يتساءل بعض الزملاء سؤالات تطرح بين الحين والآخر..

هل فوضكم الله وكلاء عنه؟
هل يحتاج الله لدفاعكم؟
هل تهدد هذه الأقوال مكانة الله؟

وهي أسئلة سأقرؤها بحسن ظن، وأتجاوب معها..

أما أن الله فوضنا وكلاء عنه، فنعم!
فالخلافة تفويض، ويبقى الفاعل الأول في ملكوت الله -والأرض جزء منه- هو الله وحده بلا ريب..
تفويض الله -أو لنقل: خلافة الله- إنما هي تفويض عام للبشر وليس لشخص محدد، فإن تكاسل البعض عن أمانته، أو جبن عنها، أو جحدها، فليس هذا بمبرر ليكفر بها الآخرين...

في قرأننا الذي يؤمن به السواد الأعظم من مجتمعاتنا آيات صريحة تقول بهذا (التفويض**):

{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }النمل62
فالإنسان خليفة الله في أرضه، وأوكل إليه عمارتها {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }هود61
وقد أدركت عظم هذه الأمانة ملائكة الله ووعيت وظيفة الإنسان على الأرض..
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة30
هذه هي أمانة الإنسان التي حملها، ورسالته المقدسة التي انبرت كل الأنبياء لتذكيره بها كلما أظلمت من حوله السبل، وانحرف عن الجادة...
فالإنسان خليفة الله، خلقه على صورته، وهو سبحانه ليس كمثله شيئ، وأوكل إلى الإنسان عمارة الكون وإصلاحه، وتركه يشق طريقه بنفسه، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر، وما تشاؤون إلا أن يشاء الله.

أما السؤال عن حاجة الله لدفاعنا، فالله غني عنا بيقين، ولكننا ندافع عن الله ورسوله، وننصر الله ورسوله، وتأخذنا الحمية والغيرة لله ورسوله، لأن الله تعبدنا بهذه الأفعال، لا لأن الله محتاج لها، بل هو سبحانه غني عن عبادتنا جملة وتفصيلا
يقول سبحانه: {قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }النمل40
وحتى الجهاد الذي قيد في كل الآيات بأنه في سبيله، فهو جهاد لله، ولإعلاء كلمة الله، ومع هذا، فالذي يجاهد إنما يجاهد لنفسه {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }العنكبوت6
فمآل الأعمال لأنفسنا، ونحن نبذلها لله لننتفع بها نحن لا هو سبحانه وتعالى {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الزمر7
وهكذا سائر سلوكيات الهداية وتوابعها فمآلاتها للإنسان نفعا وصلاحا في الدارين {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }يونس108
وقال أيضا: {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15

وهكذا فالإنسان خليفة الله في أرضه، ورسالته العظمى هي العبودية لله وحده {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
والحياة نفحة من نفحات الله أهديت للإنسان حتى يبلونا أينا أخلص مقصدا وأصوب سلوكا {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }الملك2
نحن حملة الأمانة الربانية شهداء الله على الناس، وسيف نقمة الجبار في وجه كل معاند
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}البقرة143
الشهود الحضاري بشارتنا التي نملأ فيها الأرض عدلا ورحمة وأنوارا
ونحن نحن في نفس الوقت بمحض عبوديتنا نستسلم لأمر الله لينتقم بنا ممن يشاء،
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}التوبة14
هكذا فهم الجيل القرآني الراشد رسالة السماء الإنسانية، فأثنى عليهم سبحانه بأنهم ينصرون الله ورسوله، وهو الغني: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحشر8
وهكذا يجب أن نفهما جميعا عبودية لأمره سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7
فلا بد من أن ننصر الله ليتحقق النصر، الله يأمرنا بهذا وهو يفعل ما يريد وليس لعبد أن يعارض مشيئة مولاه. على أنه سبحانه تفضلا منه أشاح لنا عن بعض الحكمة من هذه النصرة، فإذا هي ذات الرسالة الإنسانية التي خلق لأجلها الإنسان، وهي أن يبتلى بعضنا ببعض، ويدفع بعضنا بعضا، لأجل هذا فنحن ننصر الله، وهذا النصر لا ينضد في أي حال من الأحوال بأنه سبحانه محتاج لنصرنا، بل كما قال سبحانه: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ *} ( محمد4-6)
وهذا البلاء العظيم سنة الحياة حتى لا تذوي وتأسن وتموت! فمضاء الحياة اختبار وبلاء وتدافع، فيدفع الله الناس بعضهم ببعض حتى تشرق الأرض بنور ربها{وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }البقرة251
وهكذا فرسالة التدافع والبناء تحمي كل الإرث الإنساني وكل المقدسات {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج4
وهكذا يعود بنا ختام الآية ليعطينا الخلاصة، وهي أننا ننصر الغني عنا لينصرنا، لا لحاجته سبحانه وافتقاره لغيره كما يفهم بعض القاصرين ممن لا يقدرون الله حق قدره.
نحن ندافع عن الله ونغار على حرماته وننصره لأنه أمر ونظر، وإن ربك لبالمرصاد: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25

أما أن تنال هذه الأقوال والسلوكيات المنحرفة من مكانة الله سبحانه، فتعالى الله عن ذلك، ولكنني أعيد مرة أخرى أننا نقوم بمهامنا لأن مولانا الجليل الأعلى أمرنا بهذه النصرة، ونحن نقوم بها عبادة وخضوعا لأمره، وفي الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى:
{ يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }. [رواه مسلم:2577].

ولن يشفع للحرباء أن تتلون كما تضاريس البيئة وألوانها لتبث سمومها تحت أشكال الإبداع والفن والشعر والحرية، مثلما لم ينفع المنافقون الأولون تطاولهم الأرعن على حرمات الله بذريعة الفكاهة والتسلية! {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }التوبة65-66


آمل أنني أوضحت وجهة نظر أخرى تجيب عن تساؤلات بعض الإخوة في هذا الموضوع
واسلموا لود واحترام:redrose:



** أقول هذا تجوزا وإلا فاللفظ القرآني والنبوي هو الخلافة والشهادة والاستعمار (استعمركم فيها)

إن كانت القصيدة- إن جاز تسميتها كذلك!- سيئة أو تعبر عن رأي مهما كان تافه وهامشي- هو بالنهاية شخصي غير ملزم- لا يتقبله البعض, ويمكن رفض ذلك بالحوار, فإن المخيف ما جاء في بعض الردود, أولها يحمل سيفاً بتاراً لا يترك مجالآ للمناقشة, وأدهشتني لغة الثاني

Arrayأما أن الله فوضنا وكلاء عنه، فنعم!
فالخلافة تفويض، ويبقى الفاعل الأول في ملكوت الله -والأرض جزء منه- هو الله وحده بلا ريب..
تفويض الله -أو لنقل: خلافة الله- إنما هي تفويض عام للبشر وليس لشخص محدد،[/quote]الجواب مبهم كثيراً كما قرأته!!!! بل لا يكاد يعني شيئاًمع أن شكله وخطابيته الحماسية توحيان بأنه يريد له أن يعني الكثير.. على من تعود\ نا\ الجماعة.. وكم تقديرك المبدئي لعدد هؤلاء الخلفاء المفوضين الإلهيين..وهل البشر يمكن أن تضم أديان غير الإسلام ,وكيف العمل إن تنازع الخلفاء المفترضين وكل منهم يشهر تفويضه العام في خلافة الإله وأن يرث منه السلطان على باقي البشر.. مو مشان شي.. بس من حق رعاياكم معرفة عدد سلاطينهم.. على الأقل يقوموا بواجب تعظيمكم


Arrayنحن ندافع عن الله ونغار على حرماته وننصره لأنه أمر ونظر، وإن ربك لبالمرصاد: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحديد25[/quote]
لم أفهم ما علاقة الآية التي تم الاستشهاد بها!! هي تتحدث عن إرسال الرسل للناس , فأراك اعتمدتها خطاباً خطاب موجهاً إليك و إلى النا التي ذكرتها قبلاً..

[].

Arrayولن يشفع للحرباء أن تتلون كما تضاريس البيئة وألوانها لتبث سمومها تحت أشكال الإبداع والفن والشعر والحرية، مثلما لم ينفع المنافقون الأولون تطاولهم الأرعن على حرمات الله بذريعة الفكاهة والتسلية! {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ }التوبة65-66[/quote]
أظن أيضاً هذه النون الفاعلة قد اصبح واضحاً لمن تعود.. ل نا تلك .. كما يبدو من السياق العام لخطابك هنا اأيها الخليفة الإلهي المفوض..

مرة أخرى يضطرني الزميل skeptic لإعادة كلامي المفصل أعلاه بشيئ من التذكير والتوكيد لا أكثر...

أنا قلت أعلاه أن الخلافة هي تفويض عام للبشر وليس لشخص محدد، فإن تكاسل البعض عن أمانته، أو جبن عنها، أو جحدها، فليس هذا بمبرر ليكفر بها الآخرون...

لا يهم أن نحصي عدد هؤلاء الخلفاء المفوضين -وهم أكثر من أن يحصوا-، فكل إنسان يسعه أن يكون ذلك الخليفة إلا أن يأبى

رفض الإنسان أن يحمل أمانته لا يعني أن الجميع رفض ذلك

هذه الأمانة حملها الأنبياء جميعا على اختلاف شرائعهم وأقوامهم

وبالتالي فليست الخلافة محصورة في جنس أو لون أو قوم أو لغة

وحتى في واقع البشر اليوم فهناك من يحمل منها بجانب دون جانب، وما يكاد يجحدها بالكلية إلا الشواذ


أما آية الحديد التي ألبست عليك فموضع الشاهد فيها (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ)

وهي جواب على سؤال الزميل طريف وغيره: (هل يحتاج الله لدفاعكم؟)

فالله يريد من ينصره، وهو يطلب ذلك، ونحن لا نفتئت على الله سبحانه في ملكوته...

واسلموا لود واحترام:redrose:

يا زميل- واسلم لود واحترام!- لا أراك تجهل أن قول يؤسس لمفهوم عام , ك
Arrayأما أن الله فوضنا وكلاء عنه، فنعم![/quote]
فيه من الإبهام والعمومية ما فيه- ربما بقصد كما أرجح أو عدم إدراك- فمفهوم الوكالة له ثقل لا أظنك تجهله..وهو يتطلب تحديد اًجلياً لكل إسقاطاته الإنسانية:لقانونية والسياسية والاجتماعية ووووووو..قائمة لن تنتهي..
فهو قول يتلون كالحرباء باختلاف الإسقاط-اسمح لي أن أستعير تعبيرك الذي راق لي كثيراً وأجده مناسباً في هكذا مقام

ذكرتني بموقف شهدته هنا مشابه بعض الشيء... ادعاء من نفس المنطلق -تفويض إلهي- أن لايوجد شيئ اسمه احتلال اسرائيلي بالمفهوم الحقوقي السياسي القانوني المعاصر, فكل ما يحدث هو تفويض شخصي من يهوه نفسه و بوكالة كمان , هذا مثال أجده بسيط جداً أمام ما يخطر لي كأمثلة عندما أتأمل قولك ذاك..

لكل مكان سمة، و اللاديني الذي يريد أن يحقر مشاعر الآخرين و مقدساته بحاجة لأن يرحل لوطن يسمح بتحقير الدين. مقدسات الغرب الليبرالي اليوم هي المحرقة اليهودية و الرأسمالية، و أي تحقير لهاتان القضيتان يعرض صاحبه للضياع.

اللادينية كشكل سياسي أمر مرفوض طبعا، و لكنها حرية فردية يضمنها الدستور بحال إلتزام الطرف المقابل باحترام المشاعر, شخصيا أعتبر من يظن أن الكون ولد صدفة "أبله" و لكن هذا رأيي و لا أواجه به الملحدين و الكفرة، لأنهم أحرار أيضا.

القضية سهلة جدا، و هي أن هناك طرف يهاجمنا و يتعاقد مع حرب. الحرية هنا و الأخلاقيات التي يصر عليها الليبراليون لحمايتهم و ضمان تكرار تعديهم على مقدسات الغير لن تنفع، و الحل الوحيد بهم هو النفي مع تأسيس جهاز أستخبارات متطور لأغتيال من يتآمر ضد حضارتنا و إن كان بقعر الجحيم. كل أمّة يجب أن تحمي ذاتها الحضارية، و الشتم و التعريض بمقدسات الغير ليس حرية أو قضية تستحق دفاع أي إنسان يحترم نفسه. كما نرفض التعصب الأصولي الديني القذر لدى السلفية، نرفض أيضا الحقارة و العهرنة الفكرية لدى الكفرة.

الأمر بسيط جدا:

القوة وحدها من تتغلب.


و أيضا يا زميل طيف:

الرضا و السكوت كان حديثا نبويّا، من باب أن العذراء تخجل (بزمن كانت العذارى عذارى و لسن كالشراميط اللواتي تراهن بالمقاهي) و لذا كان السكوت بعد سؤالها ثلاثا علامة للرضا، لأنها لو كانت ترفض فلا يوجد مبرر للخجل.