الزرقاوي رئيسا للأستخبارات القومية الأمريكية - 15

كتابات - نزار رهك

في عددها الصادر في الأول من كانون الثاني لهذا العام نشرت النيويورك تايمز عن إن الحكومة الأمريكية تخطط لأرسال المئات من الأستشاريين الأمنيين الى العراق . وفي نفس الوقت نشرت جريدة ذة أيج الأسترالية عن تخصيصات الحكومة الأمريكية لمبلغ يقدر بثلاث مليارات دولار لبناء أجهزة للشرطة السرية في العراق ..وفي هذا الوقت بالذات تم تعيين مجرم عتيد بحق الأنسانية وهو جون نكروبونتي ليكون سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية في العراق .

نكروبونتي إبتدأت جرائمه في فيتنام التي قال عنها أنتوني زيني (الجنرال السابق في قوات المارينز) – فيتنام : إننا نعرف وساخات هذه الحرب وكذبها والآن في العراق نعيد الكرة ثانية .

قدم في بداية الثمانينات خدماته بالمجازر الجماعية بحق المدنيين من قبل العصابات التي كان يمولها أثناء عمله كسفيرا لأميركا في الهندوراس وتشكيله لما يسمى بميليشيات الموت السرية المسلحة ( بتاليون 316 ) (وهي شبيهة بعصابة الزرقاوي أو ما يسمى بالجيش الأسلامي) ومنها تشكلت قوات الأمن الهندوراسية التي إعتمدت على عزل المعتقلين عراة وتعرضهم للصدمات الكهربائية والتعذيب الجسدي والجنسي لأخذ الأعترافات (مشابهة لأنتهاكات السجناء العراقيين أبو غريب ) وعندما يعجزوا عن أخذ المعلومات يتم قتل المعتقل وترمى جثته في الشوارع . وتقوم بعمليات القتل المنظمة لليسار والقادة النقابيين والعمليات الأرهابية هناك ويعرف عن نكروبونتي أيضا مساندته المالية والعسكرية والأستخباراتية لعصابات الكونترا المناوئة لسلطة الساندنستيين في نيكاراغوا التي قادت الحكم بعد فوزها في الأنتخابات وقد أعطاه الرئيس الأمريكي رونالد ريغن حينذاك السلطة الدبلوماسية المطلقة في إدارة هذه العمليات وميزانية مفتوحة لهذا الغرض.

(هناك قلة من القادة السياسيين الأمريكان الذين يقودون عمليات الأبادة الجماعية وعمليات الأرهاب ويستطيع تبريرها بمنطلقات حقوق الأنسان والديمقراطية مثل شخص نكروبونتي الذي كان يغطي على جرائم إبادة الشعوب بكلمات معسولة ).(عن جريدة يونكفيلد الألمانية )

لقد كانت فيتنام والهندوراس حقل تجاربه الأساسية ليكون سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة وقد إمتدحه بوش في إبداعه في( إنه يمارس عمله بكلمات عجيبة تنشروتوسع مفاهيمنا عن الحرية والسلام في العالم .)

وكما يعرف الجميع إن هذه المفاهيم والسياسة الجديدة تتمثل بأنهاء دور الأمم المتحدة وسلطة القانون الدولي وطرح مفاهيم الحرب الأستباقية وما يسمى بمحاربة الأرهاب الدولي وفتح عصر جديد لأخضاع العالم تحت السيطرة المباشرة للولايات المتحدة الأمريكية وإحتكاراتها النفطية .وأضاف بوش في معرض تقييمه لتعيين نكروبونتي (ان فترة عمل نيغروبونتي في العراق في الشهور القليلة الماضية منحته شيئا سيثبت انه يحمل ميزة لا تقدر كمدير للاستخبارات )

في 30 حزيران أنهى هنري كيسنجر ( ولم يزل رئيس عصابة بوش في الشرق الأوسط ) مهمة باول بريمر بعد إنتهاء مهمته في صنع مجلس المحكومين وحل الدولة العراقية والجيش والشرطة وأطلق العنان لعصابات العنف والأرهاب . ويعين نكروبونتي سفيرا لأكبر سفارة أمريكية في العالم وتحت أمرته أكثر من 3000 موظف (وعميل) –لا أحد يعرف ماذا ستكون مهماتهم -. ولكن المعروف هو مايسمى بأنتقال السلطة الى العراقيين وهو يعني تحويل الحرب والمقاومة ضد الأحتلال الى حرب عراقية – عراقية ومحاولة الشروع بأثارة الحرب الأهلية أو القومية أو الطائفية وقد تم الشروع به من قبل حكومة أياد علاوي بزج الجيش العراقي الجديد ضد المقاومة العراقية في الفلوجة وإبادة من كان فيها من المقاتلين و (هروب الأرهابيين !! قبل الهجوم) مما يؤكد إن لعبة الزرقاوي على المستوى العراقي هي شبيهة بلعبة تنظيم القاعدة على المستوى العالمي , حجة متحركة حسب متطلبات الأحتلال , ووجود الأمريكان سيباركه الحكام الجدد بأعتباره صمام الأمان في محاربة هذا الأرهاب التي هي في حقيقة الأمر عدوا وهميا خلقته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وهي عصابات مدربة أمريكيا تم نشرها بعد الأحتلال بعد إن تم تدريبها قبل الحرب في هنكاريا وإسرائيل والمعسكرات الأمريكية في مناطق متعددة في العالم لتشكل منها تنظيما سياسيا وعسكريا ينفذ ما يؤمر به من قبل قياداة لا يعرفها ومن خلالهم يتم إصطياد الشباب الراغب في مقاومة الأمريكان ليتم القضاء عليهم وتفجيرهم عن بعد ولكن ليس في العراء ولا ضد الأمريكان بل ضد الأهداف المدنية والأبرياء أو حتى ضد بعض الأمريكان إن تطلبت الضرورة , مهمته تفجير السيارات المفخخة ضد المدنيين وإغتيال الأساتذة والعلماء وتفجير المرافق الحيوية للخدمات العامة والأساءة الى أي فعل مقاوم ضد الأحتلال.

الهدف هو عزل المقاومة الحقيقية عن جماهير الشعب العراقي الذي أنهكته ديكتاتورية صدام حسين الفاشية التي شوهت المفاهيم الوطنية والأجتماعية و التي تم إسقاطها بالحرب والأحتلال وتحول أحزاب وطنية وتاريخية الى تابعين ومنفذين لأرادة المحتلين وتتردد جماهير الشعب في مساندتها للمقاومة بسبب وقوف عناصر من النظام السابق الأجرامية على رأس العديد من العصابات الأجرامية التي تقف وراء عمليات قتل وسلب وإختطاف الأبرياء والتعرض للشرطة العراقية وتهديد المواطنين العزل وهم على ضلة وثيقة بعصابات نكروبونتي الزرقاوية ..والدليل على ذلك شهادات الصحفيين الفرنسيين عن طبيعة المختطفين وتعمدهم إبراز هوياتهم الفكرية وإنتمائاتهم المفترضة بكونهم أنصار بن لادن وآخر يقدم نفسه بأعتباره كان يعمل في حماية عبد حمود وحماية صدام حسين ( ليقول بعد إطلاق سراحه لقد كان الخاطفون هم عبارة عن صداميين وسلفيين ) ولكنهم لم يجيدوا الدور بشكل جيد وقد فضحتهم فرحتهم في فوز سيدهم جورج بوش في الأنتخابات الرئاسية ولم تنطلي هذه التمثيلية على الصحفي الفرنسي ولا على الصحافة العالمية ولا على دول مخضرمة بالأستعمار كفرنسا ., والتي إبتدأت جهودها لأطلاق سراح المختطفين في العراق في زيارة الى مصر (مفاوضات مع الأسرائيليين ) وحينها لا أحد يسئل لماذا المفاوضات الغير مباشرة مع إسرائيل . ويذكر إن نفس المختطفين لم يطلقوا سراح الصحفي اليساري الأيطالي بالدوني وقد كان من الرافضين للحرب على العراق والمعروف بمواقفه المعادية للأمبريالية الأمريكية والعولمة ولكنهم قتلوه ..

لقد كانت مهمة نكروبونتي هو الأشراف على توزيع المهمات السياسية بين القوى الموالية لها والأشراف على مسرحية الأنتخابات وتوزيع الموساد وعناصره على المراكز الحساسة في التركيبة الأمريكية الجديدة ووضع الترتيبات الأمنية المناسبة وزرع العملاء في دوائر الدولة والوزارات والأحزاب وتكوين نصاب الشبكات الأعلامية والمحطات الفضائية .وقد إنتهت المهمة بعد المصادقة على تشكيل الحكومة القادمة التي سيعلن عنها بعد أيام معدودة ليعود لتولي رئاسة الأستخبارات القومية الأمريكية - 15 بعد نجاحه المخابراتي في العراق.

بمغادرة نكروبونتي ( الزرقاوي ) ستتغير طبيعة الأعمال الأرهابية وستأخذ طابعا يتلائم مع طبيعة السفير الأمريكي الجديد في العراق وهزوا رووسكم ياكرعان.