{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عن تاريخ خطط تمزيق العراق باسم الفيدرالية
الكندي غير متصل
ليس التلاسن مع الرعاع فكر ولا حرية
*****

المشاركات: 1,739
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #1
عن تاريخ خطط تمزيق العراق باسم الفيدرالية
بقلم: محمد حسن الجبوري

الفيدرالية خطة أميركية إسرائيلية لتقسيم العراق والدول العربية الى دويلات طائفية.

ميدل ايست اونلاين
الطروحات والكتابات الكثيرة في الفترة الأخيرة عن الفيدرالية في العراق كذلك المؤتمرات والإجتماعات التي تعقد في انحاء مختلفة من العراق للترويج للنظام الفيدرالي والبحث في امكانية إقامة الفيدرالية في العراق كما وضعت في الدستور الذي صاغه الإحتلال بإعتباره مكسبا للعراقيين بعد إحتلال البلد وإسقاط النظام العراقي على يد القوات الأميركية والبريطانية الغازية، الخطة تقضي أن تقوم الفيدرالية بين ثلاثة كيانات، كردية وسنية وشيعية، وعلى أساس طائفي وعرقي، والتنظير على أنه الحل الأمثل الذي يمنع تقسيم البلد، ومن ثم إقامة فيدرالية بين هذه الكيانات الثلاثة ليتكون بذلك ما يطلقون عليه إسم "عراق المستقبل".

كنت قد كتبت عن هذا الموضوع وتحت نفس العنوان على صفحات جريدة القدس العربي الغراء في عدديها 2109 و2110 ـ الصادرين بتاريخ 19/2/1996 و20/2/1996 في وقت كانت فيه الدعوة للفيدرالية مجرد تصريحات وتعليقات بأشكال وصور مختلفة غير واضحة المعالم كانت تطلق بين الحين والآخر وعلى إستحياء من قبل بعض قوى المعارضة العراقية آنذاك وبعض الجهات الأخرى المعادية للعراق والطامعة في موارده الطبيعية لتنفيذ أجندتها المشبوهة فيما يخص مستقبل العراق.

من المناسب الآن وفي هذه الفترة الزمنية بالذات إعادة ما كتبته عن الفيدرالية قبل عشرة سنوات تحت عنوان "الفيدرالية خطة إسرائيلية ـ إمبريالية لتقسيم العراق والدول العربية لدويلات طائفية" مع إضافة بعض الملاحظات والمواضيع التي استجدت بعد ذلك التاريخ والمطروحة في الوقت الحاضر على الساحة السياسية في العراق والوطن العربي لما لذلك من أهمية في هذه الأيام التي تتعالى فيها أصوات مـروجي مشـروع الفيـدرالية "الأميركي ـ الصهيوني ـ الطائفي"، دون معرفة أجندة وخلفيات هذا المشروع التفتيتي للعراق وماذا وراءه من أهداف خفية مشبوهة.

أقول إبتداء أن جوانب الخطة الصهيونية ـ الإمبريالية لتقسيم العراق وبقية الدول العربية على أساس "عنصري، ديني، وطائفي". وهذه الخطة الإسرائيلية ليست سراً وإنما هي معلنة ومنشورة منذ عام 1982، حيـث عقدت المنظمة الصهيونية العالمية بالتعاون مع منظمة "ايباك" الخاصة باليهود الأميركيين مؤتمراً لتفعيل العمل من أجل تقسيم الدول العربية على مرحلتين زمنيتين تنتهي الأولى عام 2020 والثانية عام 2030 إبتداءً من الصومال وإنتهاءً بمصر والسعودية.

الخطة الصهيوني ـ الإمبريالية للتقسيم والمشار اليها ليست خافية على المتتبعين من القراء والسياسيين المتابعين، اللهم إلا على سياسيي آخر زمان اللذين أخذوا يملئون الفضائيات تحت عناوين خبراء ومحللين سياسيين وغير ذلك من التسميات، يقيمون الندوات والمقابلات للتحدث عن الفيدرالية ومزاياها وفوائدها للشعب العراقي ويصورونها على أنها الحل الأمثل لمشاكل العراق، ومن المطبلين للإحتلال والمستفيدين من مشاريعه وخططه المشبوهة.

لقد نشرت الخطة الإسـرائيلية لأول مرة باللغة العبرية بقلم الصحافي "أويديونسون" الذي كان يعمل موظفاً في وزارة الخارجية الإسرائيلية وتحت عنوان "إستراتيجية إسرائيل خلال الثمانينات" في مجلة "كيفيوم" الناطقة بلسان قسم الإعلام للمنظمة الصهيونية العالمية في العدد 14 شباط ـ فبراير 1982 وقد ترجم هذه الخطة من اللغة العبرية الى الانكليزية الكاتب إسرائيل شاهاك وأوضح وبين طابعها العنصري باعتبارها نسخة طبق الأصل من الفكر النازي التوسعي الذي ساد أوربا في العقد الرابع من هذا القرن.

إن القصد من وراء كتابة هذا الموضوع وإعادة ما كتب ونشر من مخطط تقسيم الدول العربية ومن ضمنها العراق وقبل حوالي ربع قرن من الزمن هو التنبيه لا أكثر لكل من يعنيه الشأن العراقي من خطورة الانجرار وراء مثل هذه المشاريع المشبوهة التي يراد تطبيقها وتنفيذها الآن وتحت مختلف التسميات وما هي في حقيقتها إلا أهداف "إسرائيلية ـ أميركية" اصلاً والمطلوب هو إعطاؤها صبغة عربية عامة وعراقية على وجه الخصوص فيما يخص العراق.

لا أريد أن أتعرض الآن لما تفترضه الخطة بالنسبة للوطن العربي وكيف يتم العمل على تقسيم الدول العربية عن طريق تشجيع الاقليات القومية والدينية والطائفية على الانفصال وإقناعها بالإعتماد على إسرائيل والغرب الإمبريالي في نيل إستقلالها من "الإستعمار العربي" الذي إضطهدها زمناً طويلاً، وحيث تستمر الخطة بالتحدث عن مشروع تقسيم السودان، مصر، سوريا، السعودية.. الخ وتعطي مثلاً بالتحديد ما حدث في لبنان من حرب أهلية إستمرت فترة طويلة ونتجت عنها خسائر كبيرة في الأموال والأرواح وكادت أن تقضي على كامل البنية التحتية اللبنانية وتمزق نسيج لبنان الإجتماعي بالكامل، وحيث يعتبر ذلك هدفاً أساسيا ً من أهداف إسرائيل على الجبهة الشرقية يبدأ بتفتيت القوة العسكرية لتلك البلدان بحروب أهلية كخطوة تكتيكية تدفع باتجاه التقسيم (وسأكتب عن ذلك لاحقاً).


تقسيم العراق


ما يهمنا الآن هو ما جاء في الخطة الإسرائيلية ـ الإمبريالية بخصوص العراق.. فإن الخطة ترى:

أولا ً: أن العراق لا يختلف عن جيرانه من الدول العربية، فرغم أن أكثريته من الشيعة، فالأقلية السنية كانت هي الحاكمة، وعليه فان حوالي 65% من السكان لا نصيب لهم في السلطة التي كانت تمسك بها نخبة من الأقلية السنية، وعلاوة على ذلك توجد في الشمال أقلية كردية، ولولا قوة النظام الحاكم، وقوة الجيش وضخامة موارد النفط آنذاك، لأصبح مستقبل العراق القريب لا يختلف عن لبنان بعد الحرب الأهلية التي حصلت فيه عام 1975، فبذور التمزق الداخلي والحرب الأهلية في العراق واضحة للعيان اليوم أكثر من أي وقت مضى. (وبصورة خاصة بعد تغلغل النفــوذ الايـراني في وسـط وجنوب العـراق بعـد الإحتلال الأميركي للعراق في التاسـع من نيسـان /2003.)

ثانياً : العراق وهو دولة غنية بالنفط ولكن ممزقة داخلياً، مرشح مضمون لتحقيق أهداف إسرائيل ويعتبر تقسيمه أكثر أهمية من تقسيم سورية، فالعراق أقوى من سورية، وعلى المدى القريب، فان قوة العراق هي التي كانت ستشكل خطراُ على إسرائيل، كما إفترضت الخطة وقت نشرها في عام 1982 أن الحرب العراقية ـ الإيرانية كفيلة بأن تمزق العراق وتسبب إنهياره الداخلي قبل ان يصبح قادرا ً على أن ينظم مقاومة واسعة ضدنا، وفي الحقيقة فان كل نوع من القلاقل الداخلية سيساعد إسرائيل مباشرة وستقصر الطريق نحو الهدف الأهم: تقسيم العراق الى طوائف (كما حدث في لبنان).

ثالثا ً: إن تقسيم العراق على أساس طائفي ـ عنصري كما كانت عليه سوريا في العهد العثماني أمر واقعي وممكن، وعليه فان ثلاث (او أكثر) من الدويلات الطائفية العنصرية يمكن أن تقوم في العراق حول المدن الرئيسية الثلاثة "البصرة، بغداد، الموصل" وهذا يتم بفصل منطقة الجنوب الشيعية عن كل من منطقة السنة في الوسط ومنطقة الأكراد في الشمال، وبفصل الأخيرتين عن بعضهما، والحرب الأهلية التي سوف تجري في العراق كفيلة بأن تبلور هذا الواقع وتجعله ممكناً.

رابعا ً: في تعليق لـ إسرائيل شاهاك مترجم الخطة من العبرية يقول "إن مشروع تقسيم العراق مشروع صهيوني قديم، وان فكرة تقسيم الدول العربية الى وحدات صغيرة فكرة ثابتة في الاستراتيجية الإسرائيلية". كذلك فإن المراسل العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية زئييف شيف وهو اخصائي في هذا المجال أكد مرة ً "أن تقسيم العراق الى دويلات شيعية وسنية وكردية هو أفضل ما يمكن أن يحدث للعراق ليخدم مصالح إسرائيل".


تقوم خطة إسرائيل في تقسيم العراق والوطن العربي على فرضيات عديدة أهمها :


أ- أن بقاء إسرائيل كدولة يهودية يبدو مستحيلا ً رغم إستمرار الوضع الراهن للدول العربية، لذا يجب على إسرائيل على المدى البعيد لكي تبقى أن تصنع قوة إمبريالية كبرى تنشر هيمنتها على كل المنطقة، وهذا لا يمكن أن يتم بدون إضعاف الدول العربية وذلك بتقسيمها الى دويلات عنصرية ودينية وطائفية متحاربة، وبالتالي معتمدة من الناحية الإقتصادية والعسكرية على إسرائيل.

ب ـ إن تقسيم الدول العربية الى دويلات عنصرية ودينية وطائفية يعطي مبررا ً شرعيا ً لوجود إسرائيل كدولة عنصرية، وينهي الى الأبد فكرة تعايش الديانات والقوميات والطوائف في دولة واحدة.

ج ـ ترى إسرائيل أن تشجيع الأقليات القومية والدينية والطائفية في الوطن العربي على الإنفصال لا يمكن أن يتم إلا عن طريق إقناع تلك الأقليات بالإعتماد عليها وعلى الغرب الإمبريالي في نيل الإستقلال من ما يسمونه "الإستعمار العربي"، والأهم من ذلك هو إقناع تلك الأقليات بأن إضطهادها في الوطن العربي لا يمكن أن يفسر بكونه إضطهادا ً طبقيا ً، بل هو إضطهاد عنصري أو ديني أو طائفي، فالشيعة مثلا ً يجب أن يدركوا أن لهم الأحقية في الحكم بأعتبارهم الأكثرية وأن السنة كانوا قد إضطهدوهم أيام حكم الرئيس صدام حسين الذي كان يمثل السنة، والكردي العراقي يجب أن يرى في نظام الحكم المركزي ممثلا ً لكل العرب شيعتهم وسنتهم، وضرورة النضال من أجل التخلص من الاستعمار العربي وإضعاف مركزية الدولة بحيث تفقد السيطرة على كامل مناطق العراق للوصول الى حالة انفلات الوضع الأمني وتفكيك النسيج الإجتماعي العراقي وتدهور الوضع الإقتصادي للبلد، وبهذه الطريقة يمكن نشر البذور الأولى للحرب الأهلية التي يسعى لها أعداء العراق.. وبالتالي يمكنهم من الإنفصال وإعلان كيان دولتهم في الشمال العراقي.

ولا بأس من أن نناقش بعض ما جاء بهذه الخطة الإسرائيلية ـ الإمبريالية لتقسيم العراق كي نتعرف على أهدافها وأبعادها وكيفية الوقوف بوجه دعاتها لتقبر كما أقبر الكثير من الخطط المشبوهة قبلها.. من خلال الملاحظات التالية :

1ـ يعتمد البند الأول على خلخلة النسيج الإجتماعي العراقي والضرب على أوتار الطائفية والعرقية وتغذية بذور الفتنة بين الشيعة والسنة باعتبار أن الشيعة يشكلون الأكثرية من الشعب العراقي وأنهم كانوا محرومين ومستبعدين من الحكم، والسنة الذين كانوا يسيطرون على مقاليد السلطة في عهد النظام السابق من جهة، وعرقيا ً بين العرب والأكراد من جهة أخرى وإذكاء روح العداء بين هذه الأطراف جميعاً للوصول الى حالة الإقتتال والحرب الأهلية كما خططوا لها ونفذوها في لبنان، تصورهم هذا كان قد باء بالفشل الذريع أيام الحرب العراقية ـ الإيرانية ولم يحدث شيء مما كانوا قد خططوا له لا أثناء الحرب ولا بعدها.

2ـ يعتمد البند الثاني أن العراق سيكون ممزقا ً وضعيفا ً نتيجة الحرب الأهلية التي يتمنونها وبما أنه دولة غنية بالنفط فسوف يكون والحالة هذه مرشحا ً مضمونا ً لتحقيق أهداف إسرائيل، كما يعتقد واضعو هذه الخطة أن أهمية تقسيم العراق تفوق أهمية تقسيم سورية لأنه أقوى وعلى المدى القريب فان قوة العراق هي التي ستشكل الخطر على الدولة العبرية، وكانوا قد تمنوا أن الحرب العراقية ـ الايرانية كفيلة بتمزيق العراق وانهياره الداخلي وأن كل ما يحدث من قلاقل داخلية ستساعد إسرائيل مباشرة وستقصر الطريق نحو الهدف الأهم تقسيم العراق الى طوائف، وذلك ما لم يحصل في العراق الذي خرج من الحرب أقوى وأشد تماسكا ً شعبا وجيشا، وهذا ما أرعب الدوائر الصهيونية والإمبريالية لتعجل بضرب القوة العسكرية العراقية بحجة إخراج الجيش العراقي من الكويت وتحجيم دوره الأقليمي والدولي ومعاقبة الشعب العراقي بفرض الحصار الظالم عليه.

3ـ يعتمد البند الثالث : أن تقسيم العراق طائفيا ً وعرقيا ً وإقامة ثلاث دويلات فيه تكون عواصمها "البصرة ـ بغداد ـ الموصل" كما كان عليه الوضع أبان العهد العثماني، إنما هو أمر سهل وواقعي وممكن التحقق، وافترضوا أن الحرب العراقية ـ الايرانية ستحقق هذا الهدف، وهذا ما لم يحصل ويتحقق وباءت أمنياتهم بالفشل، وغير بعيد عن الأذهان كيف هب العراقيون لإستعادة منطقة الفاو جنوب العراق حين وقعت تحت الاحتلال الإيراني حيث لا شيء أغلى من أرض الوطن عند العراقيين فهم يتمتعون بالحرص على وحدة ترابهم الوطني والتاريخ يشهد لهم بذلك، كما أنه شعب متحضر وذو تاريخ عريق في التسامح الديني والقومي فنرى الكردي يعيش في جنوب البلاد ووسطها والعربي يقطن في شماله، ونرى الشيعة والسنة وقد تآخوا في طول البلاد وعرضها وليس لدى العراقيين جميعاً أي تمييز أو فرقة لا قوميا ً ولا طائفيا ً أو دينيا ً بل أنهم يحتقرون ويقابلون من يتفوه أو يروج للمذهبية والعنصرية والطائفية بالسخرية والإزدراء، فكيف به أن يوافق أو يرضى بأن يتم تقسيمه على هذا الأساس.


محمد حسن الجبوري


09-13-2006, 09:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 2,007 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  تاريخ الخلافة السعيد حائر حر 17 3,843 12-20-2011, 07:24 AM
آخر رد: S E 7 E N
  حقد على الحجاب أم تاريخ منسي للمرأة الغربية؟ الحوت الأبيض 34 9,674 10-25-2011, 04:20 PM
آخر رد: على نور الله
  باسم عوض الله jafar_ali60 135 35,363 07-17-2011, 10:48 PM
آخر رد: jafar_ali60
  أهمية طرح تاريخ الدولة الأسلامية الأن الحكيم الرائى 28 6,651 06-03-2011, 05:01 AM
آخر رد: عاشق الكلمه

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS