{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الغزو الوهابي السعودي للعراق مرة أخرى ..!! (مقال من 3 أجزاء)
الرجل الغامض غير متصل
عضو مشارك
**

المشاركات: 3
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #1
الغزو الوهابي السعودي للعراق مرة أخرى ..!! (مقال من 3 أجزاء)
الغزو الوهابي السعودي للعراق مرة أخرى ..!! 1

سلام كوبع العتيبي
ghurba8@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1014 - 2004 / 11 / 11

العداء بين الحركة الوهابية الدينية ( السعودية ) والعراقيين وخاصة الشيعة منهم ليس وليدة عهد أو هي حالة طارئة جاءت نتيجة الظروف السياسية في المنطقة أو جاءت نتيجة الفراغ الديني الحاصل ؛ بل أن العداء الوهابي للعراقيين يمتد لأكثر من 200 عام ؛ وتعرض العراق إلى أكثر من خمس غزوات وهابية راح ضحيتها أكثر من 50 ألف عراقي برصاص وسيوف الوهابيين البدوا !! وتعرض الضريح الحسيني في مدينة كربلاء إلى نهب كافة النفائس الثمينة من داخل الحرم وهدم بنائه وكذلك سرقت وهدمت الروضة العباسية في نفس المدينة ؛ ناهيك عن الغزوات الصغيرة التي كانت تتعرض لها القبائل العراقية القريبة من مدن الفرات الأوسط والناصرية والبصرة ؛ وبعد فترة زمنية من غزو كربلاء تعرضت مدينة النجف إلى غزو مشابه إلى غزو كربلاء لكن في هذه الغزوة خسر الوهابيين أعداد كبيرة من مقاتليهم وتركت جثثهم في شوارع المدينة حالمين بـ( حور الجنة وغلمانها ) نتيجة للتحضيرات الكبيرة التي قام بها أهالي النجف والقبائل القريبة من المدينة قبل حدوث الغزو .
سميت الحركة الوهابية بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب المولود في احد قرى نجد سنة 1730 من أب قاضي فنشاء في بيئة دينية وأتم دراسته في مكة والمدينة والبصرة التي طرد منها وكاد أن يموت في الصحراء من العطش .. وقد ظهرت عليه بوادر التغيير في المنهاج الديني عندما أنكر من يتعلق بقبر الرسول... كان الشيخ يرى أن الأضرحة التي اعتاد المسلمين زيارتها هي كالأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدونها ؛ فالزائرون لهذه الأضرحة يرجون من المدفونين فيها أن يتشفعوا لهم عند الله ويقربوهم إليه زلفى ؛ فملكت هذه الفكرة في دماغ الشيخ حتى صار لا يرى في الحياة سوى هدف واحد هو إرجاع المسلمين إلى الفطرة الإسلامية الأولى التي كان عليه أسلافه من المسلمين البدوا ما بعد الجاهلية ؛ وهذا الفكرة نادى بها ابن تيمية قبل خمسة قرون ؛ لكن الفرق بينهما هو أن بن تيمية نادى بها في مجتمع حضري يختلف عن المجتمع البدوي فلم ينجح ؛ بينما نادى بن عبد الوهاب بهذه الفكرة في مجتمع بدوي متعصب فنجح نجاحا كبيرا ولعدت أسباب ؛ وأول ضريح هدمه ابن عبد الوهاب كان ضريح زيد بن الخطاب الذي قتل أثناء حروب الردة وهو شقيق الخليفة الثاني عمر الخطاب .
في عام 1745 اختلف محمد عبد الوهاب مع أمير (حريمله) الذي كان لا يتفق مع أطروحات بن عبد الوهاب الإجرامية وطرده وأتباعه من إمارته فخرج منها لاجئا إلى قرية (الدرعية) التي كان يحكمها محمد بن سعود وشبهَ أتباع عبد الوهاب الذين تبعوه طمعا في غنائم الغزوات التي وعدهم بها هجرته هذه بهجرة النبي محمد من مكة إلى المدينة وهنا تم أول حلف ديني – سياسي - بين آل سعود - و بن عبد الوهاب وتعاهدا على أن يكون يدا واحده متفقين أن ينشر بن عبد الوهاب دعوته في المناطق التي يستحوذ عليها محمد بن سعود الذي لمس عن قرب شراسة أتباع بن عبد الوهاب القتلة عندما تقع تحت خناجرهم رقاب الآخرين ؛ الأمر الذي دعا محمد بن سعود أن يتبنى دعوة الوهابية لأغراض سياسية خاصة وهو كان ينظر إليها من زاوية تهم مصالحه التوسعية على حساب القبائل الأخرى ومن هنا حلل بن عبد الوهاب تحليل ما يملك المسلمين الذين ليس على (ملة الوهابية) باعتبارهم من المشركين غنائم لأتباعه . في سنة 1765 توفى محمد بن سعود فخلفه في الإمارة ابنه الأكبر عبد العزيز آل سعود الذي تأثر بمذهب الوهابية نتيجة للتقارب العقلي بين هؤلاء وبينه ومنتفعا من ابن عبد الوهاب بنشر الدعوة الوهابية وغزو مدن نجد والحجاز الأمر الذي جعله أن ينتصر بمساندة أتباع الوهابية على كافة الإمارات النجدية وبعد ذلك أصبحت الحركة الوهابية واحده من اخطر الحركات الدينية وأشرسها في ذلك العهد والى يومنا هذا بعد أن أدخل الشيخ محمد في عقول أتباعه مبدأ الجهاد المقدس باعتباره أهم الفروض الدينية ؛ وبذلك قد وضع إصبعه عل النقطة الحساسة في المجتمع البدوي وهي الغزو والغنيمة فأصبحت القبائل البدوية تتهافت في الانضمام إلى الدعوة الجديدة ؛ وكان كل نصرا تحققه الوهابية في غزواتها يزيد عدد أتباعها ومن حماسهم لها.. يؤكد ابن خلدون في مقدمته أن العقلية البدوية تختلف عن عقلية الحضري حيث الأول يؤمن بمبدأ الغزو والقتل والغنيمة أما الثاني يختلف عن المبدأ الذي يؤمن به البدوي .. وهذا ما جعل بن تيمية يفشل عندما نادى بما نجح به ابن عبد الوهاب الذي أعلن دعوته في القبائل البدوية التي تؤمن أن العمل هو عار يلحق القبيلة وما على البدوي إلا أن يعيش من خلال قطع الطرق وقطع الرقاب ؟!!
في عام 1790 اخذ المد الوهابي يهدد العراقيين ويدخل إلى مناطق الفرات الأوسط في محاولة لنشر الدعوة الوهابية ؛ مستغلين بذلك العداء الموجود لدى العراقيين ضد الحكومة العثمانية وضد والي بغداد (سليمان الكبير) وبدأت الدعاية الوهابية تنتشر هنا وهناك فوقعت في بعض النفوس البدوية التي تنتشر بمحاذاة الصحراء السعودية من جانب العراق ونكرتها النفوس الأخرى التي تعيش داخل المدن العراقية خاصة بعد أن وجدتها تتنكر إلى فضل الأولياء والصالحين الذين يعتبرون خطوط حمراء بالنسبة لهؤلاء الحضر.
وامتد هذا العداء وتفاقم بعد الثورة العراقية ثورة العشرين وخاصة بعد أن توج الملك فيصل بن الحسين ملك على العراق سنة 1921 ويعتبر الملك فيصل هو ابن ألد أعداء الملك عبد العزيز آل سعود التي جاءت به الحكومة البريطانية ليصبح ملك على العراق بعد أن دخلت القوات الفرنسية إلى بلاد الشام وإنهاء أهداف الثورة العربية ... كان ابن سعود يحارب بغزواته بجنود الوهابية الذين يطلق عليهم تسمية ( الإخوان ) وكان هؤلاء رهن إشارة بن سعود إلى أي جهة يشير إلى غزوها.
في سنة 1798 أمر بن سعود الإخوان لغزو العراق ووصلوا إلى منطقة أم العباس في سوق الشيوخ التابعة لمدينة الناصرية وقتلوا أهلها وغنموا كل ما وقع تحت أيديهم ؛ الأمر الذي جعل الملك فيصل بن الحسين أن يطلب من القوات البريطانية أن تتدخل لإنقاذ العراقيين من الهجمات الوهابية .


الغزو الوهابي – السعودي- للعراق مرة أخرى ..!!! 2

سلام كوبع العتيبي
ghurba8@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1016 - 2004 / 11 / 13

ازدحمت الانتصارات الوهابية مع بعضها البعض على الأراضي السعودية وعلى أطراف الأراضي العراقية في ذلك العهد حتى غدت القبائل العربية الأخرى في الجزيرة العربية تستسلم للوهابيين دون حرب ؛ خوفا من النتائج الإجرامية التي يرتكبها جند عبد العزيز آل سعود التي سمعوا عنها خلال الحروب التي خاضها بجنود الوهابية ؛ والأفعال الشنيعة التي ارتكبتها هذه الزمرة بعد إن تقلبت بقالب مسخ بربري في غزواتها في ما لا يحمله العقل من ذبح وسرقات (غنائم) وتدمير باسم الله ورسوله الذي أرسل أبن عبد الوهاب إلى هذه الديار لكي يعيد لها تاريخ المسخ البشري إلى القرون السابقة ويعيد مهزلة العقل إلى الدائرة الوقحة لاسيما بعد أن تكالبت بعض القبائل العربية في انتمائها إلى حركة الوهابية لأجل غايتين أساسيتين أولهما : الخلاص من القتل على يد ابن سعود والوهابية .. ثانيا : الفوز في كسب الغنائم التي كانت تستولي عليها هذه الحركة من ما يتيسر لهم من ابل وأغنام وأسلحه وبعض الأمتعة من الطعام.؟!
عندما تواردت الأنباء إلى العراق عن سقوط منطقة الإحساء المحاذية للعراق من ناحية الجنوب وسقوط منطقة القطيف والعقير سنة 1798 في يد عبد العزيز وقع الهلع في قلوب العراقيين خوفا على أهالي هذه المناطق التي كانت تعود في ديانتها الإسلامية إلى المذهب الجعفري (شيعة) وأن سقوط هذه المدن في يد بن سعود والوهابية يعني القضاء على سكانها تماما ؛ لاسيما وأن الوهابية بحقيقتهم المعروفة التي بانت أثناء تدمير كربلاء والنجف وسرقتها سوف لن يكون لهذه المدن اقل قتلا مما حدث للعراقيين خاصة ورائحة القتل الوهابية تتصف بالعنف والتمثيل بجثث القتلى ونهب كل ما تقع عليه أنظارهم ؛ وفعلا وقع ما كان معروفا عن الوهابية من سلوك بربري عفن ؛ حيث ذبح كافة علماء الدين في هذه المدن الذي قدر عددهم 300 عالم دين ولم يتركوا من أهلها سوى الأطفال بعد أن سبيت النساء وأحرقت المنازل .
بعد أن حدث ما حدث في الحسا والقطيف وقطع طريق الحج أرسل والي بغداد حملة مؤلفة من 25 ألف محارب لإعادة هذه المدن وتحركت الحملة يشترك معها عدد كبير من القبائل العراقية وما أن وصل خبر هذه الحملة إلى مسامع أبن سعود حتى أرسل رسالة يطلب بها من علي باشا الصلح ... انقل لكم الرسالة كما هي و كما ذكرها المصدر (علي الوردي) بما هي عليه من أسلوب شبه عامي ((من العبد العزيز آل إلى علي ؛ أما بعد ما عرفنا سبب مجيئكم إلى الحسا وعلى إي منوال جئتم ؛ أما أهل الحسا فهم أرافض ملاعين ونحن جعلناهم مسلمين بحد السيف ؛ وهي قرية الآن وليس داخله في حكم الروم وبعيده عنكم ولم يحصل منها شيء سوى تعبكم ؛ ولو أهل الحسا وما يليها تؤدي لكم دراهم ما تعادل مصروفاتكم التي عملتموها في هذه السفرة ؛ ولا يوجد بيننا وبينكم من المضغنة قبل ذلك إلا ثويني فهو كان المعتدي ولقي جزاءه فالآن مؤملنا المصالحة فهي خير لنا ولكم ؛ والصلح سيد الأحكام)) وبعد الاتصالات بين الطرفين من أجل عقد مصالحة بين أبن سعود والحكومة العثمانية عادت القوات إلى بغداد في شهر تموز سنة 1799 ولم يبقى سوى إقامة المراسيم من أجل تصديق شروط الصلح التي اتفق عليها الطرفين (الوهابي والعثماني) وهنا وقعت المهزلة التي ضحكت منها بغداد كما يرويها (ستيفن همسلي) ... فقد زين السراي وزخرفت جدرانه من أجل استقبال الوفد السعودي ؛ ولبس الوالي وحرسه ووزرائه أزهى ما عندهم من ملابس رسمية مزركشة واصطف الجند استعدادا للاستقبال ؛ ولكنهم فوجئوا بظهور رجل بدوي ذي أسمال يسير بخطى سريعة ؛ وعندما دخل هذا الرجل لم يلتفت إلى الباشاوات الذين حضروا للاحتفال به بل تركهم جانبا وجلس القرفصاء بين يدي الوالي ثم قدم ورقة وسخه واخذ يخطب بلهجته النجدية خطابا جافا مهينا وانتهى حفل الاستقبال على هذه الشاكلة.
لم ينتهي الحقد الوهابي على العراقيين بعد المصادقة على وثيقة العهد بل ازدادت الكراهية والضغائن في قلوب الطرفين ولم يسلم العراقيين من ذبحهم كلما سافروا إلى الحج أخذت سيوف الوهابية من رقابهم وطرا كبيرا وتسقي رمال صحرائهم بدم العراقيين بسبب الطائفية التي كان أساس من زرعها في نفوس البعض في القرنيين الأخيرين هم الوهابيين الذين مازالوا يتحينون الفرص للانتقام من العراقيين وخاصة الشيعة منهم ؛ وليس هنالك ما ينتزع هذا الحقد من نفوسهم إلى يومنا هذا.
الآن يعيد التاريخ نفسه من جديد ليعطي فرصة أخرى لسيوف الوهابية من رقاب العراقيين ؛ لكن هذه المرة دون تحديد لمذهب صاحب الرقبة سواء كان شيعيا أو سنيا نتيجة لاداركهم أن العراقيين بشكل عام أصبحوا لا يطيقون هؤلاء القتلة نتيجة لما تحمله الوهابية من عجز فكري للمسير بالحياة إلى طريقها السليم . منذ سقوط النظام العراقي تحرك الغل الوهابي ليغزوا العراق مرة أخرى بعد أن فتحت الحدود على مصراعيها ودخلت شياطينهم لتلبي دعوة الأمام الروحي لهم الشيخ أبن عبد الوهاب ليأخذوا بثأره من العراقيين مرة أخرى بعد أن طرد من البصرة وكاد أن يموت في الصحراء عطشا.. طيور الظلام الوهابي التي دخلت العراق وقتلت أبنائه تحت ذريعة محاربة الأمريكان ؛ كان الأجدر بهم أن يحاربوا الأمريكان في المدن السعودية وما أقرب الظهران لهم فهي (شمرة عصا) كما يقول مثلهم البدوي دون أن يقطعوا كل هذه المسافات تحت جنح الظلام ليسرقوا الأمن من عيون أطفال والنساء العراق .. كان الأجدر بهؤلاء الشياطين أن يدركوا صوت العقل وان يراجعوا أنفسهم الخائبة التي تركتهم يسقطون في مستنقع الشر والضلال ؛ أما محاربة الأمريكان وإخراجهم من العراق كما يتحججون فالعراقيين أقدر من هؤلاء الأبالسة في طرد الاحتلال دون سيارات مفخخة تحصد أرواح الأبرياء من العراقيين واغتيالات لرجال الأمن ... (فبأي الآء ربكما تكذبان).

الغزو الوهابي- السعودي للعراق مرة أخرى ..!! 3
سلام كوبع العتيبي
ghurba8@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1022 - 2004 / 11 / 19

رحل الشريف الحسين إلى شرق الأردن يحدو بهزيمته النكراء على يد الوهابية وابن سعود ونصب ابنه علي أميرا على أطلال تشم رائحة الموت والفقر منها ؛ بدلا عن والده ؛ في الوقت الذي كان الأمير عبد الله أميرا على شرق الأردن ؛ لكن لم تستمر إقامة الحسين فيها أكثر من شهور وبعدها طرد إلى قبرص بأمر القوات البريطانية التي وقف معها متخليا عن علاقته مع الدولة العثمانية ولم يستطيع ابنه الأمير عبد الله أن يشفع له عند البريطانيين من اجل بقائه في الأردن بعد أن اخذ يدعم ابنه الأمير علي في حربه الخاسرة مع ابن سعود.. وفي الوقت الذي كان فيه الشريف الحسين يجتر همومه ومأساة هزيمته أمام بن سعود وفقدان عرشه وعلاقته مع الدولة العثمانية لصالح البريطانيين الذين طردوه من كل البلاد العربية حتى في الدول التي كان يحكمها أبنائه (عبد الله في شرق الأردن وفيصل ملكا على العراق)؛ كان خصمه (المتوهب!) نسبة إلى الوهابية ؛ عبد العزيز آل سعود يعاني مشاكل الحكم التي أقضت مضجعه وأشقته كثيرا خاصة بعد أن أصبح الوهابيين يتدخلون في كل شيء يخص الدولة وأموره الشخصية ؛ حتى في طول (شنبه!) الذي لابد وأن يكون قصيرا كما هو في المذهب الوهابي وطول (ثوبه!) الذي لابد أن يكون قصير أيضا كما هو المعتاد عليه في مذهب ابن عبد الوهاب.
كان عبد العزيز آل سعود منذ بداية غزواته على الحجاز قد أعلن مرارا بأنه لا يطمع أن يكون ملكا على المسلمون بل سوف يجعل الحكم أمره شورى بين المسلمون وان ينزل على ما يقرره المسلمون في هذا الأمر.؟! لكن بعد أن تم احتلال كافة نجد و الحجاز وجد نفسه ملزما بانجاز ما وعد به خاصة بعد أن توافدت الوفود الإسلامية إلى الحجاز تلبية للدعوة التي وجهت من قبله.
وصلت الوفود إلى الحجاز من كافة الدول الاسلاميه وكان من بين هذه الوفود وفدا يمثل جمعية الخلافة الإسلامية في الهند ؛ ولوحظ أن وفد الخلافة كان متحمسا لإقامة حكم جمهوري في الحجاز يشارك فيه المسلمون جميعا ؛على أساس أن أرض الحجاز بشكل عام تهم كافة المسلمين في العالم ولا يحق أن ينفرد بالحكم فريق دون آخر واخذ هذا الوفد يدعوا لهذا الرأي ويسعى لتحقيقه بأي شكل من الأشكال .. كان في هذه الأثناء يتجمع بعض جنود الوهابية لغرض غزو أطراف العراق الذي ينتشر في مراعيها البدو من اجل جمع بعض الأموال لغرض دعم ابن السعود في دفع رشاوى لبعض الوفود لكي تقف معه ضد موقف وفد الخلافة ؛ ووقع الغزو على بدو العراق وسرق كل ماوصلت إليه يد هؤلاء القتلة من الوهابية من ابل وسلاح وأموال ؛ وهذا الحادث وقع أمام أنظار القوات البريطانية التي دعمت الموقف السعودي هذه المرة بعد أن شعرت أن هؤلاء الاجلاف سوف يكونون سندا قويا لمواقفهم السياسية والعسكرية قبل أن يلعب السيد فيلبي لعبته الكبرى عندما أعلن إسلامه على المذهب الوهابي !! وسمى نفسه (عبد الله) لكي يستطيع أن يلعب لعبته البريطانية على أكمل وجه.
تم لابن سعود ما كان يشغل عقله عندما وقع في ورطة لا يعلم كيف الخروج منها واخذ رجاله في دفع الرشاوى والبحث عن إيجاد حل لهذه المشكلة. وقد وجدوا لها حلا ؛ حيث قرروا تشكيل لجنة من وجهاء مكة وجده ؛ وقررت هذه اللجنة مبايعة عبد العزيز آل سعود ملكا على الحجاز ؛ وعرضوا الأمر على ابن سعود ووافق دون تفكير لان هذا ماكان يشغله ويطمح إليه بعد أن صرف الكثير من الأموال رشاوى لهؤلاء الذين انتخبوه ملكا على الحجاز دون أن يوفي بالعهد الذي قطعه لأتباعه عندما قال : انه سوف يجعل الحكم شورى بين المسلمين ؟!. وفي 7 كانون الثاني سنة 1926 وبعد صلاة الجمعة تقدم المرتشي عبد الله الدملوجي فتلا صيغة البيعة وفحواها أنهم بايعوا عظمة السلطان عبد العزيز آل سعود ملكا للحجاز على كتاب الله وسنة رسوله والسلف الصالح للائمة الأربعة وتقدم المبايعون فئة بعد أخرى يبايعون ابن سعود ملكا على الحجاز وتم لابن سعود ما كان يريد بمساعدة القوات البريطانية الذي دعمه موقفه في غزواته الأخيرة ضد الشريف الحسين وبعده الأمير علي بن الشريف الحسين .. من هنا بدأ العد التنازلي لنهاية الغرام السعودي الوهابي خاصة بعد أن تنكر عبد العزيز آل والوفود التي جاءت لمواقف الوهابية ولم يذكر أثناء البيعة شيء عن أتباع الشيخ عبد الوهاب عندما قرأت صيغة البيعة وذكرت فيها الأئمة الأربعة دون الإمام الوهابي الخامس ؛ وهنا بدء العد التنازلي لهذه العلاقة التي أنقذها مؤخرا المستر فليبي (عبد الله) بعد إسلامه كما ادعى ومنحه ابن سعود جاريتين ليدخل بهما مرة واحده ؟!
عندما سقط الغرام بين ابن سعود وأتباع عبد الوهاب من الوهابيين ؛ حاولوا أن ينشئوا مكانة خاصة بهم بين القبائل من خلال الغزوات على القبائل الأخرى وقوافل الحجاج وأطراف العراق دون أن يكون لابن سعود حصة في هذه الغنائم في الوقت الذي أخذت الحالة المادية لابن سعود في الاستنزاف نتيجة لقلت الموارد من أعداد الحجاج القادمين في تلك السنة وما وزعه من رشاوى كبيرة على وجوه القوم الذين بايعوه ملكا على الحجاز.
وأخذت بعض القبائل تشكوا إلى عبد العزيز من غزوات الوهابين لها وقتل أبنائها وسرقت أموالها وإبلها ؛ الأمر الذي جعل ابن سعود أن يجمع البعض من أفراد مقاتليه ويتحرك على مراكز تجمع الوهابيين وتبدأ عمليات القتل بين الطرفين ويقوم بغنم كل ما كان قد غنمه الوهابيون من القبائل المسلمة الأخرى واستمرت الحروب بين قوات عبد العزيز آل سعود والوهابيين إلى أن وصل الحال في أسر شيوخ بعض القبائل الوهابية والحكم عليهم في السجن في قلعة الرياض ؛ وبعدها اتفق الجانبان أن تكون الغنائم مناصفة بين الطرفين بشرط السرية والكتمان وعدم التعرض إلى قوافل الحجيج كي لا تقع أزمة اقتصادية بسبب امتناع الحجيج من القدوم إلى مكة والمدينة.
المصادر: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث للدكتور علي الوردي.
12-21-2004, 05:42 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
قنبر غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 109
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
الغزو الوهابي السعودي للعراق مرة أخرى ..!! (مقال من 3 أجزاء)
up
03-28-2005, 02:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الوهابية والشيعة، وأشياء أخرى خالد 6 1,498 02-14-2013, 04:19 PM
آخر رد: Sheshonq
  رد على مقال : الصراع الطبقي ومسائل ماركسية أخرى .. الــورّاق 2 1,200 03-07-2012, 07:36 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ Awarfie 281 62,293 01-12-2012, 02:15 AM
آخر رد: طيف
  مخدرات سياسية! .... مقال من الوزن الثقيل للكاتب بلال فضل فارس اللواء 2 1,576 08-26-2011, 12:08 PM
آخر رد: أبو إبراهيم
  ماركس، بونابرت والثورة المصرية: جمعة أخرى في ميدان التحرير الحوت الأبيض 0 2,021 07-08-2011, 10:24 PM
آخر رد: الحوت الأبيض

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS