شهدت قاعة المحكمة الكبرى بالرياض ، صبيحة اليوم وفي الساعة العاشرة والنصف ، جلسة جديدة من محاكمة دعاة الدستورية الملكية والاصلاح المدني بالسعودية ، الدكتور عبدالله الحامد ، والدكتور متروك الفالح ، والشاعر علي الدميني . وقد افتتحت المحكمة برفض من قاضيها لمبدأ علنيتها ، وعكس ما أُعلن مسبقاً ، ما أدى الى سخط بين أوساط الناشطين وعائلات المتهمين ورجال الصحافة الغربية . وقد قرر المتهمين الثلاثة لزوم الصمت اعتراضاً على قرار (اغلاق) الجلسة ، وحقهم في محاكمة علنية ، ما أدى الى استمرار مسلسل التأجيل في البت في القضية . وكانت الجلسة استهلت بتلو رفض محكمة التمييز تحويل المحاكمة الى محكمة جزئية ، واقرار اعادتها الى القضاء العام ، ثم فاجأ الادعاء العام المتهمين والدفاع والحضور المحصور الاطار باضافته لمجموعة من الاتهامات الجديدة على لائحة الاتهام ، وهي اتهامات لايمكن أن يقال إلا أنها اتهامات سخيفة ، وتركزّت في تأليف أحد المتهمين لكتاب ينادي بالدستورية ، واصدار آخر لقصيدة شعرية مشبوهة ، هكذا وسط ذهول المتهمين ، حيث أن أحدهم أستاذ سياسية مقارنة بالجامعة ، وآخر شاعر حداثي معروف على مستوى العالم العربي ، وعليه طلب الادعاء العام مهلة ثلاثة أسابيع اضافية ، لتقديم "البيانات" اللازمة التي تدعم لائحة الاتهامات الاضافية .

اذا ، هكذا ينتهي فصل آخر ، وليس أخير ، من محاكمة رموز الاصلاح بالسعودية ، الى مزيد من المماطلة والتأجيل ، وباستمرار لانتهاك أدنى حقوق الانسان ، وانتهاك للقوانين السعودية ، من تأجيل للمحاكمة قارب العام الكامل بلا البت في قضية محكوميها ، ومن التعسف في الغاء لعلنية المحاكمة ، ما يخل بحق المسجونين في محاكمة عادلة .

يذكر أن قضية الاصلاحيين الثلاثة ، يصاحبها تعتيم حكومي صارم ، في الصحف ووسائل الاعلام المحلية ، حتى المنتدى الالكتروني الذي كان ينقل أخبار الجلسات والمحكومين (دار الندوة) قد فُرض عليه الاغلاق صبيحة المحاكمة ، بعد مدة سبقت الاغلاق المؤقت كان أي موضوع يشير الى الاصلاحيين الثلاثة وقضيتهم يواجه الحذف والاقصاء . ناهيك عن أن منتدى الاصلاحيين بالمملكة ( طوى ) قد أُغلق لذات السبب ، ثمانية أشهر مضت .

كما يواجه الاصلاحيين الثلاثة صعوبة في دعم موقفهم الدفاعي ، حيث أبعد وزير العدل والقاضي المسؤول عن القضية ( بن خنين ) أكثر من محامي عن فريق الدفاع ، لعل أبرزهم الحقوقي الاصلاحي عصام بصراوي ، والمحامي عبدالرحمن اللاحم ، الذي أُستبعد من فريق الدفاع ، قبل أن يتم ايقافه ( موقوف حتى اللحظة ) لادلائة بتصريحات فضائية لتلفزيون الجزيرة يستنكر فيها انتهاكات حقوق الانسان والقوانين السعودية في قضية الاصلاحيين .

وحسبنا الله ونعم الوكيل .

قنديل.