كوادر من 'حماس' في سوريا تسأل قيادتها: هل قررتم التضحية بنا؟!
دمشق -
تساءل عدد من كوادر حركة 'حماس' في مخيمات دمشق، وحلب، ودرعا، وحمص، بسوريا، امس في رسالة 'عاجلة' وجهوها إلى قيادة الحركة،إن كانت قيادتهم قررتم التضحية بهم؟ وإن كان لا يعنيها الوجود الفلسطيني في سوريا؟.
وقالوا في رسالتهم، التي عنونوها بـ'رسالة عاجلة إلى قيادة حركة حماس، قيادتنا، من إخوانكم في سوريا، لله ثم للتاريخ'، 'الأخوة المحترمين، قيادة حماس، طفح الكيل، ولأنه لا تواصل معكم ولا ممثل ولا مرجع لكم كقيادة هنا، أرغمتمونا على الرد عبر الانترنت، ولا نزعم في هذه الرسالة أننا نتحدث باسم الشارع الفلسطيني في سوريا أو باسم أنصار الحركة، أو باسم كامل كوادر الحركة المحليين الذي ناهز الألف، وإنما نتحدث باسم مجموعة من إخوانكم الكوادر المحليين'، راجين أن يسمعوا ردا واضحا على ما سيطرحوه في رسالتهم.
وتساءلوا 'ما الذي يجري فعلا بشأن التخبط في التصريحات ضد سوريا؟ ولماذا لم يكن هذا الحديث وأنتم كقيادة هنا؟ وهل قررتم التضحية بنا؟ وهل لا يعنيكم الوجود الفلسطيني هنا؟ ولماذا يتم التعامل بقسوة –الفصل من الحركة- لمن يقوم بالتصريح ضد البلد من كادرنا المحلي بينما القادة وأبناؤهم فلا'.
وأضافوا، مخاطبين قيادتهم، 'ما الذي يجري في قطر؟ وهل شرف لنا كحركة أن نكون تحت مظلة سمعنا منكم- ومنك يا أستاذ خالد- مرارا أنها أميركية؟ وكيف يتم تربيتنا على شيء ثم نجد منكم عكسه (هل أميركا صديق لنا أم عدو، لم نعد نعلم بصراحة بسببكم وبسبب الإخوان المسلمون)؟، ولماذا (لا تصدقوا) معنا ومع الناس في أنكم لن تقوموا بأخذ موقف ضد سوريا ولن تنسوا يوما مواقفها ثم وبعد خروجكم بأيام قليلة ترتمون في أحضان عدوها (قطر)؟ وتصرحون ضد البلد، ومع الثورة التي لا نعلم حتى رايتها إلا أنها معادية للإسلام ومتعاملة مع الغرب وعلمانية؟ بصراحة لا نعلم ما هي معاييركم وهل هي مزدوجة؟ وهل لم تكونوا تعلمون ما هو النظام عندما حضرتم إلى هنا؟'.
وتساءلوا 'لماذا بعض مسؤولي الحركة في غزة يتحدثون باسم الحركة في سوريا؟ نحن بلغنا السن القانونية ولنا أن نتكلم عن أنفسنا وعليهم أن يتكلموا باسم إقليم غزة فقط إلا أن يقولوا خيرا، وشكرا للدكتور الزهار على ما قاله اليوم فقط (كترقيع ربما) لما حصل، ونحن نؤيده ونؤيد الثناء على سوريا لأنه حق، ونؤيد تأييده للحل السياسي في سوريا بل وندعو للوقوف ضد الهجمة الخارجية على سوريا مع الضغط على النظام لوقف الدم فيها داخليا، ولن يقف حتى نتغلب على المؤامرة الخارجية وحتى يشعر النظام إننا جزء حقيقي من الحل (لا أن نقول لا دخل لنا ثم نقبل القرضاوي وحمد ونسب النظام في الأزهر!).
وأضافت الرسالة 'وأيضا ولأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس، نتوجه بجزيل الشكر للدكتور محمود الزهار على موقف من اتفاق الدوحة الذي لا نوافق عليه (لأننا لا نعلم ما الذي جرى وهذا خطأ لأنكم تعاملوننا وكأننا شركاء في الدم والمغرم فقط؟ ولأن ظاهره خطأ) وإن اختلفنا في موضوع الصراع عبر الإعلام).
وقالت: 'نحن منتشرون في حمص وفي حلب وفي درعا وفي دمشق، ونعلم ما الذي يجري بالضبط على الأرض ونلتقي الجميع ونرى أن هناك أخطاء كبيرة من الطرفين وجرائم (النظام وأنصاره والثوار وأنصارهم)، ونرى أن هناك مؤامرة دموية فعلا على الأرض وفي الإعلام ضد البلد ويشارك فيها جزء من المعارضة في الداخل والخارج وتخرب على الجميع، ومع ذلك لا نسمع منكم على الكلام ضد النظام!، أما قتلاه فلا بواكي لهم وهذا ليس من العدل، وكذلك السكوت والصمت على المؤامرة (الغربية الصليبية ضد البلد بمساعدة الدول العربية التي تتآمر علينا كحركة ولا تزال) وهو أمر نستنكره منكم ويثير فينا الكثير من القلق والخوف منكم يا أخوتنا، وما يجري في سوريا أعقد بكثير من تلخيصه بالقتل أو الدم لأن في ذلك تسطيح كبير أو تعليقه على أننا نصحناهم فلم يستمعوا كما سمعنا من البعض؟!، وهل استمع لكم بعض مسؤولي الحركة؟'.
وتابعت: 'نشعر أن هناك تخبطا حقيقيا في مواقفكم خلال الفترة الأخيرة سواء على المستوى الفلسطيني (أبو مازن الذي أخبرتمونا مرارا وتكرارا عن عمالته ومشاركته في قتل واعتقال إخواننا) وفجأة ولا سابق إنذار نرى ما رأيناه في قطر، وكذلك مع النظام الأردني، هل هذا تنظيم؟ أم شركة لفلان وفلان؟ وهذا التخبط انعكس علينا هنا حتى أن البعض منا انحاز إلى أحد الطرفين فعلا لا قولا وربنا يستر'.
وقالوا: 'نخشى أن تكونوا مستدرجين على مربع التسوية! وإلى مربع ترك الجهاد والاستشهاد والمقاومة والإسلام، ونريد أن نسمع منكم قولا فصلا في هذا
وإن كنا نخشى أن كلام الليل يمحوه النهار كما تفعلون كل يوم (بشأن المصالحة وبشأن أبو مازن وبشأن سوريا)، نسمع منكم قرارا وكلاما ونرى عكسه، نتمنى ألا تغيروا مبادئكم وإخوانكم ولا تنسوا دينكم ولا تغرنكم الحياة الدنيا!'.
وأبدى كوادر حماس استغرابهم 'نكرانكم للجميل مع إيران وسوريا بينما سمعنا منكم عنهم الكثير في الغرف المغلقة (بمواقفهم الصادقة والشجاعة، ودورهم في وصول حماس لما وصلت إليه وحجم السلاح والمال المتدفق إلى غزة من إيران وسوريا، والتدريب الخاص والصناعة الصاروخية، والمواقف السياسية الصلبة والإعلامية ومواقف حزب الله)، ثم نجد منكم من عذب الكلام لمن تآمر عليكم ما لا نجده بحق سوريا وإيران وحزب الله بل نود لو سكتم، وهل يعقل ما جرى في الأزهر؟، بل نجد من يخون هذا المحور الذي نفتخر بانتسابنا له في هذا الزمن من الحركة ومن العلماء، نرجوكم أخبرونا هل إيران وحزب الله وسوريا عملاء لإسرائيل كما نسمع من بعض وكوادر ومسؤولي الحركة؟ لماذا هذا التباين فيما نسمعه من مسؤولي الحركة، لا نعلم من بقي غير عميل سوانا؟'.
وقالوا: 'نستنكر وبشدة صمتكم المذل (وقد سمعنا منكم الكثير عن أن حماس تقود الأمة ولم نر ولم نسمع صوتكم في قضية فلسطين ولا في قضايا الأمة مؤخرا) عما يجري في تونس من مؤتمر للتآمر على بلد عربي بحضور وزيرة الخارجية الأميركية الذي ينتهك أعراضنا ويقتل إخواننا في العراق وأفغانستان ويدعم عدونا في فلسطين ويتآمر علينا ووزير خارجية بريطانيا الذي باع قدسنا ولا زال يتآمر علينا وفي وقت يحرق ويهان فيه المصحف من الأميركان ويتعرض الأقصى للعدوان ثم لا نسمع منكم تعليقا ولا استنكارا بينما سوريا- التي لم نر منها إلا كل خير- لا تنجو من ظالم كلامكم؟!'.
وأضافوا، في رسالتهم، 'نرجو أن نسمع منكم موقفا من الشيخ قرضاوي وإلا فسوف نقوم بذلك وبمشاركة إخوة من هيئة العلماء.. بشأن تذكية الطائفية في سوريا وتدمير البلاد، وبشأن كلامه عن العائلات التي تحكم، وهل يعقل ذلك في القرن الحادي والعشرين؟ لم ير القرضاوي سوى العائلات في اليمن وسوريا وليبيا ومصر وتونس؟(..) قبح الله الجهل والجهلاء وقاتل الله علماء السلاطين أو العلماء الساذجين.. نعم نريد أن نسمع منكم كلاما في ذلك ولا ترضوا بسخط الله، لا نريد أن نراكم تقبلون يد وقدم القرضاوي بل نريد أخطأ عمر وأصابت امرأة يا قادتنا. لا نريد أن يكون حرصكم على (شعبيتكم) على حساب أخلاقكم ومبادئكم وعلى حساب الحق والحقيقة والشجاعة الأدبية والفعلية، ونتمنى ألا تقايضوا على ذلك بمتاع قليل من..، أما الشيخ القرضاوي فلنا معه حساب عسير هذا المفتي الذي لم ننجو منه عندما تصادمنا مع فتح إذ به يصبح شيخ فتنة وداعية طائفية وتقسيم وقتل بحق، ويصدح بمدح أميركا وأنظمة الصليب والكفر والظلم لا غفر الله له'.
وأضافوا أنه 'بشأن ما يفعله النظام –وإن كنا ندين القتل ولا نرتضيه لا من النظام ولا من الثوار أيضا ولا من علماء السلاطين الذين يدعون إلى الجهاد ضد نظام كافر!- فنحن لم نقبل بأن يخرج ثلة من فتح للاعتصام في العراء في غزة وقضينا عليهم.. فلم تنكرون على النظام في سوريا ما تفعلونه بأيديكم وأنتم تزعمون أنكم رمز العدالة بينما النظام لم يزعم ذلك يوما؟ ضعوا أنفسكم مكانه قبل أن تقرروا شيئا وأخبرونا ماذا ستفعلون لو كنتم مكانه؟ أما المحاسبة فليتنا نراكم تحاسبون مخطئا من الحركة.. فإن كان لكم ظروفكم فلم للآخرين لا؟'.
وتابعت الرسالة: 'بصراحة.. ما كشفته الأحداث من غياب العمل المؤسسي والمنهجي والقرار المدروس في الداخل والخارج يدعونا لمراجعة ومحاسبة أنفسنا والعمل على إنشاء مؤسسة حقيقية قبل أن تنقسم الحركة وتتشرذم وقبل أن تصبح ألعوبة بيدي المتآمرين ويقضى عليها، ما هي أهمية الشورى والمكتب التنفيذي إذا كان شخص يقرر والبقية تؤجر عقلها له وتبصم؟'.
وأضافت: 'نريد أن تتقوا الله في أنفسكم وفينا ونوصيكم بمراقبة الله وألا تخشوا إلا الله، وبالعمل على بصيرة وبتحري الحق وتحري الحقيقة وعدم الاعتماد على ما يوسوس لكم به بعض المنافقين والعملاء وقنوات الفضاء، بل عليكم باحترام عقولكم والعمل على البحث عن المعلومة على الأرض واتخاذ القرار بأدواته المناسبة وأن تبحثوا في عواقب الأمور وأن تحيطونا علما بما يجري وأن تسألونا.. فأنتم قادتنا وإن كان كلامنا قاسيا فلنا الحق بقوله في زمن الربيع العربي والحرية والانقلاب!! مع رجاء ألا يتم فصلنا بسبب ما ذكرناه'.
وطالبت الرسالة قيادة حماس 'بموقف رسمي يطالب العلماء بعقد مؤتمرات وإصدار فتاوى تدعو للجهاد لتحرير فلسطين وإنقاذ الأقصى على الأقل بعدما صدر وعقد من فتاوى ومؤتمرات ضد سوريا، كذلك يطالب حكام العرب بتسليح الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه ومقدساته لا أن تلتقوهم وتعانقوهم يا إخوتنا وتلمعوهم وتمدحوهم! وبموقف رسمي مما يجري في البحرين'.
Back