إيمانه بالمسيحية وأقنعته بأن الإسلام هو الطريق، وهكذا انضم عيسى لأعداد كبيرة من المسيحيين الذين يتحولون إلى الإسلام في أكبر بلد بآسيا من حيث تعداد من يعتنقون المسيحية الكاثوليكية. وأصبح عيسى بذلك دون قصد ضمن من تعتبرهم الحكومة الآن أحد أخطر التحديات الأمنية.
عودة للأعلى

عدو محتمل

فحكومة الفلبين تخشى من عدو محتمل في الداخل بعد عمليات إرهابية تورط فيها متحولون إلى الإسلام يعملون فيما يبدو بالتعاون مع متمردي جماعة أبوسياف. ويعني ذلك بالنسبة لأولئك الذين اعتنقوا الإسلام والمعروفين باسم "العائدون للإسلام" العيش في ظل أجواء من الشك داخل مجتمع مسيحي كاثوليكي بالأساس ترسخت فيه نظرة ظالمة للمسلمين بسبب الصراع في مينداناووسولو بجنوب البلاد.

ويعتقد أن عدد الذين تحولوا للإسلام يزيد على مائة ألف بالإضافة إلى ستة ملايين مسلم آخرين أغلبهم في مينداناو. وغالبا ما يتحول الفلبينيون للإسلام بعد فترة من العمل في الشرق الأوسط. إلا أنهم يجدون أنفسهم بعد العودة للوطن وقد صاروا عرضة للغبن الذي كانوا يمارسونه يوما.

ويؤكد ذلك بديجيم عبد الله إمام المسجد والمركز الإسلامي المعروف باسم المعارف في باجويو، الذي يقول: "الكثير من الناس قالوا لي إنه قبل التحول للإسلام كنا نكره المسلمين". وتابع عبد الله الذي يقول إن سبعة فلبينيين يتحولون شهريا للإسلام في مركزه الإسلامي "أقول إن المزيد من الناس يجيئون..الآن والعدد يتزايد".
عودة للأعلى

جنون الارتياب

وفي موقعها المرتفع في جبال كورديليرا تبدو باجويو في عالم بعيد عن الاضطرابات الجارية في أحراش الجنوب. لكن لا يعفي ذلك مركز المعارف من المتاعب.

ففي مارس/ آذار 2004 بعد قليل من غرق عبارة بسبب انفجار قنبلة قرب العاصمة مانيلا في أسوأ هجوم إرهابي شهدته البلاد اقتادت عناصر من الشرطة السرية روسيا مسلما يدرس في المركز من حين لآخر ودفعوا به إلى سيارة فيما كان عائدا إلى منزله من صلاة الجمعة.

وقيد الرجل واسمه اديس خيرولين وعصبت عيناه وأخذ إلى مقر الشرطة في مانيلا للتحقيق معه حسبما قال أناس في المسجد.

وأطلق سراحه بعد أسبوعين إلا أنه مازال يواجه تهما بتدريب متشددين في المركز وقال الادعاء في تقرير إنه "قدم مباشرة دعما ماليا إلى جبهة مورو الإسلامية للتحرير وجماعات إسلامية متطرفة أخرى".

وتعد جبهة مورو الإسلامية للتحرير كبرى الجماعات الإسلامية في الفلبين، وقد شملت لائحة التهم الموجهة إلى (خيرولين) تهمة بأنه يستخدم "أسلحة أو نوعا من العتاد المصمم لإحداث دمار شامل" مما أثار دهشة المحامي المسلم بيني بوموجاو الذي يقوم بحملة من أجل إطلاق سراح خيرولين.

وقال بوموجاو "المشكلة الوحيدة هنا هي أن الحكومة مصابة بجنون الارتياب بشأن أولئك الذين يتحولون للإسلام. "قلنا لهم تعالوا وزورونا. لا تدمغوا هذه المدرسة بأنها مدرسة للإرهابيين".