مرت سنة على كتابتي للمقال التالي , سنة كاملة مليئة بالحوادث ضد الاقباط , و لا يهون هذه الماساة مثل الحديث عن مصر ( الثورة ) , هذا المقال كنت قد كتبته في (
دولة ابناء مصر ) و اعود اكتبه اذ نبدأ به الحديث عن حلول اساسية للمشكلة القبطية , لعل و عسى
تخيل نفسك جنرالا في اجهزة امن الدولة , و المشكلة امامك هي ( حساسية الاغلبية تجاه الكنائس )
ماذا ستفعل ؟
قرر الجنرال ان يحجب الكنائس عن اعين الاغلبية .... حتى النعامة تعلن باستمرار انها لا تفكر بهذه الطريقة , فهذه الطريقة اشبه باستماتة الطبيب في الحفاظ على مرض مريضه !
هذه الخطة ضيقة الافق , بالاضافة الي انها تدهس حقوق فئة في ممارسة دينها , فانها - و مع المد السلفي المنتشر - تعطي الضوء الاخضر لحساسية اخرى ضد الفنون , و مرة اخرى ضد الديموقراطية , و لا نستبعد ان تتوسع الحساسية - طبقا لمفرداتها الاصولية - لتعادي الجمهورية ذاتها و تحيي من جديد امال الخلافة .
عندما تنتشر الخلايا السرطانية بهذا الشكل , فحتى الجراحة لا مكان لها , و الحل الوحيد هو ترك المريض ليموت دون ان نكلفه قرشا واحدا فوق استطاعته .
من المؤسف ان نظن ان الاجهزة الامنية لا تملك سيناريوهات مسبقة , و انها قابعة في خانة رد الفعل و حسب , و هي الصورة التى يعاود الامن تكرارها (( المسيحيون يبنون كنيسة و تصرف الامن مجرد رد فعل )) و هذا الأسف اسف على الامن نفسه , و على مليارات الجنيهات التى يقبضها السادة الجنرالات لمجرد ان يحافظوا على كونهم مجرد ( رد فعل )
لذلك و كمحاولة لـ( تحليل القرش ) فاننا نقترح على السادة الجنرالات ما سبق و استقر في العرف البشري لعقود طويلة
ان العلاج المنطقي لحساسية الاغلبية هي - و بعد احتواء المناطق الساخنة - عملية تعريف الجسم تدريجيا بالمادة المسببة للحساسية مما يؤدي في النهاية الي الغاء الحساسية ( desensitization ) و هو ما عبر عنه (ميشيل فوكو) - الفيلسوف الفرنسي و عالم الاجتماع - ب ( Normalization ) , صحيح انه من المؤسف ايضا ان نتكلم عن الحاجة الي ( التطبيع ) بين الاغلبية المسلمة و شئ يخص الجانب المسيحي لكن هذا هو الحل المطروح
الحل هو ان يتم بناء الكنائس في كل منطقة من مناطق مصر
ان تعتاد الاعين تدريجيا على وجود صليب
على وجود مسيحي
على وجود ( الاخر )
بعد ذلك عدد اكبر من الصلبان
عدد اكبر من الكنائس
و يصبح المسيحي ( كائن عادي ) في المجتمع الاسلامي , لا يثير حساسية , و لا يسبب ازعاجا
هذه هي الطريقة السليمة للعلاج , اما حماية اعين الاغلبية من رؤية الكنيسة و الصليب , فهذا هو المرض و بذلك يكون الاجهزة الامنية شريكا في المرض و بنصيب كبير ايضا
جنرالات الامن
الصليب هو الحل .