سياحة (صحفية) في فرع الأمن الجنائي بدمشق
طباعة أرسل لصديق
خالد سميسم ـ كلنا شركاء
28/ 08/ 2010
في زيارتنا إلى مقر فرع الأمن الجنائي بدمشق إثر دعوة تلقيناها لاستكمال حيثيات و تفاصيل التحقيق مع الشاب الذي تحرش جنسيا بطفلة فرنسية الأسبوع الماضي في أحد مطاعم دمشق القديمة ،حيث استقبلنا النقيب رامز عساف الضابط الذي كان يتابع الموضوع و ألقى بعد أربع ساعات من علمه بخبر التحرش القبض على الشاب المذكور،
قد غيرت تلك الزيارة و عن (جد) صورة فرع الأمن الجنائي الذي طالما وصف بالسواد أمامنا.
فالتحقيق تم بمواجهة الشاب بالحقائق دون أي عنف، الأمر الذي أدى إلى اعترافه بما أقدم عليه.
جلسنا في مكتب النقيب و ثمة قصص تمر من أمامنا، قصص للصوص و متحرشين جنسيا بأطفال و قتلة و غيرها من الجرائم التي تحصل في دمشق أو ريفها.
المكتب أنيق و نظيف كما هي الممرات الداخلية للفرع حين تنقلنا إلى مكاتب أخرى، عشرات العناصر يتابعون عملهم في خدمة الناس، و من مجموعة مشاهد تخيلت نفسي في أحد مقرات الأمن الراقية، و لما لا، لا نشجع الفعل الحضاري في المتابعة و التحقيق لشرطتنا و عناصر (أمننا) و خصوصا ثمة حوادث تمر و تحصل أمامنا أو نقرأ عنها يقشعر لها البدن، و
أكبر مثال على ذلك الطفلة التي اغتصبت مؤخرا في درعا من قبل أربعة شبان تناوبوا على اغتصابها، و بعد ذلك كانوا في قبضة عناصر الأمن الجنائي في درعا، ألا يستحق العناصر الشكر، حيث يقومون بفعل يجعلنا نشعر بالأمان، لما لا نشكر النقيب رامز عساف لجديته و متابعته ثم إلقاءه القبض على الشاب المتحرش بالطفلة.
لما لا نشجع الأمن و نشد على أيديهم كمواطنين صالحين نؤمن في القضاء العادل و نؤمن بمجتمع لا يقبل بجرائم بشعة مثل اغتصاب الأطفال، هو دور لنا نقوم به كصحفيين نكتب و ننشر أخطاء الشرطة بحرية و نشجعهم إذا ما قاموا بفعل بطولي يشعرنا بالراحة و الأمان.
حين نزلنا إلى الزنزانة التي يقبع بها عدد من المجرمين و المخالفين للقانون و ذلك لنتعرف على الشاب المتحرش، كان هناك نظافة غير متوقعة، و باعتبار أن زيارتنا غير متوقعة أيضا إلى الزنزانة أبعدنا مباشرة فكرة أن (النظافة) مخطط لها، تعرفنا على الشاب و حقيقة سألنا عن (سر) النظافة، فأجابنا النقيب أن هذا الأمر طبيعي و أشار بيده إلى الماء البارد الذي يقدم للمساجين و كذلك إلى الطعام النظيف و الصحي الذي كان يقدم للمساجين أيضا.
بعد ذلك طلبنا رئيس الفرع العميد ابراهيم السالم، الذي شكرنا لمساعدة الأسرة الفرنسية، و علق على ضرورة
انتقاء المصطلحات الصحيحة أثناء كتابتنا للخبر الصحفي حين قلنا في خبرنا أنه (اعتداء جنسي على طفلة)، و صحح هو بقوله كان عليكم أن تقولوا (تحرش) لأنه ثمة فرق، تلقينا ملاحظته باحترام، و كذلك أعاد شكرنا مشيرا خلال حديثه إلى أن الفرع هو بالأصل لخدمة المواطنين، و إذا ما قدمنا هذه الخدمة بشكل صحيح نكون قد خدمنا الوطن.
غادرنا مقر فرع الأمن الجنائي بدمشق و نحن نشعر حقيقة بالأمان لما شاهدناه من (مجرمين) و ما سمعنا به من قصص لا يمكن أن نشعر بالأمان على أطفالنا و حياتنا ..إلا بقوة الأمن ..و إخلاص عناصره و ضباطه لمجتمع هو بحاجة إلى جهودهم و أخلاقهم في آن واحد، كما شعرنا إن ما قمنا به هو (سياحة).. لكنها سياحة من نوع آخر تعرفنا من خلالها على جزء بسيط من عمل صعب..عمل ملاحقة المجرمين و توقيفهم ثم تقديمهم للقضاء.
http://all4syria.info/content/view/31294/113/