مرحباً للجميع :
أعاني من مشكلة أساسية فيما يختص بمشاركاتي في المنتدى وهي أنها محكومة بوقتي الغير منظم فأحياناً يكون لدي الوقت لأشارك وأحياناً أفتقده .
وبينما يغريني الكسل لتجاهل مداخلات البعض كونها لا تحمل مضمون فكري مهم وإنما مجموعة من التشوهات الناتجة عن تمرير كتابات الآخرين ومعلومات الواقع على موشورات فكرهم فتظهر الصورة مغايرة لما يراد لها وغير صحيحة ... إلا أنه من الجهة الأخرى تشوه الصورة المقصود لدى الآخرين والمتعمد أحياناً نتيجة الأدلجة الظاهرة أو المستترة تارة ونتيجة قلة المعلومات تارة أخرى ، وتشوه الصورة الغير متعمد نتيجة التسرع في قراءة ما نكتب رغم أن ما نكتبه بسيط وبسيط جداً غير معقد فكرياً أو لغوياً ولا يوجد أي نوع من العبقرية داخل كتاباتنا ولا من يحزنون .. يطرح السؤال التالي : لماذا البعض يرفض أن يقرأ ما نكتب كما هو ، ويمعن في تحليل النوايا ... !!
وهنا اسمحوا لي أن أضع حداً لطروحات الزميل Awarfie مع أني لم أجد في مداخلته أي مضمون فكري حقيقي لنناقشه به وهي ليست أكثر من مجموعة مغالطات يعتقد أنه بتزيينها وبهرجتها سوف تكون ذات وزن ...
الزميل Awarfie :
اقتباس:و في الموضوع الاساسي لهذا الشريط نجد الكاتب يتحدث على التردد نفسه لتلك الموجة الفقهية ،المحتكرة للمعرفة ،و التي لا يتقنها الا انصار التيارات المتوحدة في الحكم الفردي ، بغض النظر عما تصدر من ذبذبات
بالنسبة لنظريتك في الذبذبات والتقاطك لترددات على موجات فقهية و التيارات المتوحدة ... إلخ من كلام لا قيمة له ... يبقى سؤال وحيد يشغل ذهني ولم استطع إيجاد الجواب له :
هل الترددات التي التقطها الهوائي خاصتك كانت على موجة فقهية FM أو AM ... ؟!
اقتباس:متجاهلا( الكاتب) ان الحكم السوري لو كان ديموقراطيا ،و بعيدا عن الفساد و المحسوبية و الهيمنة الانقلابية و التمييز الطائفي و المناطقي ... لما سمح للفكر الظلامي (الاخوان المسلمين) ان يبرز ، و يتألق ، في جرائم لا تقل شرا عن جرائم النظام نفسه ، و واضعا اللوم كله على الاخوان المسلمين للتغطية على المجرم الحقيقي الذي قمع الديموقراطية في سوريا و جعل كل الاحزاب و الطوائف سبايا بين يدي سلطته ، و هذا بدوره يعكس حسا طائفيا، بعيدا عن الموضوعية ، في النظر الى حركة الاخوان المسلمين ، بعض النظر عن ظلامية هذه الحركة السياسية ) .
سؤالي هل من الضروري أن أنتمي لتنظيم الإخوان المسلمين حتى أستطيع نقد الإخوان المسلمين ولا أتهم بالطائفية ... ؟!!
إن جملتك هذه وفرت علي الكثير من الشرح لماذا أسعى للعلمانية ... العلمانية هي الوحيدة التي تهيأ لي أن أنتقد من أشاء دون حساسيات طائفية سخيفة وتحليلات عبقرية أسخف ..!!
وعلى كل حال فيما يختص بالإخوان المسلمين في سوريا الظاهر أنك تتمتع بجهل واضح لحركتهم (طبيعتها - وأهدافها ) ... الإخوان المسلمين لم تكن مشكلتهم أبدأ تداول السلطة والديمقراطية ... أصلاً هذه مفاهيم طارئة وجديدة على خطابهم يتسترون بها بحكم طبيعة العصر وبرجماتيتهم الشديدة ... الإخوان المسلمين كانت مشكلتهم الحقيقية هي المطالبة بسوريا الإسلامية (السنية حصراً) وأعتقد أنه لا داعي لأن أشرح لك ما أبعاد هذا الطرح التفجيري في المجتمع السوري ... اذهب وأقرأ عنهم وعن تاريخ سوريا الحديث قبل أن تتحفنا بآرائك...
اقتباس:قرأنا الموضوع كله ، بتفاصيله المملة ،و لم نجد ما يشير الى ان العلمانية خسرت في لبنان . فقد ربح الانتخابات تيار يؤمن بالعلمانية و نظام فصل السلطات ، أي بالعلمانية ، تماما
ثانية تكرر الخطأ الذي ارتكبته في موضوع
"حزب الله بين سوريا وإيران" ، ففي ذلك الموضوع قمت بوصف الزعامات اللبنانية بالعلمانية والليبرالية وخلطت بين المفهومين والآن عدت لتكرر الخطأ وتصفهم بأنهم علمانيين مع أننا نبهناك وكأنك لا تتعلم ... إن جملتك أعلاه تدل على أحد أمرين إما أنك جاهل وإما أنك صاحب فكر مؤدلج لا يتورع عن الميكيافيلية ومحاولة استغباء القراء ...!!
أعطني علماني واحد من القيادات البارزة لـــ 14 آذار و 8 آذار مع براهين حقيقية على تصرفاتهم العلمانية وعلى تاريخهم تقنع العاقلين في هذا المنتدى وسوف أصمت ... وإلا فإن ورقة التوت التي تستر أدلجتك لن تبقى ...!!
اقتباس:حدثنا الكاتب ، بطريقة اكاديمية بحته ، عن شروط قيام الديموقراطية . و نشعر بانه في حالة انتظار مجيء غودو ، كما تحدث الكاتب المسرحي ، صاميويل بيكيت ، في مسرحيته الشهيرة Waiting For Godot" "
أعتقد أنها مسرحية جميلة ... ولكن كنت لتكون موفقاً أكثر لو شبهت الوضع بمسرحية نهر الجنون لتوفيق الحكيم ...
اقتباس:لكن هناك شروطا اخرى اكثر اهمية و اسرع ،و اكثر جدوى في تحقيق النقلة السياسية نحو مجتمع علماني ديموقراطي . و لن اضع نفسي في موقع من يعلم الناس و يحتكر الحقائق ولكني أشير على الكاتب ان يطلع على موضوع بمرتبة جيد جدا ، سبق للزميل " العلماني" ان طرحه في نادي الفكر ، بخصوص العلمانية ، وهو :
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=30249
بالنسبة لموضوع العلماني الذي استعنت به فقد قرأته كله ، وإذا كنت تقصد أن شروط تحقيق العلمانية في العالم العربي كما ذكرها العلماني ...وقد صنفته أنت بمرتبة جيد جداً ...
أجد أن العلماني والنقاشات في الموضوع ارتكزت في معظم النقاط إلى قضية الوعي ومشكلة نشر هذه الحالة لدى الجماهير العربية (الشرط الذي ذكرته أنا ولم يعجبك ..!!)... وعلى كل حال من جهتي أنصح الجميع أن يقرأوا الموضوع فهو مفيد بغض النظر عن بعض تحفظاتي على بعض التفاصيل الجزئية التي لا تنقض الفكرة العامة ...
اقتباس:"كنا نحلق الذقون فأصبحنا نقلع الأسنان " مثل شعبي لمن يتوقف عن عمل ، آنيا ومضطرا للقيام بعمل آخر ! و كاتبنا ، كان يتحدث عن الانتخابات و الديموقراطية و فشل العلمانية ،و فجأة بات يحدثنا عن :
" فكلنا يعرف أن الحركة الوطنية بقيادة كمال جنبلاط كانت تحارب المارونية السياسية وقتذاك ... وانتهت حقبة الحرب اللبنانية لتبدأ معها حقبة السنية السياسية .. واليوم قد تتقدم المواجهة في المستقبل القريب لتحد من السنية السياسية وتحل محلها الشيعية السياسية ربما ... وبغض النظر عن مكيافيلية البعض الذي يدعي العلمانية (أو ما شابه) في دعمه السنية السياسية في وجه الشيعية السياسية أو العكس .. سوف نرى في النهاية أنها حلقة مفرغة لا خلاص منها .. حتى أن الشعب اللبناني بطريقة ممارسته للحرية "المفترضة " التي يملكها يرفض الفكاك منها .. فما العمل ؟
و نلاحظ في هذا النص ، ان لا علاقة له بالموضوع على الاطلاق . و انه يعكس فهما غير دقيق للواقع اللبناني . و انه يعكس طلبا للتوضيح ، بالشكل الواضح تماما ، حيث ينتهي بعبارة "ما العمل ؟ " !
لن أتدخل في مجال خبرتك (حلاقة الذقون وما شابه) ... لكن الموضوع كله أنني لم أطلب توضيح لماذا حصل التداور بين المارونية والسنية والشيعية السياسية في التاريخ اللبناني الحديث بل تساءلت لماذا الشعب اللبناني لا يتعلم من تجاربه ويرفض كل هذه الطروحات التفجيرية ؟
حاول أن تفهم سياق النص قبل أن يسبقك لسانك ...
اقتباس:ترى هل الشيعية السياسية ، هي حركة ديموقراطية صاعدة ،و تحمل مشروعا سياسيا اقتصاديا ديموقراطيا يؤهلها لقيادة المرحلة ، مما يجذب المؤيدين !!!!
لا أعرف كيف استنتجت ذلك ولكن .. لو جلبت صبي عمره عشر سنوات وجعلته يقرأ نصي عن المارونية والسنية والشيعية السياسية سيستنتج أنني أرفض المفاهيم الثلاثة ...فكيف استنتجت أن وصفي لهم بالحلقة المفرغة يعني أني أفضل الشيعية السياسية ...؟!
اقتباس:لاحظ الكاتب ان في التاريخ السوري نقطة مضيئة، و هي انتخابات عام 54 الديموقراطية ، كما انه و بزلة لسان ، ذكر الانقلابات ، لانه لم يستطع الربط بين الانقلابات و اجهاض الديموقراطية السورية ، بل عزا عدم نهوض الديموقراطية الى عدم وجود مؤسسات ضامنة للديموقراطية ،و هذا ، للعجب ، لم يشرحه لنا .
أخشى أنك أنت الوحيد الذي لم يستنتج الرابط بين الانقلابات وإجهاض الديمقراطية السورية ... نصيحتي لك لا ترد فقط من أجل الرد حتى يبقى الحوار قائماً بيننا ...
الزميل ابن نجد :
لا أعرف إذا كنت تتبنى الطرح الذي اقتبسته أم لا ولكنه طرح متهالك ... شكراً لك
الزميل السلام الروحي :
اقتباس:وكيف تؤخذ الديمقراطية والنظام السياسي يمنع ويلاحق الناشطين السياسيين ، وكيف يتطور طبيعيا والنظام يقف في وجه هذا التطور الطبيعي؟
إن الديمقراطية العلمانية تستند في أحد مرتكزاتها إلى الحرية السياسية ولكن قليلين يدركون أن الحرية السياسية هي نتيجة طبيعية لحرية الفكر وحرية الفكر في حالة الشعوب العربية لا تنتزع من السلطة التي أفرزها المجتمع بل تنتزع من صميم مفاهيم المجتمع المتخلفة السائدة فيه ، والصدام الحقيقي مع المفاهيم الاجتماعية المتخلفة قبل أن يكون الصدام مع السلطة وشيء طبيعي أن تحاول السلطة أن تحافظ على مفاهيم المجتمع محاولة منها لكسب رضا الشعوب ... خذ مثال قضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد انتفضت الشعوب ووافقتها الأنظمة بينما لديها مشاكل أهم تنتفض من أجلها والأنكى يقولون لك إلا رسول الله ...!!
يعني امسح بكرامتهم الأرض ليست مشكلة ، عاملهم بمرتبة الحيوانات ليست مشكلة ، ولكن المشكلة أن تتهكم على رمز ديني ... وكأن مستباح الكرامة يستطيع أن يحصل الكرامة لغيره ولرموزه ... !!
اقتباس:سأكشف لك أمرا أن الأكثرية السنية في سوريا كانت من حظ النظام السوري كونها عاجزة عن القيام بالثورة الشعبية ، وإنما بانقلابات عسكرية تتولى الحكم فترة أو بحركات مسلحة يتم القضاء عليها ومن ثم تشديد الخناق على المجتمع ، وهذا يلاحظ في مصر وفي السعودية وغالب البلدان العربية ذات الغالبية السنية ، ما تحتاجه سوريا وكثير من الدول العربية هي الثورة الشعبية لأنها ستنتزع الحقوق انتزاعا ، لأن الحقوق لا تؤخذ ، ولكن مشكلة المنطقة العربية أن الغالبية السنية فيها عاجزة عن انتاج الثورات الشعبية ، وأرى السبب في الثقافة والفكر السني نفسه ولو حدث تحول في الفكر الأغلبي بتقليصه للنصف من قبل الفكر الشيعي لرأينا تحولا كبيرا بالمنطقة ، فالفكر الشيعي من وجهة نظري قادر في ظل المتغيرات التي طرأت عليه من قيام الثورة الإيرانية من ثلاثة عقود ، وفي ظل العجز في النظام العربي الذي يمثل الغالبية السنية أن يستنهض المنطقة بالثورة على الأنظمة الحاكمة فيها والتي بدت عاجزة عن تحقيقات طموحات شعوبها وذليلة أمام الكيان الصهيوني.
بناء على كلامك السابق ... هل تستطيع أن تفسر لي سبب عجز الشيعة في بداية التسعينات عن تحقيق ثورة شعبية على صدام حسين رغم أن الأغلبية في العراق لهم ... !!
اقتباس:واضح أن لديك موقف مسبق وسلبي تجاه الحركات الإسلامية السياسية ولكن يا عزيزي لا تقدم في المقابل إلا انتظار أن يتطور الشعب ويزيد وعيه!
الحركات الاسلامية السياسية لا تستطيع أن تجمع الفئات السورية كافة لو أخذناها كمثال ... وسؤالي أين ستذهب بالمسيحيين وهل ستكون مواطنتهم كاملة ...؟
وبالنسبة لطرحي لا أتبنى الانتظار وسياسية التطور الطبيعي بل يجب القيام بحركات تغييرية ولكن الفرق بيني وبين الجميع أني أرى الصرع يبدأ أولاً مع المجتمع وليس مع السلطة ... هذا الصراع يسعى لتغيير وتكريس فهم جديد متقدم ... وحتى أكون أكثر بساطة سوف أعطيك مثال بسيط ...
المجتمع السوري مجتمع أبوي تسلطي لا زال يعاني من مشكلة جرائم الشرف مثلاً ... كيف تستطيع أن تتقدم بمجتمع لا يؤمن بالقيمة الإنسانية فضلاً عن قيمة الحرية الفكرية نحو الديمقراطية وتستطيع القياس على ذلك ...
زميلنا فلسطيني كنعاني :
طرح عقلاني ومتوازن ...
في النهاية لا بد لنا أن نتناول مشكلة المجتمع السوري والمجتمعات العربية في عجالة
إن المجتمع السوري تمتع بثقافة سياسية عالية بعد الاستقلال أدت به إلى التعددية وخلق تيارات سياسية وأحزاب كان لها أثر عميق على سورية وعلى المنطقة ... ومن المجحف أن نتناول هذه التجربة بخفة ظاهرة وسطحية بالغة وإن فشل هذه التيارات على المدى الطويل بسبب تكلس قياداتها وعدم تكيفها مع المتغيرات السريعة الدولية من جهة وبسبب ضغط المشاريع الاستعمارية والصهيونية في المنطقة من جهة أخرى لا يعني أن هذه التيارات لم تكن ذات حيثية سياسية وشعبية ذات يوم ..
يستطيع أي مسطح أو متحاذق أن يقول أن المشكلة تكمن في الدكتاتورية والدكتاتور والسلام ويدير بظهره وينصرف معتقداً بأنه شخّص المشكلة بذكائه الخارق ووجد الحل ببداهته النادرة ....
ولأن هذه الدول التي أُفرِزت اليوم في عالمنا العربي عبر حركة مسيرة تغيرية طويلة هي ليست إلا نتاج الشعوب وعلى شاكلة الشعوب وثقافة الشعوب التي أنتجتها لا بد لنا أن نكون أكثر عمقاً في تحليل المشكلة وأكثر تأنياً في وضع الحلول ...
هناك مجموعة قضايا مهمة يجب الانتباه لها :
- إن السلطات في الدول العربية هي على شاكلة الشعوب أبوية كما شعوبها ...
- إن رأس السلطة يتحمل بشكل أو بآخر جزء من المشكلات التي تعانيها شعوبنا في الوقت الراهن ...
- إن الشعوب تتحمل جزء من المشكلة التي تعانيها هي نفسها اليوم ...
- إن المشاريع الغربية والصهيونية تتحمل جزء من المشاكل التي تعانيها منطقتنا اليوم ...
ولهذا نرى هناك ثلاث تيارات طاغية في النخب العربية "الغير المثقفة" تيار يلقي اللوم على الدكتاتوريات ويحملها أسباب كل الفشل الحاصل ... وتيار آخر يلقي اللوم على الشعوب ويعتبرها غير قادرة على التطور نتيجة تراكم عوامل كثيرة ... وتيار يعتقد أن المؤامرات الأجنبية هي السبب الوحيد في تراجع هذه الأمة ...
ومن المنصف القول أن هذه الأمور مجتمعة شكلت عوامل لتراجع واقع شعوبنا المعاش ..
- إن القضية الفلسطينية لها أثر محوري في تشكيل المشهد الداخلي للدول العربي
فلو نظرنا في التاريخ العربي الحديث للأنظمة العربية باستثناء الخليجية وبعض الدول البعيدة طبعاً نرى أن الانقلابات جاءت بسبب الاحباطات والانتكاسات التي عانتها الأنظمة التي سبقتها في معالجة القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ففي سوريا أدت النكبة إلى توالي الانقلابات العسكرية ، وفي مصر أدت إلى ثورة يوليو .... ومن ثم أدت النكسة في سوريا إلى انقلاب داخل البعث نفسه وتسلم حافظ الأسد ، وفي ليبيا لمن لا يعرف أتى انقلاب القذافي على نفس الخلفية ... وتستطيعون استعراض التاريخ العربي بشيء من التفصيل بنفسكم ... لكن جلّ ما أحببت أن أقول هو أن القضية الفلسطينية كانت لها التأثير الأكبر على الداخل العربي ...
- الاشتراكية... حلم دغدغ العرب أيضاً وسببه الرئيسي هو وقوفه إلى جانب الشعوب نظرياً كنظام والأهم أنه لم يكن النظام الذي تتبعه دول الغرب المستعمرة للمنطقة العربية سابقاً والداعمة للمشروع الصهيوني ...
- يضاف إلى هذا وذاك ارتباط شعوبنا بالقبلية وعدم تخليها عنها ....
- يضاف إليها أيضاً ارتكاس شعوبنا العربية إلى الفكر الديني بسب عدم صلابة الأرضية المعرفية التي تستند إليها في مواجهة مشاكلها من جهة وبسبب دعم السعودية لهذا الفكر بكل طاقاتها الممكنة ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً في الثمانينات ...
- عدم السماح للشعوب العربية الاقتراب من النموذج الغربي والاطلاع عليه عن كثب والاستفادة منه ... فالغرب كان يدعم إسرائيل ومشروعها التوسعي وكان من غير الممكن الاقتراب من الغرب بسبب ضغط الشعوب نفسها لعدم قبول الغرب لأي نظام عربي قبل أن يعترف بإسرائيل وهذا ما كان مستحيلاً وقتها ...
يحضرني هنا حافظ الأسد كمثال ... هو لم يكن معادي لأمريكا والغرب أبداً ولكن قضى معظم فترة حكمه محاصر من أمريكا والغرب بسبب إسرائيل ...كذلك جمال عبد الناصر ...
إن أكثر ما يبعث على الاستغراب هو الجهل أو التجاهل لواقع التاريخ عند استعراض هذا البعض للتاريخ ومحاسبة رجالاته ...
ففي الشأن السوري مثلاً ... يأتينا البعض ليقول أن البعث سبب كل المشاكل التي تحصل لسوريا اليوم ... ناسياً أو جاهلاً أن البعث كحزب كان له حيثية شعبية حقيقية واسعة في سوريا وليس حزب هابط على سوريا من المريخ ...!!
وهذا الحزب قد أتى بسبب طروحاته العروبية والوحدوية والاشتراكية ... ولو ركزنا قليلاً في الصورة سوف ترون أن فشل حزب البعث(1) في سوريا قد اختزل فشل شعبي في مضمونه أيضاً ... فهذا الفشل النابع عن وصول القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود ووصول النظام الاشتراكي ككل إلى طريق مسدود ... ووصول الطروحات الوحدوية إلى طريق مسدود أيضاً ، فإذا كان جناحي البعث في سوريا والعراق لم يستطيعا الاتفاق فكيف سيتفق البعث مع دول الخليج مثلاً ...!!
خلاصة القول إن الشعوب العربية وما أفرزت من تيارات وأحزاب سياسية لم تصل إلى حلول إبداعية لمشاكلها التي تواجهها بل رأينا هذه الشعوب تقوم بخطوة رجعية نحو الدين في محاولة هروب واضحة من الفشل على مستوى القضية الفلسطينية وحلمها في الوحدة وعلى مستوى القهر الذي عانته في الداخل ... والشعب السوري واحد منها ، وما محاولة الشعب إلقاء اللوم كله على الحاكم أو تيار سياسي إلا هروب من واقع مرير ليريح ضميره بأنه لا ذنب له فيما يحصل ، وكأنه لم يفرز هذه التيارات ويدعمها في وقت من الأوقات وليس مسؤولاً عن تصحيحها .
نعم لا يجوز التمادي في جلد الذات وإلقاء اللوم على شعوبنا كونها مقهورة ولكن أيضاً لا يجوز التنصل من المسؤولية بإلقاء اللوم كله على الحكام ، وإلقاء الحكام اللوم بدورهم على المشاريع الخارجية ...
الحصيلة كلنا ملومون وإن بنسب مختلفة (حكاماً وشعوباً ) والظروف ساهمت أحياناً في تكريس هذا الفشل ... نحن من سمحنا للعسكر أن يحكمونا وتراخينا واستقلنا من واجباتنا وعدنا لنستعين بالدين من أجل أن ينتشلنا من مأزقنا في تكريس إضافي للاستقالة والفشل ، من السيئ إلى الأسوء خط ممتد ...
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1 - يطول الحديث حول البعث وتاريخه وسبب وصوله إلى طريق مسدود في خياراته ليس هذا مجاله ولكن أحببنا أن نلقي الضوء سريعاً على المشكلة
آسف على الإطالة وشكراً للجميع