اقتباس:لاحظوا الجملة أعلاه: "لن أغفر لفاغنر عودته إلى الحظيرة الألمانية... أينما مدت المانيا يدها حل الفساد في الثقافة" [ملاحظة: ترجمة علي المصباح ليست كما يجب أن تكون]
هل هذا كلام رجل يدعو للتفوق الألماني على باقي الدنيا؟ فقط لتلاحظوا كلام المدلسين الإسلامويين ونقلهم عن مصادر صديقة لهم، المصادر اليهودية.
هل تستطيع اثبات ان نيتشه لم يقل هذا الكلام بخصوص القومية الالمانية وأنها ارقى القوميات ؟ ألا تدري ان نيتشه متناقض ؟ الم تثبت لك الكثير من تناقضاته ؟ اذا انتقد الالماني فهو ينتقد الدين ، لا ينتقد العنصر .
اقتباس:ثانياً، وهذا أمر غريب كيف غاب عن بالكم أن نيتشه تخلى عن الجنسية الألمانية سنة 1869؟ وعاش تقريباً بلا أية جنسية؟
بعد ضحدنا لمغالطات مرجع ومثل زميلنا الأعلى، فلنأتي لكلام زميلنا الإنشائي.
يقول زميلنا: "اذا هو حذف الخير من الانسان ليبقي على الشر . ولم ينادي احد بالدعوة لتمجيد الشر مثل ما فعل نيتشه" —
ما هذا الفهم العظيم لفلسفة الرجل؟ بالفعل أقف منبهراً... منبهراً، أمام هكذا عقليات، تتكلم بما لا تعرف.
أولاً، في قاموس نيتشه لا يوجد شيء إسمه خير وشر، هذه مجرد أسماء انتم سميتموها، هذه مجرد وهم؛ فمجرد مقاربة فلسفة نيتشه من وجهة نظر دينية اللاوية، دليل على عبث فكر المنتقد وبأنه فاقد لأيِّ إدراك لما ينتقد.
هذا اكبر دليل أنت تثبته ، أن نيتشه ضد الخير . رفضه للخير والشر يعني رفضه للخير وابقاء للشر ، لأن الخير هو المتميز ، اما الشر فهو ابن المصالح التي انت تسميها الخير ونفع الانسان وتقدم الانسانية . لولا الاخلاق والتسامح لفنيت البشرية . اذا هذه دعوة طائشة وغير حكيمة .
نيشته متهور ومندفع ومتعصب لالحاده ، ويدمر كل شيء في طريقه .
اقتباس:لا يوجد خير ولا يوجد شر؛ يوجد ما ينفع الحياة وما يضرها؛ ما يحافظ على الحياة ويجعلها تتقدم إلى الأمام وما يضرها ويجعلها تتقهقر. الأخلاق الدينية البائسة تساعد على تقهقر الحياة وضعفها وتقضي على الإنسان وبالتالي يجب إجتثاثها من أساسها، كي نحافظ على روح الإنسان وتقدمه. والشواهد عديدة، يكفي أن نشاهد المجتمعات الإسلامية وتخلفها لندري أحقية ما نقول بخصوص هذه المفاهيم القذرة، مفاهيم القطيع والبهائم، وهذا ما كان نيتشه يفنده ويضربه في أساسه،
هل المجتمعات الاسلامية تطبق الخير ؟ هذا خبر سعيد !! لو كانت تطبق الخير بشكل عام وكامل كما تصف ، لما كانت في هذا الحال ، اكثرهم يطبق مثل افكارك وافكار نيتشه ، فقط "اسمهم" مسلمون !!
المادية والمصلحة والانانية : هل تستطيع ان تنفيها من مجتمع المسلمين ؟ المسلمون متاثرون بمثل هذه الافكار التي انت متأثر بها . نحن نتمنى ان يتعامل المسلمون بكل الاشياء التي تتقزز منها انت ونيتشه ، كالرحمة والصبر والابتعاد عن الانانية ورحمة الضعفاء والابقاء على حياتهم ، وغيرها من هذه الاشياء القذرة في نظرك . ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه .
اقتباس:بالتالي مما نرى أعلاه أن هذه الثقافة، هذه الأخلاق، ليست سوى مظهر للتوفق بين عناصر القطيع، عبر الشفقة التي لا تقدم ولا تؤخر، لا بل تؤخر، فمن يشفق عليك يقول لك بمعنى اخر أنه أفضل منك، ويشفق عليك لكونه يرى نفسه أفضل حالاً منك، ويتمنى أن تبقى تعاني بحالتك تلك كي يبقى يرى بنفسه، ذاك الأفضل حالاً الذي يمنّ على البائسين بالصدقة... إنها ثقافة عبيد بكل معنى للكلمة.
ما دام يريده ان يستمر على ضعفه ، فلماذا يساعده ؟ جواب بالمنطق ان امكن .
المحسن الذي يشعر بالرحمة ويؤتي ماله يتزكى ، ظهر عندك وعند نيتشه بشكل عبد ! وليس السيد النبيل ! عيون نيتشه المقلوبة جعلتك ترى الحقائق مقلوبة ..
اقتباس:ثانياً، كما وضحنا سابقاً، إن الألفاظ التي يستخدمها زميلنا الورّاق، ليست موجودة سوى في عقله وخياله، كونه يرى الدنيا من منظور ديني ضعيف، جعله يقيس الناس على أساس ديني ضعيف —أي بما معناه، أنّ كلام زميلنا الورّاق مجرد دهدن، باطل لا يأتيه حق، فهو غير موجود واقعياً، لو كان كلامه واقعياً فكيف لأمته التي ينتمي لها أن تكون من أسفل وأكثر الحضارات تخلفاً على وجه الكرة الأرضية.
انت تناقش الوراق ام تناقش الامة ؟ حدد .. انت قلت انك تناقش الوراق وليس امة موزعة بالمليارات على اصقاع الكرة الارضية .. فهل نقاش الامة اسهل عليك من نقاش الوراق ؟
اقتباس:تباعاً أن أخلاق دينه التي يتكلم عنها فاشلة في أساسها، فنيتشه يوضح باكثر من مكان أن ثقافة القطيع والعبيد تتطلب إظهار وجهين مختلفين: وجه عام، تظهر فيه المحبة ومكارم الأخلاق، ووجه مخفي كله حقد وفساد وضغينة وعنف ضد من هم أعظم منهم شأناً.
العكس هو الصحيح ، المصلحية التي تدعو اليها ويدعو اليها نيتشه ، هي التي تجعل الانسان ذو وجهين من أجل المصلحة المادية ، اما المبادئ فهي امر ثابت ، وتجعل صاحبها ثابتا و ذو وجه واحد اذا استبعدنا الدخلاء على المبادئ اصلا لأجل المصلحة وراءها من البراجماتيين والنتشويين حتى ولو كانوا داخل الدين .
اقتباس:لهذا نحن نرى أن المسلمين مثلاً يركزون كثيراً على المظهر الخارجي والقشور؛ كحف الشوارب وأعفاء اللحى ولبس الدشادش والجلابيب القصيرة التي لا تتخطى الركب، وإلخ من المظاهر التي ينشرون فيها كتباً! وذلك يعود اولاً لكون ثقافة العبيد ثقافة هشة تعتمد على الرياء والخداع خارجياً، وثانياً تعتمد على الحقد على كل من هو مختلف عنهم، وبالتالي يقومون بعملية تشذيب للشكل الخارجي كي يوضحوا ويعلنوا التفرقة بينهم وبين من ليس مثلهم، وثانياً كي يذوب الفرد العبد من ذلك القطيع ضمن المجموعة، أي ليعوض عن ضعفه كفرد لا ينفع لشيء في الدنيا بإنضمامه إلى مجموعة مماثلة هدفها نشر ثقافتها الهمجية لكي يكون الجميع على قدم سواء... فشعار العبيد واحد: كلنا سواسية.
هذا كلام غير علمي ، لأنه اولا تعميمي ، ويستحيل ان ينطبق على كل المسلين كما تتكلم بطريقة عاطفية . وثانيا : ان هذه الصفة المظهرية موجودة حتى في الاجواء التي تسمي نفسها ليبرالية وعلمانية ونتشوية حتى . الا تلاحظ انهم يحاولون ان يتشبهوا باسيادهم في الغرب ، حتى في لباسهم وشربهم و اكلهم وكلماتهم ومصطلحاتهم ، وربما عاداتهم الشخصية ؟ كل هذا يعني مظهرية ، لكي يظهر امام بقية العلمانيين انه اشدهم علمانية واكثرهم فهما لنيتشه وداوكينز وبقية الشباب كما تحاول ان تفعل .
اذا هذا النقد يصلح لاي ايديولوجية ، بما فيها ايديولوجية النتشويين . ربما ياتي شخص اخر يحاول ان يثبت لك انه نتشوي اكثر منك . ولو نظرت بواقعية لوجدت ان كلامي صحيح ، فأنت ادرى مني ببيئتك العلمانية ، ولا بد انك قلت عن بعضهم انهم ادعياء ومتمسكين بمظاهر الليبرالية دون المضمون . وأنهم لم يفهموا نيتشه كما تفهمه . ونفس الوضع ينطبق على المسلمين .
اقتباس:ثالثاً، إن فضائلنا تفرق عن أخلاق العبيد بمنحى أساسي ومهم، ألا وهو الصراحة مع الذات أولاً، والصراحة مع المحيط ثانياً. فنحن قد صارحنا ذاتنا وإتفقنا مع ذاتنا وتقبلنا ذاتنا وندعو للتفوق على ذاتنا لنتقدم أولاً كأفراد، وثانياً كمجتمع حضاري متقدم يدعم الحرية الفردية.
وهل الاخلاق الاسلامية الدينية تقول عكس هذا ؟ اليست تحث على الصدق وتحذر من الكذب ؟ اليست تريد ان ترقى بالانسان عن مستوى الحيوانية ؟ وتجعل حيوانيته تابعة لانسانيته ؟ وتحت سيطرتها ؟
اقتباس:بينما في الجهة المقابلة الوضع مختلف، فهناك في ثقافة العبيد إختراع للأكاذيب وخوف من الحقيقة ومن مصارحة الذات، لكونهم في الأساس من الضعفاء، أي لكونهم من الجماعات التي يجب أن تزال من الحياة لكي تبقى الحياة.
صرنا لا نفرق بين كلام نيتشه وكلامك الآن !! فهل انت تطالب بازالة الضعفاء من الحياة ايضا ؟ من يريد ازالة الاخرين من الحياة ، اي يريد قتلهم : الا يسمى هذا التفكير ارهابيا ؟ أنا سأحسبه على نيتشه وليس عليك ، لأنك مقلد ليس الا !
ما دمتَ صريحا مع الذات كما علمك نيتشه ، فلم لا تكون شجاعا وتقول ان نيتشه ارهابي ؟ لانه يدعو الى قتل الابرياء بحجة انهم ضعفاء فقط وبلا اي ذنب اقترفوه ضده ولا ضد غيره ؟ ان كنت صريحا مع ذاتك فأنت ستعترف بهذا ، وإلا فأنت من الضعفاء ، مثل نيتشه .
هذا بدلا من مساعدة الضعفاء كي يظهر ابداعهم وقوتهم ويضيفوا إلى العقل والعلم والحياة شيئا جديدا ، يُطالب نيتشه العاقل جدا بإبادتهم بمحارق جماعية !!
من يقتل الحياة لا يريد الحياة ، ليتك تفهم هذا ..
القوي هو من يقبل المنافسين وليس من يريد تصفيتهم ! ليتك تصدق هذا ..
من لا يتحمل وجود الضعفاء معه ، فهو خائف منهم ، ليتك تتأمل ذلك .
هذا هو نيتشه .. بكل بساطة .. شخص ضعيف .. وإذا تبنيته صرت ضعيفا مثله ، ومن بحث عن شيء فهو ينقصه ، ونيتشه الذي جعل الحياة ارادة القوة ، هذا يدل على ان الدافع هو ضعفه الداخلي .
اقتباس:فهم —أي العبيد الدينيين— يكرهون أنفسهم، وبالتالي يكرهون الأخرين،
قف قليلا و كن صريحا مع نفسك : من يريد ان يبيد الضعفاء و هم الاكثرية ، هل يسمى هذا بالمحب للآخرين ؟ قليلا من العقل لو سمحت ..
انا لا ادعو الى سحق الضعفاء مثلك ولا اكره نفسي ، بل احب الضعفاء واحب ان يقف الاقوياء معهم ، لاني لا اصدق ان من يسمون ضعفاء بانهم ضعفاء ، والدليل هم المعاقون الذين يكرههم نيتشه ، كم خرج من المبدعين من المعاقين الذين لا يراهم نيتشه صالحين للحياة ؟
خذ مثالا تعرفه أنت : ستيفن هوكينغ !!
أترى لو كان عند نيتشه هل سيبقي عليه ؟ حتى تخرج ابداعاته التي تستفيدون انتم الملاحدة منها ؟ وان كنت لا اراها ابداعات ..
نيتشه ليس فيلسوف ، فهو لم يحدد مفهوم الضعفاء والاقوياء . يريد من بعيد ان يقول : ان الدين يجعل الناس ضعفاء ، والواقع والتاريخ لا يؤيد هذه الفكرة ، فشجاعة من يقاتلون بحماس ديني معروفة عبر التاريخ ، فلماذا لم يظهروا كمقاتلين ضعفاء ؟ لا يوجد عاقل يستطيع ان ينفي هذا المثال ، اذا فكرة نيتشه خاطئة من الاساس ، ان الدين يصنع ضعفاء . ومن يـُظهره وضع من الاوضاع قويا ، فهذا يعني انه يستطيع ان يظهر في الاوضاع الاخرى بنفس القوة .
الحقيقة ان الشهوانية والانانية هي التي تصنع الضعفاء ، ولم يضعف احد الا بسبب اتباعه للانانية والشهوانية . اصحاب المبادئ دائما هم الاقوياء ، وهذا ما لا تستطيع انكاره ، والماديين والمصلحيين هم الضعفاء .
اقتباس: ولذلك متى ترافقت أخلاق العبيد —التي يدعونا إليها زميلنا الوراق الإسلاموي— ترافقت معها التفرقة والطائفية والمذهبية والحقد على الأخر وحد الردة والبلوط لمن يرفض أن يكون عبداً الخ.
هذا التلازم غير صحيح ، فقد يكون وقد لا يكون ، على حسب النية . وكل العيوب التي توجد في من ينتسبون للدين ، منبعها هو ما تدعو انت اليه : الانانية والبراجماتية والمصلحية والمنفعية والشهوانية ، الخ ..
اذا انت تعادي افكارك ، فعيوب المسلمين ليست بسبب الاسلام ، بل بسبب الانانية والنفعية التي تدعو انت اليها .
اقتباس:ذلك لأنهم عاجزين عن التقدم قدماً كأفراد يعتمدون على فرض أخلاقهم على الجميع كي يصبحوا سواسية مع من هم أقوى منهم، بالتالي لا يتقدم لا الفرد والمجتمع، بل ينهزم الجميع كرمى لعيون أخلاقهم المنحطة.
ولعلّ الشاهد الحيوي في ما نقول هو ثقافتهم التي يريدون فرضها حالياً على الجميع: "الإسلام هو الحل"، "الحكم لله وللشريعة" الخ؛ وهذه شعارات العبيد والقطيع بإمتياز، فهم لا يريدون أن يروا أناساً متفوقين، لكونهم فيهم وهن وضعف، وبالتالي أضمن حل ليبقى القطيع على شعوره بالرضا عن نفسه الضعيفة والتي يتمنى أن لا يتذكر ضعفها، هو بفرض أخلاق الضعف على الجميع، وبالتالي لن يكون فرد القطيع مضطراً إلى المصارحة مع ذاته والكشف عن خمجه وعفنه ووهنه. —
كيف يستطيع الضعيف ان يفرض على الاقوياء شيئا لا يريده اولئك الاقوياء ؟ وان قلت انه بسبب الكثرة ، اذا الكثرة تجعلهم اقوياء ، و حينها لا يسمّون ضعفاء .
اقتباس:هل نيتشه يمجد الشر؟: كما قلنا سابقاً لا شر ولا خير، نيتشه يمجد التقدم والرقي والصراحة ومشاعر الأخوة بين من يستحقها، بين الأقوياء الذين تصارحوا مع أنفسهم وتخلوا عن الكذبة المريرة التي كانوا قد وضعوا فيها وفرضت عليهم فرضاً بالقوة.
اذا نيتشه متعصب لمن يسميهم الاقوياء فقط وهم من يستحقون الاحترام ، اي لا يحترم الانسان عموما ، مهما كان اختلاف عقيدته . ما الفرق بينه وبين اصحاب الاديان المنحرفة والايديولوجيات البشرية ؟ قبل قليل كنت تنتقد المتدينين بأنهم لا يقبلون غيرهم ، وها أنت الان توضح ان نيتشه لا يقبل الا الاقوياء ، وانهم فقط من يستحقون الاخوة والبقية اعداء !
عليك ان تنتبه عندما تقذف على احد اي تهمة ، عليك ان تتأكد من انها غير موجودة عندك ، ثم تتوكل على ابليس وتقذفها !!
والاقوياء عند نيتشه هم الملاحدة ، اذا الالحاد دين واتباعه متعصبون له ولا يقبلون غيرهم تبعا لتوضيح امامهم نيتشه .
نيتشه نفى ثنائية الخير والشر ، ولكنه بدلها بثنائية مقيتة ، وهي ثنائية اقوياء يريدون ان يسحقوا ضعفاء بغير ذنب ! يا لروعة هذه الاخلاق النتشوية !! يا ترى ما هو الدافع في نفس القوي لكي يسحق الضعيف ويشرب من دمه ، لولا ان الضحية اقوى منه ؟ وهل تتقدم البشرية والانسانية بالصراع والسحل ؟ هنا سوف تتقدم البربرية وليس الانسانية ! توزيع الناس الى اقوياء وضعفاء توزيع ساذج جدا ،
ترى الرجل النحيل فتزدريه .. وفي اثوابه اسد هصور ..
ويعجبك الطرير فتبتليه .. فيخلف ظنك الرجل الطرير ..
فيتنام بلد فقير ، دوّخ امريكا القوية .. والأمثلة كثيرة ..
كان يجدر بنيتشه وهو المهتم بالقوة ، ان يعرف انواع القوة ويدرسها ، ولا يقدمها على انها شيء معروف بناء على عرف العوام الذي ينطلق منه . هناك قوة معنوية وهناك قوة مادية ، قوة الشعوب معنوية ، و قوة الجبابرة والمتسلطين والمستعمرين مادية ، وانت ترى كيف تنهزم القوة النتشوية المادية امام القوة المعنوية . انها قوة اصحاب الصدور العالية . اذا نيتشه لا يعرف مفهوم القوة تمام المعرفة .
انت الآن نتشوي ، وها هو خطابك مليء بالهياج والصراخ والعواطف والويل والثبور .. هذا لا يشير الى انك في موضع قوة ، لأنك الان تحرق اعصابك . ونسبة المنطقية في كلامك ضئيلة ولا تعتمد عليها قدر اعتمادك على العواطف المهزومة في داخلك .
ستكون فيلسوفا انت أو نيتشه او اي مادي ، لو استطعت ان تحدد بدقة ان هذا الشخص المعين ضعيف ، وان ذلك الشخص المعين قوي .
اقتباس:(الفضيلة يجب أن تكون من إكتشافنا [إختراعنا]، أن تكون حاجتنا ودفاعنا عن نفسنا: وفي أية حالة أخرى، فإنها مجرد خطر. م لا تتطلبه منا الحياة، يؤذيها: الفضيلة بمجرد كونها إحترام للـ"فضيلة"، كما يحب "كانط" أن يدعوها، هي مجرد أذية. "الفضيلة"، "الواجب"، "الخير في ذاته"، الخير في اللاذاتية [أي اللافردية، أي ضمن قطيع العبيد] والعالمية [يقصد الخير المفروض من جهة أخرى خيالية: الله وزلطة وبلطة وأي كان اسم ربك] —هي مجرد سراب، حيث الإنحطاط ، والقضاء النهائي على الحياة، وكهنوتية كونينغزبيرغ [إنه يلمح إلى هيجل وكانط سوياً كونهم من الكهنوت المسيحي] تعبر عن نفسها. العكس هو المطلوب من قوانين المحافظة ونمو الحياة: أيْ بأن يصنع كلٌ منا فضيلته وأوامره القطعية الأخلاقية. أية أمة تغلط ما بين واجبها الذاتي [أي يقصد بالأمة هي الحضارات والأفراد التي تسن قوانين لنصرة الحياة؛ راجع جيانولوجيا الأخلاق، لتعرف ماذا يقصد بمفهوم أمة أفراد] وبين الواجب العام، تنتهي وتندثر.)
إذا كان كل شخص سيصنع لنفسه فضائل ، سيكون بموجب ظروفه ومصلحته ، والظروف والمصالح متغيرة و متناقضة .. إذا ستتصادم هذه الفضائل وتتغير ، وبالتالي ستصبح سببا للشرور ، وحينها لا تسمى فضيلة .
الفضيلة تقدم نظاما عاما ومعياريا ، والفضائل الخاصة لا تكون معيارية . و بموجب كلام نيتشه : القاتل سيعتبر القتل فضيلة ، والسارق سيعتبر السرقة فضيلة ، و دفاع المظلوم سيكون فضيلة ، واعتداء الظالم سيكون فضيلة !! هذه هي فوضى الذهن عند نيتشه .
ثم : على افتراض تنفيذ هذا الجنون ، فمن اين ستكتسب هذه الفضائل المصنوعة زخم الفضيلة وجمالها وسموها واحترامها ؟ نيتشه يريد ان يصنع عالما اخر ، نيتشه يريد ان يصنع الانسان بشكل آخر ويعتقد ان ذلك ممكنا فيفصله بمقاسات الحائك، لا بد انه يعتقد انه بالامكان رؤية القذارة جمالا ، والجمال قذارة !
من سَمح لنفسه باختراق المنطق والطبيعة الانسانية يستطيع ان يفترض ما يشاء .
اقتباس:تعقيب بسيط: لاحظ أخر جملتين، أولاً هل هذا كلام رجل يدعو للشر وهيجان الرعاع والهمج؟ بالطبع لا، هذا كلام رجل يريد من الإنسان أن يصبح ضمن أطر تسعى به قدماً وإلى الأمام، لكنك بما أنك لم تقرأ فتعلقت بالقشور، وطالعتنا بمحاضرتك المسجدية المتقوقعة.
نعم ، هذا ما تفعله هاتان الجملتان اللعينتان الغير اخلاقيتين ، فهو يريد ان تطغى المصالح الخاصة على الذوق والاخلاق والقيم الانسانية . بحيث تجيز الامة لنفسها ظلم الامم الضعيفة الاخرى واستغلالها واستعمارها بموجب مصالحها الذاتية لا بموجب الواجب العام ، كما فعلت امم الغرب المتاثرة بنيتشه . فكيف يكون فاضلا من يدعو الى الشر بهذا الشكل ؟
ومعذرة : ان كنت تحب الخير كما يبدو من تبريرك لنيتشه ، فأنت لست نتشويا ، فنيتشه يدعو إلى جعل الشر هو الفضيلة ، و ليست الفضيلة المعهودة التي اعتاد البشر على احترامها . أنت هنا لا تدافع عن نيتشه كما هو ، بل أنت تدافع عن نيتشه مفبرك . نيتشه المعروف ينادي علنا بالبقاء للاقوى وسحق الضعفاء بدون ذنب ، معتبرا ضعفهم هو ذنبهم وبالنص ، فكيف تريد ان تجعل منه رجلا فاضلا ؟ اذا انت تحب الفضيلة ونيتشه لا يحبها ، إذا انت لست نتشويا !
تحتاج إلى ان تجدد نتشويتك كما يجدد المؤمن ايمانه . انت تستند على التاويلات التي تحبها وانا استند على كلام الرجل نصاً . هل بعد طلب سحق الضعفاء من فضيلة لكي تلصقها به ؟ الشيطان نفسه لم يتكلم بهذه الصراحة . اتمنى الا يكون دفاعك تأويليا ..
اقتباس:ثمّ في الجملة الثانية، ألا يتكلم هنا عن وضع أمتك الإسلامية؟ التي لغطت ما بين واجبات أفرادها والواجبات العامة، عبر فرض الشريعة والبلوط على الجميع، وبالتالي كما تنبأ نيتشه، ها نحن نرى أفول وإندثار هذه الأمة التي إنتهكت حرمة الفرد من أجل الرعاع والهمج؟ ألا يكفي أن أمتك الإسلامية لم تقدم تطوراً ثقافياً أو إقتصاديا أو علمياً واحداً منذ ما يقارب الألف عام، لكي تدروا الطامة التي أنتم فيها؟ وما زلتم "الإسلام هو الحل"... وعجبي وكأن من حكم من 1400 سنة كانوا هندوساً أو بوذيين! أولم تكن الشريعة والإسلام هم من أودى بنا لهذه المهزلة التافهة والمصيبة التي نحن فيها وعاجزون عن الخروج منها؟
أنت تمارس مغالطة الهروب الى الامام ، وتبدو منطلقا فيها ، في حين ضعفت في الدفاع الفكري عن نيتشه ، وهو الموضوع ، وليس الموضوع عن الامة الاسلامية ، والهروب نفسه علامة ضعف . فغاراتك على الامة الاسلامية لا تشكل اي قيمة في موضوع نقاشنا سوى انها تكشف عن الرغبة في ابعاد الموضوع عن صنمك المفضل والذي عجزت ان تدافع عنه فكريا .
اقتباس:المهم... فلنكمل ترجمة البقية:
(...ما الذي يدمرنا أسرع، من أن نعمل، أن نشعر، أن نفكر، من دون أية حاجة داخلية، من دون أي خيار شخصي عميق، من دون أية لذة؟ كمكنة "واجبات"؟ أمر مثل هذا هو وصفة سريعة للإنحطاط، للحماقة حتى... "كانط" أمسى احمقاً...)
تعقيب: يقصد فروض الطاعة الإستعبادية التي تجعل من المرء مجرد مكنة دون احاسيس، دون هدف، سوى الهدف المفروض عليه، وأعماله ليست سوى خشية من نار تلظى وبقية سيمفونية ربك،
هذا ما تفعله المادية ، وهي التي حولت الناس الى الات تعمل بطريقة الية متثاقلة لجمع النقود . هذا ليس ادعاء ، فمعاناة الناس في هذا العصر المادي ما هي الا معاناة من الروتين والملل والرتابة والالية . لا شك ان نيتشه لم يفهم الانسان قبل ان يفهم الدين ، يتجه الانسان للدين باختياره وبرغبته وعواطفه ، ولم يُفرض عليه ، لكن المادية تفرض على الانسان الروتين والملل والرتابة والالية . ستجد نيتشه او انت و اي ملحد في موضع اخر أنهم ينساقون وراء الخيال الجميل والعواطف والبكاء والدموع ، فهل هذه رتابة و ملل و الية ؟
من روعة الايمان انه لا احد يفرضه على احد ، وهو تجسيد لحرية الاختيار ، فإذا سُئلت عن شيء يفعله الانسان برغبته وبدون تأثير ، ستجد انه الايمان الصادق ومحبة الخالق . وهذا ما ازعج نيتشه .
اقتباس:مثلاً: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ —أنت لست سوى عبد، بكل صراحة وصفاقة، هكذا... عبد وإنتهى الأمر، مهمتك في الحياة أن تخر ساجداً راكعاً لأنك خلقت عبداً... هذه أخلاقكم، هذا منهجكم ودستوركم، عبيد يريدون أن يجعلوا من الجميع عبيداً مثلهم؛ لكن تأبى الحياة إلا أن تنقرضوا... وبأيديكم.
إذا لم تكن عبدا ، فماذا تكون ؟ هل أنت رب ؟ الرب هو من يريد ان يجعل الآخرين عبيدا ، اما نحن فعارفون لواقعنا بأننا عبيد ، ولكننا لسنا عبيدا لك ولا لغيرك من البشر . اي ان العبودية لله هي سر الحرية الحقيقية .
هل انت خلقت نفسك ؟ هل انت خلقت الماء ؟ هل تعلم ما يجري للكون ؟ هل تعرف اين كان ؟ اذا انت لست ربّاً ، ومن لم يكن ربا فهو عبد .
أكون عبدا لرب السماوات والارض ، ولا عبدا لنيتشه المجنون فلا استطيع ان اخرج عن كلامه ، واذا غلط اجهدت نفسي لأتأوّل له واسبح بحمده وهو مجنون .. من خلال كلامه وليس من خلال المصحات العقلية التي دخلها .
اقتباس:تُقَوِّل نيتشه: "بموجب هذا يكون الانسان الة تتحرك ولا تقيم اعمالها"
أرجوك أن تسرد لنا أين قال نيتشه هذا، وتضع لنا الكتاب والصفحة ورقم القطعة.
لا تعذب نفسك لن تجدها بأي كتاب من كتبه، بل مجرد تدليس منك على الطريقة الإسلامية كما عهدناكم، تلقون بالكلام جزافاً دون مرجع أو مصدر أو أي شيء.
هذا كلامي انا ، وليس لنيتشه .. اين هو التقويل والتدليس ؟ قولي هذا أستنتجته من هذا الكلام لنيتشه بموجب كتاب مجدي كامل وهو الآتي :
اقتباس:كيف يصبح المرء (ما هو) ؟ بهذا السؤال ، أو بهذه الاشكالية ان صح التعبير ، يبتدئ نيتشه فلسفته حول الإنسان .. أن يصبح المرء (ما هو) ، يفترض أن لا يكون لديه أدنى دراية بـ (ماهو) ، ومن وجهة النظر هذه تغدو حتى الأعمال غير الصائبة التي تحدث في الحياة ذات معنى وقيمة ، وكذلك السبل الجانبية والسبل الخاطئة التي يسلكها المرء لفترة من الزمن .. وهنا تتجلى الحكمة الكبرى ، ألا وهي : اعرف نفسك بنفسك ،
كونك تضطر للدفاع بهذه الطريقة الدعائية ، لا يدل على انك في مركز قوة .
اقتباس: —الإنسان المكنة، الألة هو إنسانكم، أنت أحدهم مثلاً، فأنت كالمنبه، عليك أن تقدم فروض الطاعة والسجود خمس مرات في اليوم، كالمنبه وكأي مكنة مبرمجة لفعل نفس الشيء يومياً، وإن لم تفعل، أي لم تكون مكنة، فأنت آبق، وستُصلى ناراً تلظى... من الألة؟
هذا هروب للامام خارج عن الموضوع . من الافضل ان تكتب موضوعا مستقلا بما يجيش في صدرك من هذه الاشياء . اما موضوع نيتشه فلنيتشه وليس عن واقع المسيحيين او المسلمين او الازتك . وليس عن الجغرافيا ولا عن علم امراض النبات . اثبت ان نيتشه على حق ، هذا دورك . وان انتقادي كان خاطئا ، بالحجة والمنطق ، هنا تكون قد افدتّ الصنم .
اقتباس:2. "نيتشه يظن ان قتل الانسان وابقاء المادة امر سهل . ويسميها حكمة ! كل هذا من اجل نصرة الشر والشيطان"
أولاً ما هو هذا الإنسان الذي تتكلم عنه هنا؟ هل هو الإنسان الألة الذي فُرض عليه أن يعمل كالمنبه 5 مرات يومياً؟
من سماه الة ؟ لا يكون الانسان آلة باختياره ، و الدين حالة اختيارية ، بدليل وجود المؤمن والملحد على حد سواء ، ولا احد يستطيع ان يجعل قلب احد مؤمنا . اذا الدعوى ساقطة من الاساس .
اسلوب نيتشه يعتمد على الصاق الاوصاف ، ثم التقييم من خلال تلك الاوصاف ، بحيث يمرِّر على القارئ ما يريد ، كأن تقول لشخص : أنت رجل طويل ولهذا يناسبك أن تلبس لباسا اطول ، وقد لا يكون الرجل طويلا . ونيتشه يقول : الايمان يجعل الناس اليين ، اذا حياة الاليين حياة سيئة . على مبدأ : إكذب كذبة و صدِّقها .
اما نقدك فيعتمد على توثيق ما يُنقل عن نيتشه . أي (السند) ، ثم على التأويل . أي نقد لطريقة الفهم . وهاتان الطريقتان اضعف من طريقة النقد من خلال المنطق التي لم تستعملها كثيرا .
اقتباس:إذا كان هذا فنعم يجب قتل هذا الموبؤ الذي لا يمتلك نفسه، بل يعمل كالمكنة دون روح، دون هدف، سوى في أحلامه.
لا يوجد عاقل يطالب بقتل انسان بريء ، خصوصا ونحن في زمن حقوق الانسان والقوانين الدولية ومعاهدة جنيف ، واذا طُبق كلامك هذا ، اذا يحق لاي انسان ان يقتل من يكرهه . فانت تكره الضعفاء اذا يحق لك قتلهم ، وغيرك يكره الاقوياء ، اذا يحق له قتلهم . وهل تعترف بعد هذا ان فكرنيتشه فكر ارهابي ام انه لا يزال عظيما و راقيا وانسانيا ؟ ام انك ستقول : بل انتم المسلمين الارهابيين ؟ رغم قولك : نعم يجب قتل الموبوء .. ؟
الاسلام الحقيقي لا يطالب بقتل احد الا دفاعا عن النفس : (ومن قتل نفسا بغير حق فجزاؤه جهنم خالدا فيها ) ، هذا هو الفرق بين الاسلام الحقيقي والنتشوية التي ادت الى حربين عالميتين والى استعمار واستعباد كل الشعوب الضعيفة تقريبا من قبل الاقوياء الغربيين كحقٍ شرّعه الفكر النتشوي خصوصا والفلسفة المادية عموما .
ثم إذا عمل كالمكنة ، ما الذي يزعجك في عمله هذا ؟ لم لا تهتم بمصالحك وصنع القيم الجديدة لنفسك كما يقول نيتشه ، ومبادرة الشهوات بدلا من تضييع الوقت على ملاحقة الضعفاء في العالم؟ ثم ان هذه الفكرة بحد ذاتها تناقض كلام نيتشه ، فهو لا يطالب بالالتزام الدائم باي قيمة . و قيمة قتل من يعمل كالمكنة تبدو قيمة الزامية لديه ومبدأ عام !! مثل هذا الاعتراف يعتبر اعترافا خطيرا وضارا بالنتشوية وليس نافعا لسمعتها.
وبسببه يفتضح سوء النتشوية وسوبرمانها الظالم الذي يريد ان يقلب الامور على مزاجه كما فعل ابرهة عندما صنع كعبة في اليمن معتقدا ان قوته و ماله تجعل قلوب الناس تميل الى كعبته بالقوة و رغما عنها ، لكن العرب سخروا منه ومن كعبته ، فأحس بالضعف الداخلي وليس الضعف المادي ، وجاء لينتقم من كعبته . نيتشه و ابرهة شيء واحد في هذه الناحية : يعتقدان بسهولة تغيير الفضائل والقيم عند الناس ، والفضيلة مجرد اسماء يمكن تبديلها بالقص واللصق . وهذا لا ينم عن فهم عميق للانسان .
اقتباس:أما الإنسان الحر فهذا هو الـ"Ubermensch" هذا من يحيا، لأنه خلع عنه رداء الذل والعبودية، وما عاد مكنة تعمل 5 مرات في اليوم... هل عرفت من هو الألة؟
ثانياً، أي شر وأي شيطان، يا رجل بأي منطق تتكلم، أنت تغرد في عالم خيالي، عالم مجنون، هذه ليست سوى أوهامك، التي تقبع تحتها... ثمّ يأتوا ليفرضوا مفاهيمهم الخيالية على الجميع وكأنها الحقيقة بعينها... مجموعة مهلوسون، لن أزيد عن هذا...
لا شك ان فرض الراي امر سيء ، لكن سحق الضعفاء والمساكين بلا ذنب اسوأ منه . (أرأيت الذي ينهى ، عبدا اذا صلى) ، وهذا يذكرنا بأصحاب الاخدود ، اذ يبدو انهم كانوا نتشويين في منحاهم ..
اعتقد ان كلام نيتشه غير مناسب لهذا الزمن الذي يدعو الى احترام خيارات الاخرين وحريتهم في عقائدهم و ما يلزمون به انفسهم ما لم يعتدوا على غيرهم . الزمن تجاوز نيتشه ، ولم تعد مثل هذه الكلمات امرا لائقا بأن يفتخر النتشوي بانه يطالب بسحق اي ضعيف او من يمارس اي تعبد لأنه يشبه الالة ، مع ان نيتشه يحب الالات لأن الآلات قوية !
لا شك انها دعوى مقززة وغير مقبولة من كل سكان العالم وليس فقط المسلمين ، حتى الملاحدة المعتدلون لا يقبلون بمثل هذا الكلام الذي ينادي به نيتشه . ويحيلونه على القسم الآخير من حياة نيتشه .
3
اقتباس:. " فنسيان الذات وسوء فهم الذات وتحقير الذات .. تغدو عين الحكمة امام القفز إلى الماوراء ، دون معرفة ماهية ما تم القفز فوقه..."
إنشاء. من نسى ذاته هو أنتم، من نسى نفسه وحقّرها هو أنتم، من رضي على نفسه أن يكون عبداً هو من يحقر نفسه يومياً... عبدٌ للاشيء: هذه مصيبة.
هذا كلام نيتشه ويدعو اليه ، أرايت أنك تدافع عن نيتشه مـُتخيّل او نيتشه السوبرمان ؟ الموضوعية مطلوبة في الحوار ، ها الكلام اما ان يكون قاله نيتشه او انه لم يقله . فان كان قاله ، فلا يحق لك نفيه إلا اذا كنت تدافع عن نيتشه متخيل غير نيتشه الموجود . والمؤلف ذكر لك مصادره في الكتاب ، وتستطيع التأكد هل قال نيتشه هذه العبارة ام لا . هذا افضل من عبارات الهجوم والهروب للامام و كيل التهم . لأن هناك قرّاء ايضا سيقيّمون ما تكتبه .
4
اقتباس:. "نيتشه مستعد ان يضحي بكل شيء لاجل ان يرفض الايمان بالغيب ، حتى نفسه ، قال تعالى : (نسوا الله فانساهم انفسهم) ، وما زلنا في كلامه فهو قال هذه وقال تلك . واي شيء سيكون اهون من هذه النتائج السابقة ، هذه التضحية سخية لاجل الشيطان."
نيتشه لا تفرق معه ربك لأنه لا يؤمن به، لأنه ملحد، فكيف سيضحي بكل شيء لكي لا يؤمن بالغيب؟! —ما هذا التخبط...
هو ذكر لك بماذا سيضحي حتى لا يؤمن بالغيب ، وهو احتقار الذات ونسيانها وسوء فهمها . اذا هذه هي نتيجة الالحاد كما قررها امام الالحاد . ماذا افعل لك ؟ هو الذي قال و لست انا ..
اقتباس:البقية إنشاء، وقصص غيلان وعفاريت وشياطين كنا نجدهم cute في صغرنا وقبيل النوم...
عن أي البقيتين ينطبق هذا الوصف؟ لست ادري ..
يتبع ..
اقتباس:دهدن، باطل. لا يوجد شيء إسمه زنا؛ الزنا هذا في عقولكم، في خيالكم، في أخلاق العبيد النتنة، العفنة.—
في القرى يقومون بإخصاء الثيران، إذا سألتهم لما يفعلوا ذلك، سيجيبونك، بأنه هكذا يصبح الثور مطيعاً، ويمكن لهم أن يستعملوه كبعير ضعيف كل شغله وعمله هو جر العربات والتعتيل. الثور الذي يملك خصيتيه، لا يمكنك أن تستغبيه، لا يمكنك أن تضع طوق العبودية حول رقبته، متى شاهد ما يريده يمر أمامه سيقتلع كل من يقف في طريقه ليصل لهدفه؛ لهذا السبب، كي يصبح عبداً مطيعاً، فاقداً لقوته وإرادته، يقومون بإخصاءه.
هذا كلام غير دقيق ، ولا يبدو ان عندك خبرة واسعة في عالم الحيوان . هل الثيران والجمال التي تعمل كلها مخصية ؟ طبعا لا ، وهل الثور الغير مخصي يرفض المحراث والعمل ؟ هذا غير صحيح ، لكنه يهيج في وقت استثارة ، لهذا قد يزعجهم ، خصوصا عندما تكون بعض الابقار قريبة منه ، اذا ثورته جنسية فقط ، ولا يعني انه ثور حقيقي وإمام للثوار بسبب خصيتيه ، ومستمدة كلمة "الثورة" منه ، فالثور بعد ان يمارس الجنس سيعود الى محراثه .
إباء الضيم والثورة لا تستمد من الخُصى ، بل من الكرامة التي تعني احترام الانسانية . ولو كان كلامك صحيحا لأصبحت الخصية هي شعار الثوار ، و لرُفعت صورها بدلا من صور تشي جيفارا !!
اقتباس:كذلك المتدينون، فهنا تتم عملية إخصاء نفسية عليهم، عبر زرع مفهوم الخطيئة والزنا والرذيلة وباقي الحركات الفارغة، ويخيفونه من غضب "الرب" ومن نارٍ تلظى. وهكذا يصبح المؤمن مخصي نفسياً، وبالتالي كما الثور المخصي، يمكن لتجار الدين والنصابين والدجالين، أن يربطوا سلاسل العبودية حول رقبته،
هذا الكلام ينطبق على نفس الايديولوجية التي تعتنقها ويعتنقها غيرك . أليست تجعلك لا تستطيع ان تسمع الا صوت نيتشه و ما يغرّد به ؟ حتى لو كان صوتٌ غير صوت نيتشه حقا ؟ هذا خصاء نفسي ايضا ، و مزمن .
قبل ان تطلق اي تهمة ، تأكد أنها غير قابلة لان تـُقلب عليك . نصيحة من الضعفاء للاقوياء .
اقتباس: ويمكنهم حينها فرض إرادتهم فوق إرادته، ويصبح عندها مطيعاً رعديداً، يذهب إلى فروض الطاعة والعبودية يومياً 5 مرات دون أن يتجرأ على التأخر، لأنه عبد، لأنه فاقد لخصيتيه، لأنه يمكن إستغباؤه، لأنه لا يملك إرادته، لا يملك نفسه، بل محجوز بقوانين فرضت عليه كالطوق الذي فرض على الثور المخصي. وهكذا افواجاً وراء أفواج، يدخلون العبودية ويصبحوا فاقدين لأنفسهم، فاقدين لذاتهم، فاقدين لإرادتهم، ويستمر التجار والنصابون والدجالون والمشعوذون بالتحكم بالعباد من وراء مفهوم "الزنا" الذي يخصي العباد ويكوي إرادتهم كوياً.
أنت تريد ان تشوه فكرة العبودية من خلال اظهارها كأنها عبودية للبشر ، فتصفها بالذلة والخضوع إلخ .. متناسيا انها عبودية ليست لاي احد من البشر ، بل شرطها الاساسي حتى لا تكون شركا هو التحرر من العبودية لأي مخلوق .. فذل العبودية الذي يعرفه الناس هو ان يذل الانسان انسانا اخر ، وأنت تريد ان تقفز بالتعريف الى غير مجاله . الناس يصلون لله وليس للذين تقول انهم ساقوهم رغما عنهم الى المساحد ، ولو كانوا عبيدا لهم لعبدوهم هم ولم يعبدوا الله ، كما عبدوا فرعون ،و كما تفعل انت تقريبا مع نيتشه وغيره من مُلاّك القوة وليس الحقيقة في العالم المادي .
لك أن تنتقد - وأنا معك - اي صورة دينية تجعل بشرا يخضع بدون ارادته لقسيس او شيخ او عالم ، أو اي رجل دين ، وانا معك ، حينها سيكون كلامك صحيحا . اما مغالطة القفز بالنسبة التي تمارسها ، فهي مجرد مغالطة لا قيمة لها .
اقتباس:مرة أخرى نطلب منك أن تزودنا بالنص الذي طالب فيه نيتشه بإزدراء النفس لمن هم أحرار؟ —
بالطبع تخلط الحابل بالنابل ولا تدري شيء عن أي شيء. الإحتقار الذي يدعوه نيتشه للبشر —أو كما يحب أن يسميه الإحتقار العظيم—، هو للمتدينين؛ إنه يريد منهم أن يتأملوا أنفسهم ويروا الدمار المستشري في أنفسهم، أن يروا الكذبة والخيال الذي هم فيه يميدون. خطاب الإحتقار موجه "للمؤمنين" يا زميلنا، لكي يستفيقوا من الغيبوبة التي هم فيها، من الوهم التافه الذي جعل منهم عبيداً. طلب الإحتقار موجه لك يا زميلنا، لكي تستفيق من وهمك.
نيتشه يوجه خطابه لنفسه ، ولم يوجهه للمؤمنين ، وجعل احتقار النفس ثمن الالحاد . بموجب النص المذكور في الكتاب . والكتاب له مراجعه ، ولا أظن في صالح الكتاب ان يصطنع كلاما لم يقله نيتشه وينسبه اليه عليه الصلاة والسلام !! لأن هناك من اهل الحديث النتشوي من سيفضحونه ! حينها يتضرر كتابه ، و يـُشكّ في جميع مؤلفاته إذا كن سيختلق هذه الجملة ويلصقها بنيتشه ، فلماذا لا يختلق غيرها ايضا ؟
اعذرك على هذه المحاولة اليائسة فأنت في موقف صعب ، وانصدمت بنيتشه انه يفكر بهذا الشكل . و فزعت بآمالك إلى التكذيب عسى ان يكون هذا الخبر غير صحيحا . مما يدل على انك ربما لم تدرس نيتشه بشكل كامل ، حتى صرت تخطّئ وتتهم مؤلف الكتاب بأنه يقوّل نيتشه كلاما لم يقله ابدا ولا ببنت شفة . و هذه دعوى صعبة ومن الصعب ان نصدق ان المؤلف افترى كذبا وقال ان نيتشه قال وهو لم يقل ، ولا مصلحة له بذلك . والباب عموما مفتوح للتأكد .
اقتباس: الإنسان المحتقر، العبد هو من يعبد وهماً، لا الملحد كما تحاول أن تدلس، نحن لسنا تحت تأثير خرافاتك الوهمية، نحن لا نعمل كالمكنات والآلات نركع كالعبيد 5 مرات في اليوم لأنه فرض علينا فرضاً...
أنت تحت تاثير خرافات غير خرافاتي .. هل انحلت المشكلة ؟
ليس بعد نيتشه من خرافات ولا أخلاقية . فنيتشه داعية اللا اخلاقية الاكبر و عدو الانسانية الاول ، وهو صاحب العبارة : الانسان شيء يجب تجاوزه ، اي تجاوز الانسانية . اذا نيتشه يعني : اللادين ، اللا أخلاق ، اللا فضيلة ،اللا اله ، اللا إنسان ، اللاعقل ، وأخيرا : اللاوجود ، اي العدمية ، وهي كلمته الاخيرة . ثقوب بعضها اضيق من بعض .
اقتباس:فلندع زرادشت يتكلم (كتاب "هكذا تكلم زرادشت" ):
بل انكم تؤثرون التقهقر الى حالة الحيوان بدل اندفاعكم للتفوق على الانسان ..
هل النتشوية لا تدعو الى الحيوانية ؟ اليست ضد الفضائل والقيم والدين وتدعو لاطلاق الغرائز واستعمال القوة ،؟ اليست هذه حالة اشبه بحالة الحيوان منها عن الانسان؟
تناقض ..
اقتباس:اتوسل اليكم ايها الاخوة ان تحتفظوا للارض باخلاصكم ..
التوسل إلى الغير إذلال بالنفس لا يدل على القوة ،الإخلاص فضيلة دعا اليها الدين ، فلماذا يطالبهم بها ؟
تناقض في الطرح ..
اقتباس:تعلموا من هو الانسان المتفوق ..
لم يشرح معنى التفوق بشكل كامل ودقيق ، ولا حتى معنى القوة ، لكن ربما انه يقصد بالتفوق امتلاك القوة المادية والقدرة على فعل الرذائل بدون تأنيب ضمير ، كما بين هذه الفكرة في عملية الانتصار على الذات ، اي سحق الشعور الانساني في داخل الانسان . فالتفوق على الذات ليس تفوقا بل هو قتل لجزء مهم من الذات . وعندما تفقد جزءا مهما من ذاتك ، وهو كونك انسانا ، يكون هناك تراجع ورسوب ، وليس تفوق، الى الحالة الحيوانية . مثل الذي تقطع يمينه شماله ، فهل نقول عنه انه متفوق على يده ومنتصر عليها وبالتالي نسميه منتصرا ؟
اقتباس:ما يهمني شرفي ، إن هو الى مسكنة وقذارة وغرور ..
كيف يجتمع الغرور مع المسكنة في شخص واحد ؟ ام انها ضرورة شعرية و سد فراغات في الكلام من قبل نيتشه الفيلسوف العظيم ؟
اقتباس:ما يهمني القوى العاقلة فيّ ..
هنا يحتقر العقل ويدعي انه عقلاني فيما بعد ، مع انه يحتقر القوى العاقلة في الانسان بعد ان فرغ من احتقار انسانية الانسان .
اقتباس:ما يهمني فضيلتي ، فهي لما تصل بي الى الاستغراق .
اي استغراق يقصده ؟ هل الاستغراق في النوم ؟ أم باللذة ؟ وهل الاستغراق باللذة يستحق كل هذه التضحيات ؟ ثم اذا ضحى الانسان بكل هذه القيم التي يحتاجها هو حتى تدوم لذته ، فربما قد يقع في موقف يحتاج فيه الى رحمة غيره ، واذا لم يرحمه غيره و كان نتشويا ، فسوف ينقطع استغراقه في اللذة .
هذا جنون وليس حكمة . بل هو يدعونا مباشرة للجنون لأنه مجنون ، ولا يدعو للجنون إلا مجنون عجز عن عالم العقل والانسانية فصار يدعو الى عالمه المفضل والسهل عليه . وإلا فطرحه كله متناقض فلسفيا . من تهمّه اللذة عليه ان يهتم بكل شيء يحافظ على اللذة .
ثم من قال ان الرحمة لا تاتي بلذة واستغراق يجعل الحياة اجمل ؟ ان من رحم انسانا او تسامح معه سيجد في نفسه طيبا ونشوة تجعله يستمتع ببقية الحياة . افكار نيتشه إذا انا تبعتها كما تطلب ، فسوف اكون مثل نيتشه الكئيب المتشائم المجنون ، لأنه صنعته افكاره وتخبطته الشياطين في عزلته ، ولا احد يرحب بدعوة الى عالم الضياع والجنون والك’بة ، معذرة ، اعيد بطاقتك اليك ، انا اعيش في عالم جميل و خصب و ممتع وغير ممل ، بل لا اعرف طريقا الى الملل ، اما أنت فاهنأ بنيتشه وعالمه الذي يعجبك .
اقتباس:لأول مرة تصيب: القبيح ينتج قبيحاً... هل تنظيم الجهاد والقاعدة والبلوط والمجرمون وقاتلي الأطفال والنساء وقطاعي الرؤوس وبقية الإرهابيين الأنذال والحركات المجرمة الإسلامية —بالطبع دون أن ننسى التاريخ الأسود للكنيسة الكاثوليكية في أوروبا؛ وحاخامات اليهود العنصريين وبقية الشلة الحاقدة— ملحدون، أم متدينون؟
لقد أجبت نفسك. أما بخصوص جمال الدين فأعتقد أن كثيراً من النسوة اللائي جُلِدنَ ورُجِمنَ وذُبحن وضُربنَ قادرات على أن يسردن لك المعلقات الطوال في جمال الدين...
أنت لا تتكلم عن الدين كحقيقة و فكر و روح و معنى و جمال ، انت تنتقي من مخالفات الدين لترد على الدين ، اذا كلامك خارج الموضوع كله ، وهكذا ردودك خارج الموضوع على طول الخط تقريبا . الحوار الجيد يقتضي ان تكون في صلب الموضوع . هناك مخالفات يفعلها اتباع الدين لم تذكرها ، بل تعجز الكتب عن سردها ، فاذهب وحاسب بها الدين كعادتك !
لا تنس حروب البلاشفة الملحدين التي قتلت 50 مليونا من المؤمنين ، وحربين عالميتين قامت بسبب افكار نيتشه في صراع القوى والملايين الاخرى من ابناء الشعوب الضعيفة نتيجة فكرة سحق الضعفاء النتشوية من خلال الاستعمار القذر . كل الحروب ما قبل نيتشه لا تساوي شيئا مقابل الحروب التي جاءت بعد نيتشه ولا تعادلها في القذارة واللا اخلاقية ولا في عدد القتلى والمشوهين .
اقتباس:يكفي مهزلة، يكفي... أضحكتم الأمم عليكم وعلى جهلكم...
الأنكى من ذلك أن زميلنا —الذي نزع لقب الفيلسوف عن فيلسوفنا— لم يقرأ له كتاباً واحداً! وعجبي من ضحالة هذه العقول، ويتسائلون لماذا هم في دبر ركب الحضارة... وها قد أغرقونا معهم على متن هذه السفينة المتهاوية النخرة.
فيلسوف بهذا الضعف ، لا يستحق ان تقرأ له اكثر من كتاب واحد بل وعلى مضض ، ما دام الكتاب الواحد كافي لتوصيل فكرته ، يقرأ كتبه من هو معجب بها و تابع له ومستعبد من قبله . يكفي انني من خلال كتاب واحد جعلت اكثر المعجبين به لا يستطيع ان يدافع عنه الا بالصراخ والنحيب العاطفي . فلماذا اتعب نفسي في قراءة مجون عقلي وليس فلسفة تستحق التأمل ؟
من يُقرأ له اكثر هو من يوجد لديه شيء مثير و مشبع لعقولنا . اما شاعر يريد ان يركب الكون والحياة والانسان كما يشتهي هو ، ويقول هذه هي الحقيقة ، و يقتل من يشاء ويبقي على من يشاء و كأننا غير موجودين في الساحة ، يستأصل منا من يشاء ويبقي على من يشاء ، دون احترام لواقع النفس البشرية ، فهذا لا يستحق اهتماما اكبر من حجمه ، لان هناك من المخرّفين والاطفال من يفعلون مثل هذا . فهو يدعي انه ينطلق من الوقع، بينما هو يقدّم صورة متخيلة عن النفس البشرية ولا يقبلها بواقعها ابدا وبصورة ثائرة و قطعية ! كثرة التناقض امر مزعج للقارئ ، فمعذرة لمشاعرك وحبك واخلاصك لشخص يحارب الحب والاخلاص ويعتبرهما رذيلة بشرية .
اقتباس:الإيمان بالغيب المتفق مع العقل؟ هذه لم يسبقك أحدهم عليها.
كل العقلاء سبقوني عليها ، نعم : العقل هو الذي يجعلنا نؤمن بوجود اله خير ، والفلاسفة والعلماء اللادينيون و هم غير مؤمنين في جميع الاديان ، اضافة الى الفلاسفة المؤمنين اثبتوا ذلك عقليا . ولم يبق الا الملاحدة فقط يغردون خارج سرب المنطقية والعقلانية ؛ لأنهم يؤمنون بوجود الشيء من لا شيء ، والنظام من الفوضى ، والأحياء من الجماد ، والوعي من اللاوعي ، دون ان يشرحوا ذلك وبلا دليل علمي ، فضلا عن ان يكون منطقيا . ويحتقرون الفلسفة ومنطق السببية ، وهذا كافي لجعلهم يغردون خارج سرب العقلانية والعلمية .
اقتباس:تفضل إشرح لنا عقلياً عن جنانيك والعفاريت؛ وإشرح لنا كيف أن الملائكة —خدم البلاط الرباني— يضطرون لحمل عرش ربك —ثمانية منهم، تخيّل—
و انت تفضل ايضا واشرح لنا كيف خرجت الحياة من التراب والصخور . و كيف يعطي الفرغ وجودا . وكيف قفزت الحيوانات من البحر خارجة من الاسماك التي خرجت من تراب المستنقع . ذلك المستنقع الذي اوجد نفسه ، فوجوده كافي لتبريره علميا عندكم . وكيف اوجد العالم نفسه بلا مسبب عاقل ، وكيف تبني الصدف كل هذا التعقيد المعجز والتوازن المحير دون ان تهدم ما بنته ، مع انها عشوائية وغير عاقلة .
عدم اثبات هذا كله يعني التحليق في عالم الخيال والرغبة ليس الا ، بل و الخرافة ايضا .
اقتباس:إذ يبدو أن الجاذبية مازالت تعمل عملها عند ربك، ربما هذا يسبب تقاعسه عن الظهور والعمل، إنه ثقيل لدرجة يعجز عن التحرك؛ وكيف ما زالت قوانين الطبيعة —الجاذبية— تعمل في عالم ربك "الفوق-طبيعي"؟
لقد آن الأوان لتستيقظوا من هذه الخزعبلات والخرافات اللامنطقية واللاعقلية... آن الأوان.
تبدو يا صديقي مؤمنا نتشويا كامل الايمان بخرافات الماديين وتبريراتهم الساخرة بالعقل والانسان التي تتكلم عن مسخ وليس عن انسان حقيقي. المسألة مسالة اختيار وليست مسالة معرفة ، ادعاء المعرفة لا يعني المعرفة ، الجميع في هذه الحياة لا يعرف شيئا اكيدا . انت لست متأكد علميا من عدم وجود اله ومع ذلك تقطع بذلك ، اي انك لا تقطع بدافع العقل بل بدافع الرغبة . وأنا غير متأكد بالعلم والمشاهدة من ذلك ، ومع ذلك أؤمن بوجود ذلك الاله الخير وأحبه ، والعقل في صفي وليس في صفك . وان كان لم يقدم لي ادلة قطعية ، والخير والجمال في صفي وليس في صفك . وماذا بعد الحق والخير والجمال سوى القبح والكآبة و الشر ؟
كل ما في الامر هو انك تريد ان تكون ملحدا ، لان هذا يمتعك كما تتصور ، وان كان هذا غير صحيح ، وانا ارغب ان اكون مؤمنا لأن هذا يمتعني متعة انسانية ، و كلانا بلا ادلة قطعية اكيدة ، انت تلتفت الى غرائز معينة وانا التفت الى غرائز اخرى غيرها وارقى منها ، وكلاهما موجود عند الجميع . لو كان عندكم علم كامل لتبعكم كل الناس مثلما تبعوا علماء الجغرافيا والهندسة والطب وتخلوا عن افكارهم السابقة و بسهولة .
اقتباس:ما نردُّ عليه في هذا الموضوع، كما هو واضح... تغييب العقول.
كيف يتم تغييب العقول ؟ الالحاد غير علمي ولا منطقي ، لماذا لا تقول انه يغيب العقول ايضا ؟ فهذا هو الواقع ، فهو يسخر من قانون السببية ويعتبر المنطق شيئا فضفاضا ، وهذا كافي لتغييب العقل . لأن العقل يعتمد على النتيجة و السبب . اذا الالحاد يغيب العقول و يسخر من الفلسفة والتفكير و يقبل بالتناقض وعدم المنطقية بأن يُوجِد الشيء نفسه ، والنتيجة بلا سبب ، والعقل لا يقبل التناقض .
لاحظ بعد كل هذه التناقضات النتشوية انك لا تزال مصرّاً على التمسّح بهذا الصنم ، وكأن التناقضات لا تعني شيئا بالنسبة اليك ، فقط لانك تريد ذلك الشيء . اذا هذا تغييب للعقل وإيمان بالإلحاد من خلال العواطف والرغبات ، حصل بسبب الالحاد .
اقتباس:ملاحظة سهت مني في ردي السابق:
يقول زميلنا الورّاق:
"ومن البداية هو رافض للمثالية ، فليس الامر جديدا ، اليس يردد دائما أنه يجب تجاوز الانسان ؟ اي يقصد تجاوز الانسانية . والمثالية هي هدف الانسان ."
طاح زميلنا وتَوّهَ نفسه في هذا الموضوع كما لم يفعل أحداً من قبل؛ فخُلطت مفاهيم وتهافتت "أفكار" لا تمت للأفكار بشيء لا لشيء سوى لظنّ زميلنا الإسلاموي أنه ينتصر لدينه "بنقده" الملحدين...
المثالية التي يريد نيتشه تحطيمها يا زميلنا ليست المثالية التي في بالك، ليست المثالية السطحية تلك. المثالية هنا هي مثالية الفلاسفة —"كانط"، "هيجل"، "فيخته" الخ— أي كل تلاميذ أفلاطون؛
لا ، بل انت الواهم يا عزيزي ، ويبدو انني قرأت نيتشه اكثر منك في كتاب واحد . انه يحارب المثالية و ينسبها الى الدين ، لقد حارب الرحمة والعدل والفضيلة ، و هذه مثاليات انسانية ، وهي التي يدندن حولها ولم يدندن حول المثالية الفلسفية . و نقده لكانط كان نقدا للفضيلة والوجب العام والأوامر الاخلاقية . فمن الذي يريد ان يخلط الامور دون ان يصل الى هدفه ؟ ثم كيف ينادي بالفضيلة وهو يطالب بقتل الضعفاء ؟